عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 06-01-2016, 10:38 AM
 
CENTER][align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_05_16146451093973761.png');"][cell="filter:;"]


البارت التاسع

هاجي: هل قرر وقت الدفع؟
بدا شاحباً و هو يقول: بعد ثلاثةِ أيام.
رفع يده تحت حنكه: فرصةٌ قليلة.
ميرنا بنظرةٍ حزينةٍ مواسية: أتمنى أن يكون على ما يرام.
نهض ساي ببطء و ذهب لبراد المياه ليشرب كأساً: أتمنى هذا.
ظلَّت ميرنا تنظر لحالته التي لا يمكن أن تقول له شيئاً يساعده بها ...
و لا يمكن أن تبقى تراقب كيف تتأزم أموره و صحته ....
.................
عادت ميرنا للمنزل و اتجهت فوراً لغرفتها و ذلك لتحاشي مقابلةِ أمها و الإفصاح لها بما حدث...
رمت نفسها على السرير و هي تشعر بالضعف...
صورة كيو لم تكن تُمحى من ذهنها...(أين كيو الآن؟!.. ما الذي سيفعلونه به؟...ماذا سيحدث لساي إن حصل له مكروه؟...ماذا لو عاد ذلك التشنج؟..الآن أنا عديمة النفع حقا ساي..اعذرني... )
سمعت ميرنا صوت أمها و هي تطرق الباب.."ميرنا..حبيبتي..."
شدَّت على يديها ( لقد لاحظت مجيئي..)
رفعت غطاءها و أغمضت عينيها متصنعةً النوم....
فتحت مادونا الباب بهدوء لترى ابنتها قد غطت في النوم فتراجعت بهدوءٍ و صمت مغلقةً خلفها الباب...

.................
هاجي: ألن تنظر للملفات؟
ساي بعدمِ تركيز: و هل هذا وقتها؟
هاجي: آسف..لم أقصد إزعاجك.
رمقه ساي بنظرة: لكنك تفعل.
صمت ليكمل بعد لحظة:آسف, أرجوا منك أن تتركني وحدي قليلاً...أنا لستُ على ما يرام.
هاجي برحب سعة: أتفهم..أنا المخطئ فلا بأسَ عليك...
زادت عيناه حناناً: سوف ننقذه...أنا متأكد.
وضع يده أمام فمه بحيرة...( أرجوا أن يكون هذا و إلاَّ...فأنا لن أسامح نفسي..)
كانَ يوم أمس يدور في ذهنه و هو يعارك أخاه....
كيو بفضاضةٍ طفولية: أنا ابن هذه العائلة و يجب أن تعتمد علي أخي.
ساي غاضباً: لا ترفع صوتك كيو..أنا أخيك الكبير و أعرف ما أقول ..قلتُ لا أي لا.
اقترب كيو بخطواتٍ واثقة: إنَّها ليست سوى زيارة .
ساي: لكنَّها ليست عادية...إنَّها تؤول لرضا العوائل النبيلة بمساعدتنا و إسنادنا و هم لا يعرفونك بتاتاً.
اقترب كيو من أخيه: لأنَّكم تخبئوني في المنزل و كأني لست فرعاً من عائلة شيوكي .
ساي ينظر لأخيه بتمعن و ابتسامةٍ غامضة: يعرفونك!..أنا لم أكن أرغب بمعرفتك أيضاً...أتعرف كم كننتُ سأكون مرتاحاً لو لم تكن معنا؟ ....منذُ ولدت و أنت تضايقني و تزعجني...كأنك ولدت لأجلِ هذا الهدف...من قال أني كنتُ أرغب بأخٍ لي؟..أخذت أمي بعيداً و سلبتَ حريتي بمجيئك ... من قال أني كنت أرغب بوجودك كيو؟....لم أعش كالآخرين, لم أمضي ساعات طفولتي كباقي الأطفال.... دائماً مضطر لتقبل وجود حملٍ أكبر في حياتي...."أخيك الصغير الذي يجب أن تكون مسئولاً عنه...أخيك الصغير الذي يجب أن تدعه يفعل ما يشاء... يجب أن تكون عاقلا و تتنازل لأخيك الأصغر ساي"...و ماذا عني أنا؟!..ماذا عن ما أريده أنا؟!....
