عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 06-10-2016, 06:25 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://d.top4top.net/p_145wzuq2.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

( 9 )

شهقت فزعة حين رأيت أمي وأخي يخرجان من سيارة الإجرة.. كيف علما أنني تسللت من المنزل ؟؟
توجهت أمي نحوي راكضة .. ويبدو على ملامحها الغضب ..
إقتربت مني وأمسكتني من كتفاي وهي تصرخ : هل أنت مجنونة ؟؟ لماذا خرجت من المنزل دون إخباري ؟؟ سيكون عقابك عسيرا جدا في المنزل ..
سحبتني من يدي إلى السيارة.. وعندما مررت بجانب أخي كان ينظر إلي بإنتصار .. وعلى شفتيه إبتسامة مغرورة .. هو من وشى بي إذاً ..
ركبنا السيارة التي أتت بها أمي إلى هنا .. وعدنا أدراجنا إلى المنزل وأنا أشعر بالدم يتجمد في عروقي ..
نظرت إلى أخي وأنا أهمس بحنق : كيف علمت بمغادرتي ؟؟
رمقني باستحقار : أصمتي أيتها اللعينة و أعدي نفسك فقط للعقاب ..
..
بلعت ريقي بصعوبة وقد تجمدت أطرافي من شدة الخوف .. وكم أتمنى أن يطول الطريق لكن للأسف ما هي إلا دقائق حتى وصلنا إلى البيت ..
بمجرد أن دخلنا المنزل وأغلقنا الباب خلفنا حتى أتاني صوت أمي الغاضب : في ماذا كنت تفكرين أيتها المجنونة ؟؟
قلت محاولة التبرير : أنا لم أحاول التسلل يا أمي صدقيني ..
ردت أمي بغضب : لو لم ينظر أخاك إلى النافذة المطلة إلى الشارع لما رآك ولما علمنا عن خروجك من المنزل في هذا الوقت ..
تقدم ماركو ناحية أمي وقال : أمي يجب أن تعاقبيها وإلا كررت فعلتها ثانية ..
صرخت عليه : لاتتدخل أيها المتطفل ..
قالت أمي وهي ترمقني بكراهية : لا تخاطبي إبني بهذه النبرة أيتها الوقحة ..
قال ماركو بخبث وهو يناول أمي سلك الكهرباء : خذي هذا يا أمي ، إنه مناسب لمعاقبة روز العنيدة ..
عندما رأيت سلك الكهرباء في متناول يد أمي .. بدأت أرتعش من الخوف .. وحقدي قد ازداد على ماركو ..
إقتربت أمي مني وأنا أشعر بالدماء تتجمد في عروقي ، وما هي إلا لحظات حتى أطلقت صرخة عالية هزت أركان المنزل .. لكن الأمر لم يقف على هذا الحد .. فيما أكملت أمي ضربي متجاهلة صرخاتي وبكائي وتوسلاتي .. وماركو من خلفها يشجعها على ضربي أكثر وأكثر ..

كنت أشعر بالألم في أرجاء جسدي .. وكلما وقع السلك على جسدي كنت أصرخ بأقوى مالدي .. دموعي لم تتوقف عن الأنهمار .. وماهي إلا لحظات حتى شعرت أن جسدي قد تخدر .. ولم أعد أقوى على الصراخ أكثر .. وبعدها غرقت في الظلام ..

***

~ جوليا ~
في صباح اليوم التالي .. كنت قد وصلت إلى المدرسة مبكراً فلا روز كانت حاضرة ولا حتى ياماتو ، وقررت حينها أن أشغل نفسي بقراءة إحدى الكتب التي بحوزتي ..
في الواقع أنا مهووسي الكتب.. لكني للأسف أمتلك صديقة تنفر من الكتب وتبغض القراءة بشكل كبير ، لذا وحفاظاً على رابطة الصداقة التي بيننا أنا لا أمارس هوايتي أمامها البتة ..

