عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 04-18-2016, 09:01 PM
 
ـ آه ...كم هي فتاة طيبة ..

تأكل ماري الغداء وتجبر نفسها على تناوله ثانية فقط من أجل أمها ...
ثم يأتي أخوها جايسون إلى المنزل لتسعد برؤيته أيضا ً ...
وفي المساء...
تجلس ماري ووالدتها وأختها وأخاها في غرفة المعيشة وتبدأ تتحدث لهم عن حال مدرستها الداخلية ..
وعن المواقف المضحكة التي حصلت بها ...وعن بعض أساتذتها الغريبي الأطوار....
سعدت ماري بسرد قصصها وجعل أسرتها تستمتع لسماع قصصها المضحكة ..
وكانوا كذلك حتى دخل شخص إلى المنزل...
ـ ما ها ذا لم كـ كل هـ ذ ذا الضـ حك ....ألا تـمـ لو ن..
كان والد ماري قد دخل ..وبدأ يتحدث بصوت مخيف وبطيء...وكان يبدو عليه أنه قد شرب حتى الثمل...
ـ ألا تستطيع الدخول ولو لمرة واحدة دون أن تزعجنا ...قالتها والدة ماري غاضبة ...
ـ آآآآصـ مـتي ...كـ يف تجـ رو ئين على الصـ راخ في وجهي أيتها الـ تا في هة...
ـ أبي هذا يكفي.... صرخت ماري في وجه والدها محاولة إسكاته ...
ـ هههه هههههه ... انـ ظروا مـ ن هنا ...إنـ ها مـ اري...
من الجيـ د أنـ كي تذ كرتـ نـا بـ زيـ ـارة...

ـ لم تحصل لي الفرصة إلا اليوم فاليوم عطلة....ثم من سيشتاق إلى شخص مثلك ..
ـ مـ ا ذا ...أعيدي ما قلـ تي هي أيـتـ ها الوقحة ..
ـ لقد قلت بأنني لا أحتاج إلى والد ثمل طوال الوقت ولا يهتم بنا ...
ليضربها والدها بقوة ...وهو يقول...
ـ كيف تجرئين بـ أن توحد ثي والدكـ ي ها كذا ..أيتـ ها الحقـ يرة ..
فتقف والدة ماري أمام ماري للدفاع عنها ..وهي تقول...
ـ توقف ...كيف تؤذي ابنتنا هكذا ...
ـ هاه ..ابنـ تنا ...دعيني أضربها أكثـ ر...
ثم يدفع والدتها بقوة ..لكن ماري تمنعه من إيذائها .. بأن تدفعه أيضا ً وتذهب إلى غرفتها في الطابق العلوي ..
لتغلق على نفسها الباب وهي تبكي....
كانت ماري تبكي ...
تبكي بمرارة ..وكأنها كانت تعرف بأن هذا سيحصل...
ومر ذلك اليوم بأن أغلقت ماري على نفسها الباب ونامت في سريرها التي ملأته بالدموع في تلك الليلة ..
فهي لم تعد تطيق نفسها في هذا المكان ...
وفي الليل يطرق بابها ...
ـ لا أريد أن أرى أحدا ً ...
ـ هذهي أنا يا ماري...كانت أختها لولو..
تقوم ماري لتفتح الباب لأختها ....لتفاجأ بعدها بأن أختها كانت تبكي...
ـ ما بكي يا لولو ؟؟ !هل أذاكي بابا ..
ـ لا لكنني ابكي لأجلكي ..فبابا لم يدعني أراكي اليوم جيدا ً ...
ـ لا بأس يا عزيزتي .. تعالي.. سأحكي لكي القصص وستنامين معي اليوم في السرير ....
ثم تحملها لتضعها في السرير وتنام معها ...
كانت والدتها تراقب ما حصل ...لتبكي هي أيضا ً على ابنتها ماري التي افتقدها الجميع ...

