عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 04-26-2016, 07:37 PM
 
الفصل الأول : كل شيئ ...... جديد ؟؟؟
لم أفكر أبدا في أمر انتقالنا رغم أن واندا بدت متحمسة لذلك ، بالأحرى للمهنة الجديدة ، عسى ولعلها تدر علينا ما يؤمن لقمة عيشنا فبعد موت والدي المفاجئ بسبب أزمة قلبية ، تدهورت حالتنا الإجتماعية و أصبحت تصافح الحضيض ..... و ها أنا ذا في هذه الحافلة المتعفنة أتجه إلى جحيم آخر .... إلى مدينة { ساوث هيلد } ، لا أعرف لما عيناي متشبثة بكل قديم لا تريد مفارقة الأشجار التي اعتدت الإختباء خلفها .... أو الأزهار التي ألفت عبيرها ... حتى العشب الأخضر الذي كان سريري و مؤنسي أغلب الأوقات ، لكني على يقين بكرهي الشديد للذكريات التي نسجها من أجلي ذلك القديم .
التقطت أذناي صوتا ينم عدم راحة صاحبه ... آه .. كدت أنسى أن جورجي صديقتي و أختي الوحيدة نائمة بجانبي ، يالها من فتاة رائعة و صاحبة مبدأ ... استرقت النظر إلى واندا .... أمي ... لاحظت الحزن يكسو ملامحها و القلق يغزو عيناها ، لابد و أنها تفكر في المشاكل التي ستنهال علينا ، فكرت أنه حان الوقت لنعمل أنا وجورجي و لكن ما العمل الذي يناسب فتاة مثلي .... لايهم سأبذل قصارى جهدي ، أعدت نظري إلى النافذة المتسخة قليلا بالغبار و استغرقت في تأمل الأفكار ، إلى أن غلبني النوم فسقطت في هوة الأحلام ...........
********************

شعرت بشيئ يهز كتفي الأيمن ، و فور استيقاظي نسيت كل أحلام التي راودتني ، لابد وأننا وصلنا إلى وجهتنا ، فسمعي مشوش بسبب الطنين و صوت السيارات ، لقد نفذت إلى فتحتي أنفي رائحة ..... إنها رائحة المدينة .
نزلت من الحافلة لأستقل مباشرة سيارة أجرة كانت جورجي قد أوقفتها ..... ياه هذا ماكان ينقصني بعد أربع ساعات في القطار و ساعة في الحافلة و الآن ... سيارة ، لم يصبني خمول كهذا في حياتي .... زفرت باستياء عندما رأيت سائق الأجرة سمين الجسم و مدور الوجه ينظر إلي من خلال المرآة ... قلت في نفسي و التي دائما ماأحدثها : ( أبقي حملقتك للطريق ،) تنفست الصعداء عندما توقفت السيارة أمام المنزل الجديد .. أسحب كلامي ... هذا الشيئ أقل مايقال عنه خرابة و لكن وكما تقول جدتي الميتة بنبرتها التهكمية المعتادة : (هذا هو الموجود) ...... نعم ... يا جدتي هذا هو الموجود ، حملت جورجي حقيبتين بينما أحضرنا أنا وواندا الباقي ، الذي لم يكن بالكثير فنصف أغراضنا بيعت لتسديد ديون والدي ، فتحت جورجي البوابة الصدئة لترحب بنا بصريرها المزعج ، عقبها الباب المهترئ ...... يا لها من بداية جديدة ؟
كانت عطلة الأسبوع طويلة و منهكة ، مضت وكأنها الدهر بعينه ، ولكنها ككل شيئ لها نهاية ، في اليوم التالي ، و هو أول يوم لنا في مدرسة { بيرلي تاون هاي سكول } ، أعطت واندا لجورجي حزمة أوراق : ورقة بها خربشات ... ، أظن أنها خريطة للوصول إلى المدرسة ، و أخرى برنامج لحصص الطالب لابد و أن واندا أخذتها من مسؤول التوجيه ، لا يهم ، قررت الإستيقاظ باكرا لكي لا أصادف أحدا بالطريق ... ولكني أعلم في قرارة نفسي أني سأقابلهم لا محال ، ولم أستطع منعها من عدم التأجيل
ولكني احتياطا ارتديت نظاراتي وتركت شعري منسدلا ليغطي نصف وجهي ، اخترت قميصا أبيض فضفاض لايبرز أيا من منحنياتي مع جينز باهت اللون ، ببساطة حاولت أن أبدو بشعة على قدر المستطاع .... لتجنب ما ..... حدث في الماضي المرير.