بينما كنت منغمسة بالقراءة قاطعني صوت مألوف : من الغريب جداً رؤيتك تقرأين شيئاً ..
رفعت رأسي للأعلى حيث يقف ياماتو ، وقلت مبتسمة : لا أرى في الأمر غرابة إطلاقاً ، هل من الخطأ أن تثقف نفسك ..
قال ياماتو : لا أبداً لكن الأمر يزعجني قليلاً ..
أطلقت ضحكة قصيرة : إذاً أنت الآخر لا تحب القراءة ، المهم لا تزعجني قد تأتي روز في أي لحظة ولا أريدها أن تراني أتحدث معك ..


في هذه اللحظة لمحت سوبارو يدخل إلى الصف .. وجلس في مكانه مباشرة دون أن يرمقني بنظرة ..
بعدت أشغل نفسي بالقراءة من جديد .. ووجود سوبارو خلفي يوترني كثيراً وأنا أحاول جاهدة إخفاء هذا ..
عاد ياماتو إلى مقعده وأخذ الشابان يتجاذبان أطراف الحديث بشكل بسيط ، أظن أنهما أصبحا أقرب قليلاً لبعضهما ..

فجأة بدأ ياماتو بمناداتي .. في البداية كنت أحاول تجاهله لكنه كان لحوحاً بشكل مزعج مما اضطرني إلى الإلتفات إليه قليلاً ..
- ماذا تريد ؟؟
قلتها وأنا أحاول ألا يقع بصري على الشخص المجاور له ..
قال ياماتو : سوبارو يحب قراءة الكتب العلمية ، وأنت أي نوع تفضلين ؟؟
- لا بأس بجميع الكتب معي ..
لاحظ ياماتو ارتباكي فقال متعجباً : ماذا بك يا جوليا ؟؟ تبدين غريبة ، ماذا حصل معك فجأة ..
لم أستطع أن أجيب عليه .. ماذا أقول له يا ترى ؟؟ لم أجد جواباً لسؤاله لذا قررت التهرب منه فوقفت قائلة : أعذرني أرغب في الذهاب إلى دورة المياه قليلاً ..
قال ياماتو : إذاً أسرعي فالحصة الأولى ستبدأ قريبا ..


***

~ ياماتو ~
بعد مغادرة جوليا الصف .. إلتفت إلى سوبارو وقلت ضاحكا : ماكان يجب أن أسئلها عن سبب تغيرها ، يبدو أن لديها مشكلة مع معدتها ..
قال سوبارو : هل جوليا دائما ما تقرأ الكتب ؟؟
أجبت بلا مبالاة : لا أعلم ، لم أرها تقرأ كتابا قط ، إلا هذه المرة ..
بعد قليل رن جرس المدرسة معلنا عن بدء الحصة الأولى .. وجوليا لم تعد بعد .. ماهي إلا دقائق حتى دخلت جوليا قبل معلم الكيمياء ..
قلت لها : لقد تأخرت ..
إبتسمت وقالت : المعذرة ..
جلست في مكانها .. ولازال مقعد روز خاليا .. لماذا لم تأت بعد ؟؟ هل ستتأخر كما حدث سابقا أم أنها ستغيب ؟؟
في هذه اللحظة أقبلت علينا معلمة لم أرها قبلاً عوضاً عن معلم الكيمياء ..
كانت فاتنة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى .. ترتدي تنورة قصيرة باللون الأسود .. وقميص فاضحة باللون الأزرق البحري .. ملابسها أبعد ما يكون عن معلم محترم ..
وقفت أمام السبورة وقالت : دعوني أعرفكم بنفسي ، أنا المعلمة راي ، وسأبدأ بتدريسكم الكيمياء عوضا عن معلمكم القديم ، لأنه أصيب بحادث وأنا هنا كبديلة له حتى شفائه..
قالت رئيسة صفنا : لكن يا آنسة راي كيف حال المعلم الآن ؟؟
- لا تقلقوا حالته ليست بتلك الخطورة ، المهم الآن أرجو أن تكونوا تلامذة مهذبين ، وتتركوا بصمة حسنة في ذاكرتي ..