قاطعه كيو بلكنةِ حزن غريبة: شكراً لك ...لأنك أصدقت القول هذه المرَّة.
ابتعد كيو دون أن يقول ساي أيَّ شيء بل ظلَّ ينظر له و هو يبتعد خطوةً خطوة ...( هل صدَّق هذه الكلمات الطفولية؟!!...أنا قلتُ ما يريده فقط...)
ضرب ساي رأسه بيده: غبي...غبي...
نهضَ مرَّةً أخرى بعد مرَّاتٍ من الجلوسِ و النهوض: أنا لم أكن أقصد ما كنت أقول...كيو.
.........................
جنا الليل الدامس بظلامه ليزيد قلب جميع من يعلم باختطاف كيو ظلمة ...
كانَ هاجي جافَّ المعاملة على غير عادته و ميرنا قليلة الكلام على غير سجيتها ....
كان ذلك ملفتاً لكن مادونا لم تسأل عن أيِّ شيء...
ذهب هاجي خلف ميرنا لغرفتها و في الداخل.....
هاجي: أظنُّ أن لابد من مجيئك غداً للمركز...هو يحتاجُ لكِ.
ميرنا بضيق: لا تبدأ بحديثك التافه...فحقاً لا أتقبله الآن.
كان واضحاً عليه الجدية التامة: لا أمزح...في هذا الوضع الصعب أفضِّل أن تكوني بجانبه.
ميرنا: لماذا؟...سأتصل بمخطوبته و أخبرها لتفعل.
هاجي : هل تظنين أنَّ الخبر لم يصلها إلى الآن؟...على الأغلب أنَّها تعلم و لو كانت مكترثة ستكون في منزله معه.
ميرنا: إذاً لا داعي أن أتدخل في هذا الأمر.
أدار هاجي أخته نحوه بشدَّة نسبياً: تتدخلي!..أليسَ كيو مهماً لكِ؟!
تمالكت دموعها و هي تقول: بلا ..لكني لا أرغب بالذهاب له.
هاجي بعتابٍ و تتعجب من كلماتها: هو يسأل عنكِ يومياً و أنتِ غير حاضرة لتكوني بجانبه أصعب أيامِ حياته!
رفعت ميرنا صوتها بانفعال و هي تحرك يديها بعشوائية: قلتُ لك لديه من يبقى بجانبه.
ابتعد هاجي و أمسك مقبضَ الباب قبل أن يفتحه و يخرج: لا أرى تصرفكِ حكيماً...
ميرنا: هل من الحكمة أن أذهب و أذكره بالموضوع أكثر؟..إن ذهبت لن أستطيع أن أكتم دموعي القلقة و الخائفة...هذا ليس ما يحتاجه ...سأتصل و أتوسل لفيونيكا أن تهتم به هذه الفترة...لكنـ...
هاجي: ما مشكلةُ ساي مع مخطوبته؟
ميرنا: يظنُّ أنَّها تكترث للمال فقط ...لكن برأيي هذا ما أقتنيه بفكري أنا.
هاجي: المال يُنقذكِ لكن ماذا عنها..بهذا الثراءِ الفاحش فهيَ ترى المال لذَّةَ الحياة!..أي أنّا لا تكترث و لا تهتم لساي و ظروفه بتاتا فأساسا النقود غرضها...فلو كان يمتلك مشاعر في خاوية النتيجةِ.
ميرنا بتغاضٍ لكلماته: لا أفهم ما ترمي إليه.
خرج هاجي قائلاً آخر كلماته: افعلي ما تريه صالحاً.
كانَ الطريقُ واضحاً لها فساي يحتاج لمن يخفف عنه, و من يجب أن تقوم بهذه المهمة هي مخطوبته و هذا ما يزيد من غضبها حين فتح هاجي معها هذا الموضوع فقد تذكرت حين ساءت حالة ساي و لم تستعد فيونيكا للذهاب و البقاء قريباً منه...
كانت تنظر باستفسار لكلِّ شيءٍ حولها: هل هيَ بجانبه الآن؟..أم هو يصارع حزنه وحيداً؟...
طرأ على سمعها صوت رنين هاتف...
تذكرت أنَّها لم تعد هاتف المركز حتى الآن...أخرجت الهاتف من الحقيبة المعلَّقة و رفعت السماعة التي كانت تعلم من خلفها: مرحباً.
كانَ ساي جالساً على ذلكَ الفراش المجعَّد: هل أزعجتك؟
ميرنا: لا, هل أنتَ على ما يرام؟
كان صوت ساي يجيبها قبل أن ينطق: نوعاً ما.
لم تكن ميرنا تعرف كيف تبدأ و قد بدأ ساي...: هل أخبرتِ أمي؟
وضعت ميرنا يدها على رقبتها و تحت شعرها الذهبي: حتى الآن لا.
ساي: جيد, من الأفضلِ أن لا تعلم.
ميرنا: و أنت ...هل أخبرتَ فيونيكا عن الأمر؟
صمت ساي لثوانٍ حتى تسأل ميرنا: هل أزعجك سؤالي؟
ساي بإنكارٍ لما قالته: لا...أجل, قد أخبرتها و قد أخبرتني أنها ستأتي بعد أن تذهب لحفلِ شايٍ أعدته إحدى صديقاتها.
لم تتمالك غضبها : تمزح!!...من هيَ هذه الفتاة لتتجاهل اختطاف أخيك الصغير بهذا الشكل؟...أيُّ إنسانةٍ هذه؟!
ساي و الحزن شريك حروفه: لا يهم.
ميرنا بضجر: لا يهم!...هذا الشيء الوحيد الذي تستطيع قوله!
نهضَ ماشياً خطواتٍ حتى وصل لطاولةٍ صغيرة قد حملت فوقها صورةً له: أخْذُ أخي أفقدني شعوري ميرنا.
كانت هذه الجملة بمثابةِ سهمٍ بدأ يمزق أنياطَ قلبها فتركت مسير الدموع بعدٍ مقاومةٍ عقيمة.....
رفعَ ساي صورته: أخي يحتفظ بصوري لديه و أنا لا أملك واحدة...كم هذا مخجل.
ميرنا و قد أخفت صوت عبرتها: سوف يعود سريعاً ساي..إنَّها ليست سوى أوراقٍ تجمعها..أليسَ كذلك؟
أخذته العبرة قبل أن يقول: أخشى أن تسرق هذه الأوراق أخي كما فعلت بأمي.
ميرنا: و أنا أخشى أن تهلك نفسك قبل رؤيةِ أخيك عائداً.
بانت العبرة التي كان يحاول إخفاءها : أشعر بالوحدةِ و الضعف..ماذا لو لم أستطع الاعتذار له ؟
ميرنا: لا أظنُّ أنَّه يود منك الاعتذار..هو يطلب اعترافاً بأخوته ساي.
ساي شدَّ على الصورةِ قبل أن يضعها مبتعداً: و هذا ما يزعجني...لقد قلتُ له أنني لم أكن أطلب أخاً و هو ليس سوى حملٍ ثقيل منذ أن ولد...لقد جرحته بجرحٍ لا يجبر ...
ميرنا: و هل حقاً هو كذلك؟
ساي بانفعالٍ خفيف: هوَ أخي الذي أتوقُ لعودته.
فهمت ميرنا إجابته: إذاً قل له هذا حين يعود.
...: لا أعرف كيف أقول لأبي.
ميرنا بتعجب: ألم يعلم حتى الآن؟
...: لا أظن...فهو لم يكن هنا منذ يومين و لا يرد على هاتفه.
... : هل تريد أن يتصرف هاجي بهذا؟...أقصد ,لألا تضغط على نفسك.
...: شكراًَ لك, لكني أفضل أن أقول هذا لأبي بنفسي فلا أظن أنَّه سيتقبل سماع الخبر من غريبٍ لم يره.
كانت أنفاسهُ مسموعة و هذا ما كان يُشعرها بعدمِ الاستقرارِ و الاطمئنان: ساي..اهدأ قليلاً أرجوك.
أجابها ببرود: أنا بخير...
أتم..: ميرنا.
....: نعم.
....: هل تمدين يدكِ الدافئة لي مرَّةً أخرى؟
.....: لن أبعدها عمن يحتاج المساعدة..اطمئن.
....: هل ستكونين بجانبي ؟
ابتسمت بحزن: تحت الطلب سيدي.
....: هل سأراكِ غداً؟
تذكرت حديثها مع هاجي لكنَّها أجابت : بالطبع..و هل أستطيع الجلوس في المنزل و أنت بهذه المعضلة.
أخذ نفساً : أشكرك.
....: هذا واجبي.
قال ساي بنبرةٍ مختلفة بعد سماعه صوتاً: أظنُّ أنَّ فيونيكا قد وصلت.
ازداد غيضها نحو تلك الفتاة التي أتمت فرحتها دون اكتراث لوضعية ساي و أخيه المختطف: أرى...لكن ساي ,لا تجادلها.
...: أها.
...:أتعدني؟
...: أعدك.
...: إلى اللقاء إذاً.
أغلقت السماعة و وضعتها تحت شفتيها بقليل و هي تفكر بساي ( بدأت تلك الفتاة تثير أعصابي....ربما ساي محق..شخصٌ كهذا من المستحيل أن يكون محباً و لا يستحق قلباً كقلبه...)
تنهدت قبل أن تقول برجاء من أعماقها: أرجوك كيو..كن بخير.
...................
نهضَ ساي خارجاً من الغرفة متجهاً للأسفل.....
كان ما رآه هو والده الذي بات ينظر له بخوف: هل صحيحٌ ما سمعته؟
أنزل رأسه بحرج من أباه: أجل.
وضعَ يده فوق المقعد بلحظاتٍ قبل أن يستسلم للجلوس: كيف حصل هذا لابني؟!
اقترب ساي واضعاً يديه على كتفي والده برفق: آسف.
نظراته المنبهرة و الحائرة لم تفارقه: كم يريدون؟
ساي: ثمانية مليارات .
اعتدل الأب بجلسته: لا بأس...سنعطيهم ما يريدون و اليوم أيضاً.
عضَّ ساي على شفته: دولار أبي.
انخطف لونه قبل أن يجيب ناهضاً: لا يهم....سأقترض.
ساي: لا أبي...
رفع رأسه نحو ابنه الواقف بنحوٍ خاطف: إنَّها حياةُ ابني.
انحنى ساي جالساً ينظر لأبيه: أبي....
قاطعهما دخول الخادمِ قائلاً: لقد أتت الآنسة فيونيكا سيدي.
السيد شيوكي لاحظه بنظرةٍ جانبيةٍ عابرة: أخبرها أن تدخل.
دخلت و الماكياج الصارخ الذي يعلوا وجهها قد أزعج ساي كثيراً فبأيِّ جرأةٍ تقف أمامه بهذا الشكل و هو حتى لا يقدر على صنعِ البسمة على شفتيه...نهضَ موجهاً كلامه لها: أتيتِ أخيراً.
أسرعت نحوهما : هل الوضع خطيرٌ كثيراً؟
ساي: إنَّه اختطاف و ليس لعبة.
فيونيكا: ما الذي ستفعلونه الآن؟...أخبروا الشرطة.
السيد شيوكي: مستحيل...إنَّ من يطلب هذا المبلغ الكبير ليس غبياً ...لا بدَّ أنَّه حاسب لكلَّ شيء.
ساي: أنا أوافقها أبي...
غضب السيد شيوكي: لن أخاطر بحياته مهما كلَّف الأمر.

