عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-23-2016, 09:47 AM
 
الفصل الثاني

لن ترفع راسها ولن تنظر إلى عينيها مرة آخرى ،
ظلت تحدق في يديها التي وضعتهما على حجرها لكنها لم تستطع إلا ان ترفع راسها وتنظر إلى ذلك الوجه العابس وترى الكآبة في تلك العينين
لم تستطع إلا الشعور بالكآبة هي ايضاً ،لا يمكنها ان تصدق انها نسيت شخصاًً كهيلين ، هيلين اختها الكبرى بل لما هي فقط

لقد اكد لها الطبيب ان الضربة التي تلقتها على راسها لم تؤثر على مركز الذاكرة في الدماغ ولم تكن هي السبب لنسيانها لهيلين ،بينما تذكر كل شي عن حياتها جميع تفاصيل اعوامها الخامسة والعشرين ،إنها تذكر كل شي والديها ،اصدقائها، مدرستها، وتعلم انها كاثرين خريجة من قسم الصحافة وتعمل في صحيفة ليبرتي ،
لكنها لم تستطع ان تجد اي ذكرى تخص هيلين في راسها مهما حاولت لم تستطع التذكر

عادت إلى التمعن في ملامح هيلين لعلها تجد فيها شيئاً ما لكن شعورها بالضياع اصبح اكبر في تلك اللحظة رفعت الآخرى راسها فتلاقت عيانهما مما اشعرها بالتوتر ،راقبتها وهي تنهض وتعطيها نصف إبتسامة ، اقتربت ودنت منهل تقبلها على جبينها
استقامت في وقفتها قائلة:
- آسفة كاثرين علي الذهاب فالليلة مناوبتي في المشفى
وحين رأت الحيرة على وجهها اضافت :
-انا اعمل طبيبة في مشفى ماريا حيث كان يعمل والدي
قالت كاثرين ،إذا تذكرين هذا "بينما لاتذكريني" شعرت كاثرين ان هذة تتمة الجملة التي لم تقلها هيلين مما زاد شعورها بالذنب

مرت الايام بشكل مريح فصحة كاثرين في تحسن وقد داومت هيلين على زيارتها يومياً وقضت عندها الساعات لتسليها وحتى لاتشعر بالوحدة

وقفت كاثرين تجمع أغراضها في الحقيبة الصغيرة التي جلبتها هيلين في وقت سابق ثم تذكرت انها الآن في السيارة لتوصلها إلى المنزل فأسرعت في تجميع بقية اغراظها
حملت الحقيبة على كتفها وغادرت مبنى المشفى،
قابلتها هيلين في الخارج وقادتها إلى حيث ركنت سيارتها، كانت سيارة سوداء صغيرة وانيقة تناسب شخصية اختها القيادية كما لاحظت، دفعها هذا إلى تذكر سيارتها التي لم تعد صالحة للاستخدام وقد اخبرتها هيلين انه عندما تم انتشالها من النهر لم يكن هناك اي امل في إصلاحها وهذا جلب الحزن إلى نفسها فلم يمضي وقت طويل على دفعها آخر قسط لها

احتلت هيلين مقعدها وراء المقود مما دفع كاثرين للإسراع والجلوس بجانبها ك، كانت رحلة العودة إلى المدينة هادئة
- يلزمنا نصف ساعة للوصول إلى المدينة ونصف ساعة آخرى للوصول إلى المنزل

قالت هيلين هذا لكاثرين، كانت كاثرين تعلم هذا لكنها لم تقل شيئاً فهي لم ترد جرح مشاعرها لتذكرها هذا بينما نسيتها هي، تابعت هيلين قائلة :
( هل يمكنك ان تخبريني ما الذي دفعك إلى مغادرة المدينة في ذلك اليوم ولماذا حاولتي العودة في ذلك الجو العاصف )
لم تستطع كاثرين ان ترد على سوالها لانها ايضاً لم تكن تعرف، عندما لم تجب سألتها
( مابك هل انتِ متعبة )
اجابت بتوتر :
( لاانا بخير لكن انا فقط لا اعلم ما الذي دفعني لفعل ذلك آسفة هيلبن انا حقاً احاول التذكر لكني لا أستطيع )

،( لا ترهقي نفسك بمحاولة التذكر تحتاجين إلى الراحة وستتذكرين كل شي عندما يحين الوقت)
كان هذا آخر ما قيل وعم الصمت بقية الوقت حتى وصولهن إلى المنزل

نزلت هيلين وفتحت الباب الأمامي ولحقت بها كاثرين إلى الداخل
( لابدا انك متعبة اذهبي إلى غرفتك لترتاحي ريثما اعد طعام الغداء)

دخلت كاثرين إلى غرفتها وجدت انها لم تعد كما تركتها لابد ان هيلين بترتيبها من جديد
كانت غرفتها جميلة كان الحائط مطلياً باللون القشدي يحتل معظمها سرير واسع وفي المقابل توجد خزانة الملابس وعلى اليمين توجد طاولة الزينة ومن الجانب الآخر توجد نافذة وبجانبها آريكة صغيرة، اقتربت من السرير ازاحت الغطاء وقررت الاستلقاء لبعض الوقت إلا انها غفت.

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 03-26-2016 الساعة 12:06 AM
رد مع اقتباس