عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 05-19-2016, 12:07 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/19_05_16146364846349091.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

بعد أسبوعين قبل حلول المساء بساعتين كانت إيف تجلس على ذلك الكرسي الأزرق الفاتح واضعة رأسها على الطاولة بضجر و الهواء يلاعب خصلات شعرها وضعت الخادمة كوب العصير أمامها لتقول لها: آنستي لقد أحضرت لك العصير
لم تجبها بأي شيء لتستأذنها بالذهاب أمسكت إيف بطرف قميصها لتفزعها التفتت إليها بهدوء لتقول: ماذا هناك آنستي؟
قالت إيف: ألم يعد توماس بعد؟
قالت الخادمة بارتباك: لا لم يعد السيد توماس
تنهدت بملل شديد أتى كبير الخادم ليراهما في تلك الوضعية سأل الخادمة بإشارات من عينيه لتجيبه هي بإشارات من يدها ليقول: آنستي لقد حضر السيد ويليام للزيارة
نهضت بمرح لتقول: حقا؟ سأذهب لرؤيته الآن
تنهدا بارتياح لتبدل معالم وجهها أخيرا فالحزن و الاستياء قد لازماها لفترة ذهبت لغرفة الضيوف حيث كان ويليام ينتظرها هناك طرقت الباب لتفتحه بهدوء رسمت ابتسامة جميلة على شفتيها فور رؤيته ليبادلها الابتسامة اقتربت منه لتقول بمرح شديد: أهلا بك ويليام
قال ويليام: لم أرك منذ فترة عمتي إيف
قالت إيف: لقد أتيت في الوقت المناسب حقا فقد كدت أموت من الملل
قال ويليام: لماذا؟ أين هما مارتن و توماس؟
قالت إيف: توماس مسافر لعمل منذ أسبوعين و قبل أربعة أيام لحق به مارتن أنا وحيدة كليا
قال ويليام: كان عليك الاتصال بي إذا
ابتسمت له بمرح شديد تحدثا مطولا حتى سمعا صوت سيارة الإسعاف القريب غادرا الغرفة سريعا ليريا المسعفين يحملون توماس على تلك النقالة بدت الصدمة على وجه إيف فوجهه شاحب جدا جسده يبدو المرض يفتك به اقتربت منه سريعا ليوقفها مارتن نظرت إليه بتلك النظرات المصدومة الطالبة تفسير لما يجري أمام عينيها اكتفى فقط بذلك الصمت و إبعاد عينيه عنها انتبه لويليام الواقف هناك ليقول له: اعتني بها ريثما أعود ويليام
قال ويليام: سأفعل بالتأكيد
أمسكت بقميصه بكلتا يديها لتقول: أريد الذهاب أيضا لا يمكنك تركي هنا عليّ الذهاب
قال مارتن بشيء من الصرامة: لا لن تذهبي لأي مكان إيف
أبعدها عنه ليغادر خلف المسعفين أمسك بها ويليام ليحاول تهدئتها و لو قليلا لكن الصدمة أثرت بها كثيرا ذهب برفقتها لغرفتها أحضرت لها الخادمة بعض الماء لتشربه بهدوء أمسك ويليام بيديها ليقول لها: سيكون بخير عمتي إيف لذا لا تقلقي
لمعت الدموع في عينيها لتخفي وجهها خلف كفيها شرعت بالبكاء ليقوم باحتضانها عله يخفف عنها حزنها بقي معها لفترة ليغادر غرفتها بعد نومها تنهد بارتياح شديد ليغادر المنزل التقى بمارتن الذي بدا وجهه شاحبا و حزينا ليقول: أهي بخير؟
قال ويليام: لقد بكت كثيرا لكنها نائمة الآن هل العم توماس بخير؟
قال مارتن: أتمنى ذلك حقا
فهم ويليام المقصود من عباراته ليستأذنه بالمغادرة طلب منه عدم إخبار الآخرين بأمر توماس المريض صعد مارتن الدرجات ليتوجه لغرفة إيف طرق الباب بهدوء حتى لا يوقظها فتح الباب لينظر لجهة سريرها ليراها تجلس على طرفه و الدموع الكريستالية تتهاوى على كفيها الصغيرين اقترب منها ليقف أمامها لم ترفع رأسها إليه فهي لم تره حتى سحبها لأحضانه ليقول لها: سيكون بخير أرجوك لا تبكي سيكون بخير
زاد من احتضانه لها لتقول: إنه مريض للغاية حضوره بدأ بالاختفاء لماذا لم تخبرني بذلك؟
قال مارتن: آسف لم أرد رؤيتك هكذا كذلك توماس لذلك لم نخبرك
ارتفع صوت بكائها لتحضر الخادمة ليطلب منها المغادرة بقي معها لفترة من الوقت أراد المغادرة لكنها لم تسمح له بذلك لتقول: أرجوك ابقى معي لوقت أطول
قال مارتن: يجب عليّ الذهاب لرؤية توماس
قالت إيف: سأذهب معك إذا
تلك النظرات التي رمقها بها جعلتها تصمت غادر الغرفة و هو يشعر بالحزن لحالها وصل للمشفى تحدث مع الطبيب المشرف لبعض الوقت ثم توجه لغرفة شقيقه ليرى حالته تسوء أكثر اقترب منه ليجلس بالقرب منه فتح عينيه لينظر إليه و يقول: هل إيف بخير؟ شعرت بقلبي ينقبض فجأة
قال مارتن: اهتم بنفسك الآن سوف أهتم بأمرها لذا لا تقلق
رفع بصره للسقف ليقول: أراهن بأنها تبكي الآن حابسة نفسها في غرفتها...
أخفى عينيه بذراعه فقد بدأت تتدفق الدموع منها لا يعلم مارتن ما يفعله في موقف كهذا رؤية شخصين عزيزين عليه يتعذبان بهذه الطريقة أمر يبكي قلبه و يوقفه عن النبض ما بيده حيلة لا يستطيع القيام بأي شيء غير مراقبتهما يذرفان الدموع الحزينة أنزل رأسه ليقول بصوت منخفض: حقا ما كان علينا الأخذ بيد ذلك الرجل
عض على شفتيه بانزعاج نادما على فعلته التي لن ينساها نظر في اتجاه توماس الذي قال: عليك العودة للمنزل للاطمئنان عليها سأكون بخير فأنا لست وحيدا هنا
ابتسم له بلطف شديد ليوفي مارتن شيئا من تلك الابتسامة غادر مبنى المشفى ليحدق في البدر الدائري الفضي الجميل رؤيته مع تلك النجوم من حوله جعلت مارتن يتذكر صدى من ماضي يكاد يفقد ذكراه"في مساء ذلك اليوم الدافئ كان مارتن و توماس أطفال في الرابعة يرسمان لوحة ما قال توماس بمرح: لقد أنهيت لوحتي أتريد رؤيتها؟
قال مارتن بمرح: أجل أود ذلك
نزل توماس من كرسيه ليحمل تلك اللوحة الصغيرة ليأخذها لجهة شقيقه نظر توماس إليها عشب أخضر داكن زهور ملونة أشجار طويل سماء زرقاء بغيوم بيضاء أربعة أفراد الوالدة في الطرف الأيمن و الوالد في الطرف الأيسر أما الصغار فقد انتصفاهما تؤامان صغيران حدق مارتن طويلا في اللوحة ليمل توماس و يقول: أتصور اللوحة في عقلك؟ أخبرني ما رأيك بها و حسب
أنهى جملته لينفجر مارتن ضاحكا بسخرية على لوحته ليثير غضب و استياء و إحباط و حزن توماس الذي تجمعت دموع بلورية في عينيه قال مارتن من بين ضحكاته بينما يمسك بمعدته من شدة الضحك: هذه أغرب لوحة رأيتها في حياتي
حمل لوحته ليركض بها في اتجاه والديه اللذين يجلسان في مقدمة الحديقة الواسعة الجميلة يستمتعان بالنسيم المار بهما نظرت الوالدة في اتجاه توماس القادم في اتجاههم بذلك الوجه الموشك على البكاء لتقول: ماذا هناك توماس؟
