عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 06-29-2016, 01:22 AM
 
الفصل الثالث عشر
" قسوة المشاعر!"

كانت جالسة وأماندا في الحديقة.....في احدى الامسيات الريفية الرائعة.....
تثاءبت اماندا...ثم ما لبثت أن أغمضت عينيها.....نظرت اليها لوسي بحب وهي تبتسم...
انها لا تصدق بأن صديقتها العزيزة ستصبح عما قريب أماً!! ياه....كم تمر السنون بسرعة!!! لقد كانتا بالامس فقط...فتاتين لهما احلامهما وطموحاتهما.....كانتا تعبثان وتلهوان....ولاتحملان اية مسؤوليات...!!لكن الآن؟؟؟
" مرحباً!"
استيقظت من شرودها....لتجد كلاً من ستيف واندرو يقفان أمامها.....
" أهلاً!"
" كيف حال جميلتي؟؟" قال ستيف ذلك وهو يقترب من أماندا ويقبلها على رأسها...
قالت لوسي وهي تبتسم:" انها نائمة!!"
قالت بجفون مثقلة:"لا...أنا مستيقظ....ة!!" وتثاءبت من جديد وعادت لتغط في النوم.....
ضحكوا جميعاً من أماندا التي لا تريد اضاعة لحظة برفقة لوسي....
لكن ستيف هزها بلطف قائلاً:" هيا حبيبتي الى غرفتك....وفي الصباح ستجدين لوسي بانتظارك!! أليس كذلك لوسي؟"
" هذا مؤكد!!" قالت بابتسامة....
" حسناً! تصبحون على خير!!" وهي تنهض بتثاقل....فأسرع ستيف الى جانبها وهو يهمس للوسي....
" أظن بأنني بدأت أغار منكي لوسي!!"
" ماذا تقول ستيف؟؟" قالت اماندا بتباطؤ....
" لا..لاشيء حبيبتي! هيا بنا!!"
ضحكت لوسي من كلام ستيف...لكنها توقفت عن ذلك..حينما لاحظت بأن أندرو يحدق فيها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة رائعة!!....وما ان توارت اماندا وستيف عن الانظار.....
حتى نهضت لوسي بسرعة وهي تقول متحججه.....
" سوف أذهب للنوم! عن اذنك!" وهي تلتفت لتغادر...
" انتظري لوس!" وهو يمسك ذراعها ليمنعها من الذهاب.......
نظرت اليه وهي تحدق متعمدة في ذراعه التي تقبض عليها بهذا الشكل....فتنهد وهو يترك ذراعها ويتمتم معتذراً
" أنا آسف!..لكنني أرغب في التكلم معك!"
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهي تنظر اليه ببرود مصطنع:" أنا أستمع!"
لم تعجبه نبرة البرود والتجاهل في صوتها ومع هذا ....
" هل من الممكن أن تجلسي؟"
"لا!" قالت بتحدي....
فما كان منه الا أن جلس وجذبها بقوة من ذراعها لتجلس الى جانبه......اتسعت عينيها غير مصدقة....
" كيف تسمح لنفسك بالتصرف معي بهذه الصورة الهمجية؟؟؟"
" بنفس الطريقة التي سمحتي فيها لرأسكي الجميل هذا...بالتفكير بهمجية!!!!" قال غاضباً....
مما أربكها..:" أنا....لا أفهم ماتقصده!"
" بل تفهمين جيداً! ومع أنني لست بحاجة الى التبرير..."
قاطعته بسخرية:" يالهذا الغرور!!!"
" ألن تصمتي حتى استطيع انهاء ما أريد قوله؟" قال بنفاد صبر...لكنها أيضاً..كانت قد تمردت على مشاعرها نحوه....وعادت شخصيتها الفولاذية للاكتساح.....
" وربما أنا لا أريد أن أسمع كلمة من الهراء الذي ستقوله؟؟!!" وهي تعود للنهوض....
مما يجبره على الوقوف ومواجهتها....
" لقد حذرتكي مرة لوس من اهانتي!! صحيح بأنك تسرين في شراييني مسرى الدم....لكنني لن أسمح لامرأتي أبداً باهانتي!!!"