في اليوم التالي ...
تستيقظ ماري بسرعة لكي تذهب وتساعد أمها في إعداد الإفطار لإخوتها ...
وما إن تنزل حتى ترى والدها مستيقظا ً يشرب الشاي قبل أن يذهب إلى وظيفته ..فيلتفت إليها ..
لكنها تدير وجهها عنه ..
ـ أنتي ..متى جئتي إلى هنا ...سألها والدها
ـ هاه.. من الطبيعي ألا تتذكر ذلك ...فأنت لم تقصر في الشرب البارحة ... قالتها ماري متهكمة ..
ـ لا تبدئي بالثرثرة ...وعندما أسألكي عليكي أن تجيبيني باحترام ..هل هذا مفهوم ...
ـ وهل تركت لنا في هذا المنزل احتراما ً حتى نقدمه لك ..
ـ اصمتي...أيتها الوقحة... ثم ينتفض من مكانه وهو يقول لوالدة ماري ..
ـ أرى بأن ابنتكي ازدادت وقاحة يا فرانسيسكا ...
ـ إسال نفسك من الوقح في هذا المكان ...أم أنك تحتاج لمن يذكرك ..فأنت تتكلم عن ابنتي و ابنتك أيها التافه ...
كانت والدة ماري تجيبه بحدة ..

ـ أمي أرجوكي ...لا تتشاجري معه من أجلي...
كانت ماري تقولها وهي خائفة من أن يزاد الشجار بين والدها ووالدتها ...
ـ لا يا ماري أنا لا أتشاجر لأجلكي ...فهو دائما ً ما كان يزعجني عندما لم تكوني هنا ..لهذا لا تضعي اللوم على نفسكي يا ابنتي ...
ـ لكن يا أمي...

ليقاطعها والدها بصوت غاضب...
ـ أنا ذاهب الآن لكن حسابكما سيكون عندما أعود ...ثم يخرج من المنزل بعد أن قال لهما جملته المخيفة تلك ..

وفي غرفتها..
كانت ماري تفكر بعد أن تناولت الغداء...
ـ يا إلهي...متى ستنتهي هذه العطلة... ؟
لم أعد أطيق هذا المكان ..لكنني مع ذلك اشعر بأنه يجب علي أن أكون إلى جانب أمي...
آآآآه يا أمي....ليتني أستطيع إخراجكي مما أنتي فيه ..

ثم يطرق باب غرفتها ...
لتدخل والدتها...
ـ ماري عزيزتي ..ماذا تفعلين هنا لوحدك ..ألا تريدين مشاهدة التلفاز أم أنكي لم تفتقديه ...؟؟ !
ـ آآآآ ..لا ..لم أفتقده على الإطلاق ..بل إنني اعتدت في سكن المدرسة على أن أقضي أوقاتي من دون التلفاز ..
ـ هذا جيد ..لأنه بذلك سيصبح لكي المزيد من الوقت كي تدرسي يا عزيزتي ...
ـ نعم ^^.
ـ ماري ...أريد أن أتحدث معكي بخصوص شيء ..
ـ بخصوص ماذا يا أمي ؟ !
ثم تأتي أمها لتجلس بجانبها على سريرها... و تقول..
ـ اسمعيني فقط يا عزيزتي ...
ـ ماذا يا أمي ..هل حصل شيء لكي ..
ـ لا ..لا عزيزتي ...
ـ إذن ماذا يا أمي ..
ـ ماري ...أود أن أقول بأنني أريدكي أن تصبحي ..قوية ..و أن لا تضعفي أبدا ً ...
وأن لا تهتمي بما يحصل لي هنا ..على الإطلاق ..
ـ ماذا تقصدين يا أمي...
ـ ما أقصده هو أن لا تزورينا حتى في العطل القادمة ...
ـ ماذا تقولين يا أمي..
ـ كما قلت لكي ...عليكي أن لا تزورينا أبدا ً إلا في العطل المهمة فقط...
ـ لماذا ...ألا تريدينني أن أكون بجانبك ...
ـ قلت لا تهتمي بأمري...
ـ إذن الآن علمت سبب موافقتكي السريعة عندما طلبت منكي أن أدرس مع نايس في تلك المدرسة الداخلية ...
نعم ..أنتي لا تريدنني أن أتدخل بينكي وبين والدي...
لا أعرف لماذا ..أ لأنني أشكل عبئا ً عليكي ..
هيا قولي يا أمي ...
ـ أنا لم اقل ذلك ...
ـ إذن ماذا ..
ـ ماري ...افعلي ما قلته لكي فقط ...
لتبدأ بعدها ماري بالبكاء وهي تقول...
ـ لماذا...لماذا...
أنا لم أعد أفهمكي يا أمي ...
لم أعد قادرة على استيعاب ما تطلبينه مني..
أنا لم أعد أستطيع أن أفهم شيئا ً في هذا المنزل...
لا أستطيع ..
ثم تخرج ماري من الغرفة وهي تبكي....
ـ ماري انتظري لا تسيئي فهمي أرجوكي
ماريييييييي....
ثم تخرج ماري إلى خارج المنزل وهي لا تريد أن تسمع المزيد من والدتها

وفي المدينة ...
تبدأ ماري بالتجول في طرقات المدينة علها تنسى همومها ...
كانت تمشي في عالم آخر تماما ً ...
وكانت تفكر فقط ....
كيف ستتخلص من والدها الذي يعيقها في حياتها ...
وكيف تجعل أسرتها سعيدة ...
وبينما تمشي ...يمر أمام عينها شخص مألوف عليها ..
لا تستوعبه في بداية الأمر ..
لكن ما إن تلتفت إلى الخلف وتدقق فيه ...
تتذكره ..
ـ إنه السيد فيرستان ...
نعم السيد فيرستان ...
ثم تبدأ ماري تلحقه وهي تناديه ...
لكنه لم يكن يسمعها ...ثم يدخل إحدى سيارات الأجرة ...لتضطر ماري لأن تركض بسرعة لكن يبدو بأنها لم تستطيع اللحاق به ...
لتتعثر بعدها من شدة سرعة جريها وتقع على الأرض ....

لتفاجأ بعدها بوقوف سيارة ٍ بجانبها ويفتح بابها وإذا هي ....أخت مايك !.. سارة ....
ـ هيا بسرعة ادخلي السيارة ونحن سنساعدك في اللحاق بهذا اللص ...



ماري مندهشة
ـ...لص ؟؟؟ !!!
ثم يحملها خادمين ويدخلوها في السيارة بسرعة شديدة من دون أن يتركوا لماري الفرصة للتكلم ...لتبدأ بعدها السيارة تسير كالريح لتلحق بالسيد فيرستان ...
وفي السيارة...
ماري لم تستوعب ما يحدث ...
لتسأل سارة..
ـ كيف وجدتني...؟؟ !
ثم من تقصدين باللص....؟؟!
ـ كنت أسير في المدينة وبالصدفة وجدتكي...لكن ما إن بدأت تلاحقين ذلك الرجل حتى علمت بأنه لص لهذا طلبت من سائقي أن يلحق بكي لكي نساعدكي....
ـ مهلا ً ..مهلا ً ..أيتها العميلة الفيدرالية ....
فالسيد فيرستان ليس لصا ً..
ـ ماذا ...
إذن أنتي تعرفين اسمه ...؟ !
ـ وكيف لا وهو والد صديقتي...
ـ إذن لماذا كنتي تلحقين به بتلك الطريقة ..!!
تجيبها ماري بحزن ....
ـ هذا لأنه اختفى عن الأنظار ولم تعد صديقتي نايس تراه...
لهذا حاولت اللحاق به بعد أن وجدته ..خاصة وأنه من الصعب أن نجده ثانية ..
كما أنني أردت أن أخبره بأن ابنته نايس قد افتقدته كثيرا ً وبأنها في أمس الحاجة إليه....