قبل أن يجيب على سؤالها و يصل إليهم اصطدمت ساقه بشيء موجود على الأرض مما أدى إلى سقوطه على وجهه نهضت الوالدة لتقترب منه كما فعل مارتن ساعدته على النهوض لتبحث عن أي جروح أو إصابات تنهدت بارتياح لرؤيته بخير لتقول له: أأنت بخير توماس؟
قال توماس و هو يحاول حبس دموعه: لقد سخر مارتن من لوحتي
مسحت دموعه بحنان بالغ لتنظر لمارتن الذي بدا متأسفا لرؤية دموع شقيقه لتبتسم لهما بمرح شديد أمسكت باليد اليمنى لكليهما و تجعلهما يتصافحان لتقول: هيا مارتن عليك أن تعتذر
قال مارتن: أنا آسف أخي لأنني سخرت على لوحتك لم أقصد ذلك
ابتسمت لهما الوالدة بمرح شديد اقترب الوالد منهما ليحاول تهدئة الأوضاع المتوترة بينهما ليقول في النهاية: أريانا ماذا رسمتما هذا اليوم؟
أخرج توماس لوحته من خلف ظهره ليريهما مدح الوالد اللوحة و أثنى عليه قالت الوالدة بمرح شديد: ماذا عنك مارتن ماذا رسمت؟
قال مارتن: لوحتي بعيدة لكنني سأريكم ماذا رسمت
رفع وجهه للسماء المقمرة المليئة بالنجوم البراقة المغرية كقطع ألماس تناثرت على السماء السوداء الجميلة تألق ذلك الجمال في أعينهم سكنت الأجواء من حولهم اهتزت الأشجار على أنغام صوت الرياح القوية التي حركت مشاعرهم المتحابة قال الوالد: لا نزال نريد رؤية لوحتك
ابتسم له بمرح ليذهب و يحضر لوحته التي كانت أكبر بقليل من لوحة مارتن قلب اللوحة ليدهشوا جميعا من موهبته الفذة من يرى اللوحة يعتقد بأنها صورة قد التقطت نظر مارتن لتوماس باختلاس يشاهد ردة فعله ليبتسم بسعادة لرؤية ذلك الاستمتاع على وجهه الظريف قال توماس بمرح: لوحتك جميلة للغاية أخي مارتن لابد أنك ستصبح رساما عالميا كأبي
قال مارتن: شكرا لك و أنت أيضا ستصبح عازفا رائعا كأمي
قالت الوالدة: نتطلع لذلك اليوم كثيرا
قال الوالد: أجل نتطلع لليوم الذي سنحدق فيه لسماء جميلة مرة أخرى في المستقبل البعيد
رسمت ابتسامات لطيفة على وجوه الجميع السعيدة بوجودهم في عائلة سعيدة" صعد السيارة التي أحضرته لهنا بهدوء أسند رأسه للخلف مغمضا عينيه المثقتلين بالهموم و الحزن توقفت السيارة قرب باب المنزل ليفتح عينيه تنبه بأن بعض الوقت قد مر و هم يقفون هناك قال السائق الذي رأى ملامح الاستغراب على وجهه: آسف سيدي لكنك بدوت مرهقا كثيرا هذه الأيام و لم أرد إزعاجك
ابتسم له مارتن ليقول له: شكرا لك آسف لجعلك تقلق عليّ هكذا
فتح باب السيارة بهدوء ليصعد الدرجات القليلة و يدخل المنزل تنبه لوقوف بعض الخادمات متجمعات أمام الدرج كما حال بعض الخدم الموجودين خارج المنزل نظر لكبير الخدم الذي ينزل الدرجات و هو يطلق تلك التنهيدة المرتاحة اقترب منه لينحني و يقوم بإلقاء التحية ليقول: كيف هو حال السيد توماس؟
قال مارتن: لم يتحسن بعد لكنه سيكون بخير قريبا لكن أخبرني ما كل هذا؟
قال كبير الخدم: لقد حاولت الآنسة بضع مرات مغادرة المنزل لذلك طلبت منهم سد جميع المخارج بالتناوب أتمنى بأنني لا أفعل شيئا سيئا
قال مارتن: لا أبدا أحسنت فعلا سأذهب لأرتاح في غرفتي الآن
انحنت الخادمات فور مروره بجوارهن توجه لغرفته ليلقي بجسده المتعب على السرير شعر جسده بذلك الارتياح لينام بعمق شديد مرت أيام غائمة كثيرة على تلك القلعة المتوسطة الحجم عرفت عائلة هايلون بالأمر لتقرر السيدات التناوب في زيارة إيف المتألمة و الحزينة للغاية حتى ذلك اليوم الذي أبرقت فيه السماء و أرعدت أمطرت بغزارة و الهواء الشديد يكاد يقتلع الأشجار من مكانها كان يوما عاصفا بحق منذ طليعة شمس هذا اليوم في الظهيرة التي بدت كالمساء بسبب تلك الغيوم السوداء الكثيفة التي اجتاحت السماء كانت إيف تجلس في غرفتها المغلقة منذ يومين تنظر للسماء من نافذة غرفتها هالات سوداء حفرت أسفل عينيها جسدها هزل مرتين أكثر مما كان جمالها بهت كملابس زالت ألوانها لم يعد للحياة معنى بالنسبة إليها نظرت ناحية الباب الذي طرق للمرة الرابعة هذه الساعة لم تجب كالعادة لتسمع صوت ويليام المريض القائل: عمتي أرجوك افتحي الباب سوف ينتهي بك الأمر مريضة إن استمريت على هذه الحال عمة إيــ....
أوقف قلبها صوت سقوطه و ارتطامه بالباب نهضت لتقترب من الباب توقفت في منتصف الطريق لتنزل رأسها للأرض و تحدق بحزن للدائرة الكبيرة في الأرض تداخل معها معين بحجمها توسطتها حلقات كثيرة في آخر حلقة وجدت عين بها الختم ذاته في أركان المعين نقشت أقحوانات و دماء تقطر عليها نزلت تلك الدموع من عينيها سمعت صوت الخادمات و سام الذي حاول معرفة ما جرى له سمعت صوت مارتن القائل: يبدو أنه قد أصيب بمرض توماس نفسه كان يجب أن أعرف منذ البداية
خارت قواها لتسقط أرضا لم تعد قادرة على الحراك و لا قلبها على النبض تناثر شعرها على الأرض اختلطت دموعها مع شعرها في خارج غرفتها قال سام: ماذا تقصد بذلك؟
نظر في اتجاه الباب بهدوء ليحمل ويليام و يأخذه لغرفة فارغة في الطابق نفسه طلب من الخادمات بعض الأشياء ليسرعن في إحضارها قال سام: ماذا قصدت بقولك ذاك؟
قال مارتن: ألا تعتقد بأن ما أصاب توماس غريب بعض الشيء؟ أقصد لم يمرض هكذا فجأة؟
قال سام: أجل لقد فكرت في الأمر مرارا لكنني لم أجد الحل
قال مارتن: هذه آثار اللعنة فقد لعنت عائلة وارس بألا يوجد تؤامان ذكران
قال سام: ما علاقة ويليام بذلك؟
قال مارتن: لا أعلم حقا لكنها علامات اللعنة ليس لديّ أدنى شك بذلك
حاولا التفكير في الأمر و تخفيف ذلك المرض عليه سمعا صوت ركض في الخارج ليقررا الذهاب و اكتشاف ما حدث نظرا لوالدة رين و ليزا و شقيقة آن التي أتت عوضا عن شقيقتها و بعض الخادمات بتلك الوجوه المصدومة الخائفة ارتعشت أطراف بعضهن اقترب سام منهن ليقول: ماذا حدث؟
أشارت إحدى الخادمات ناحية غرفة إيف مفتوحة الباب الظلمة لم تسمح لهما برؤية المقصود من ذلك أبرقت السماء فأضاءت الغرفة ليصدما من رؤية جسد إيف الساقط على الأرض بطريقة مريبة توسعت عينيهما لرؤية تلك الدماء التي تسربت من جسدها قدم مارتن قدمه لداخل الغرفة ليسمع صوت إيف تخاطريا كما فعل الجميع قالت تلك الكلمات و الألم يكاد يقتلها: لا يجب على أحد الدخول لهذه الغرفة لا تحاولوا ردعي أرجوكم سأنفذ ما عليّ فعله
تقلبت تلك التعابير لصدمات شديدة قال مارتن: توقفي عن هذا إيف لن تحلي الأمر بهذا أبدا
لاحظ الجميع اختفاء صوتها و حضورها و جسدها من المكان بدأ القلق يتسرب في الأشخاص الموجودين فكر سام في أمر ما ليسرع في الذهاب لغرفة ويليام القابعة في بداية الممر استغرق منه عشرة دقائق للوصول فتح الباب بقوة ليرتطم بالجدار نظر للنافذة المفتوحة و الستائر تتطاير بسبب الرياح العنيفة في الخارج انتبه لآثار الأقدام القادمة في النافذة لتتوقف أمام سرير ويليام نظر إليه ليراه يتحسن تدريجيا حضر مارتن ليلتفت إليه و يقول: لقد كانت هنا على ما يبدو
قال مارتن: هذا سيء لابد أنها قد جنت تماما
قال سام: انظر لهذا مارتن
نظر مارتن لآثار الأقدام التي قصدها دهش كثيرا لرؤيتها تتراجع للخلف و تختفي رأيا طيفا لإيف يهمس في أذن ويليام بشيء ما و تلك الدموع تسير على وجنتيها اختفى ذلك الطيف بعد خروجه من النافذة شعرا بشيء غريب يخرج من رأسيهما قال مارتن: لقد جنت تماما ذكرياتنا عنها بدأت بالاختفاء سأذهب لأجدها
قال سام: لا تتهور الخروج في مثل هذا الجو يعد جنونا
قال مارتن: أنا مجنون كفاية لفعل ذلك
غادر مارتن المكان مسرعا ليتجه للمشفى فتح باب غرفة توماس ليلتقط أنفاسه المخطوفة منه رفع رأسه ليراها تجثو على ركبتيها واضعة رأسها على طرف السرير و شعرها الطويل قد غزا البقعة التي جلست عندها نظر لوجه شقيقه الذي بدأ يعود لما كان عليه اقترب منه عندما رأى أصابع يده اليسرى تتحرك بهدوء وقف بالقرب منه لينهض و يجلس باعتدال ليقول: ماذا هناك مارتن؟ لم يبدو الإرهاق على وجهك هكذا؟
شعر بشيء قريب من يده لينظر إليه تفاجأ من وجود إيف بتلك الوضعية في الغرفة و هي مبللة ملابسها أكبر منها لسبب مجهول نظر لمارتن ليستفسر منه أبعد وجهه عنه بحزن و خوف مما قد يحدث له نظرا كلاهما لإيف التي نهضت تفرك عينيها بهدوء و تقول: ما هذا المكان؟
نظرت إليهما بدهشة نهضت من مكانها لتتراجع للخلف سريعا ارتطمت بالكرسي الموضوع قرب النافذة تشبثت بالستائر لتقتلع و انزلقت بثيابها المبللة لتسقط أرضا ظهرت تعابير الألم على وجهها البريء و الصغير اقترب مارتن منها ليساعدها لتبتعد عنه أكثر و تختبئ خلف الستائر التي توشك على السقوط لتقول: من تكونان؟ و أين أنا؟
تعجبا ذلك و دهشا من ردة فعلهما ليقول توماس: ماذا حدث لك إيف؟
قالت إيف بصدمة: كيف تعرف اسمي؟
صدم كلاهما من إجابتها المستفهمة بتلك التعابير تبادلا النظرات المستعجبة مما يحدث من حولهما قال مارتن: ألا تعرفين من أكون؟ أو من يكون؟
هزت رأسها نافية ذلك قال توماس: ألا تعرفين من أكون؟
نظرت إليه تحاول تذكر أي شيء لكن لا فائدة صدم كلاهما فكر مارتن في الأمر ليقول: لابد أنها فكرت في طريقة لتعطيل اللعنة
قال توماس: ماذا تقصد بكلامك هذا؟
قال مارتن: لقد قامت بإلقاء لعنة معاكسة لعلاجك و ويليام فقد كان مرضكما بسبب اللعنة الأولى التي ألقتها
نظرا إليها باستغراب لتبادلهما تلك النظرات المتوترة الخائفة ذهب مارتن ليطلب طبيبا يفحصها و يخبر عائلة هايلون بالأمر أتوا للزيارة لتختبئ خلف الممرضة التي شعرت بالتوتر في ذلك الجو لتقول لها فانتين بابتسامة مرحة: إيف لن نقوم بإيذائك لذا دعي الممرضة تذهب
شدت قميص الممرضة لتقول لهم: يبدو أنها خائفة للغاية
دخل الطبيب كبير السن لينظر الجميع إليه اقترب من سريرها حيث كانت تقف الممرضة جلس على الكرسي ليبتسم لها و يقول بلطف: كيف حالك بنيتي؟
ابتعدت إيف عن الممرضة ليفاجأ الجميع من الدموع التي سالت على وجنتيها نهضت لترتمي بين أحضان ذلك الطبيب الذي عانقها بحنان ليقول لها: كل شيء بخير لا داعي للبكاء فأنت لم تعودي طفلة
قالت إيف: جدي لا أعرف ماذا يحصل هنا و لا أعرف هؤلاء الأشخاص لكنهم يحاولون خداعي أنا واثقة من ذلك لا أريد رؤيتهم إنهم يخيفونني
كادت إليسيا أن تنفي ما قالته لكنه أشار لها أن تصمت و تغادر برفقة الآخرين فعلوا ذلك ليبقوا في الممر منتظرين ما سيحصل تاليا غادر الطبيب الغرفة مع الممرضة التي سبقته في المغادرة بعد انحناءة بسيطة قالت كاثرين: أهي بخير أيها الطبيب؟
قال الطبيب: أجل هي بخير
قالت فانتين: أأنت جدها حقا؟
قال الطبيب: لا لست كذلك يبدو بأنكم تعرفونها لكن ليس جيدا
قالت السيدات: أجل هذا صحيح
نظروا لمارتن القادم ركضا في اتجاههم ليلتقط أنفاسه الهاربة منه ليقف و يقول: كيف هو حالها؟
قال الطبيب: بخير لا داعي للقلق فقد فقدانها لذكرياتها أمر مريب حقا
قال مارتن: أعتقد أن للأمر علاقة باللعنة التي ألقتها من قبل
قال الطبيب: سأبحث في الأمر لاحقا
قالت فانتين: لقد أخبرتنا بأنك تعرفها لذا هلا أخبرتنا كيف ذلك؟
قال الطبيب: سوف نحدث جلبة لو تحدثنا هنا لذا لنترك ذلك لوقت آخر
تفهموا الأمر و عادوا لمنازلهم مرت أيام هادئة رفضت إيف العودة للقلعة بقت في منزل الطبيب لفترة طويلة حتى ذلك اليوم الذي استيقظت فيه نظرت للساعة القريبة من سريرها لتراها الثامنة صباحا نهضت لتجلس على طرف السرير تفرك عينيها دخلت الحمام لتغادره طرق باب الغرفة لتنظر للباب ليقول الطارق: آنسة هايلون لقد طلب السيد استعدادك سيكون هناك زوار في وقت قصير
قالت إيف: حسنا سأجهز
فتحت خزانتها لتخرج بنطالا بنيا داكنا يصل لمنتصف الساق و بلوزة بنية بدرجة أفتح مخطط تصل لأسفل الخصر بأكمام طويلة ارتدت حذاء أبيض بكعب متوسط رفعت شعرها الطويل بمطاط أبيض غادرت الغرفة لتسير في الممر بهدوء تفكر فيما ستفعله هذا اليوم وقفت أمام الحديقة لتسعد برؤية تلك الأزهار المتفتحة لتقترب منها بمرح شديد و تقول: لقد أصبحت كبيرة و جميلة للغاية
رسمت ابتسامة سعيدة على وجهها لفت انتباهها صوت الأعشاب التي صدرت عن خطوات شخص قريب منها رفعت رأسها لترى الوجه المبتسم الناظر إليها فزعت منه لكنها لم تستطع الهروب اعتدل في وقفته ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: لم أرك منذ فترة طويلة إيف
نهضت لتبدأ بالركض حالما حانت لها الفرصة وصلت للطابق الثاني لتدخل إحدى الغرف الفارغة لتستند على الباب بإرهاق وضعت يديها على صدرها الهابط و المرتفع تصبب العرق من جبينها قالت في نفسها: من يكون هذا الشخص؟ لقد كان يحدق بي و أيضا تسلل إليّ
طرق الباب من خلفها ليعود قلبها للنبض بسرعة من جديد ابتعدت عن الباب خطوات قليلة لتسمع صوت الطبيب القائل: إيف هل أنت بخير؟
اقتربت من الباب لتفتحه تعجب الطبيب الخوف البادي على وجهها ابتسم لها بمرح شديد ليقول: هيا بنا يجدر بنا لقاء ضيوفنا
قالت إيف: أيجب عليّ ذلك حقا جدي؟
قال لها الطبيب: أجل فهم هنا اليوم من أجلك ستعودين معهم قريبا
قالت إيف: لا أريد ذلك أبدا أريد البقاء هنا فأنا لا أعرفهم
ابتسم لها ليخفف من خوفها الطاغي عليها غادرا الغرفة معا ليتوجها للحديقة هناك كانت عائلة هايلون تستمتع بالهواء العليل في هذا الوقت من النهار و منظر الحديقة الأخاذ أحيطت بسياج من أزهار ملونة جميلة تنشر أريجها في المكان أحاديثهم المرحة لم تتغير قالت إيفلين: يبدو أنهم يقضون وقتا عصيبا معها
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فمعرفتها بالطبيب و أهله يسهل الأمر عليها
قال التؤامان: نحن متشوقان لمعرفة ماضيها حقا نريد سماع تلك القصة
قال آرثر: أنا واثق بأن هذا هو الأمر الوحيد الذي أتى بكما لهنا
قال التؤامان بمرح شديد: بالتأكيد فنحن نحب معرفة مثل هذه الأمور
قالت والدتهما: إن حاولتما إزعاجها سوف تعاقبان حقا
قال والدهما: نعرف بأنكما ستحاولان ذلك لذا احذرا جيد و إلا فالقادم أسوأ
شعرا بالرعب يتملكهما من تهديد والديهما بتلك الطريقة القاتلة ضحكوا عليهما بمرح شديد كان الجميع في ذلك الجو مستمتعا بوقته عدا ويليام العبوس و الحزين كان والديه يراقبانه بهدوء ليتنهدا بقلق عليه قالت ليندا بهمس: هو هكذا منذ شفائه لا أعرف حقا ما الذي يحزنه هكذا
قال سام بطريقة مماثلة: واثق بأنه حزين لعدم تذكر إيف لأي أحد
قالت ليندا: لكنها لم تلتقيه بعد فلم كل هذا الوجوم؟
قال سام: هذا كل ما لديّ
تنهدا مجددا ليحدقا بالشخصين اللذين غيرا الأجواء فور حضورهما تبسما لهم بمرح شديد ليقول الأول بمرح شديد: مرحبا جميعا منذ فترة طويلة جدا لم أركم هل اشتقتم إليّ؟
تبسمت تلك الوجوه لسؤاله بتلك الطريقة اللطيفة مرت فترة طويلة منذ آخر مرة رأوه فيها ليقول الثاني بنبرته اللطيفة: صباح الخير كيف حال الجميع اليوم؟
اقتربا من تلك الطاولة الشبه الخالية القريبة من المدخل ليجلسا عليها و يلقيا التحية على من كان فيها قال سام: يبدو أنكما نشيطين للغاية هذا اليوم
قال توماس: أجل فهذه المرة الثانية التي أخرج فيها منذ وقت طويل و كنت قد بدأت أشعر بالملل فمارتن غير ممتع أبدا
قال مارتن: أنا آسف لكوني غير ممتعا
قالت ليندا: من الجيد رؤيتك بصحة جيدة مجددا توماس
قال توماس: شكرا لك
وجه ناظريه لويليام الذي بدا حاضرا بجسده و روحه في مكان مختلف حدق فيه لوقت طويل حتى انتبه له ويليام ليرسم ابتسامة خفيفة على وجهه ليقول: صباح الخير عمي توماس و مارتن
قال مارتن: لماذا قدمته عليّ؟ أنا الأكبر كما تعلم
قال توماس: أنا آسف لكنني حبيب الملايين
قال مارتن: و إن يكن الأكبر يبقى دائما أولا
قالت ليندا بمرح: لا داعي للشجار فهو وضعكما في المرتبة نفسها
قال سام: حقا كم هو عمركما؟ تتصرفان كطفلين
قال مارتن: لا أريد إخباركم سوف تظنون بأنني عجوز
ضحكوا بمرح شديد قال لويس: ألم تخبرا ليو و مايك بالأمر؟
قال توماس: لقد كنا عندهما بالأمس و قمنا بإزعاجهما لديهما الكثير ليفعلاه هذا اليوم لذلك لم نقم بإخبارهما بالأمر
قال والد فينوس: أعتقد بأنهما قد مرا بوقت عصيب جدا
قالت آن: أشفق على ليزا و جوليا حقا
ضحكوا بمرح شديد عليهما تحدثوا كثيرا كان هناك شخص يراقبهم من النافذة يحدق بكل تلك التعابير البسيطة و السعيدة على وجوه جميع الحاضرين وضع الطبيب يده على كتفه بهدوء التفت إليه ليرى ابتسامة لطيفة على شفتيه ليقول: هيا بنا إيف لنذهب لقد تركنا ضيوفنا ينتظرون كثيرا
أعادت إيف ناظريها إليهم لتشعر بالخوف يتسلل إليها لم تشعر بالارتياح سارت خلفه بهدوء حتى وصلا للحديقة نظروا جميعا إلى الطبيب ليروا تلك الابتسامة تزين شفتيه ليقول لهم: صباح الخير أتمنى أنكم تقضون وقتا ممتعا
تبسموا له جميعا ليردوا التحية عليه تنبهوا للشخص الواقف خلفه محاولا الاختباء عرفوه جميعا قالت فانتين بمرح: مرحبا إيف
لم تجبها إيف حاولت الهرب لكن لويس وقف ليمنعها من ذلك ليقول لها: التقينا مجددا إيف
تعابيرها الخائفة و المتوترة أضحكته كثيرا ليقول التؤامان: هذا غير عادل لم لا تعاقبون لويس أيضا؟ فهو يقوم بإزعاجها
قال الوالد: أنتما مزعجان للغاية لذا محاولتكما فقط ستقتلكما بالتأكيد
وضعا تلك التعابير المنزعجة على وجهيهما حركت إيف الكرسي لتجلس خلف الطبيب ليقول لهم: أرجو أن تعذروها فهي هكذا منذ وقت طويل
قال مارتن: نعرف هذا جيدا فقد عشنا معها لفترة
قال توماس: حقا أشعر بحزن شديد لعدم تذكرها لي من بين الجميع
ضحكوا على تلك التعابير المدعية التي وضعها ليقول الطبيب: أتمنى بأنني لا أخذ من وقتكم الكثير
قال والد لويس: لا أبدا فنحن متفرغون تماما
قال الطبيب: حسنا بداية أعرف عن نفسي أنا ألفريد رويس كنت أحد أفراد منظمة ديمتري روبنسون هناك التقيت بإيف
لم يندهش من تلك التعابير المصدومة على وجوهم لتقول كاثرين: منظمة ديمتري روبنسون؟ أليست المنظمة التي قامت بالعديد من التجارب السيئة؟
قال زوجها: أجل أعتقد ذلك لكن ماذا تفعل إيف هناك؟
قال الطبيب بعد نظراته الصامتة لها: أتمنى بأن تخبرينا بذلك إيف
هزت رأسها نافية ذلك لا تريد تذكر ماضي أرادت نسيانه كثيرا ليبتسم و يقول عنها: إيف أو المعروفة بذكاء الكون كانت تعمل هناك على تطوير الكثير من الاختراعات و إعداد التجارب لقد كانت حجر أساس تلك المنظمة لا شيء يتم أو ينتهي دون أن تنظر فيه لا أعرف الكثير عنها لكننا بقينا معا فترة طويلة و اختفت بعدما دمرت تلك المنظمة و لم أعرف عنها أي شيء رؤيتها بعد كل هذه الفترة و لم يتغير أي شيء فيها صدمني حقا كنت أود سؤالها لكنها فاقدة لكل تلك الذكريات كما لو أن الزمن عاد بها لفترة بعد مغادرتها المنظمة
قال لويس: كم كان عمرها في ذلك الوقت؟
قال الطبيب: إن تذكرت جيدا كانت في عقدها العاشر أو الثامن
حل الصمت المكان و هم يفكرون بالأمر حتى قال التؤامان بصدمة: ماذا؟ هذا مستحيل للغاية نحن لم نستطع قراءة مجلدا عن التعاويذ في ذلك الوقت
بدأ الجميع يفكر في ذلك الموضوع و عن مدى ذكائها حتى أوقف تفكيرهم ذلك الصوت القائل: إيف ابنة العالمة روث وارس وراثيا فهي ليست بشخص عادي أبدا توفيت بعد إنجابها بأسبوع تربت في ميتم روبنسون حيث قام باستغلالها حاولت الكثير من العائلات فعل المثل لكن عائلة هايلون أوقفت ذلك بتبينها أليس كذلك عزيزتي إيف؟
نظر الجميع للرجل الواقف أمام إيف المصدومة من رؤية هذا الرجل شعرت بنبضات قلبها تغير مجرى الهواء من حولها لم تعجبه النظرات التي رمقته بها وجه أنظاره لتوماس الذي وقف بصدمة بالغة لرؤية ذلك الرجل نظر مارتن إليه باستغراب ليقول: أتعرف هذا الرجل من قبل توماس؟
تغيرت تلك التعابير على وجهه لأخرى غاضبة منزعجة تود قتله ضحك بهدوء ليقول و يرسم ابتسامة خبيثة: لم أرك منذ فترة طويلة جدا توماس هل تستمتع بحياتك الآن؟
نهضت إيف لينظر إليها بشيء من الانزعاج تحركت شفتيها المترددة لتنطق بتلك الكلمات المرتعبة قائلة: ماذا تفعل هنا أليكساندر؟
ابتسم لها بمرح شديد ليقول لها: أتيت للزيارة بعدما عرفت بما جرى لك حبيبتي و ماذا قد يجعلني آت لهذا المنزل؟
نظر للطبيب بتلك النظرات التي تنزل بمستواه للحضيض لم يهتم الطبيب بتلك النظرات الموجهة إليه قال والد فينوس: هلا عرفتنا بنفسك رجاء؟
قال توماس: لا داعي لذلك فهو سيغادر هذا المكان فورا
قال أليكساندر: لا أعتقد بأنك من يحدد ذلك توماس
انزعج توماس ليبدل الأجواء المحيطة به قال لويس: اهدأ قليلا توماس فهذا لن يجدي نفعا
نظر أليكساندر إليه ليحاول تحديد هوية هذا الشخص تحركت إيف لتطلب بهدوء من ذلك الشخص اللحاق بها ليفعل بابتسامة سعيدة كانت إيف تريد الابتعاد عن الحديقة الخلفية و عن المنزل رأتها إحدى الخادمات تقف بالقرب من باب المنزل لتقول لها: أأنت ذاهبة إلى مكان ما آنسة هايلون؟
قالت إيف بابتسامة واهنة: لن أتأخر في العودة رجاء أخبري جدي بذلك
قالت الخادمة: حسنا لكن من السيد الذي معك؟
قالت إيف: سأغادر الآن
تعجبت الخادمة تصرفها ذلك أغلقت إيف الباب بهدوء لترى أليكساندر يقف هناك يحدق بالسماء أبعدت عينيها عنه لتسير أمامه غادرت منطقة المنزل ليقف و يقول لها ليجبرها على الوقوف: إلى متى تريدين السير؟ بل إلى أين تريدين الذهاب؟
توقفت عن المسير لتنزل برأسها بصمت شديد ذلك الصمت زاد برودة هواء الخريف سار عدة خطوات ليقترب منها وقف أمامهما ليصدم من تلك الدموع التي تساقطت بانتظام من عينيها الغارقتين بها حدق في ذلك الوجه كثيرا اشتاق لرؤيته عن كثب هكذا حاول مسح تلك الدموعها لكنها ابتعدت عنه لتقول بصوتها الباكي: لماذا أنت هنا؟ لماذا؟ ماذا تفعل بقدومك؟ أريد أن أعرف أخبرني
اعتدل في وقفته لينظر إليها تحاول نفض تلك الأحزان عن قلبها و الدموع عن عينيها قال أليكساندر: ألا تريدين العودة إليّ؟ لقد تركتني لمرات كثيرة لكنني لم أعد أتحمل ذلك إيف
نظرت إليه لترى غيوم الحزن تحوم حوله لحقت بعينيه الصاعدتان للسماء تلك العادة لم تفارقه اقتربت منه بخطواتها الصغيرة لتمد ذراعيها النحيلتين لتطوقه بها أنزل رأسه إليها ليراها تعانقه محاولة تدفئة المشاعر الباردة في صدره ليضع يده على رأسها ليقول لها: أأعد هذه إجابة إيف؟ يبدو أنني مكروه للغاية
قالت إيف: لماذا دائما تفهم الأشياء معكوسة؟ لذلك لم تستطع النجاح في تجاربك
ارتسمت ابتسامة على وجهه رفعت وجهها المحمر بتلك الابتسامة الجذابة ليقول لها: فقدانك لذكرياتك و عودتك لهذا العمر يعني أمرا واحد فقط قمت بتعطيل تلك اللعنة أليس كذلك؟
قالت إيف: لعنة؟ عن أي شيء تتحدث؟
قال أليكساندر: أنت لا تتذكرين حقا حسنا سوف أعطيك هذه الهدية بمناسبة إيجادك لشخص تحبينه حقا أخيرا بالرغم من أنك ستكرهيني كثيرا بعد ذلك لكن في النهاية هي ذكرياتك
قالت إيف: أنا واثقة بأنني لن أفعل أليكس مهما فعلت فأنت أول شخص حرك قلبي النائم
نظر لابتسامتها المشرقة ليبادلها الابتسامة ابتعد عنها قليلا خلع قفازه ليضع يده على رأسها تكونت حوله غمامة زرقاء فاتحة شعرت إيف بقواها تضعف شيئا فشيئا عند الآخرين في الحديقة قالت آن: ما قصة ذلك الرجل؟ يأتي و يرحل كيفما يشاء
قال الطبيب: لا تهتمي لأمره كثيرا فهو هكذا دائما لا أعرف حقا ما الذي يعجبها فيه
قال التؤامان: أهي معجبة بهذا الرجل المتوحش؟
قالت إيفلين: ربما هو يخفي شخصيته خلف ذلك القناع
قال جيرالد: لا أعتقد ذلك فقد كان ينوي قتل العم توماس بالفعل
قال مارتن: حقا لم تخبرني من قبل بأنك تعرفه شخصيا
قال توماس بانزعاج و هو مكتف ذراعيه عند صدره مغمضا عينيه: دعونا لا نتحدث عنه مجرد ذكر اسمه يصيبني بالغثيان
قال سام: لم أتوقع يوما ملاقاته شخصيا
قال فانتين: أليس من الخطر تركهما معا؟
قال الطبيب: لا أبدا بالرغم من شخصيته السيئة و تصرفاته إلا أنه يحب إيف كثيرا تقدم لخطبتها أربع مرات إن لم أنسى رفضته عائلة هايلون كثيرا لكنه لم يكف عن ذلك
قالت إليسيا: أربع مرات؟ هذا كثير جدا
قالت آن: كنت أفكر بقول هذا أيضا
قال الطبيب: لا أحد عداهما يعرف ماضيهما
قال مارتن: يبدو أنهما مقربان جدا
انزعج توماس من كلمات شقيقه الذي رسم ابتسامة ظريفة على شفتيه تحدثوا بعيدا عن ذلك الموضوع استمتعوا بوقتهم هناك بعد تلك الأجواء الخانقة قبيل الظهيرة بساعتين و نصف قرروا المغادرة ودعهم الطبيب و سعد بزيارتهم كثيرا عادوا لمنازلهم عند الطبيب القلق من تأخر إيف حدق بالساعة للمرة الرابعة نظر للباب الذي طرق ليقول: ماذا هناك؟
فتح الباب لتطل إيف برأسها من خلف الباب و تلك التعابير المتأسفة على وجهها دخلت لتغلق الباب خلفها بهدوء تقدمت منه و هي منزلة رأسها اقتربت منه لتجلس على الكرسي القريب منه و تقول: آسفة لتأخري هكذا
ابتسم لها بمرح ليبعد عنها التوتر و القلق ليقول: لا عليك ماذا حدث معك؟
قالت إيف: لقد كنا نتحدث عما جرى ثم أعاد لي ذكرياتي
نظر إليها باندهاش ليسعد لأجلها أخبرته بالتفاصيل عن حياتها بعدما تركته قضت يومها الأخير هناك لتستعد للمغادرة في صباح اليوم التالي حزن أهل المنزل لسماع ذلك لكنهم سعدوا بعودة ذكرياتها إليها قضت ليلة دافئة برفقتهم في الصباح الباكر أثناء توديعها للطبيب و أسرته سالت دموعها ليطلبوا منها الابتسام صعدت السيارة التي ستوصلها لمنزلها الذي فارقته كثيرا رؤيتها لبوابة المنزل أسعدتها كثيرا حملت حقيبتها الثقيلة نوعا ما ليقول السائق: أرجو أن تسمحي لي بحملها عنك يا آنسة
قالت إيف: لا أريد أن أتعبك أكثر أتمنى أن تصل للمنزل سالما
ابتسم لها بمرح شديد لينحني لها صعد السيارة ليقودها مغادرا المكان حملت تلك الحقيبة لتفقد توازنها تماسكت بالرغم من ثقل وزنها سارت ببطء في اتجاه باب المنزل لتصل أخيرا و تضع الحقيبة أرضا التقطت أنفاسها بهدوء لتعتدل في وقفتها قرعت الجرس مرات كثيرة متتالية أزعج من في داخل المنزل كان التؤامان ينزلان الدرج يريدان معرفة من المزعج الذي يفعل هذا رأيا كبير الخدم يسرع في اتجاه الباب الذي يكاد أن يتعطل جرسه فتح الباب بتلك العصبية ليدهش من الشخص الذي وقف هناك بابتسامة بريئة تبدد الغضب الذي تملكه ليقول: أهلا بعودتك للمنزل يا آنسة
قالت إيف: سعيدة برؤيتك مجددا ألبرت
ابتسم لها بمرح شديد رأى الحقيبة التي خلفها ليحملها عنها سمع صوت مارتن القائل: من هناك ألبرت؟
ظهرت إيف من خلفه بابتسامتها المعتادة ليدهشا من ذلك فهما لم يعرفا بقدومها ركضت في اتجاههما لتعانق توماس بمرح شديد ليبتسم لها بسعادة مفرطة ضرب جبينها بسبابته تألمت لتنظر إليه بعينين حزينتين لتقول: هذا مؤلم للغاية لم فعلت ذلك؟
قال توماس: هذا لأنك لا تستمعين إليّ أبدا و جعلتني أقلق كثيرا و نسيتني أيضا الأخيرة لا تغتفر أبدا
أخرجت لسانها بمرح ليبتسم لتصرفها الطفولي وجهت نظرها لمارتن الذي كان يحدق بها لفترة طويلة ليبتسم لها و يقول: أهلا بعودتك للمنزل إيف
عانقته بمرح شديد ليبادلها العناق بلطف نظرت لتوماس الذي بدأ يشعر بالغيرة لتضحك بمرح شديد و تزيد من عناقها له لتقول: أنت لا تمانع ذلك أليس كذلك توماس؟
قال توماس: بلى أمانع ذلك و بشدة أيضا
قالت إيف: هكذا إذا توقعت ذلك
قال توماس: إذا لماذا تزالين متعلقة به؟
قالت إيف بمرح شديد: لأنني أحبه كثيرا
شعرت ببراكين غيرته تنفجر لتضحك بمرح شديد و تبتعد عن مارتن الذي كان يحدق بها تصرفاتها الطفولية المرحة تضفي طابعا مختلفا للمنزل طاردها توماس للسخرية منه ليبتسم لهما بمرح شديد ثم يقول: هل أنتما طفلين أم ماذا؟
قالت إيف: عمري ثمانية عشرة عقدا فقط لذا أنا طفلة بالتأكيد
قال مارتن: هي محقة لكنك لست طفلا بالتأكيد توماس
قال توماس بانزعاج: أتقصد بأنني كبير في السن؟
قال مارتن: هذه هي الحقيقة المرة لذا لا تنزعج
ضحكت إيف بمرح شديد على تعابيره الغاضبة نظرا إليها بتلك الابتسامة السعيدة لسماع تلك الضحكات تدوي في المكان من جديد توقفت عن الضحك لتبتسم بمرح شديد انقضى اليوم و السعادة تملأ المنزل مضت أيام هادئة حتى صباح اليوم التالي كانت إيف تتناول الإفطار معهما و القصص لا تنتهي ابتسم التؤامان لها بمرح شديد انتبهآ لهدوئها ليحدقا بها نظرت لهما لتبتسم و تقول: سأذهب لزيارة أصدقائي بعد وقت قصير لذا لا تنتظرا عودتي مبكرا
قال توماس: إلى أين ستذهبين؟
قالت إيف: سأذهب لمنزل عائلة هايلون و منزل ليو و منزل مايك و منزل جاي
ابتسمت بمرح شديد لتصعد لغرفتها و هي تهمهم بلحن أغنية تحبها كثيرا وصلت للغرفة لتجلس على السرير بهدوء نظرت لأرضية الغرفة لترى الختم قد تم محيه لتسعد لذلك في الأسفل قال توماس: لقد أرهقتني هذه الفتاة كثيرا
قال مارتن: هذا دليل على تقدم عمرك
نظر توماس إليه ليبتسم لاحقا عادا لأعمالهما في غرفتيهما في منزل جاي الذي استيقظ منذ وقت قصير يتحدث مع لوسي المتعبة من عملها المتواصل و الاعتناء بفتياتها الثلاث ليقول جاي: بإمكانك الذهاب للارتياح سأبقى برفقتهن
قالت لوسي: أليس عليك الذهاب لعملك هذا اليوم؟
قال جاي بابتسامة لطيفة: لا لذا لا تقلقي
ابتسمت له بمرح شديد وضعت يدها على فمها المتثاءب نهضت من الأريكة بهدوء لتصل للباب تفاجأت من طرقه لتفتحه انحنت لها الخادمة بهدوء لتقول: هناك شخص يريد لقاؤكما
نظر جاي للساعة الفضية التي أحاطت معصمه ليراها الثامنة و النصف صباحا تعجب ذلك ليطلب من الخادمة البقاء برفقة الفتيات بينما يتفقدا الأمر ذهبا لغرفة الضيوف طرق جاي الباب قبل فتحه ليدخل و يدهش من الشخص الذي وقف هناك بتلك الابتسامة التي تزين وجهه ليقول بمرح: أتمنى بأنني لا أزعجكما
عانقتها لوسي بمرح شديد لتقول: أهلا بك إيف لا أصدق بأنني أراك مجددا
قالت إيف: أنا أيضا سعيدة برؤيتك
قال جاي: لقد أفزعتني حقا لم الزيارة المفاجئة؟
قالت إيف و هي تدعي الحزن: إذا يبدو أنني أزعجكما في النهاية
تنهدت بهدوء لتقول لوسي: لا على العكس تماما سعيدان لرؤيتك حقا
نظرت لجاي بهدوء ليبتسم بمرح شديد لها تحدثت معهما قليلا لتعتذر لوسي للمغادرة لأخذ قسط من الراحة بقت إيف مع جاي لفترة قصيرة لتعنتي بالفتيات اللاتي كن سعيدات بوجودها بقربهن ليقول جاي: حقا إن الأطفال يحبونك كثيرا
قالت إيف: أظن ذلك أيضا
قال جاي: من الجيد أنك تخلصت من توترك من مقابلة الآخرين
قالت إيف بعد ضحكة مرحة: أتظن ذلك حقا؟
ابتسم لها بمرح شديد لتفعل المثل ساد الجو الهدوء بعد ذلك تعجب جاي التعابير التي وضعتها على وجهها و هي تشاهد التوائم بتلك الابتسامة الحزينة ليقول في نفسه: ربما تذكرت ليليان فهي لم تستطع البقاء بقربها في النهاية
وضع يده على رأسها لتنظر إليه باستغراب تلك الابتسامة اللطيفة التي وضعها على وجهه عرفت السبب وراء التصرف المفاجئ الذي أخرجها من شرودها و حزنها لتبتسم بمرح و تقول: أتمنى لو باستطاعتي البقاء معكم لمدة أطول لكن لديّ الكثير لأفعله لذا أراكم لاحقا
ابتسم لها بمرح شديد و قال: حسنا لكن لا توقفي قلوبنا في المرة القادمة
ضحكت بمرح شديد لتغادر منزله أطلقت تنهيدة عميقة لتحدق بالسماء الجميلة أكملت سيرها لعنوان المنزل التالي توقفت في طريقها على صوت شخص يناديها من الرصيف المقابل التفتت إليه بتلك التعابير المتعجبة لتتبدل لأخرى لطيفة فور معرفة هوية ذلك الشخص الذي قطع الشارع مع مرافقه وصلا إليها ليبتسم لها بمرح شديد و يقول: صباح الخير عمتي إيف
قالت إيف بمرح شديد: صباح الخير ويليام
التفتت للشاب الذي كان معه انحنى لها و قال: صباح الخير آنسة هايلون
قالت إيف: لا داعي لهذه الرسمية نادني إيف و حسب
قال ويليام: ماذا تفعلين هنا؟
قالت إيف: فكرت في التسكع قليلا
ضحكوا بمرح شديد لتقول: هيا أسرعا و إلا ستتأخران عن المدرسة
