عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 04-29-2016, 09:49 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/29_04_16146188779652162.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]




في تلك الليلة العاصفة عند منزل شبه مهجور ، ندخل لنجد ظلاماً لم يترك بقعة واحدة إلا و قد احتلها ،
سكون يعم المكان ولكن .. لم يمنع ذلك وصول شهقات تلك الطفلة الصغيرة وصوت انينها الباكي !
كانت تجلس على السرير تضم ركبتيها إلى صدرها وقد وضعت رأسها بينهما ..
ظلت تلك الفتاة الصغيرة تتمتم في نفسها : لماذا ؟ لماذا تركتماني ؟ لقد وعدتماني بأن تحضرا يوم ميلادي !
وبعد بكاء مرير دام مدة سكتت فجأة ..
لفت نظرها ذلك الشيء اللامع على المنضدة الذي انعكس ضوء القمر عليه ،
لم يكن ذلك الشيء إلا قلادة أمها ، تأملته قليلا وسرعان ما نهضت لتقبض عليه بيديها ،
التفتت لتأخذ معطفها الأزرق وترتديه ، لتضع القلادة في جيب المعطف ،
و تدفع باب المنزل لتتركه وترحل فيعم السكونْ كأن لا حياة فيه !
كانت تلك الطفلة تمشي وحيدة في طريق مهجور يعمه الظلام والضباب والبرودة ،
الذين اجتمعوا ليكونوا جواً تهابهُ حتى الأشباح !!
لا يسمع فيه إلا زخات المطر التي بدأت بالتساقط كأنما تود لو تحذر هذه الفتاة مما ينتظرها ..
ولم يكن يرى إلا أضواءُ البرق التي تظهر وتختفي في ثوان ..
فحتى القمر الذي كان بمثابة أملها الوحيد انتابهُ الذعر فتوارى خلف السحب ،
كانت تسير بغير اهتداء تاركة العنانَ لأقدامها التي تحددُ وجهة سيرها كيفَ تريد
لا تعلم لما خرجت ولما هي هنا؟
كل ما أرادته هو الهروب من واقع أليم ولكن هذا مستحيل!
بدأ الخوف يسيطر عليها لعلها يقودها إلى طريق العودة..ولكن لم تكن مستعدة للعودة بعد ،
تمتمت بنبرة بآكية : لماذا لم تأخذاني معكما ؟
قطع صوت واهن تفكيرها ،،
التفتت برهبة لترى شخص ما لم تتضح معالمهْ بسبب الضباب والظلام الدامس ،
يرتدي رداء أسود اللون ,,
قبضت يدها و قالت محاولة إظهار بعض الشجاعة الزائفة : من أنتْ؟ وماذا تريد؟
لم يجبها واكتفى بنظرة باردة ،
مد يده واعطاها كتاباً صغير اللحجم بنفسجي اللون والتفت ليرحل بعد أن ألقى كلمات مبهمة
حاولت جمع الكلمات ولكنها لم تفهم كل ما تتذكره هو كلمة "سورت" ؟
نظرت إلية مرة أخرى محاولة إيجاد إجابة و لكنه اختفى تماماً كأنما حملته الرياح ..
ذهب و ترك تلك الطفلة التي لم تتجاوز العاشرة حتى في حيرة من أمرها ،
تأملت الكتاب الصغير بين يديها و سرعان ما استنتجت أنها مذاكرات ،
: و لكن لمن هي ؟ ولما اعطاها لي ؟
: القفل يبدو غريب و لكنه مألوف لي إنه يبدو مثل ..
اخرجت القلادة من معطفها و أدخلتها في مكان المفتاح ،
ليفتح القفل ! ظلت تقلب في الصفحات واحدة تلو الأخرى لعلها تجد ما يفيدها
و لكن الصفحات بيضاء خالية لا تحتوي على نقطة حبر واحدة مما زاد من حيرتها
نظرت إلى السماء لتجد المطر قد توقف ،
وضعت المذكرات بين طيات معطفها و غيرت مسارها لتعود إلى المنزل ..



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]







التعديل الأخير تم بواسطة AquaRose7 ; 04-30-2016 الساعة 05:06 AM
رد مع اقتباس