*******************
في الطريق مررنا بعدة محلات ، و ظللت أثبت نظري على الإعلانات بغية عمل يناسبني ، أحسست بتوقف جورجي فالتفت إليها لأجدها تنظر إلي بتساؤل
سألتها قائلة : (ماذا ؟ هل قلتي شيئا ؟)
أجابت : ( نعم .... لقد فعلت وهو مارأيكي أن نعمل كنادلتين في مقهى )
رفضت قائلة : ( هناك الكثير من الرجال و أنتي تعلمين مشكلتي معهم ) وابتلعت غصة علقت في حلقي أما هي فسارعت إلى قول : ( و من قال لكي مقهى للرجال ؟ )
_ آه ... تقصدين للنساء فقط .
_ نعم أيتها الذكية .
_ و أين نجد هذا المقهى الذي ينتظرك حتى تأتي لكي يوظفك ؟
جذبتني من يدي بسرعة لم أدركها ، ولم أجد نفسي إلا خارجة من مقهى {ولكوم لايدي } بعد أن تم توظيفنا ، كان الأمر وكأن السماء استمعت لصلاواتي فلبتها ، قلت لجورجي ببرود لطالما غلف انفعالاتي : ( أنتي ساحرة ) أجابت مدعية الغرور : ( أعلم ) ، ثم أمسكت بيدي لتقول بهلع : ( هيا ... لقد تأخرنا و في أول يوم لنا أيضا ) ، بينما نحن نسابق الريح فكرت في نفسي أنها لن يهدأ لها بال حتى تخلع ذراعي من محله
عندما وصلنا إلى { بيرلي تاون هاي سكول } وجدنا موقف السيارات فارغ و كذا بالنسبة إلى الساحة ، سألتني جورجي بلهفة واضحة : ( ما هي أول حصة لنا ؟ )
_ علم الأحياء ، لدى الأستاذ روبنسون ، المبنى رقم 3
لا أريد التباهي ولكني حفظت البرنامج في عقلي ، لكي لا أظل حاملة إياه طول الوقت تحت أرنبة أنفي ، اتجهنا إلى المبنى المنشود ، ودخلنا .... أطلقت جورجي تنهيدة ارتياح .... فالأستاذ لم يكن موجودا .... ها .. أذكر الذئب و جهز البندقية لقد أتى المدعو روبنسون الذي سألنا فور دخوله : ( ماذا تفعلان هنا ؟) ولكن بعدما أمعن النظر في ملامحنا استنتج بذكاء خارق : ( آه ...أنتما جديدتان هنا ... هيا إختارا مقعدين و أجلسا )
جلست جورجي بجانب فتى أسود الشعر و أبيض الوجه ، يتضح من خلال ملامحه أنه فتى خدوم ، بينما أنا ولحسن حظي وجدت مقعدا فارغا وراءهما يطل على النافذة التي لجأت إليها بينما روبنسون يشرح .. ويشرح .. ويشرح .. إلى أن رن الجرس أخيرا ، سمعت الفتى الخدوم يحاول فتح حديث مع جورجي ، ياله من مسكين ....
_ مرحبا ... أنا ريكارد ... يمكنكي مناداتي بريك .. لابد و أنكي جديدة في المدينة ؟
_ على مايبدو
لاحظ ريك تهكمها فقال بارتباك : ( إذن اسمك هو ... ؟ )
نظرت جورجي في عينيه البنيتين مطولا ثم أجابت أخيرا : ( جورجي )
نهضت هذه الأخيرة بسرعة قاطعة أي مجال للحديث و خرجنا مع بعض ، وهكذا مرت الحصص واحدة تلو الأخرى بملل كبير و دون حدث مثير ..
**************
بعد خروجنا من الثانوية توجهنا إلى { ولكوم لايدي } و شرعنا في العمل إلى أن أعلن الليل عن قدومه و على غير المتوقع كانت المناوبة المسائية شديدة الإزدحام لذا اظطررت إلى إرسال رسالة نصية لواندا لكي لا تقلق علينا ، شكرتنا المديرة براون على عملنا الجاد و هي امرأة في أواسط العقد الثالث من عمرها ،حسنة المظهر......
فكرت و أنا أستلقي على السريرالمتهالك ككل شيئ في هذا البيت : ( لقد كان يوما متعبا بحق ) أغمضت عيناي .....
( أين أنا ؟ ) هذا الظلام ليس غرفتي ، ( هل أنا في حلم ؟ ) تكرر صدى السؤال خارقا أذني ، هذه ليست أحلامي بل .... كوابيسي ، تحركت في الظلام ، أستكشف المكان ، لكن لا جدوى ترجى من هذا الفضاء ، أحسست بشيء لمس كتفي .... صرخت ... : ( لا مستحيل ... ليس أنت؟)
أطلقت العنان لقدماي فشقتا ذلك الظلام .... ولكن إلى أين ؟ .. المهم .. أن أبتعد ... عنه .. لكني سقطت في الهاوية .. وسقطت .. وسقطت .. حتى ذاقت نفسي ذرعا بهذا الكابوس .... توقف كل شيئ حتى نفسي ..هذا إن كنت أتنفس بالأساس ... أنا الآن في ذلك المكان الذي انتهت فيه حياتي قبل أن تبدأ ... لقد استرجع عقلي الباطني الذكريات ليحملني عذاب تكرارها من جديد ... سمعت صوت الضحكات الشريرة .... ( أصمت هذا يكفي ... توقف ) و ضعت أناملي في أذني و هززت رأسي رافضة الإنصات
ثم رأيت ذلك الضخم ... وتلك الإبتسامة الهوجاء .... تمنيت أن أمحيها عن وجهه .... بدأ يتقدم نحوي بسرعة و أنا أهرب منه و أتعثر في جري مثل الخرقاء إلى أن سقطت ..... أمتلأ جسدي رعبا و جمدت برودة الخوف أوصالي ... زعقت : ( لا ... لا ... ساعدوني )

أورفيوس ... أورفيوس
أنشد اللحن العبوس ...
لاجدوى ... لذغت الحية أورديس العروس

أسئلة :
 ما رأيكم بالفصل ؟
 ماذا حدث لماريا حتى أصبحت هكذا ؟
 ما سر الكابوس ؟
 ما هي أنتقاداتكم و نصائحكم لي ؟

[color="darkred"][size="5"]أتمنى أن يعجبكم الفصل
مع حبي جي جي الغامضة
__________________


إقرأ ما تكتبه أناملي ياصديقي

التعديل الأخير تم بواسطة جي جي الغامضة ; 04-26-2016 الساعة 07:49 PM
رد مع اقتباس