عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 06-16-2016, 10:16 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
..( 10)..
بعد سقوطها كان القبعة الموضوعة على رأس روز قد سقط .. بالإضافة إلى النظارة .. والكمامة كانت قد سقطت من جهة .. والحبل الآخر معلق على اذنها الأيسر فقط ..
وحينها ظهر وجهها الذي كان متورماً وقد امتلأ بالعديد من آثار الجروح الحديثة ..
لم أكن الوحيدة المتفاجئة قحتى ياماتو الذي لحق بنا قال بصدمة : روز مالذي أصابك ؟؟ لم كل هذه الجروح التي على وجهك ؟؟
وقفت روز بسرعة وعقب أعادت الكمامة على وجهها .. وارتدت القبعة والنظارة من جديد ..
وقالت بغضب : تبا لك أيها المومياء ، إبتعد عني حالا ..
ركضت بعدها مسرعة إلى الصف ..
قال ياماتو وهو يخاطبني : جوليا مالذي أصاب روز ؟؟ هل حصل لها أي مكروه ؟؟
قلت بهدوء : لا أعلم حقاً ..
ساعدني ياماتو على النهوض وقال : تعالي لنتحدث معها ، يبدو أن مكروها قد أصابها ، يجب أن نعلم بحقيقة ما حصل معها ..

أردت منعه من ذلك لأني أعرف مسببيها لكني لو فعلت ذلك فسيدرك ياماتو أني أخفي شيئاً ..
دخلنا إلى الصف .. وكانت جالسة على مقعدها .. وقفت أنا وياماتو أمامها ..
قال لها : روز أخبريني ماذا حصل لك ؟؟
رفعت روز رأسها إليه لكنها لم تقل كلمة واحدة ..
عاد ياماتو ليقول بغضب : روز تحدثي بسرعة ، قد نساعدك إذا ما كنت في مشكلة ..
أجابت روز أخيرا : لا أريد مساعدتكما إطلاقا ، أغربا عن وجهي ..
نظرت أنا وياماتو إلى بعضنا البعض .. كلانا يعلم أن روز عنيدة ، ولن تفصح عما في داخلها بسهولة ..
قال ياماتو بإصرار : روز نحن أصدقاء ، وسنساعدك في محنتك ، لذلك أخبرينا بمشكلتك .
على الرغم من أنني لا أرى ملامحها بسبب الكمامة والنظارة ، إلا أنني على يقين انها في داخلها الآن تسخر من ياماتو على ما قاله ..
بينما أردف ياماتو : حتى لو لم تعتبريني صديقا لك ، فعلى الأقل تستطيعين التحدث مع جوليا ..
قالت روز أخيرا بعد صمت : نعم صديقتين ، لكني لست مجبرة على البوح لها بكل شيء ففي النهاية أنتما لا تستطيعان مساعدتي ..
ياماتو : لا تقولي هكذا ، تخيلي لو أن جوليا تخفي عنك شيئا ، ولا تريد أن تُفصح لأحد حتى لك ِ ، ألن يجرحك هذا ؟؟
- ومن قال أنها لا تخفي شيئا !! إنها تخفي الكثير ..
التمست السخرية من نبرتها ، أما ياماتو فقد نظر إلي باستغراب ، وقبل أن يقول كلمة أسرعت أنا بقولي : ياماتو لندعها الآن ، والنحاول فيما بعد ..
وافقني ياماتو على اقتراحي ، وعدنا إلى أماكننا .
- كما تجري العادة ، تحشرين أنفك في أمور الآخرين بينما تفضلين إخفاء أسرارك >> قالتها روز ساخرة ..


قلت بهدوء وأنا أخرج الكتاب الذي سنأخذه في الحصة الأولى : لست مجبرة على التحدث معي ، لكن إذا أردت ذلك فكلي آذان صاغية ..

صمتنا جميعا .. وما هي إلا لحظات حتى بدأت الحصة الأولى ..
دخل معلم الرياضيات للصف .. وبدأ بشرح الدرس .. وحتى يتأكد من فهمنا كتب سؤالا على السبورة ..
وقال لنا : من منكم سيحل هذه المعادلة ؟؟
لم يرفع أحدهم يده .. نظرت إلى المعادلة المكتوبة على السبورة .. أممم إنها تبدو معقدة قليلا .. لكني أستطيع حلها ..
قال المعلم غاضبا : مابالكم جميعا ؟؟ إنها معادلة سهلة ، فاليقم أحدكم بحلها ، وإلا عاقبتكم جميعا ..