أكملا السير بعد توديعها بتلك التلويحة تبدل ذلك الحزن الذي شعرت به لرؤية ويليام لتبتسم بسعادة و تكمل طريقها عند توماس الذي كان مشغولا بقراءة شيء ما الصمت يجوب في الغرفة محيطا به طرق الباب ليفر ذلك الصمت دخل مارتن لتتوسع حدقتا عينيه لرؤية كل تلك الكتب على أرضية الغرفة و الطاولة و بعضها متناثر على السرير حتى خلف الباب مجموعة متراصة من الكتب القديمة ليقول له: ما كل هذا توماس؟ أتخطط للقيام بمسابقة ثقافية؟
ضحك توماس بمرح شديد لتتحول ملامحه للجدية و يقول: اسخر كما تشاء لست متفرغا الآن
قال مارتن: ماذا تفعل بكل هذه الكتب؟
قال توماس: هناك شيء ما يزعجني و أريد التحقق منه
قال مارتن: ما هو؟
أخذ نفسا عميقا ثم زفره ليحدق بمارتن و يقول: أخشى أن تفعل إيف شيئا آخر هل حقا تعطليها لتلك اللعنة بتلك السهولة؟ مجرد التفكير في الأمر يؤرقني حقا
قال مارتن: لا تقلق فهي لن تفعل شيئا كهذا مجددا
قال توماس: و كيف تضمن ذلك؟ نتحدث عن إيف هنا تفعل أي شيء دون الاهتمام بأراء الآخرين
قال مارتن: أعرف ذلك جيدا لكن علينا الثقة بها توماس
تنهد توماس ليقول: و إن يكن أرغب في فعل ذلك لأشعر بالاطمئان
ابتسم له مارتن و قال: حسنا كما تشاء سأتأكد من إخبارها حينما تعود
غادر الغرفة لتمحى تلك الابتسامة من على وجهه و يقول في نفسه: إذا لم أكن الوحيد القلق بشأنها هاه؟ بالتأكيد و ماذا قد أتوقع من أخي؟ فهو يحبها في النهاية
ابتسم بمرح شديد عاد لغرفته ليكمل بحوثه هو الآخر قبل غروب الشمس بوقت قصير وصلت إيف لمنزل عائلة هايلون لترسم الابتسامة على وجهها استقبلتها كبيرة الخدم و أرشدتها لحيث تجتمع أفراد العائلة في الحديقة الجميلة أخذت نفسا عميقا لتزفره دخلت الحديقة لتقول بمرح شديد: مساء الخير جميعا
تفاجؤوا من قدومها لكن استقبالهم كان حافلا حقا سعد الجميع برؤيتها جلست بالقرب من ويليام الذي طلب إليها ذلك ليحتكر الحديث إليها بمرح شديد قالت كاثرين: يبدو أن ويليام الوحيد المفضل لديك إيف
قالت إيف: هل يبدو الأمر كذلك؟
قال التؤامان: أجل هذا ما يبدو عليه الأمر و نحن لا تهتمين بنا أبدا
قالت إيف: ربما لأنكما....مزعجين قليلا
قالا معا: ماذا؟ حتى أنت عمة إيف
ضحكت بمرح على التعابير التي وضعاها على وجهيهما كما فعل الجميع لتقول لاحقا: صحيح سمعت بأنكما مهتمين بالأمور الغريبة
قال أليكس: ألديك شيء كهذا؟
قالت إيف: أجل لذا عندما تتفرغان تعالا لمنزلي
أخرجا هاتفيهما ليتأكدا من أي ارتباط لديهما بالغد لتبتسم لهما بمرح شديد لتقول والدتهما: أواثقة مما تفعلين إيف؟ أخشى عليك منهما
قال والده: حقا لدي شعور سيء حال هذا
قالت إيف: لا عليكما أعرف بأنهما لن يفعلا أي شيء سيء ثم أنه حقا لا يوجد شخص بإمكانه فعل ذلك سواهما
نظر الجميع للتؤامين اللذين تحمسا أكثر مع كل هذا المديح ضحكوا عليهما بمرح شديد ليقول ويليام: إذا أود القدوم أيضا
قال أليس: ألم تسمع ما قالته؟ إنه عمل لنا فقط
قال سام: و ما هو هذا الأمر؟ بدأت أشعر بالفضول
قال لويس: أنا أيضا فقد بدأت أشعر بالملل في المنزل
قالت إليسيا بمرح: هذا لأنه لم يجد يفعله ليومين فقط
قالت والدة سام: لقد كان شكله مضحك و هو يفعل الكثير من الأشياء في المنزل
قال جد لويس: لقد قام بتدليك كتفي منذ يومين
قالت والدة لويس: قام بمساعدتي في إعداد الطعام يوم أمس
قال لويس: حقا أشعر بفراغ كبير
ابتسمت إيف بمرح لتقول: أود أخذ الجميع لهناك أيضا لكن لا أستطيع كما أنهما الوحيدين القادرين على ذلك
قال جيرالد: كنت أود الانضمام أيضا لكن لا مكان لي هناك
قال أليكس: أخيرا شيء لا يستطيع أحد القيام به عدانا
قال أليس: أشعر بالسعادة يبدو أنني لن أستطيع النوم هذه الليلة
قال زوج كاثرين: إلى هذه الدرجة أنتما متحمسان؟
قالا معا بمرح: أجل
تبدلت التعابير التي علت وجوه الجميع تناولوا جميع أنواع الأحاديث استمتعوا بوقتهم كثيرا إيف اكتفت بالنظر و الاستماع إليهم مداخلتها كانت قليلة كما لو أنها أرادت حفظ ذلك في ذاكرتها اعتذرت للعودة للمنزل قبل مغادرتها المنزل وقفت أمام الباب تتحدث مع ويليام الذي لحق بها ليقاطع حديثهما صوت لويس القائل: أليس من الخطر ذهابك وحدك لذلك المكان؟ سأرافقك
قال ويليام: هذا ليس عدلا أردت فعل ذلك
قال لويس: سيقلق والديك عليك لذا من الأفضل أن تبقى هنا
قالت إيف: لا تقلقا كليكما سأكون بخير ليس كما لو أن المكان جديد عليّ
قال لويس: ربما لكن لن أدعك تذهبين وحدك
قالت إيف: أنت عنيد كمارتن تماما
ضحك بمرح شديد ليغادر برفقتها لم يتحدثا لفترة طويلة ليكسر لويس حاجز الصمت بقوله: ما الأمر الذي يستطيع التؤامين فقط فعله؟
قالت إيف بمرح: إنه سر و لن أخبرك به
قال لويس: أشعر بأن هناك شيئا ما خلف ذلك أتمنى بأن تخبريني بأن ذلك مجرد شعور خاطئ
قالت إيف: أجل إنه مجرد شعور خاطئ يبدو أن الجميع يعاملني كطفلة
ضحك بمرح شديد على التعابير الحزينة التي وضعتها ليربت على شعرها بحنان و يقول: لأنك مهمة بالنسبة إلينا و لا نريد أن نخسرك ثم أنك طفلة حقا
نفخت وجنتيها بانزعاج شديد ليضحك من جديد لتفعل كذلك هي الآخرى وصلا لمنزلها رحب بها ألبرت القلق لتأخرها في عودتها لتقول: هل توماس نائم؟ أعتقد أنني سوف أوبخ طيلة الليل
ضحك لويس بمرح شديد ليقول ألبرت: لا تقلقي فقد اتصل به السيد آرثر و أخبره بأنك ستتأخرين لبعض الوقت
قالت إيف: حقا؟ هذا جيد
قال لويس: حسنا مهمتي قد انتهت سأعود للمنزل و أراك لاحقا إيف
ابتسم لها بمرح شديد لتتبدل تلك الابتسامة فور شعوره بهالة توماس المخيفة القادمة من خلفه ليلتفت له بارتباك و يقول: مساء الخير توماس كيف حالك؟ يبدو أنك بخير جدا
قالت إيف: توماس؟ ماذا تفعل هنا؟ لقد أفزعتني حقا
قال توماس: ها قد عدت أخيرا إيف اعتقدت بأنك ستبيقين للصباح هناك
قالت إيف: لا تكن هكذا لقد ذهبت لزيارة العائلة و حسب
قال توماس: أدرك ذلك لكنك وعدت بالعودة قبل هذا الوقت
قالت إيف: أنا آسفة لقد تحمست قليلا فقط
قال لويس: سوف أغادر الآن لذا أراكما لاحقا
قال توماس: شكرا لإيصالها أتمنى بأنها لم تقم بإزعاجك
قال لويس: لا لم تقم بذلك عمتما مساء
غادر لويس المنزل ليزفر بارتياح سار في اتجاه البوابة الكبيرة ابتسم بلطف و قال في نفسه: اعتقدت بأنه سيقتلني يا إلهي إن غيرته مخيفة للغاية