بهيئتها هذه استطاعت إسحار التلامذة الذكور .. شعرها أشقر محمر طويل يصل حتى فخذها .. ووجهها مليء بمساحيق التجميل الذي زاد جمالها إضعافاً مضاعفة .. أما عيناها فقصة آخرى من يحدث فيها لن يستطيع إبعاد ناظريه عنها ..
أرحت خدي على كفي وقلت لسوبارو بهمس : ما رأيك بهذا النوع من النساء ؟؟ ألا تجلب الإشمئزاز ؟؟ لا أعلم لم جميع الشبان ينظرون إليها بإعجاب ..
قال سوبارو : ألا تراها جميلة ؟؟
قلت له : لا أنكر أنها جميلة ، لكنني أكره النساء اللوات ، أشعر أن هذا النوع من النساء ذوات جمال زائف ، أفضل الفتاة البسيطة والعفوية أكثر ..
ـ هكذا إذا ..
ـ وأنت هل تعجبك هذه المعلمة ؟؟
قال بإبتسامة ساخرة : مهما تزينت من الخارج لا تزال بشعة من الداخل ..
قلت بإستغراب : لماذا تتحدث وكأنك تعرفها ؟؟ هل هي قريبة لك ؟؟
- كنت لأقتل نفسي لو كانت قريبتي ، أنا لا أعرفها ولا أرغب في معرفتها حتى لكن تستطيع أن تدرك مدى قذارتها من النظرة الأولى ..
عدت أنظر إلى المعلمة راي .. صحيح أنني لم أستسغها بسبب مظهرها لكن لم يخطر في ذهني أنها سيئة من الداخل ..


فرغنا من ثلاث حصص لم تأت روز بعد .. قلت لجوليا : جوليا أعتقد أن روز لن تحضر اليوم..
فأجابتني دون أن تلتفي نحوي : ربما لا أعلم ..
إلتزمت الصمت وأنا أشعر وكأن لا رغبة لها في الحديث كعي ، ولكني لا أعلم لما ..
***

~ سوبارو ~

عندما رن الجرس معلنا عن موعد إستراحة الغداء .. أخرجت الكتاب الذي مازلت لم أكمله .. وشرعت في قراءته ..
وأخذت أذني تلتقط الحوار الذي يدور بين ياماتو وجوليا : أتعلمين يا جوليا لقد أدمنت طعامك ..
- يسعدني أن طهيي المتواضع قد أرضى ذوقك ..
- بالمناسبة لازال بحوزتك علبة غداء إضافي صحيح ؟؟
- نعم ، لكن لم السؤال ؟؟
- أظن أنه من الإهدار رميه لذا أعطني إياه وأنا سأتصرف به ..
- هل ستتناول كلاهماا !!

ضحك بخفة : وهل تظنينني سميناً ؟؟ سأعطي سوبارو واحدة ..
اعترتني رغبة ملحة لرؤية ملامحها ، فلم أستطع منع عيني من النظر إلى وجهها فإذا بها تحدق بياماتو متفاجئة ..
أشحت ببصري نحو ياماتو وقلت : لست بحاجة إلى شفقتكم ، لست بجائعاً لذا لا داعي لإعطائي شيئاً ..
ياماتو : لكنها علبة غداء إضافية ، لا يجب أن نقوم برميها ، كلها أرجوك ..
قلت بإبتسامة ساخرة وأنا أحدق بجوليا التي لم تنظر إلي قط : لا تقرر ما ستفعله بأشياء الآخرين فلعل صاحبتها غير راضية عن قرارك..
نظر ياماتو إلى جوليا وقال : جوليا فتاة لطيفة لا أظن أنها ستمانع ، أليس كذلك ؟؟
لم تجب جوليا .. فقلت بسرعة منهياً النقاش : لا تزعجاني أرجوكما ..
عدت أقرأ الكتاب وأنا أنحت على وجهي ابتسامة ساخرة .. شتان ما بين تعاملها معي وتعاملها مع ياماتو .. هه هذا مضحك حقا !!
الجميع لا يهتمون إلا بالمظاهر .. يكنون الحب والمودة لياماتو لأنه شاب وسيم .. ويتجنبونني ما إن يروني لأنني ملفوف بالضمادات ..
العالم أصبح يتعامل بالمظاهر فقط .. لم يعد جمال الروح هو المقياس .. المظاهر ولا شيء ..