تأثرت سارة بالقصة لتتحمس أكثر في اللحاق بذلك الرجل وتقول للسائق...
ـ إذا كان الأمر هكذا ....فعليك أن تسرع ..
هيا ماذا تنتظر...علينا أن نصل إليه ..
ـ حاضر يا آنستي الصغيرة..قالها السائق وهو مذعور من سارة تماما ً...
ثم تسرع السيارة باللحاق بسيارة الأجرة لكنهم يفاجئون ..بأن السيارة تقف فجأة في مكان مزدحم بالناس...
ويختفي بعدها أثر السيارة التي يلاحقونها ...فكيف سيجدونه وسط هذا الزحام ...
فقد كان الزحام يعيق مرور سيارتهم ...
تخرج ماري من السيارة وهي تقول...
ـ يبدو أننا سنظل ننتظر كثيرا ً ..لهذا سأذهب للبحث عنه بنفسي...
لتلحق بها سارة وهي تقول ..
ـ انتظري .. لا يجب أنت تذهبي من دون العميلة السرية ...
ثم يبدآن بالبحث في كل مكان ...
الأسواق..المطاعم...الحدائق...الأحياء .....التي كانت قريبة من موقع اختفاءه ....لكن من دون فائدة ..
ماري وهي تلهث من التعب...
ـ كأننا نبحث عن إبرة في كومة قش ...
ـ بل قولي فص ملح وذاب في بحر ...قالتها سارة التي كانت تتكئ على جدار من شدة التعب أيضا ً... وتكمل
ـ لكن أتعلمين لقد استمتعت يا ماري ^^...فهذه أول مرة اشعر بالتعب وأنا أقوم بتنفيذ مهمة...
ماري في نفسها ساخرة ...
ـ رائع هل هي دائما ً هكذا ...متحمسة لمهماتها الوهمية ...؟ !
ثم تجلس ماري على الرصيف لتتنهد ويبدو عليها الضيق ...
ـ ما بكي ؟ ! سألتها سارة ..
ـ أشعر بأنني تعيسة في كل شيء....
آآآه ..أتمنى ولو لمرة واحدة أن يحصل لي ما أريده...إلا أنني دائما ً أحظى بخيبات الأمل لا أكثر..
ولا أكتفي بهذا فقط بل إنني أنشر التعاسة على كل من حولي أيضا ً ...
أرأيت ..حتى صديقتي نايس لم أستطع مساعدتها ....
ثم تبدأ بعدها ماري بالبكاء....لتشفق عليها سارة وتحاول التخفيف من حزنها ..
ـ لا تقلقي....ولا تفقدي الأمل...صدقيني ...سوف يعود والد نايس إليها ..سترين...
تمسح ماري دموعها لتنظر إلى سارة وتبتسم ..
ـ أشكركي يا عزيزتي سارة...فلقد أتعبتكي معي اليوم...
ـ ماذا تقولين ...تعبت ؟! ..العميلة السرية لا تتعب من تنفيذ مهماتها ...
لتضحك ماري على كلام سارة البريء ...
ـ ما رأيكي يا ماري أن تذهبي معي ...
ـ إلى أين ؟؟ !
ـ سيكون المكان الذي سنذهب إليه مفاجأة ..
ـ مفاجأة ..
ـ نعم..... فقط اركبي السيارة ..
ـ لكننا تركنا السيارة في ذلك الزحام ..
ـ ههههه...يبدو أنكي لم تلاحظي بأن السيارة تلا حقنا طوال الوقت ...
تنظر ماري إلى خلفها فترى السيارة واقفة أمامها ...وتقول في نفسها فزعة ..
ـ يا إلهي ..عائلة مايك مخيفة من ناحية سياراتها فهي دائما ً ما تثير الريبة ؟؟ !
ثم تدخل ماري إلى السيارة لترى إلى أين ستأخذها سارة ...

وفي مكان آخر ...تقف ماري أمام ذلك المكان الذي لا تعرفه لتسأل سارة....
ـ أين نحن ...
ـ الآن ستعرفين ...اتبعيني فقط ...
وما إن تدخل ماري المكان حتى تسمع صوت شخص...
لتنظر إليه ...فإذا به ...
ـ مايك ؟؟ ! قالتها ماري مندهشة ....
وكان مايك حينها يتدرب وهو يحمل سيفه الخشبي ...ليلتفت إلى ماري متفاجئا ً...
ـ ماري ؟؟ ! هنا ...
لتسأله ماري وهي مرتبكة ...
ـ ماذا تفعل هنا ؟؟؟
ـ بل أنا من يجب أن أسألكي هذا السؤال ..
__________________
قـل للعيـون اذا تســـاقط دمعهــا : الله أكبر من همي أحــزانـي ...
قـل للفؤاد اذا تعــاظم كربــه : رب الفــؤاد بلطفــه يرعــاني ...
رد مع اقتباس