كان من الأنانية أن أتجنب حلها رغم أني أعرف .. كدت أن أرفع يدي .. لكني سمعت صوت آتي من خلفي يقول : معلمي أنا سأقوم بحلها ..
إلتفت إلى ورائي .. إنه سوبارو ..
تقدم سوبارو نحو السبورة .. وأمسك القلم وبدأ بحل المعادلة بكل يسر وسهولة .. ما إن انتهى حتى قال المعلم : أحسنت يا سوبارو ، هذا رائع لقد أنقذت زملاءك من العقوبة ..
ثم أردف كلامه محاورا الطلبة : يجب أن تكونوا ممتنين لسوبارو ، فلو لم يحل المسالة لما نجوتم من العقوبة ..
قال أحد التلاميذ مستهزئا : يبدو أن لديه إيجابية واحدة على الأقل ..

إنفجر الجميع ضاحكين على ماقاله .. لم أستطع تحمل ذلك .. وقبل أن أقول كلمة ..
سمعت صوت غاضب يأتي من الخلف أيضا : توقفوا عن السخرية منه ، فهو أفضل منكم جميعا ..
إبتسمت برضى على ماقاله ياماتو .. يعجبني حقا عندما يدافع عن الحق ..
بعد قليل رن الجرس معلنا عن إنتهاء الحصة.. عاد سوبارو إلى مكانه ..
كنت مترددة قليلا .. هل أتحدث معه .. أم أدعه وشأنه ..
في النهاية قررت أن أستجمع شجاعتي ..
إلتفت إلى الوراء وقلت بإبتسامة : سوبارو لا تهتم بما يقوله الناس عنك ..
نظر سوبارو إلي .. لم أستطع تحديد مشاعره .. فالضمادات التي على وجهه تجعلني عاجزة عن فهمه ..

بينما سمعت ياماتو يقول لي ساخرا : أنظروا من يتحدث ، ألست أنت كالبقية !! لا تهتمين سوى بالمظاهر الخداعة ..
قلت بسرعة : لا لست كذلك إطلاقا ..
ـ لا تحاولي الإنكار ، تصرفاتك الغريبة في تعاملك مع سوبارو خير دليل ..
تبا لقد فهم الأمر بشكل خاطئ .. أنا أشعر بالتوتر منه ليس لأني خائفة منه .. بل بسبب ما قاله لي ذلك اليوم .. إذ أنه طلب مني أن أكون حبيبته..
أردف ياماتو بعد أن رآني صامتة : ولا تنسي أنك في أول يوم له صرخت أمام الجميع وأسميته بالمومياء ، ألست قاسية مثلهم !!
لم أعد أتحمل أكثر .. قلت وتأنيب الضمير يقتلني : أنا آسفة ، أقسم أنني نادمة بعدد شعر رأسي ، لقد زل لساني في ذلك اليوم ، لذلك قلت ذلك ، لكني أشعر بالندم حقا ، ثم أنني .. أنا ...
لم أعد أستطيع أن أكمل أكثر .. بدأت وجنتاي بالإحمرار .. والكلمات تأبى الخروج .. لقد فكرت في ليلة البارحة كثيرا .. واتخذت قرارا .. لكنني لا أستطيع أن أنفذه الآن ..
أشعر أني مخنوقة .. وصوتي مبحوح .. ولساني يعجز عن الكلام .. لقد خانتني جوارحي ..
قال ياماتو : أنت ماذا ؟؟. أكملي ما كنت ستقولينه ..

أخذت نفسا عميقا جدا .. وقلت بهدوء وأنا أنظر إلى سوبارو : أنا موافقة على ما طلبته ..
حاولت قراءة ردة فعله لكنني فشلت كالعادة ..
بينما قال ياماتو : موافقة على ماذا ؟؟ عن ماذا تتحدثين ..
لم أهتم بسؤاله .. أنا أنتظر الآن ما سيقوله سوبارو .. لكن صمته قد طال .. و ياماتو الحائر بيننا ينظر إلينا ببلاهة ..