بعد إنتهاء الدوام .. بدأت بجمع أغراضي في الحقيبة ..
فإذا بياماتو يقول لي : سوبارو مارأيك أن تأتي معنا ؟؟
قلت متسائلا : إلى أين مرة أخرى ؟؟
فأجابني : إلى منزل روز حتى نطمئن عليها ، فهي لم تحضر اليوم كما تعلم ..
رفعت نظري إلى جوليا التي تقف على بعد مسافة بسيطة منا .. ويبدو أنها تنتظر ياماتو حتى يذهبا معا .. ما إن وقع عيني عليها حتى أشاحت ببصرها بعيدا .. وهي تدعك كفيها ببعضهما بتوتر ..
قلت بخبث : حسنا سآتي معكما ..
توسعت حدقاتا عينيها بتفاجؤ .. لقد ظنت بأني سأرفض .. لكني خيبت أملها .. مشيت بجانب ياماتو .. وجوليا تسبقنا بمسافة .. خرجنا معا من المدرسة .. فإذا بي أرى جوليا تقوم بسحب ياماتو بعيدا عني .. وتهمس له بكلمات لم أسمعها ..
لكني موقن أنها تتحدث معه بشأني .. فهي لاتريد مني مرافقتهما ..
إبتسمت ساخرا من نفسي لست راغب حقاً بالذهاب إلى سليطة اللسان تلك .. أردت فقط أن أرى ردة فعل جوليا والآن بإمكاني الإنسحاب ..
قلت بصوت جهوري حتى يصل صوتي لهما : ياماتو أعتذر نسيت أن لدي ما أنجزه اليوم ، أنا مضطر للرحيل ، إلى اللقاء ..

***

~ ياماتو ~

نظرت إلى جوليا بغضب .. بدت حركاتها واضحة كالشمس .. يبدو أن سوبارو قد فهمها لذلك قرر المغادرة ..
نظرت إليها بعد أن ولى سوبارو مغادراً وقلت موبخاً : جوليا ما هذا التصرف الفظ ؟؟ لم أتوقع منك ذلك إطلاقا ..
فأخذت تحاول التبرير : أنا آسفة لكن .......

بترت عبارتها حين لم تجد عذراً لتصرفها : لكن ماذا ؟؟ لا تقولي أنك تتصرفين بهذاا لشكل تجاهه بسبب مظهره ، لقد خيبت أملي حقا ..
طأطأت جوليا رأسها وهي تتمتم بالإعتذار .. لكني قلت لها ساخرا : ما فائدة الإعتذار الآن ؟؟ هل تظنين أن الأمور ستحل بمجرد أن تعتذري ؟؟ لقد جرحت مشاعره بتصرفاتك الطفولية هذه ..

ثم أدرت ظهري إليها وقلت : إذهبي إلى روز لوحدك ، فأنا لم أعد راغبا في الذهاب ..
ركبت سيارتي وعدت بها إلى منزلي ..
فُتحت البوابة الرئيسية للقصر .. دخلت السيارة حيث تلك الحديقة الغناء والكبيرة .. في وسط الممر نافورة كبيرة قد بُعثرت بتلات الورد على سطح مائها بطريقة تزيد من جمالها ..