عاد لمنزله ليستلقي على سريره و ينام في الصباح الباكر استيقظ التؤامان و الحماس يكاد يقتلهما كانا يسيران في الممر و هما يخمنان ما قد يكون الأمر الذي تريده إيف منهما التقيا بفانتين التي ابتسمت لهما بمرح شديد و قالت: أشك في أنكما قد نمتما جيدا فاستيقاظكما في مثل هذا الوقت مريب حقا
ابتسما لها بمرح شديد ليقولا: نحن لم نم حتى
ضحكت فانتين بمرح شديد لتكمل طريقها لغرفتها نزلا الدرجات ليريا والديهما يقفان هناك بتلك النظرات الحازمة لتقول الوالدة: سأخبركما بهذا للمرة الأخيرة إياكما و فعل شيء سيء
قال أليكس: حقا يا أمي نحن لم نعد طفلين
قالت الوالدة: أدرك ذلك لذلك أخبركما
قال الوالد: عليكما الاستماع لوالدتكما و احذرا جيدا
قال أليس: ليس كما لو أنها ستقوم بشيء سيء لنا
قال الوالد: الحذر واجب لذا انتبها لنفسيكما جيدا
أطلقا تنهيدة ارتياح في وقت واحد ليحدقا في بعضهما و يبتسما بمرح شديد لتقول الوالدة: أخيرا سأستطيع النوم
قال الوالد: أجل أشعر بالنعاس
قال التؤامين معا باستغراب: أكنتما تراقبانا طوال الوقت؟
ضحك الوالدان بمرح شديد على التعابير التي وضعاها على وجهيهما ليصعدا الدرجات دون الإجابة عليهما سارا في الممر المؤدي لغرفتهما بصمت حتى أطلقت الوالدة تنهيدة صغيرة لتقول:ما زلت لا أشعر بالارتياح ربما يجدر بنا الذهاب معهما
قال الوالد:أنا أشعر مثلك أيضا لكن ما بيدنا فعل شيء
قالت الوالدة: نظراتها تلك كانت غامضة للغاية أتمنى بأنها تكون مجرد أفكار سيئة
توقفا على صوت لويس القائل: أنتما أيضا تظنان ذلك؟
التفتا إليه ليرى تلك الابتسامة على وجهه قال الوالد: ماذا تقصد بكلامك لويس؟
قال لويس و هو يقترب منهما: أنا لست واثقا من ذلك بعد لكنني أعتقد بأن شيئا ما غريبا يحدث معها
قالت الوالدة: لم أفهم ما تقصده
قال لويس: كما لو أن شيئا آخر يتحكم بها تصرفاتها كانت مريبة بعض الشيء بالإضافة قدمت لمنزلنا من دون موعد مسبق كما فعلت مع الآخرين لذا أعتقد بأنها تقوم بشيء ما
قال الوالد: لم لم تقل شيئا مسبقا؟ هذا يعني بأنهما سيكونان في خطر
تحرك الوالد في اتجاه الدرجات و القلق يكاد يفجر قلبه كما تقلبت التعابير على وجه الوالدة ليقول لويس: علينا ترك الأمور تأخذ مجراها فنحن حتى الآن لسنا واثقين مما يجري
قالت الوالدة: لن أتركهما يخوضان شيئا كهذا و نحن لا نعرف ما مصيره سوف أذهب خلفهما بالتأكيد
سارت خلف الوالد ليتعقبا ولديهما تنهد لويس ليقول في نفسه: ربما ما كان يجدر بي إخبارهما بهذا
التفتت ليصعد الدرجات للطابق الثاني ذاهبا لغرفته عند مارتن الذي كان ينزل الدرج و هو يضع يده على فمه المتثاءب انتبه لتوماس الذي يسير و هو نصف نائم ليبتسم بمرح شديد و يسرع الخطى ليقترب منه و يقول: صباح الخير توماس
قال توماس: صباح الخير
قال مارتن: يبدو أنك لم تنم ليلة أمس
قال توماس: لا لم أفعل بسبب شخص معين
ضحك بمرح شديد فهو عرف المقصود ذهبا لغرفة الطعام ليجلسا في مكانيهما قال ألبرت: لقد طلبت الآنسة أن أخبركما بأنها قد تناولت إفطارها سابقا لذا لا تنتظراها
قال توماس: لم؟
قال ألبرت: لا أعرف حقا لكنها غادرت المنزل منذ فترة طويلة
قال مارتن: هذه الفتاة سوف تصيبيني بالجنون ألم تخبرك عن وجهتها؟
قال ألبرت: لا لكن أذكر بأنها كانت تحمل معطفا مطريا و حقيبة قماشية صغيرة حمراء اللون
قال توماس: الجو صحو في الخارج لم المعطف المطري؟ هذه الفتاة غريبة أطوار حقا
قال مارتن: ما الذي تقوله عن مخطوبتك توماس؟ سوف تحزن كثيرا لو سمعتك تقول هذا
قال توماس و هو يتثاءب بشدة: لن تفعل تحب سماع ذلك كثيرا كما لو أنه مديح لها
قال مارتن: تناول طعامك و اذهب للنوم سيكون ذلك أفضل تبدو متعبا للغاية
لم يسمع إجابة من توماس ليرفع رأسه ليرسم ابتسامة ظريفة على شفتيه كان توماس واضعا رأسه على راحة كفه نائما بالفعل تبادل الأنظار مع ألبرت الذي ابتسم بمرح انتهى مارتن من تناول الإفطار ليوقظ توماس ليذهب لغرفته تحدث مع ألبرت في بضع أمور حتى رنين جرس المنزل علت الحيرة وجهيهما ليذهب ألبرت و يفتح الباب تفاجأ كثيرا من رؤية والديّ تؤامي هايلون مع تعابير القلق التي علت وجهيهما بالإضافة لروي الذي لم يغير تعابيره الهادئة ليسمح لهم بالدخول تفاجأ مارتن ذلك ليقول: صباح الخير جميعا
قال روي: صباح الخير مارتن
قال مارتن: ما سر هذه الزيارة المفاجئة؟ يبدو أن السيدان لديهما موضوع مهم
قالت والدة التؤامين: أين هي إيف مارتن؟
تعجب مارتن سؤالها عنها بتلك النبرة التي تحمل قليل من الغضب ليقول: أحدث شيء ما سيدة لورنس؟
قال والد التؤامين: أفهم من كلامك بأنك لا تعرف شيئا
قال مارتن باستغراب أشد: عن ماذا؟
قال ألبرت: رجاء تفضلوا بالجلوس أولا
أخذهم لغرفة الضيوف و أحضر لهم كوب شاي بالنعناع لترشف الوالدة منه رشفة لتشعر بالارتياح يسكنها ليقول مارتن: هلا أخبرتموني ما يجري؟ أشعر بالضياع حقا
قال والد التؤامين: لقد حضرت إيف بالأمس لمنزلنا و طلبت من التؤامين القدوم لرؤيتها في المنزل لأجل مهمة ما
قال مارتن: ماذا؟ لم قد تفعل هذا؟
قال الوالد: لقد قالت بأنه أمر لا يستطيع أحد القيام به سواهما
فكر مارتن بأمر كهذا لفترة من الوقت الذي مر كما لو أنه ساعات طوال توقف عن التفكير حالما نظر لروي الذي كان يحدق بلوحة ما في الغرفة ليقول: لم أتيت أنت روي؟
صمت روي في البداية ليحدق الجميع به شعر بالضغط تحت أنظارهم المنتظرة إجابته ليتنهد و يقول: لقد طلب إليّ ذلك
قال مارتن: حسنا و ما هو السبب؟ أمتعلق بإيف أيضا؟
قال روي: أجل
قال مارتن: حقا إن هناك أمرا غريبا يجري هذا اليوم
قالت الوالدة: ألا تعرف إلى أين ذهبت؟
قال مارتن: للأسف لا فقد استيقظت و اكتشفت غيابها لقد قال ألبرت بأنها غادرت قبل شروق الشمس تحمل معطفا مطريا
تعجب الجميع ذلك لف الصمت المكان الجميع مشغول بالتفكير بكل هذه المعطيات الغامضة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
كيف حالكم؟ أتمنى بأنكم بخير و صحة و عافية كيف كان هذا الفصل ؟ أتمنى أنه قد نال إعجابكم في أمان الله أحبتي.

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
رد مع اقتباس