عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 06-28-2016, 10:52 PM
 

رد: "ما زلت مريضاً بكي!"


الفصل الحادي عشر
" هل يمسح عن قلبها الرماد؟؟؟"

تستمر المواقف بينهما...وتستمر مقاومتها لحبه وجاذبيته....وتشعر بأنها تضعف يوماً بعد يوم!!!
كان يستغل اللحظات...أي لحظة..حتى يكون الى جانبها!!!
حتى كان هذا اليوم..الذي لم يزعجها فيه بكثرة اتصالاته...ولم تره فيه ولا حتى مرة واحدة.....
احتارت....

" حسناً هذا أفضل!! على الاقل سأرتاح منه ليوم واحد!!!"

ولكن الراحة لم تعرف لها طريقاً......كانت ترغب دائماً بابتعاده عنها...وقد أخبرته ذلك في أكثر من مناسبة......فلماذا اذن..لا تستطيع التركيز على كلمة واحدة مما في يديها؟؟؟؟
بدون تفكير....أمسكت بالهاتف وتكلمت مع سكرتيرته.....فعرفت انه لم يحضر اليوم...وأخبرتها أنه بدا متعباً بالامس.......
أقفلت السماعة....حملت حقيبتها واتجهت لفورها الى الفندق الذي يقطن فيه.....
صعدت الى جناحه وطرقت الباب....لكن....؟لا جواب! أعادت الكرة مرة واثنتين وثلاثاً.....ولما لم يأتها الرد في أي منها...بدأ الهلع يغزو قلبها....فلربما أصابه مكروه ما....ومن الذي سيعرف عنه..أو يهتم به؟؟؟
وحينما كانت على وشك النزول لطلب النجدة من ادارة الفندق....سمعت صوت مزلاج الباب,....وفتح الباب قليلاً....

نادت بحذر :" أندرو؟؟؟"

فتح الباب على مصراعيه ...ونظر بعدم تصديق..:" لوس؟؟ ماذا تفعلين هنا؟؟؟"

" أنا....؟؟جئت ..من أجل العمل؟؟؟"

" آه...صحيح...حسناً..لن آتي كما هو واضح لليومين القادمين...وأعرف بأنكي ستبلين خيراً في غيابي...والآن ان لم يكن لديكي مانع....اذهبي حتى لا تصابي بالعدوى!!"

وهو يتركها على الباب ويمضي ليلقي بنفسه على سريره باعياء.....
لم تقاوم الامر.....ولم تستطع الذهاب بكل بساطة....فدخلت وأغلقت الباب خلفها....
لحقت به الى غرفته....وما ان رآها حتى بدا الانزعاج على وجهه....

" حسبتك غادرتي؟؟؟ماذا هناك أيضاً؟"

ألقت حقيبتها ومعطفها جانباً....وجلست الى جانبه قائلة:" أنت مريض!!"

" مفاجأة ...أليس كذلك؟؟؟؟"

اقتربت منه ولمست جبهته..:" يا الهي!! حرارتك مرتفعة!!!"

لم يعلق.......

" هل تناولت غداءك؟؟؟"

" لست جائعاً!!"

" حسن ..حسن....هذا رائع!!!"

نظر اليها بعدم فهم:" ماهو الرائع؟؟؟"

نهضت من مكانها.....قائلة:" أعطني مفتاح الجناح!!"

" ولماذا؟"

" سأذهب لأحضر بعض الاشياء...وأعود....ولا أريد ازعاجك ثانية لتفتح لي الباب!!!"

" ها هو هناك.....على المنضدة!"

تناولته ولكن قبل مغادرتها.......:" هل تريد ان أحضر لك شيئاً معيناً؟"

" كنت سأكتفي بكي.....لكن في حالتي هذه..أتمنى ان لا تقتربي مني!!!لن أتحمل رؤيتكي طريحة الفراش... وبسببي!!"

قالت بابتسامة ساخرة:" سأجرب فرصي!! والآن نم ولا تتحرك من مكانك! فلن أتأخر!!"

" أحبكي وأنتي متسلطة!!!" وأغمض عينيه وقد راح في سبات عميق.....