فُتح باب السيارة .. ليستقبلني مجموعة من الخدم ..
ترجلت منها ليأخذ أحدهم الحقيبة مني .. ثم إنحنى الجميع لتحيتي كما تجري العادة ..
دخلت إلى ذلك القصر الكبير .. والذي يبدو موحشا جدا بالنسبة لي .. تقدم ناحيتي رجل في الثلاثين من العمر .. يضع نظارة تزيد من جدية وجهه وحدة نظراته .. ويرتدي ملابس رسمية سوداء ..
قال لي آلبرت والذي يترأس الخدم : سيدي الصغير إن السيد يطلب رؤيتك ..
نظرت إلى آلبرت ببرود .. أعلم ما يريده لذلك لا داعي لأن أذهب إليه ..
قلت له : أخبر أبي أنه لن يأخذ رأيي حتى لو ذهبت إليه ، لذلك فاليفعل ما يشاء ..
قال آلبرت بنبرته الباردة المعهودة : فالتوصل له الرسالة بنفسك ..
على الرغم من أنه خادم إلا أنه يتصرف بطريقة تثير الغضب حقا .. نبرته الباردة تعطيه هيبة غريبة ..
قلت وأنا أصعد السلالم متوجها إلى غرفتي : تبا لك يا آلبرت ، أنت تغضبني حقا ..
إبتسم إبتسامة قصيرة يعبر فيها عن انتصاره ..
دخلت إلى غرفتي والتي قد طغى عليها اللون البني بتدرجاته ...

غيرت ملابسي بسرعة وخرجت متوجها إلى مكتب أبي .. حيث يكون فيه معظم وقته ..
لم أطرق الباب قبل دخولي .. دخلت لأجد أبي يتحدث بالهاتف ويبدو الغضب على محياه .. جلست على أحد المقعد المصنوع من الجلد أمام طاولة أبي .. وبقيت أنتظر منه إنهاء المكالمة .. مر أكثر من خمس دقائق .. وهو لايزال يتحدث بالهاتف .. ضقت ذرعا بالأمر ..
قلت بقليل من الغضب : أبي إذا لم ترد أن تتحدث معي لا تنادي في طلبي ..
أشار لي أبي بيده بالإنتظار .. ولم يغلق الخط حتى الآن .. قررت أن أنتظر قليلا .. لكن لو تركني أنتظر أكثر من ذلك فسوف أخرج حالا .. واليكمل حديثه بعد ذلك كيفما شاء ..

إنتظرت بعد ذلك خمس دقائق إضافية .. ولا يزال أبي منشغلا بالهاتف .. ضربت الطاولة بقبضة يدي وأنا أقول بإنزعاج حقيقي : أبي أنا هنا فالتؤجل المكالمة في وقت لاحق ..
أشار لي بيده مرة أخرى .. لكني لن أنتظر هذه المرة .. وقفت قائلا : لا تناديني مرة أخرى إذا كنت ستجعلني أنتظر هكذا ..
أدرت ظهري لأنصرف .. لكنه أمسك بيدي ..
سمعته يقول للمتصل : سنؤجل حديثنا لاحقا ، أنا مشغول الآن ..
إبتسمت بسخرية .. لماذا لم يقل ذلك منذ البداية ؟؟ ياللأسف إنه لا يعتبرني شيئا مهما ..
أقفل أبي الخط .. وإلتفت إليه وفي عيناي نظرة باردة .. نظرة دائما ما أنظر فيها إلى أبي ..
قال لي بنبرة آمرة : إجلس يا ياماتو ..
ألقيت بجسدي على الأريكة وقلت بهدوء : ماذا تريد ؟؟
قال أبي وهو يجلس على مقعده الأسود : إسمعني يا بني ، غدا ستأتي زوجتي الجديدة إلى المنزل ، لذلك أتمنى أن تكون هنا لإستقبالها ..
أملت فمي بسخرية .. كما توقعت تماما .. هو دائما ما يتزوج من النساء الجميلات .. وما هي إلا أيام حتى ينتهي بهم الحال بالطلاق ..
قلت ببرود : لا تقلق فأنا دائما أستقبل زوجاتك اللواتي سيكونون طليقاتك ..
قال أبي بنبرة أبرد مني : لا شأن لك في ما أفعله ، ثم أن هذه المرأة مختلفة تماما عن سابقاتها ..
قلت ساخرا : وما المختلف فيها ؟؟ هل هي كائن فضائي أو ما شابه ؟؟
نظر أبي إلي بحدة .. وقال : لم أظنك خفيف الظل هكذا ..
وقفت لأنهي النقاش : حسنا علمت ما تريد قوله ، والآن أنا سأذهب ..
استوقفني أبي : إنتظر لحظة ، كيف حالك الآن مع مدرستك ؟؟
قلت : ومالذي يجعلك تسأل عن حالي ؟؟
ـ لأنك إبني ..