***

~ روز ~

لاحظت أن جوليا تتحدث مع سوبارو وياماتو ..
إلتفت قائلة : عن ماذا تتحدثون ؟؟ ثم ألم أمنعك يا جوليا من التحدث مع المحاق الثرثار ؟؟
لاحظت أن جوليا تحدق بسوبارو والآخر كان يحدق في وجهها كذلك . و ياماتو يبدو كالطرش بينهما ..
قلت بإبستغراب لياماتو : مالذي يحصل ؟؟
هز ياماتو كتفاه لأعلى دلالة عدم معرفته .. أمسكت جوليا وقلت وأنا أهزها بعنف : هي أنت أيتها الحمقاء ، ماذا يحصل بينك وبين هذا المومياء ..
صرخ ياماتو في وجهي : روز كم مرة قلت لك ألا تكوني فظة مع سوبارو ..
قلت بتغابي : وهل أخبرتني بذلك قبلا ؟؟ نحن لا نتحدث كثيرا في الأصل ، إذاً هذه هي المرة الأولى ..
ـ لا يهم ، المرة الأولى أو المرة الأخيرة المهم أن تتوقفي عن ذلك ..
ـ ومن أنت حتى تأمرني ..
ـ أنا ياماتو أم أنني لا أعجبك ..
قلت بإشمئزاز : أرجوك اصمت فكثرة الجدال معك يجلب الغثيان ..

ثم التفت لجوليا وأنا أتجاهل هذين الأحمقين : جوليا ألا تظنين أن معلم الكيمياء قد تأخر ؟؟ يبدو أنه غائب ..
قالت جوليا بإبتسامة : في الواقع إن المعلم قد أصيب بحادث .........
قاطعتها بسعادة : حقا !! واو هذا رائع لن ندرس الكيمياء مجددا ..
سمعت ياماتو يقول : لا تفرحي كثيرا ، فقد عينوا معلمة بديلة ..
نظرت إليه ببرود وأنا أقول : ومن تحدث معك ؟؟ متطفل ..
سمعت سوبارو يتمتم : فتاة مغرورة ..


ضحكت في داخلي .. أحب أن يغضب الشبان كثيرا .. أدت ظهري نحوهم .. وكذلك جوليا فعلت المثل ..
ماهي إلا ثواني حتى دخلت معلمة جميلة رائعة فاتنة .. أعجز عن وصف جمالها ..

لكنها تبدو مألوفة كثيرا .. أشعر كما لو أنني رأيتها قبلا .. لا .. أنا لم أقابلها .. لكني أشعر أني قابلت شخصا يشبهها .. شعرت أن رأسي سينفجر من كثرة التفكير .. لذلك قررت عدم التفكير أكثر ..

بدأت المعلمة بشرح الدرس .. وأنا لم أستسيغها .. تتمايل بدلال أمامنا .. وتعبث بخصلات شعرها أثناء الشرح .. تبا إنها متصنعة ..
وضعت رأسي على الطاولة .. فأنا لا أتحمل رؤيتها أكثر .. لن أستطيع كبح نفسي أكذا إذا استمريت بالنظر إليها ..
بعد دقائق بدأت جوليا بهزي وهي تهمس : روز إرفعي رأسك ، لقد لاحظتك المعلمة راي ..
لم أبالي .. بعد ثواني سمعت خطوات كعبها العالي يقترب مني .. جيد سأحدث مشكلة إذا ما حاولت خصامي ..
أحسست بيد ناعمة توضع على كتفي .. وهمس قريب من أذني : أيتها الطالبة الغريبة ، نحن في وسط الحصة فالتستيقظي ..
سرت قشعريرة في أنحاء جسدي عندما قامت بالهمس في أذني .. فما كان مني إلا أن نهضت بقوة وأنا أدفعها بعيدا عني .. بدأت أرتعش في مكاني .. أكره أن يقترب مني أحد إلا هذا الحد .. بدأت يداي بالإرتجاف .. وأسناني تتصاكك في بعضها ..
بدأت ذكريات الماضي تعود .. تذكرت تلك الهمسات التي كانت كحفيف الأفعى .. تلاشى الجميع من أمامي .. ولم أعد أرى سوى تلك الحادثة تتكرر أمامي .. وضعت يدي فوق رأسي محاولة أن أنسى .. لكن أصوات صرخاتي وآهاتي .. وأصوات ضحكاته الخبيثة تأبى الرحيل ..
صرخت بغضب : إبتعد، إبتعد عني حالا ..
لم أستطع الإحتمال أكثر .. بدأت أصرخ بشكل هستيري .. حتى أظلمت الدنيا في عيناي .. ولم أعد أرى شيئا ..