......بعدَ يومين......
لحظاتٌ تُحبس بها الأنفاس ....
بقيَ يومٌ واحد حتى يصل الوقت الحساس الذي سينهي كلَّ شيء.....
اتصل المختطف قائلاً أنَّه سيرسل العنوان عبرَ بريدٍ الكتروني و هذا ما كان الجميع بانتظاره.....
كانت فيونيكا جالسة مع ساي في مكتبه ....
واقفةً بدلال بجانب طاولته: هل جمعت المبلغ؟
ساي: خمس مليارات.
فيونيكا: بقيَ الكثير.
أدار ساي كرسيه نحوها: فكرتُ بكيفية جمع الباقي.
فيونيكا بنظرةٍ ثاقبة و مساءلة: كيف؟
صدمتها إجابته: سأبيع المجمع.
فيونيكا بانفعال: هذا هوَ رأسُ مالكَ يا غبي!
ساي ببرودٍ متوقعاً معارضتها: يجب أن تفهمي أنَّ وضعيتي تستدعي التخلي عن هذا المكان.
ابتعدت فيونيكا قليلاً عن طاولته مع ملامحها المتحوِّلة: لكن إن بعت هذا المجمع...لن يكون لديك شيء.
ساي: أعلم.
فيونيكا: هل أنت مصمم على رميِ أموالك؟
نهضَ ساي بجديةٍ تامة و باشرها: لا يهمني ما تسمين هذا ...المهم أن يكون أخي بجانبي غداً و بأيِّ ثمن.
اشتد انزعاجها : حسناً..افعل ما تشاء لكن انسَني منذُ اليوم فأنا لا أناسب أفكاركَ البدائية هذه.
ساي بابتسامةٍ ساخرة: كم هذا جميل...أمنيةٌ طالما تمنيتها؟
وصلت ميرنا في تلك اللحظات فشدَّها صوت فيونيكا الثائر: تفضِّل أخاك الصغير علي!
أجابها: أفضله عليك!...لا تساوينَ شعرةً منه .
( أحمق...هل هذا جواب؟!...)
دفعته فيونيكا باستنفارٍ من يديها: هل تظنُّ أنَّك ستستطيع بيع هذا المركز التجاري في يومٍ واحد؟!...أم هل سيساوي هذا المجمع ثلاث مليارات؟!..هذه أحلامُ يقظتك....هذا لن ينقذ أخاك صدِّقني...يجب أن تكون أكثر عقلانية...ستندم على ما ستفعله .
( تريدُ منعه من بيعِ هذا المكان لإنقاذِ أخيه؟!...هل هيَ جادة بمعارضته؟!!..)
كانت الحدَّة خليطةٌ بكلماتِ ساي الذي بدا متدهور الصحة ثانية: حتى لو كانت أحلامُ يقظة, لن أترك أخي بين قبضةِ أولئك الأشخاص الذين لا يُعرف صدق وعودهم من كذبها...سأخلِّص أخي بأي ثمن كان...و أنتِ اذهبي باحثةَ عن نقودك في مكانٍ آخر...
أشاح بوجهه عنها معرضاً:.. إبعادكِ هوَ ما لن أندم عليه يا فتاة.
فيونيكا : يجب أن تردَّ على والدي بعد أن أخبره بما قلته....بيعُ هذا المجمع يعني أنَّك تبيعني مقايضةً بأخيك.
مدت يدها لتمسكَ يد ساي الممتدة لكن دخول ميرنا منع هذا: لا تلمسيه.
ساي بدهشة: ميرنا.
فيونيكا: لمَ هذه الفتاةَ هنا ساي؟
لم تتح ميرنا فرصةً له ليجيب: أنتِ اصمتي....ضننتُ أنَّكِ تكنين و لو ذرَّةً من الحب له لكن للأسفـ.. أنت لا تملكين قلباً إنسانياً حتى..فأيُّ فتاةٍ أنتِ لتطلب منه أن يختار بينكِ و بين أخيه بمجمعٍ تجاري يُكسب حزماتٍ من المال.