مع انها ارتبكت من كلماته..الا انها كانت سعيدة بها.....خرجت...وبعد الساعة تقريباً....رجعت وهي تحمل بعض الاكياس التي تحتوي الادوية وميزان حرارة...
وكانت قد طلبت في طريقها وجبة طعام له من الفندق......

رتبت المكان من حولها حيث كان كل شيء متناثراً....وما ان وصل الطعام....حتى أيقظته وعملت على جعله يتناول طبق الحساء بالخضار والدجاج بأكمله....

وبعد ان تناول الدواء عاد للنوم مرة أخرى.......
نظرت الى ساعتها...لقد تجاوزت التاسعة..ويوم غد هو اجازة....ماذا تفعل؟؟لن يكون بامكانها تركه وحده....قد ترتفع حرارته او قد يحتاج شيئاً ما....فماذا تفعل؟؟؟

أخيراً....حدثت والدتها في الهاتف مخبرة اياها انه ستمكث عند صديقة لهذه الليلة....وما الذي سيجعلها تخبرها الحقيقة؟؟؟
هي لا تريد اي تلميحات بينها وبين اندرو خاصة لدى ذوويها.......

وما ان أنهت ذلك.....حتى دخلت لتغتسل....وخلعت حذائها ذو الساق العالية....وحيث أنه لا يوجد ما يناسبها لدى اندرو....وحيث انها لا ترغب في ارتداء اي شيء يعنيه حتى لا يضفي ذلك حميمية على الاجواء بينهما....
رأت ان تظل بفستانها الاخضر الزيتوني القصير..وبنطالها الشفاف الاسود...جلست براحة على اريكة مقابلة لسريره...وبدأت ترتخي بالتدريج...تثاءبت....ودون ان تشعر كانت في سبات عميق........

استيقظت على صوت هذيانه....كان يتقلب في الفراش..يمنة ويسرة...ويهذي بكلمات كثيرة...غير مفهومة...سمعت من بينها "لا".....

"بماذا تراه يحلم؟؟؟" فكرت في نفسها....اقتربت منه ولمست جبينه...

" يا الهي!! انها الحمى من جديد!!"


حاولت ايقاظه حتى يتناول دوائه....فتح عينيه باعياء....وهو يشعر بأنه بين الحقيقة والخيال...فقد تداخلت الصور....وهاهي حبيبته تدخل الى حلمه الكئيب..المعتم....

" لا...لا لوس...اهربي حبيبتي!!" بدأ يهذي.....

عادت لتهزه:" أندرو!! استيقظ....عليك ان تتناول دوائك حتى لا تسوء حالتك!!هيا!"

وهي تحاول رفع رأسه وساعدها هو قليلاً...مما أشعرها بأنه بدأ يستيقظ...
وما ان ابتلع دوائه والقليل من الماء..حتى عادت لتسند رأسه الى الوسادة...
مسحت رأسه بالماء البارد...وهو ينظر اليها من بين اجفانه شبه المغمضة...

" أشعر بالبرد!!!"

"حسناً...ها أنا سأدثرك! لا تقلق!!" وهي تغطيه جيداً بلحافه...وتشده عليه...

" هل هذا أفضل؟؟" تساءلت بقلق....

لكنه لم يرد....نظرت اليه ..وجدته قد استغرق في النوم من جديد....وقد بدت علامات الاعياء واضحة على وجهه الوسيم......
ترددت....لكنها سمحت ليدها بالمسح على شعره...ورفع خصلة شعر متدلية على جبينه.......

قالت هامسة:" أه أندرو!! أيها الحبيب المجنون!!!" وهي تمسح دمعة صغيرة انسابت على خدها.....ونهضت لتعود الى اريكتها وتسترخي فيها من جديد..وهي تنظر الى حبيبها الراقد أمامها......وأغمضت عينيها على صورته!!!

ومع أول خيوط النهار.....وزقزقة العصافير.....فتح أندرو عينيه...وهو يشعر بأنه نام لدهر....لقد كان يشعر بالحيوية والنشاط.....
رفع رأسه من سريره....لكنه ذعرحينما عرف أنه ليس وحيداً..ولكن؟؟أهي لوس؟؟ ابتسم رغماً عنه..وهو ينهض من مكانه بهدوء ويتجه الى حيث تنام كالطفلة....
ركع بجانبها....وأخذ يحدق في وجهها عن قرب وهو مستمتع.. وأي استمتاع!!!
لمس بشرتها باصبعه...فتململت وهي ماتزال مغلقة عينيها....وتقول بكسل:" ماذا؟"
لكنه لم يجب..اكتفى بتحسس شعرها.....فابتسمت بدلال...وهي تقول:" كفي ماري..!"