اقتربت منه متعمدة وقد أعماها مايقول....وقربت وجهها من وجهه...وهي تقول بتحدي وحنق:" لست امرأتك أيها الكاوبوي! أترغب في تهجئتها لك؟حسناً!"
أمسكت بكفه وبدأت تعد على اصابعه وهي تنظر اليه باستهزاء....
" ل..س..ت...ام..ر..أ..ت..ك!" ثم أسقطت يده من بين أصابعها ..قائلة ببرود..." عمت مساءاً!"
هل ظنت بأنها انتهت منه هكذا؟؟؟ حسناً..ان كانت تظن هذا ..فهي حتماً مخطئة! بل هي لم تكد تشعر بطعم النصر في هذه الجولة...حتى أكد لها أندرو..بأنها تشاركه الخسارة...أكثر مما ظنت.......
أمسكها من ذراعيها بخشونة....وقربها منه " اتركني!" وهي ترتعد..حينما رأت عينيه القاتمتين.....
وبنفس طريقتها....قرب وجهه من وجهها.....حتى شعرت بأنفاسه الدافئة التي تناقض برودة ملامحه.....
" حالما نتزوج....سأقوم بتهذيب لسانكي السليط هذا! ومنذ الان حتى ذلك الوقت...سأعاقبكي بطريقتي!!"
وهو يشدها اليه معانقاً.....بقسوة وغضب....أجل! انه يصب كل غضبه منها...عليها وفي عناقه البارد..الخالي من المشاعر....
حاولت التخلص منه..." اتركني أيها المجنون!! اتركني!!"
لكنه بدا وكأنه لا يسمعها......قالت بأسى:" أندرو!!!"
رفع رأسه وعينيه ما زالتا تقدحان شرراً...وهو يطالع عينيها البائستين..قالت بمرار..
"دعني!"
" لا!" قال بتصميم...
" ماذا تريد مني؟؟؟"
" ما كنت أريده منذ أول يوم رأيتك فيه!!" قال بعينين قاسيتين..لم تلمح فيهما اي أثر للعاطفة......
" ولكنني لا أريد ...!!"
قاطعها قائلاً:" بل أنتي تريدينه!!"
ارتبكت..فحاولت التململ من جديد:" اتركني اندرو! ما تفعله لن يحل المشكلة!!"

فكر قليلاً...ثم قال:" هذا صحيح!!" وهو يقترب منها...مما أجفلها:" ماذا ستفعل؟؟أوه يالهي..أندرو تعقل!!"
لكنه أمسك بها وحملها على ظهره وكأنها كيس بطاطا.....
صرخت بحدة:" أندرو أيها المعتوه...ماذا تفعل!!؟؟أنزلني في الحال!!"
لكنه اكتفى بالصمت...وهو يسير بها نحو سيارته....وهناك ألقاها في الداخل...وفي دقيقة كان قد انطلق بها الى حيث لا يعلم أحد!!!!

كانت تصرخ في السيارة...." هل أنت مجنون؟؟؟أين تأخذني؟؟ أنزلني في الحال!! أقول لك أنزلني فوراً والا ستندم حقاً أندرو ماير!!!"

لم يكلف نفسه حتى عناء النظر اليها......

مما أفقدها أعصابها:" سأقاضيك!! سأجعلك تدفع كل ما تملكه في المحاكم!!! سترى أيها المجرم!!"