فيونيكا باستفزاز: و هل تعلمين كم يساوي المليار حبيبتي؟..إنَّه رقمٌ ليس لمثلكِ تخيَّله.
تقدَّمت ميرنا بصرامة لتقف أمام فيونيكا بجرأة وجهاً لوجه: حاولتُ أن أقرَّبكما...أهنتني فلم أكترث...لم تهتمي لسوءِ حالته الصحية فبررت موقفك ...أنتِ حتى لا تعلمي أنَّه معرَّضٌ لخطر الموت بسبب طيشك.. أقنعتُ نفسي بأهميتكِ له لكن بعدما رأيتُ الآنـ....لن أسمح لكِ بتحطيمه أكثر..أنا أجزم الآن أنَّ بقائك سيقتله ...
توجهت ميرنا نحو الخزنة السوداء داخل طاولته و فتحتها بالرقم السري المخصصِ لها و أخرجت عدَّةَ رُزَمٍ من النقودِ لترميها على فيونيكا المنذهلةِ من تصرفها: خذي و اخرجي ... أ هذا ما يجعلكِ تتجاهلين حياةً طفلٍ بريء؟!...اجمعي هذه النقود و عودي لوالدك أيتها الغنية...لا أصدِّق أنَّكِ تفضلين هذه الأمور على حياةِ كيو...على الأقل تظاهري بالاهتمام ليرتاح خاطبك.
فيونيكا صارخة: هل تسمح لها أن تهينني هكذا و أنتَ تنظر؟
ساي يبتعد عنها ببرود: و من أنتِ؟...هل أقربكِ؟
أخذت حاجياتها من على المقعدِ و قالت: لن أغفر لك.
ساي بوثوق: أنتِ وافقتِ على مالي الذي تتفاخرين به و ليس أنا...أنتِ لم تقبلي بساي شيوكي.
خرجت فيونيكا قائلة بهمجية نوعاً ما: خذ في الاعتبار كيف ستجيب أبي.
ميرنا تعي ما حصل من انفعالها الغريب: أعتذر, لم أقصد التدخل.
بانَ عليه عدم التوازن و هو يمسك رأسه بألمٍ طفيف: كان بالوقتِ المناسب.
أتت ميرنا بكوبٍ من الماء: خذ أتصوَّرُ أنَّكَ تحتاجُ لشربِ دوائك الآن.
أخذ من يدها الكوب: ما الذي أفقدكِ صبركِ ميرنا؟...ألم تقولي أنَّكِ ستغيرينها؟!
ميرنا : سأغيرها لو كانت لديها طبيعةٌ بشرية ليسَ بكونها تتنازل عن دمِ أخيك لرفاهيةِ حياتها.
أحسَّ ساي ببعضِ الدوار فجلسَ متمالكاً نفسه: إنَّ فيونيكـ...
حرَّكت رأسها مقاطعة: لا تلفظ باسمها أمامي...
نظر لها بحنان: ميرنا..
....: عيناها كانتا خاويةَ المشاعر...حتى أنَّها لم تكن تكترث لوضعيتك المتدهورة..تكادُ تقتلك بالتعذيب الروحي تدريجياً...أنظر لنفسكَ كم ساءت حالتك منذ أتت... لن أدع فتاةً مثلها تحوي قلبك ساي....
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تكمل...: كانت تطلب منك بكلِّ بساطة أن تتخلى عن أخيكَ و خليصك كي تصل لأهدافها التافهة..
رفعَ ساي رأسه قليلاً ليفتح ياقةَ قميصه : لقد قرَّرتُ قراري...يجب أن أبيع المتجر حتى لو عارضتني أنتِ أيضاً.
جلست بجانبه تحاول تنشيف عرقه المتصبب بمنديلٍ أخرجته من جيبها: سأحاول أن أكون سنداً لا عدواً...
دخلَ هاجي في تلكَ اللحظات ليفاجئه وضع ساي المنهك و ميرنا التي تحاول أن تفتح طريق نفسه...
اقترب هاجي بخطواتٍ خفيفة: ما الذي يجري هنا؟
ابتسم ساي بصعوبة: لا شيء مهم..أصابني الإنهاك فقط.
نظرت ميرنا لأخيها المتحير: ماذا هناك هاجي؟
قالَ بعد صمتٍ فترة لحيرةٍ انتابته بالتكلُّم عن ما ينويه أم لا: لقد ازدادَ الأمر سوءاً.
شدَّ على بنطاله: أسوء مما نحنُ فيه؟!
أغمضَ عينيه : لقد حدث اختراقٌ أمني لموقع المجمع.
توسعت عينا ساي: اختراق!!
هاجي: أجل, لا أعلم من فعل هذا لكن إن لم تكن مطمئناً تستطيع أن تدع ميرنا تتأكد لك.
كانت عيناه تغلق و تفتح و وجه المصفر يزداد شحوباً : و ماذا فعل المخترق؟
ركَّز نظرته على أخته في البداية: أخلا الحسابات.
أمسكت ميرنا بيدي ساي بقوة رغم أنَّه لم يكن يتحرَّك بعد سماعه هذه الجملة: تقصد...حسابات المصارف!
كانَ ساي يسمع دون كلام حتى قال: كيو...كيفَ سأعيدُ كيو ميرنا؟
سعاله جعلها تشد يديها عليه, لكنَّ يديها لم تكن لتمنع شهقته بعد سوءِ حاله ليكون مغمض العينين فاقداً للوعي...
بدت ميرنا حائرة و هي تقول منفعلة: ساي...ساي...قل أنَّكَ بخير ساي؟....
أخذ هاجي بيديها المرتعشتان ليبعدها عنه....
أسمعته جملاً متقاطعة أوقفت حركته فترة بسيطة:...يكادُ يموت أمام ناظري و لا أستطيع فعل شيء...أغلق عينيه و يدي تمسكانه دونَ أن أفيده بشيء....أنظر لي أخي, لا أستطيع السيطرةَ على دموعي هاجي...إنَّها تنزل دونَ أن أشاء ذلك...أنا لا أريد غير سلامة ساي...
احتضنها بدفءٍ في حجره: لا بأس بالبكاء..لن يلومكِ أحدٌ على هذا..
( لم أتخيل أن الوضع سيءٌ لهذه الدرجة ...)
بعدَ عشرِ دقائق في المشفى....
ميرنا جالسةٌ على الكرسي الأزرق تنتظر بأحر من الجمر و حينَ خرجَ مايك....
هاجي بدأ سائلاً: هل هو بخير دكتور؟
مايك نظر لميرنا الجالسة: ألم أقل لك أنَّه يجب أن يبتعد عن الانفعالاتِ العصبية؟
كانت الدنيا تدور في رأسها : هل حالته خطيرة سيد مايك؟
مايك متمعناً في ملف ساي الصحي: هل تتوقعين أن أقول أنَّه بخير؟...ما الذي فعلتموه به؟
هاجي يضع يده على ياقةِ الطبيب: أخبرني ماذا هناك دكتور؟
مايك يبعد يدَ هاجي بملامح غضبٍ و انزعاج: لقد كانَ على وشك استقبال جلطة...
أمسكت ميرنا بقميصِ أخيها لتنهض بصعوبة من صدمتها: جلطة!
مايك: من حسنِ الحظ أنًّ الضرر لم يصل لدرجةِ جلطةٍ قلبية فلو حصل هذا لربما حدث ما لا يُحمدُ عقباه.
هاجي: ما سلبيات هذا...؟!
مايك: ليس بالشيء المهم حتى الآن.
توجهت ميرنا نحو النافذة المطلة على غرفته تنظر لأجهزةِ التنفس الموصلةِ به...
تحقق ما كانت تخشاه...
صعوبةُ أنفاسه كانت سهماً يخترقها و تمدده على ذاك الفراشِ الأبيض يُخرج شهقاتِ دموعها....
