عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-12-2016, 04:25 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:900px%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/12_06_16146569361504192.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


الفصــل الــــأول

ما تناولته للإفطار كان قطع بطيخ وشرائح تفاح وحباتٍ من العنب البريّ والأخضر والقليل من نهكة زبادي
البرتقال الساحرة وبجلوسي غير الملحوظ و بجانبي كراسة الرسم ، ظللت أرْقب والدتي بينما تتناول وجبتها محاولة لرسم صورة لشعرها الطويل وخُصلِها المتناسقة جميلة الرؤى من مخيلتي ، و ليس الشعر القصير ذا حلاقة صفر الرجالية التي عليها الآن ، قد قُصّ شعرها هكذا لتسهل العناية به ولكنه لم يكن جذاباً ! ، فليست بالتسريحة الجيدة لرجلٍ مريض فضلاً عن كونها امرأة .. المنظر فظيع ! ، لذا قد رسمتها كما وصفها لي أبي عندما رآهـا في تلك الليلة قبل
ستة عشر عاماً ، بوجهها الحالم الناعم البريء وشعرهـا الذهبي المشرق الذي جسد هالة أحاطت بها على الوسادة .
سارة وفرانك والدايّ العزيزان قد تقابلا في سن الثانية عشر في منزل المجموعة تلك المنازل التي تشابه ملاجئ الأيتام مكتظة وتحت الرعاية ورتيبة وتشعرك بالوحدة ! ، بالنسبة لأبي كانت الديار في الاسم فحسب . فوالديه توفيّـا في حادث سير وقريبه الوحيد المتبقي من عائلته هي جدته المصابة بالجنون والتي تعيش في منزلها لوحدها . و من ثم جدايّ الآخران من أمي اللذان بالتأكيد لم يرغبا في إزعاج نفسيهما بتربية طفلة صغيرة ! ، إذ لم يسبق لها أن تَعرّفت على أبيها ، وأمها قد سافرت في رحلة لجنوب افريقيا ..
هناك حيث التقت برجل و اختفت للأبد . ولذلك أمي كانت رفيقته الوحيدة منْ بقيت بجانبه . وأن شعرها الذهبي المشرق وعينيها العسليتان كانا يضيئان حياته في تلك العتمة وذلك المنزل الكئيب . فهي صديقة الجميع هناك ، دائماً مبتسمة ومرِحه ومحبة للخوض في المغامرات أينما وجدت وكيفما كان الحال ، و أخيراً بالطبع مثيرة للمتاعب للبالغين الذين كانوا يعتنون بهم وبذلك المنزل . بعدما تمت تبنية أبي وتم إنقاذه كانت والدتي تشغل تفكيره بكثرة ، بتساؤله عن أحوالها وكيف قد أصبحت إلا أنه لم يتوصل لإجابات تريح فضوله و لم تكن الفرصة بجانبه لرؤيتها من جديد ، و ما يزيد
عن خمسة عشر عاماً الآن ، قد رسمت أمي تماماً كما لمْحها أبي عندما التقيـا ثانيةً .. حالما وقع بصره عليها من خلال باب غرفة المستشفى شبه المفتوح ورآهـا مستلقية في فراشها غارقة في سباتٍ عميق . تلك اللحظات الممتزجة بعبيرٍ من الأحــاسيس ، بين سعادةٍ عارمة ودهشةٍ لاذعــة وهو يلهث باسمهـا مُنـادياً ، و لم يلحظ وجود شخصاً آخر في الغرفة بجورِهـا ، طفلٌ رضيع في سريرة البلاستيكي ، كنتُ قد وُلدت حديثاً منذ ثلاث ساعات مضت .



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة S O H A N I ; 06-12-2016 الساعة 04:40 AM