عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-03-2016, 04:02 PM
 



[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/03_06_16146495089519621.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

مهما كان الأمر قاسيا .. مهما كان مؤلما ..
لا تجعله بتلك القيمة التي تفقد من اجلها حياتك!

نزلت بفرح من الحافلة ، و البسمة لم تفارق شفتي ..خطواتي الرشيقة سابقت بتلات الزهور التي حركتها النسمات المفعمة برائحة الورود المنعشة ..!
أجر حقيبتي بشوق و أنا أتأمل المدينة التي غادرتها منذ ثلاث سنوات ، لم تتغير مطلقا ..ربما قد شيدت بنايات جديدة و لكنها لم تغني عن الأساسيات ..!
كنت قد سافرت الى مدينة اخرى حيث تقطن جدتي الثرية ، و ذلك لأتلقى تعليما ثانويا بمستوى يليق بعائلتها كما تزعم ! رغم انني -على ما أظن - كنت سأتلقى نفس نوع التعليم الذي تلقيته هناك لو بقيت هنا ..!
نسيت الأمر و أنا أشعر بدقات قلبي تتسارع عندما تذكرت ان صحة أبي قد ساءت في السنة الأخيرة ..و قد سافرت جدتي الى هنا للاطمئنان عنه ، و عندما أسألها عنه تجيب دوما بنفس البرودة و الصرامة "اهتمي بدراستك كايسي ، و لا تتدخلي في أمور الكبار..!"
آه ، كم كرهت تلك الجملة ..انا في الثامنة عشر و لا تزال تقول عني صغيرة ! أتعجب حقا كيف قضيت تلك السنوات من غير أن أجن من صرامتها و منعها لي بالسفر لرؤية عائلتي ، فقط اتصال واحد مرة في الأسبوع لأمي ..!
انا متلهفة لرؤية أمي و أبي و معرفة المفاجأة التي حضراها لي ، فعلى ما أظن ان ابي سيكون قد تحسن ! وصلت أخيرا الى الشارع الذي أقطن فيه !
منزلي الجميل اشتقت اليه حقا ، ليس كقصر جدتي و لكنه بطوابقه الثلاث و لونه المخملي و حديقته الصغيرة الجميلة قد كان أحب الى قلبي ..!
وصلت الى المكان الذي ظننت ان فيه سأجد منزلي ، و لكن عوض ذلك قد وجدت بيتا فخما ربما حجمه ضعف حجم ما كان عليه و ذلك لأن المنزل الذي كان موجودا بجانبه و انا صغيرة قد اختفى ، ربما قد اشتراه ابي و دمجه مع منزلنا ..!
"ما الذي حصل هنا ؟! هل أخطأت العنوان ؟!" هذا ما قلته تلقائيا و أنا أعاود النظر الى اسم الشارع و مكان المنزل ، انه هو نفسه ..! شعرت بالسوء لأن منظره قد تغير و توجهت الى الباب الخشبي البراق بعد أن تخطيت الحديقة التي تغيرت تماما و الورود الجميلة المعبرة عن فصل الربيع ..!
فتح الباب ليقابلني شاب وسيم حقا ، حدقت به بعيني الزرقاوتين بغباء و أنا أرجع شعري الحريري الأسود الى الخلف بحركة رشيقة من يدي!
سؤال قد تبادر الى ذهني بحت به تلقائيا و أنا احاول ان اكون لبقة و ان لا أصرخ به "عفوا، و لكن مذا تفعل في منزلي ؟!"

نظر الي ببرود مع ابتسامة استهزاء و كان سيجيب و لكن صوت تلك المرأة التي لن يغيب صوتها من ذاكرتي قد ناداه "آيفن ، هل اتت كايسي ؟!"
سحقا ! لما تناديه أمي باسمه و تسأل عني ؟! ..نظر إليها المدعو آيفن بهدوء "آه أظن أنها ابنتك حقا ..!"
قفزت إلي أمي بعد كلامه و أقبلت تحضنني مع وابل من عبارات الشوق..! دموع قد اتخذت لها مجرى على وجنتي قد منعتني من البوح بأي كلمة مما بداخلي ، اردت اخبارها كم افتقدتها و كم حلمت بها هي و أبي ..!
لحظة!، أين أبي ..؟! شعور سيء للحظة قد اجتاحني مع بعض الهواجس التي جعلت رجفة تتسلل الى كامل جسدي .. أبعدت أمي عني برفق بعد ان هدأت دموع شوقي و قلت بشك "أمي ، أين أبي ؟! لقد اشتقت اليه حقا "
في هذه اللحظة بالتحديد ظهر أمامي رجل به شبه كبير بآيفن الذي فتح لي الباب للتو ..! تراجعت بضع خطوات للخلف تلقائيا و أنا أقول برعب "من هذان ؟!"
نظرت الي أمي بابتسامة لم أفهم مغزاها "هذا زوجي ادوارد و هذا ابنه آيفن أي ابني ..أما عن والدك فقد توفي منذ خمسة أشهر !"
لم أعلم مذا أفعل ..أبكي أم أصرخ أكذب أم ألعن حظي ..! "كفاك مزاحا أمي ، أنا لن أتحمل هذا" نطقت بما سبق و دموع متمردة قد تساقطت بحرارة على وجنتي من غير أي سابق انذار ..!
أجل ستكون مجرد مزحة و تمضي ..سأرى أبي من جديد يبتسم لي ..و يحملني عندما أقع ..و يوجهني عندما أضيع ..! قاطع آمالي الخائبة صوتها الذي أصبح كالجحيم مع ضحكتها "حتى لو لم يمت ، كنت سأتركه على أية حال فادوارد احسن منه بمئات المراة..كنت أنتظر عودتك لنعيش معا مع زوجي الجديد "
"اصمتيييي"تهاويت على الأرض غير مصدقة ..هذه حقا ليست أمي ..! ليست أمي أبدا ..! أين أبي ..!؟ أنا أريد أبي ..! أ هذه هي المفاجأة ؟! أن كنت لن أراه الا في العالم الآخر ..! فسأذهب الى هناك ..! سأذهب خلفه الى هناك ..فذلك اهون علي من العيش في هذا الجحيم مع امرأة تخلت ببساطة و رجل يدعي أنه سيحل محل أبي ..!
نظرت اليه بحقد و الدموع تغطي وجهي .. ابتسمت بكره و اشمئزاز موجهة كلامي لادوارد "احذر فقد تخونك أيضا و تتخلى عنك "
نظرت الي بحدة لتوقفني عن الحديث "تعلمي مع من تتحدثي ..!"
"لا تخافي سأتركك مع من تريدين ، و لكن احذري فلن تسلمي مني حتى لو لم أكن موجودة " بعينين خاليتين من الحياة لفظت ما سبق و كره شديد حمله لساني ! و قد كنت أعنيه بكل حرف ، لا نية لي بالعيش بعد هذا ..!
سيارة مسرعة مقبلة .. مشيت بتثاقل الى غاية منتصف الطريق .. ! سأنتهي الآن ، أجل سأنتهي .. ! و سأراه هناك ..! يد ما سحبتني من أمام تلك السيارة لنرتمي على الرصيف .. رفعت عيني بكره للذي أنقذني ..كان آيفن الذي وقف يعدل ثيابه ، مد يده بهدوء نحوي و قال ببرود "لا شيء يستحق ان تقتلي نفسك لأجله مهما كان !"
انهمرت دموعي مجددا و لكن ليس كرها او حقدا بل ألما ..!!


الحياة لا تتوقف عند ناس خذلونا لان الزمن سيعوضنا بمن هم احسن منهم

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس