عرض مشاركة واحدة
  #147  
قديم 06-15-2016, 02:56 AM
 

#



آناء الشتاء ..
—————————————

ثلوج ....
ثلوجٌ تلّون الآفاق فتجعلها سراجاً أبيضاً
يتلألأ بحباتٍ بلوريّةٍ من قطرات الماء المتجمد

تلوح الشمس في الأفق
انها تقريباً السابعة صباحاً

تخترق شذاذات الضياء زجاج النافذة المتشعِّرة
لتبثَّ نوراً في تلك الغرفة الظلماء


كنزةٌ مليئة بالبقع
بنطالٌ تكسوه الرقع

استيقظ ذلك الصغير و لونٌ شاحبٌ يعتريه

رمش عدة مرات ثم
فرك عينيه البنيتان المتعبتان

انسدل بجسده النحيل عن ذلك السرير

ليس من اللائق تسميته بسريرٍ أصلاً
انه قطعتان متراصتان من الخشب تتوزع عليهما الثقوب بالتناوب
و عليهما غطاءٌ رقيق لا يقي من برد الشتاء القارص


أمسك بجوزٍ من الجوارب المرتوقة
و ارتداه
ثم دسّ قدميه في حذاءٍ هشٍّ بالِ


خرج من غرفته التي لا باب لها ..

فوجد والدته
بجسدها الضعيف و كتفاها النحيلتان
كانت تترنم بألحانٍ اعتاد سماعها منذ نعومة أظفاره
حيث كانت التهويدة اللطيفة التي تُلقيها عليه امه بعد اقصوصةٍ ممتعة قبل النوم ...


ارتسمت علامات الحزن على وجهه الصغير
فأي حياةٍ هذه التي عاشها
بينما الأطفال الآخرون يستمتعون في كنف آبائهم و أمهاتهم ينعمون بحياة سعيدة من طعامٍ و شراب و أمان
يلعبون قرب مدفأةٍ لطيفة كي لا يشعرون بالبرد

بينما هو يقاسي كل هذه الأهوال


" لقد استيقظت ! "
هذا ما قالته له امه بعد شعورها به

ارتسمت على ثغره إبتسامة صغيرة
فهو لا يود ان تراه امه حزيناً ، تكفيها مشاكلها و لا ينقصها المزيد !!

" نعم لقد استيقظت بالفعل يا امي "

" أوه حسناً صباح الخير "
" صينية الحلوى جاهزةٌ يا بنيّ .... "

أخذ صينيته و غادر المنزل

فتلفحه لفحةُ هواءٍ
باردة تسلخ الجلود

إبتسم و همس بهدوء
" لا يأس مع الحياة "
فتنهمر عبراتٌ من عينيه
و تسيل على وجنتيه المحمرتين

و يكمل مسيرته بين أكوامٍ من الثلوج

و هو لا يعرف إن كانت نهاية حياته بائسةً كـ بدايتها او ان كان سيرى السعادة يوماً

****

{ هَكذاْ هِيَ حياةُ ملايينَ مِنْ أطفالِ العالمْ ..
لابّد من تواجدِ حلٍّ لهذهِ المُشكلة المبّرمةِ في كلِ أنحاءِ الكون .......
طالماْ انناْ لاْ نحاولُ إنجادَ أولئِكَ الأطفالْ او إنقاذَ براءةِ الطفولةِ ...
فمنْ سيفعلُ ؟؟؟ }



—————————————



بقلمـ ـي

$ إفاضةْ : مقلٌ بريئة تغبّرها الدموع $ ...