ابتسمت بمرارة : لقد ظننت أنك نسيت أنني إبنك ، من الجيد أنك لا زلت تذكر ..
قال والدي بجمود : ولأنك إبني لا زلت غير راضياً بفكرة أن تبدرس في مدرسة عادية كمدرستك الحالية ، لماذا لم تسجل في مدرسة مرموقة كما فعل أصدقائك من المرحلة الإعدادية ؟؟ لماذا اخترت هذه المدرسة بالتحديد ؟؟
ـ لا فرق بين مدرسة ومدرسة جميعها أماكن للتعليم ..
ـ ياماتو أجبني بصراحة ، وإياك والمراوغة ، ماسبب إختيارك لذلك المدرسة ؟؟
نظرت إلى أبي بهدوء .. ولم أرد عليه .. فضلت الصمت على الجواب .. فأنا لا أمتلك جوابا في الأصل ..
بينما أردف أبي بنبرة شاكة بعد صمتي : هل هذا بسبب فتاة ؟؟
قلت بسرعة نافيا : لا أبدا ..
لا زالت نظراته الشاكة مصوبة نحوي .. يبدو أنه لم يصدقني .. لا حل آخر سوى الهرب ..
قلت بسرعة : أنا سأغادر الآن ..
مشيت بخطوات سريعة نحو الباب .. لأخرج من الغرفة قبل أن يوقفني أبي ثانيةً..
عندما أمسكت بمقبض الباب سمعت أبي يقول : إن كان ما قلته صحيحا فالويل لك يا ياماتو ..
لم أهتم بتهديده وخرجت من مكتبه بسرعة ..

***


~ جوليا ~

عندما قرعت جرس منزل روز .. كان ماركو هو من فتح الباب .. تراجعت للخلف قليلا .. أنا أكره هذا المخلوق كثيرا .. ولا أطيق رؤيته إطلاقا ..
سألته بهدوء : أين روز ؟؟
قال بنبرته المغرورة : ماذا تريدين منها ؟؟
ـ أريد أن أتحدث معها بأمور خاصة ..
ـ أخبريني بما لديك وأنا سأوصل الرسالة لها ..
إنه يماطل كثيرا .. يالغثاثته.. يبدو أنه لا يرغب في أن أراها .. لذلك قررت زيارتها في وقت لاحق ..

قلت له : سأعود إلى منزل الآن ..
أدرت ظهري له .. وتوجهت إلى منزلي .. لم أقم بالإتصال بها لأنها لا تملك هاتفها محمولا ..
قررت سؤالها غدا عن سبب غيابها اليوم عندما أراها ..

وفي صباح اليوم التالي .. نهضت كما العادة مبكرا .. لأنني وبكل بساطة لم أستطع النوم .. طوال ليلة البارحة كنت أفكر في ما قاله ياماتو لي .. وفي تعاملي مع سوبارو .. وفي ما قاله سوبارو ..
مللت من كثرة التفكير .. إرتديت زيي المدرسي .. وعندما انتهيت خرجت من المنزل بعد أن ودعت والداي ..

ترددت قليلا حول فكرة طرق باب منزل روز من جديد .. أخشى أن يرد عليّ ماركو أو والدتها .. سيتعكر مزاجي حينها بالتأكيد ..
لذلك قررت أن أكمل طريقي .. و سأقابلها قريبا في المدرسة ..