فقال متعجباً:" ماري؟؟؟"

لكنها ما ان سمعت هذا الصوت..حتى نهضت مذعورة...وهي تجلس في مكانها...لكنها ما ان فعلت ذلك حتى أحست بالالم في خصرها ورقبتها...ومع هذا نظرت الى اندرو...الذي كان عاري الصدر...ومكتفياً فقط ببنطال بيجامته الحريرية السوداء....

" أوه..تباً!!" لم تعرف ان كان ذلك بسبب المها...أم بسبب هذا الجذاب اللعين..

" هل أنتي بخير؟؟؟" تساءل برقة....

" علي أنا أن أسألك هذا!! كيف تشعر اليوم؟" قالت ذلك...وهي تمد يدها الى جبينه بحركة تلقائية.....

لكن هذا آخر ماتوقعه فراح يقول:"كنت جيداً..ولكن الآن؟؟؟أظن بأن الحمى قد عادت إلي!!!"
سحبت يدها بسرعة....
ونهض هو من مكانه وهو يبتسم......" لقد قضيتي ليلة سيئة على هذه الاريكة...وأنا آسف حقاً!!!ليتني.."

قاطعته وهي تنهض ..:" لا تعتذر..فأنا؟؟"

نظر اليها وهو يقترب منها:" أنتي ماذا لوس؟"

" أنا...قلقت عليك....وحينما وصلت كنت تهذي من الحمى...فلم أجد بداً من قضاء الليلة هنا....!!لقد كنت متعباً جداً!!!".... وهي تحاول دفع التهمة عنها!

ابتسم ضاحكاً:" هذا صحيح..وأشكرك جداً لذلك!!! وخصوصاً حينما انتابتني الحمى الليلية! "

ارتبكت لوسي هنا وهي تقول:" ما..ماذا بشأنها؟؟"

ابتسم...:" لنقل...بأنني أتمنى لو تصيبني الحمى كل يوم....حتى تعتني بي كما فعلتي بالامس!!!"

ارتبكت أكثر وهي تقول:" لست أفهم عما تتحدث!! والآن..أتريد استخدام الحمام..أم أبدأ أنا؟؟"

" من بعدك طبعاً!!" ذهبت وهي حانقة....ولكنها لم تدر بأن هناك أكثر من حمام في الجناح.....
وما ان رتبت نفسها واغتسلت حتى وجدته هو الآخر قد أصبح أندرو الذي تعرفه..نشيطاً..وسيماً..أنيقاً...يفيض بالجاذبية والرجولة!!!!

جلست ترتدي حذائها الطويل....وهي تقول:" حسناً..يجب ان أغادر الآن..!"

ناولها معطفها وهي تنهض....وهو يقول:" لا!! بل سنذهب لتناول الفطور..ومعاً!!"

" اسمع أندرو!"

" بل أنتي من ستسمعين!! لقد اعتنيت بك مرة وأنتي مريضة...وحضرت لكي الفطور بنفسي!!!لهذا..عليك ان تعوضيني عن ذلك...بقبول الفطور معي!!"


وهل بامكانها ان ترفض...حينما يصوغ الامر بهذه الصورة المحببة...هي ببساطة ستوافق من كل قلبها....
وجدها تبتسم وهي تقول:" حسناً...لا بأس!!"

اتسعت ابتسامته أكثر وهو يضع ذراعه على خصرها مقرباً اياها اليه بينما هما يمشيان....
كانت لوسي تفهم حركاته تلك....هو يريد ان يعرف الجميع انها تخصه هو..وبأنها ملكه وحده....ولم تعرف ..لماذا أعجبها ذلك!! ولم تمانع أبداً كما في السابق!!

فهل تغير فيها شيء؟؟؟؟ وهل نفض الرماد عن قلبها أخيراً!!!!