***


~ ياماتو ~

تعالت الأصوات بعد أن دفعت روز المعلمة بقوة .. إصطدمت المعلمة بالطاولة المجاورة وسقطت على الأرض .. تجمع الجميع حولها .. لكني أنا وسوبارو وجوليا لازلنا في أماكننا .. لاحظت حركات روز الغريبة .. لاحظت رجفة جسدها .. ورعشة يديها وشفتيها .. مالذي أصابها يا ترى ..

بدأت أناديها .. لكنها لاترد علي .. كل ماتفعله هو الإرتعاش .. أمسكتها وبدأت أهزها .. لكن يبدو أنها لم تلاحظني .. بدأت بالصراخ بشكل هستيري .. وهذا أفزعني حقا .. سمعت أصوات الطلبة وهو يشتمون روز بسبب ما فعلته بالمعلمة ..
كانت جوليا قلقة عليها كذلك .. وما هي إلا لحظات حتى سقطت بين يدي وأغشي عليها ..

ارتعبت من رؤيتها بهذا الشكل .. بدأت أصفعها على خدها علّها تستيقظ .. لكن لا أمل ..
سمعت جوليا تقول لي : ياماتو فلنأخذها إلى الممرضة ..
رفعتها بين يدي .. وخرجت أنا وجوليا متوجهين إلى العيادة .. فتحت جوليا الباب .. ودخلت باحثا عن الممرضة .. لكنها لم تكن موجودة ..
وضعتها على أحد الأسرة الموجودة .. وقلت لجوليا: جوليا فالتبقي مع روز قليلا ، وأنا سأذهب للبحث عن الممرضة في الخارج .
خرجت من العيادة وركضت في الممر باحثا عنها .. دخلت إلى غرفة المعلمين من دون طرقها .. ما إن رأيت الممرضة حتى تنهدت بإرتياح وأنا أتوجه إليها قائلا : أيتها الممرضة تعالي معي ، هناك طالبة فاقدة للوعي ..
توجهنا أنا والممرضة إلى الغرفة .. نزعت الممرضة النظارة من على عينيها .. والكمامة من على وجهها وبعدها ظهر على وجهها علامات الصدمة ..
قالت الممرضة وهي توجه سؤالها إلينا : مالذي حدث لهذه الطالبة ؟؟ هل تشاجرت أم ماذا ؟؟
قالت جوليا : لا نعلم فهي لم تخبرنا بالأمر ..
رفعت الممرضة أكمام قميص روز .. فقد كان الزي الرسمي بأكمام طويلة .. ما إن رأينا يدها حتى شهقنا جميعا في آن واحد .. هناك رضوض كثيرة على يدها .. بالإضافة إلى الجروح والدماء المتخثرة..

قالت الممرضة بغضب : أخرجا قليلا ..
كنت سأرفض .. لكنها منعتنا من النقاش وأخرجتنا رغما عنا ..
بقينا ننتظر خلف باب العيادة .. والقلق قد اعترانا بالكامل ..
نظرت إلى جوليا وقلت : هل حقا لا تعلمين ما سبب تلك الكدمات التي على جسدها ؟؟
لتجيبني بهدوء : وهل تظن أنني إذا علمت سأبقى صامتة ؟؟
بعد دقائق خرجت الممرضة والغضب يبدو على محياها .. ركضنا أنا وجوليا نحوها لنطمئن على حالها ..
قالت الممرضة بغضب : هناك جروح ورضوض في أنحاء جسدها ، وليس فقط في وجهها ويدها ، وإنما في كل مكان ،يبدو أنها تعرضت للضرب في الأمس ، وهناك علامات حروق موجودة في ظهرها ..
قلت أنا وجوليا في آن واحد : حروق !! هل أنت جادة ؟؟
ـ وهل تظنونني أمزح معكم ؟؟ يبدو أن هذه الطالبة تعاني من بعض المشاكل ، أخبراني بإسمها كاملا وصفها ، حتى أخبر المدير بهذا الموضوع ..
أخبرتها جوليا بإسمها وصفها .. بعدها سألناها عن حالها .. فأخبرتنا أنها بخير .. وهي الآن نائمة على السرير .. ورفضت منا أن ندخل إليها حتى لا نزعجها ..
عدنا إلى الصف .. لنجد أن المعلمة راي تنظر إلينا بهدوء ..
قلت لها : أنا أعتذر عن ما فعلت روز ..
حدقت المعلمة بوجهي لثوان : هل أنت ياماتو كودو ؟؟
اجبتها بتتساؤل : نعم لماذا تسألين ؟؟
إبتسمت إبتسامة غريبة وهي تقول : لا بأس فالتعودا إلى مكانيكما ، سنتابع الحصة ..
استغربت كثيرا من إبتسامتها .. لكني لم أظل التفكير .. عدنا أنا وجوليا إلى مكاننا .. وأكملت المعلمة الشرح ..
بعد إنتهاء الحصة .. إجتمع مجموعة من طلاب الصف حول جوليا ..
قال أحدهم : تبا لك أنت وصديقتك تلك ، بعدما فعلته تتظاهر بالإغماء حتى تهرب من العقاب ..
ردت جوليا بضعف كعادتها : أنا آسفة حقا آسفة ، أعتذر لكم عوضا عنها..
صرخ أحد الفتيان بقسوة : وبماذا سيفيدنا الأسف ؟؟ ماذا لو حصل شيء ما للمعلمة راي ؟؟ لن أسامحك أنت وروز إذا كررتما فعلتكما ..
قالت فتاة : أنت وروز تشعران بالغيرة لأنها أجمل منكم بكثير ، لذلك فعلتم ذلك ..
قال آخر : حتى أنكم خدعتم ياماتو بمسرحيتكم السخيفة تلك ، لن تنجيا من فعلتكما هذه ..