هاجي للطبيب: متى سيتحسن؟
جوابه كان مصيبةً أخرى: لا أعلم متى سيستيقظ لكن يجب عليه البقاءِ لأسبوع هنا.
أدارت ميرنا وجهها نحوهما: أسبوع!!!...لكن نحن لا نستطيع الانتظار حتى ذلك الوقت.
أخفى مايك فضوله و اكتفى بقول: قلتُ لكم ما يجب أن أقوله كطبيب.
...........
ازدادت الساعات مع تضاءلِ الأمل بإنقاذِ كيو....
وجه هاجي الأصفر و المتوتر بحيرة جرَّ ميرنا للسؤال: هل هناك ما لم تخبرني به؟
هاجي ينظر لأمامه مشبكاً يديه المنحدرتين: لماذا لم تخبرينني أنَّهُ مريض؟!
نظرت للغرفة بحزنٍ جلي: بالصدفة علمتُ بهذا و هو لم يأذن لي بإخبارِ أحد.
أدار وجهه نحوها: هل ساءت حالته بشدة من قبل؟!
بلعت ريقها و أبدت الانزعاج: أهم...بفضلِ تلك الفيونيكا ...و الآن جرته لأجهزة التنفسِ الموصولةِ به.
وضعَ يده فوق ظهرها مهدئاً: إنَّ خطف أخيه لم يكن بسيطاً عليه ..تلك الفتاة لم تكن ذو أهمية.
شدَّت ميرنا قبضتيها: أكرهها...لو لم تشاجره لكان بحالٍ أفضل على الأقل...أنت لم ترَ وجهه حين كان يجادلها ...
نهضَ هاجي أمام الغرفة قائلاً لميرنا: إنَّكِ لستِ بخيرٍ أيضاً...عودي للبيت و أنا سأبقى بجانبه هنا.
أنكرت ميرنا رأيه بشدة: لا...اذهب أنت و ابقَ مع أمي لألا تقلق.
هاجي دقَّق بنظرته لها: و ماذا سأقول لها؟..أنتِ تستطيعين التهرب بأنني لم أعد لأن دوام العمل لم ينتهي...و من ناحيةٍ أخرى فأنا لا أستطيع أن أترككِ هنا على هذه الحالة.
كانت مصرَّةً على قرارها و خاصةً حينَ تذكر جملةَ ساي "هل ستكونين بجانبي..؟"
نهضت من كرسيها واثقةً من قرارها: قل لها أنَّنا ذهبنا لنتمشى قليلاً أو إحدى مزحك السخيفة فهيَ لا تعلم باختطافِ كيو.
ذهب هاجي و بعدَ نصف ساعة تقريباً و ميرنا واقفة تنتظر يرنُّ هاتف ساي المحمول لترفعه بنفسها بعد أن رأت اسم المتصل -السيد شيوكي- ...( حتى أنَّه لم يكتب أبي..)
رفعت السماعة لترد ببرود: مرحباً سيد شيوكي.
أجابها بتعجب: من أنتِ؟!
قالت: أنا نائبة ابنك ساي.
قال بنوعٍ من الغلظة: أين ساي؟...لمَ ترفعينَ هاتفه؟!
قالت: لأنَّه لا يستطيع الإجابة سيدي...فهو الآن في المشفى.
بدا انفعاله: أين؟!
كانت نظراتها الحزينة متركزة على ساي: إنَّ حالته الصحية سيئة...
توقفت للحظة ملاحظةً حركةَ رموشِ ساي قبلَ أن تقول موسعة عينيها بصدمة : ...: يفتح عينيه ...ساي يفتح عينيه...

س: هل لكم فكرة عن المختطف؟
س: هل سيكون إنقاذ كيو سهلا؟
س: هل سيكون لاختطاف كيو اثر في علاقة العائلة؟
س:رأيكم؟
س: أجمل مقطع؟



]
[/COLOR][/COLOR]



.
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]

[/COLOR][/CENTER]
رد مع اقتباس