أيضاً لم يرد......حسناً, لقد بدأت حقاً تشعر بالخوف!! هي تعرف بأنها تثق بأندرو حتى النخاع!!
لكنها خائفة من أشياء أخرى....بدت جلية في ملامح وجهه!!
وأخيراً توقفا......
خرج من السيارة وسحبها من ذراعها ....وهو يسير بها سريعاً مما جعلها تتعثر أكثر من مرة....وبعثر خصلات شعرها حول وجهها......
ولما رأت بأنهما يقتربان من كوخ....ارتاعت صارخة:" أوه..لا!!"
وأخذت تحاول مقاومة السير مع اندرو....التفت اليها فسارعت بلكمه بقبضتيها الصغيرتين محاولة ابعاده عنها....
ولما أحست بعدم جدوى ذلك...عادت تضربه براحتي يديها دون فائدة وهي تنهار باكية
:" لا..اندرو..اتركني....لا تفعل بي هذا!!!"
وهي تسترخي بين ذراعيه..مما جعله يدرك ما كانت تفكر فيه...أمسك وجهها بين راحتي يديه...وقال وهو غير مصدق ماتظنه...
" أكنتي تظنين بأنني أنوي...؟؟" رفعت عينيها اليه..ورأت مقدار الالم الذي لاح فيهما....
" أوه لوس!!! أي وحش عديم الاخلاق تظنيني؟؟؟ ظننت بأنكي تعرفينني!! ولكنني واهم حقاً...أليس كذلك؟؟ أم أن أبناء الريف هم مجرد ذئاب بشرية تشتهي تمزيق براءة فتيات المدينة الفاتنات؟؟؟"
" أنا؟؟"
" أجيبيني!!" وهو يهز كتفيها بغضب.....ولما لم تجب..تركها من بين ذراعيه....وابتعد عنها قليلاً...ثم عاد ليقول وهو ينظر اليها بألم....
" اطمئني أيتها الاميرة!! لست أبداً كما تظنين! كنت أرغب بمفاجأتكي بهذا الكوخ..الذي اشتريته لكي ..بجانب البحيرة الصغيرة....
كنت أرغب أن نتحدث بحرية....كما فعلنا ذات يوم...في نفس هذا المكان...
ولكن؟؟؟... لا أظن بأن لذلك أي فائدة الآن...!!"

نظرت اليه وهي تشعر بقلبها يتمزق بين ضلوعها...هل حطمت كل شيء؟؟هل مات حبها في قلبه؟؟؟هل يحتقرها الآن...أو يكرهها؟؟؟؟ يا الله..ما الذي فعلته!!!!
ولم تشعر به..الا وهو يهبط ويساعدها على النهوض...نظر الى وجهها طويلاً حينما استقرت واقفة أمامه....رفع خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها... فحاولت الكلام حينما التقت عينيها بعينيه المعذبتين...لكن اصبعه الذي استقر على شفتيها أمات الكلام في مهده.....
" لا تقولي شيئاً!" ومع أن عينيه تعلقت باصبعه الذي كان يلامس شفتيها الناعمتين....بل هو نسي نفسه للحظة..وظن أنه؟؟؟..لا.....قال بصوت مكتوم..لم يسمعه الا هو..... وسحب نفسه بعيداً عنها طالباً منها الركوب.......
أعادها الى المنزل....وانتظر حتى تنزل من السيارة....لكنها لم تفعل!! نظرت اليه..كان وجهه جامداً..بارداً..لم تعهد فيه كل هذه القسوة قبلاً....!
كان ينظر أمامه وكأنه لا يراها.....
قالت برقة:" أندرو...؟ لم أكن أقصد...لقد ظننت؟؟؟" ولكنه ايضاً لم يتحرك...
تابعت بعد ان ابتلعت ريقها بصعوبة....
" حسناً...كنت غاضباً...وحملتني قسراً الى مكان معتم مهجور...أليس من الطبيعي أن أظن ذلك؟؟؟"
أيضاً....لا جواب!!!
حينها نظرت اليه بغضب وقالت..:" لا بأس....لك ما تريد!" وهي تخرج غاضبة وحانقة حتى دون أن تنظر خلفها..ثم سارت مسرعة باتجاه المنزل...لكنها سمعت صوت سيارته بمجرد خروجها منها...استرقت نظرة للخلف...كان قد انطلق من جديد وهو ينهب الارض نهباً....متوارياً بسرعة البرق...عن أنظارها!!!