لقد طفح الكيل .. ضربت الطاولة بقبضتي .. ووقفت قائلا بغضب : لماذا تصرخون على جوليا ؟؟ هي ليس لها شأن في الأمر ، ثم ما شأنكم بالموضوع ؟؟ الآنسة راي لم تقل شيئا لماذا تتدخلون أنتم إذا ؟؟
بدأ الطلاب بتشتيت أنظارهم ..بالطبع هم يخشون من مواجهتي .. لأني وبكل بساطة وريث شركة كبيرة ومعروفة .. على الرغم من أني أكره ذلك بشدة ..
قلت لهم بذات النبرة الغاضبة : إسمعوني جيدا ، إذا كان لديكم أي تعليق فأنا سأسمعه ، سأتحمل مسؤولية ما حصل ..
كانوا وما ظلوا صامتين .. ولا أحد منهم يجرؤ على التحدث .. قلت لجوليا : جوليا إذا ما قام أحد بإزعاجك فأخبريني ..
ثم أردفت مخاطبا الطلاب : إبتعدوا عن جوليا حالا ، فمعلم الأحياء قادم ..

في موعد إستراحة الغداء .. أعطتني جوليا علبة غدائي كالعادة .. لكن شهيتي مغلقة .. لذلك لم أستطع أن أتناول سوى لقمة واحدة ..
نظرت إلى جوليا التي لم تكن أفضل حالا مني .. فعلى الرغم من أنها ممسكة بعيدان الطعام إلا أن ذهنها كان في مكان آخر تماما .. نظرت إلى سوبارو الذي كان يجلس بجانبي .. لازال يقرأ الكتاب كما العادة ..
قلت : سوبارو بعد خروجي أنا وجوليا من الصف هل قالت المعلمة شيئا ؟؟
نظر سوبارو إلي قائلا : عندما سقطت المعلمة وقاموا بالتحلق حولها ، كانت تنظر إليك عندما كنت تمسك بروز ، وعندما خرجت حاملا روز ظهرت ملامح الغضب على وجهها ، لكن سرعان ما تلاشت تلك الملامح عندما بدأ التلاميذ بالتحدث معها ، اصطنعت الطيبة أمامهم ، أشعر أنها تخفي شيئا ..
وأنا أشعر بذلك أيضا .. قلت بإبتسامة : شكرا لك ، لكن ماذا كان دورك عندما حدث كل ذلك ؟؟
هز أكتافه بلا مبالاة : لم أفعل شيئا ولم أتحرك إنشا من مكاني ..