بينما كنت أسير في طريقي .. لفت نظري فتاة ترتدي الزي الرسمي لمدرستنا .. وتضع قبعة غريبة الشكل على رأسسها .. دققت النظر إليها جيدا .. إنها تبدو مألوفة بشكل غريب .. نظرت إلى تنورتها الطويلة التي تصل حتى أسفل الركبة .. وتحته شراب أسود طويل .. ولا يظهر من قدمها أي جزء حتى ..

لحظة .. الوحيدة التي ترتدي هكذا هي .. روز بلا شك .. أسرعت إليها بخطوات كبيرة .. ما إن إقتربت منها حتى أمسكت بمعصمها وأدرتها ناحيتي .. لأتفاجأ بأنها تضع نظارة كبيرة غير شفافة .. أي أنه لا يمكنني رؤية عينيها .. وتضع كمامة بيضاء على وجهها .. تغطي بها أنفها وفمها..
قلت متسائلة : روز ماهذا الذي ترتدينه ؟؟ هل أنت حمقاء ..
قالت روز ضاحكة : لقد أحببت أن أغير مظهري قليلا ..
ـ قليلا !! إن هذا كثير جدا ، ثم أنك تبدين غريبة حقا بهذا المظهر ..
ـ لا يهمني رأي الآخرين ، إنه يعجبني ..
سرت بجانبها وقلت : غريبة حقا ، صحيح لماذا تغيبت عن المدرسة يوم أمس ؟؟
لم تجبني روز .. وبقيت صامتة لثواني .. بعدها قالت بهدوء : لا شيء لقد تعبت قليلا ..
ـ هكذا إذا ، إنتبهي على صحتك أكثر ..
سرنا بجانب بعضنا .. وكلتانا صامتتين .. فجأة شعرت بضربة قوية من الخلف على كتفي ..

وصوت من خلفي يهتف بمرح : مرحبا أيتها الفتاتان المزعجتان ..
أمسكت مكان الضربة والتفت إلى الخلف لأقول متظاهرة بالألم : هذا مؤلم يا صاحب القبضة العملاقة ..
ضحك ياماتو قائلا : أنت مدللة جدا ، أنظري إلى .......
بتر جملته عندما نظر إلى وجه روز .. وبعدها نقل ببصره ناحيتي .. ظل يرمش عدة مرات وكأنه غير مصدق لما يراه ..
قال وهو لا يزال وسط صدمته : ماذا بكما ؟؟ لماذا تبدين شاحبة هكذا يا جوليا ؟؟ وأنت يا روز ما سر هذا المظهر الجديدة ؟؟
قلت بإبتسامة : مابك مصدوم هكذا ؟؟ كل ما في الأمر أنني أصبت بالأرق ليلة أمس ، أما روز فقد قررت أن تجدد من نفسها قليلاً ..
قالت روز غاضبة : أيها الأحمق المغفل ، لماذا ضربتي بقبضتك الضخمة هذه ؟؟ تبا لك أيها المتوحش ..
بعد ثواني إنفجر ياماتو ضاحكا .. مما جعل الجميع يلتف ناحيتنا مندهشين من سبب ضحكه العالي ..
يا إلهي أصبحت الأنظار مركزة نحونا ..وأنا لا أحب ذلك إطلاقا .. خصوصا وأن ياماتو واقف معنا ..
أمسكت بيد روز وركضت مبتعدة عن ياماتو بأقصى سرعتي .. وعلى حين غرة إصطدمت بشخص وسقطت على الأرض .. وروز سقطت من خلفي ..
رفعت رأسي للأعلى ببطء وأنا أتمتم معتذرة .. ما إن رأيته حتى عجز لساني عن إكمال إعتذاري .. إنه سوبارو ..
إلتفت إلى روز لأطمئن عليها .. لكن ما إن وقع بصري عليها حتى أخذت الدهشة ترتسم على وجهي ..

نهاية الجزء ..
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Lune~ ; 06-10-2016 الساعة 11:53 PM
رد مع اقتباس