إبتسمت له .. إنه شخص بارد حقا .. فجأة تذكرت ما قالته الممرضة لنا .. لماذا كانت روز مصابة ؟؟ من قام بذلك يا ترى ؟؟ ولماذا لا تريد أن تخبرنا ؟؟
يجب أن أجد الجواب ..
وقفت قائلا لجوليا : جوليا ما رأيك أن تأتي معي لزيارة روز ..
قالت جوليا بفرح : حقا ! هل نستطيع ذلك ..
ـ لن نخبر الممرضة بذلك ، فهي ستمنعنا ، لكننا سندخل خلسة ..
ـ لكن ماذا نفعل إذا كانت الممرضة في العيادة ؟؟
صمت لأفكر .. قاطع تفكيري صوت سوبارو وهو يقول : أنا سأساعدكما ..
قلت متفاجئا : ماذا !! هل أنت جاد ؟؟
ـ نعم ، ثم أنني أنهيت الكتاب للتو ، ولم أجلب معي كتابا آخر ، لذلك سأشارككم ، أنا سأقوم بإلهائها بطريقتي ، وأنتما حاولا أن تدخلا بسرعة ، لكن الأمر لن يطول كثيرا ، سأفعل ذلك في خمس دقائق فقط ..
قالت جوليا بإحباط : خمس دقائق !! قليل جدا ..
قلت لها : لا يهم المهم أن نطمئن عليها ، قليل خير من لا شيء ..
وقف ثلاثتنا معا .. وخرجنا من الصف .. وأثناء طريقنا وقفت فتاة أمامي في الردهة .. ويبدو أنها ترغب في قول شيء ما لي ..
قالت الفتاة بتوتر : امم ياماتو هل أنت مشغول الآن ، أريد أن أتحدث معك ..
قلت بسرعة وأنا أتخطاها : آسف لنؤجل الأمر فيما بعد ، أنا الآن مشغول ..
أكملنا طريقنا حتى وصلنا إلى غرفة العيادة .. قال سوباارو: إختبئا الآن ، وعندما آخذها بعيدا تسللا من خلفها بسرعة ..
ـ حسنا >> قلناها أنا وجوليا في آن واحد ..

طرق سوبارو الباب .. وفتحت الممرضة له .. ما إن رأته حتى تفاجأت لثواني .. بعدها قالت بإبتسامة : مـ.ــ. مرحبا هل تشعر بشيء ما ؟؟
قال سوبارو : تعالي معي قليلا أرجوك ..
ـ آسفة لكني منشغلة قليلا الآن ..
ـ لن يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق ، أرجوك ..
ـ آه حسنا ..
خرجت الممرضة من العيادة برفقة سوبارو .. وأنا وجوليا أسرعنا للدخول.. بعد أن تسللنا زفرنا بإرتياح.. رأيت الأسرة خالية .. ويوجد سرير واحد فقط كان مغطى بستارة بيضاء .. علمت مباشرة أنه السرير الذي ترقد فيه روز ..
أسرعت أنا وجوليا ما إن فتحنا الستارة حتى وجدناها نائمة بالفعل ..
قالت جوليا بنبرة حزينة وهي تمسح بيدها جراح صديقتها : كم هذا قاسي حقا ، من الواضح أنها تلقت ضربا مبرحاً ..
قلت بإحباط : إذا كنت أنت صديقتها المقربة لا تعلمين بالأمر ، فمن سيعلم ؟؟
..
قالت جوليا : أنظر إليها ، يبدو أنها مستمتعة بالنوم ..
علمت أنها تتهرب من الموضوع .. لقد فعلت الأمر ذاته من قبل ..
قلت بهدوء : جوليا أجيبيني بصراحة ، هل حقاً لا تعلمين ما حصل لها ولو القليل ؟؟
ـ ماذا تعني ؟؟
ـ أشعر أنك تخفين شيئاً ما يخص روز صحيح ؟؟
رفعت جوليا معصمها لتنظر إلى الساعة الموجودة وقالت : لقد مر خمس دقائق بالفعل ، لنخرج قبل أن تدخل الممرضة إلى هنا ..
ها هي ذا تتهرب من جديد .. إنها تغضبني حقا .. أمسكت معصمها وضغطت عليه قائلا : جوليا عندما أتحدث عن موضوع لا تحاولي الهرب منه ..
كنت أنظر إلى ملامحها الباردة .. ألا تشعر بالألم ؟؟ زدت من ضغطي لمعصمها .. لكن ملامحها جامدة تماما .. هذه ليست جوليا التي أعرفها .. دفعتها بخفة وأنا أقول : جوليا مالذي أصابك ؟؟ ماهذه النظرات الباردة التي على وجهك ؟؟
أغمضت عينيها لثواني .. بعدها فتحتها وقالت مبتسمة : هيا لنخرج الآن ..

تخطتني جوليا وتوجهت إلى الباب .. وأنا لازلت متصنما في مكاني .. لحظة !! هل ما يدور في داخلي صحيح ؟؟
هل جوليا مصابة بإنفصال في الشخصية !!؟؟


^ـ^ نهاية الفصل ^ـ^[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس