عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 03-16-2016, 11:57 AM
 
##


الفصل السادس : "مجلس الخمسة!"

استَفقتُ من شرودي لِأدخُلَ الفصل بخطوات مُترددة مُتجهة إلي طاولة مينوري ؛تُري أمازال الدُرج السري موجودًا بها ؟! تُري هل علِمَ عنهُ الطُﻼب الذينَ أتوا بعدي ومينوري ؟!

هذا ما سأعرفُه اﻵن !!

تَمتمت بالجُملة التي أتفقنا أنا ومينوري أنها ستَكون كلمة السر التي يُفتح بها الدُرج : اتبع قلبك !
فأنفتَح الدُرج لِأجدَ بهِ ورقة مطوية بعناية !

نَظرتُ لها بأستغراب لثواني ثُمَ أخذتُها وخرجتُ من الصف لِأُصبح أمامَ السور الذي أعتدتُ أسنادَ مرفقيّ عليه ؛جَلستُ أرضًا لِأُسندَ ظهري إليه وأفتح الورقة!

"عزيزتي هيمي

أنا أكتُب تلكَ الورقة اﻵن بعد أن علمتُ من أبي أني سأذهب للحرب وحدي .. بدونك !
إن حدَثَ لي شيء ولم أعُد أُريدك أن تعلمي أنَ اﻷمر ليس بسببك أو بسبب عدم وجودك إلي جواري .. ﻻ تشعُري بالذنب !.. من المُفترض أني أستَطيع القتال دونَ أن يحمي أحدُهم ظهري !
كما أنَ ميشيل، ماديسن وجوي سيكونونَ معي ! ؛سيكونُ أربعتنا باﻷضافة إلي أبي في مُقدمة الجيش لذا إن لم أعُد أعلمي أنَ هَذا بسبب ضَعفي وعدم كفاءتي !
أعلم أنك ستَزورينَ هَذا المكان يومًا لذا وضعتُ رسالتي فيه !
أعتني بنفسك جيدًا ! ﻻ تكتئبي واتبعي قلبك !

أُختك مينوري "

نَهضتُ عن اﻷرض وأنا أُمسك الورقة بصدمة ! تلكَ البلهاء!! فكَرت بي في وقت كهذا !
دومًا كانت تُناديني بالبلهاء لَكن حقًا من منا البلهاء ؟!

لم تَستَطع قدمايّ حملي فأنهرتُ مُجددًا في مكاني وبدأتُ بالبُكاء وأنا أري الورقة تهتز بينَ يديّ!
ﻻ أدري كم مرَ عليّ من الوقت وأنا علي هَذهِ الحالة لَكني أفقتُ عندما سَمعت صوت المُعلم جرايفين : إذن تخميني كانَ صحيح !أنتِ هيمي !
نَهضتُ عن اﻷرض وأنا أمسح دموعي ليَقول : تلكَ الورقة ! هل هيّ من مينوري ؟!

أردتُ أن أرُد عليه لَكني لم أستَطع! بل وعُدت للبُكاء من جديد فأردف بقلق وتوتُر وكأنهُ يتمني أنَ ما سيقولهُ خاطئًا :
الحرب ؟!
حينها فقط أومأتُ وبدأت نوبة من الكﻼم السريع المخلوط بالبُكاء : لَقد تَركت لي تلكَ الرسالة حتي تُخبرني فيها أﻻ ألوم نَفسي ! لَقد فَكرت بي في حين أني لم أعلم شيئًا عما كانَ يحدُث معها ! لَقد تم عزلي عن الحرب بكُل الطُرُق ! بالرغم من أني لم أُحاول التَدخُل بها حتي ! كانَ يجب أن أفعل شيئًا! ما كانَ يجب أن أرضي بهَذا ! لَقد أعتنت بي دومًا وأنا لم أكُن سوي مُدللة ! لم أكُن حتي أُخت صُغري جيدة ! أنا كُنتُ اﻷسوء ! مينوري أستَحقت أكثر من ذَلك! استَحقت أحترامًا ! أنا .. أنا .. أُريد أن أعتذر لها ! بشدة ! أُريدُ أن أقول أني آسِفة ! علي كُل شيء أحمق وغبي ارتَكبتُه في حقِها !

تَوقفت عن الكﻼم عندما شَعرتُ أني أخرجت كُل ما حاولت أﻻ أُفكر فيه بألهاء نفسي في التَدريب أو أي شيء أخر !
اﻵن أشعُر أني أستعيد نفسي من جديد !
كانَ المُعلم جرايفين واقفًا مصدومًا أمامي ﻻ يدري ما يقول ! لم أُرِد منهُ قول أي شيء علي أي حال !

فجأة فَتحَ ذراعيه : تعالي صَغيرتي!
لم ينتَظرني لِأتَقدم بل سحبني لحضنه : أتَعلمين ؟ هَذا أسوء مما توقعت! لطالما فَكرتُ بأني ﻻ أفهمك لَكن اﻵن صرتُ أفعل ! ما أرادتهُ مينوري دومًا كانَ أن تَكوني بخير وتُحاولي ! تُحاولي أصﻼح كُل شيء !
ثُمَ أبتعد لِأستَطيع رؤية عينيه الدامعتان بوضوح ! يا إلهي العجوز علي وشك البُكاء !
لَقد أحب مينوري كثيرًا! , أمسكَ كتِفيّ بكفيه : لَقد أحبتكِ كثيرً لهَذا يجب أن تَستَحقي حُبها !

أومأتُ برأسي ثُمَ قُلتُ بعدها بحماس : هُناكَ الكثير من اﻷشياء التي عليّ أصﻼحٍها ! هُناكَ هاروكو يجب أن يُنقذ وهُناكَ أحترام يجب أن أحصُل عليه !
رَبتَ المُعلم علي كَتفي اﻷيمن بسعادة : وأنا سأوصلك إلي الخارج لأنك علي ما أظُن وصلتِ هُنا بعد أن تُهتِ ، صَحيح ؟!

ابتَسمتُ بهدوء : مازلتَ تتَذكر، ظَنَنتك أُصبت بالخرف !
وضَع يديه في جيبيه : حسنًا للحق لم أكُن أُصدقك أصﻼً عندما تَقولينَ أنَ سبب تأخُركِ عن الحصة هوَ أنكِ ضعتِ في المدرسة !
- أوه هَذا حقًا سيء !
- لَكني أُصدقك اﻵن !

شَعرتُ بسعادة حقًا لأني قابلتُ هَذا العجوز من جديد فعلي ما يبدو لقد صَححت الكثير من سوء الفهم بذَلكَ اللقاء !
هُناكَ العديد من اﻷشياء التي نَظُن أنها من اﻷفضل أن تُدفن في أعمق مكان بذَاكرتِنا وأنَ هَذا مكانها المُناسب في حين أنها إن خَرجَت للسطح ستَمحي الكثير من التشويش !

هاأنا في الملعب من جديد ! ودَعتُ المُعلم جرايفين وتلكَ المرة ودعتُه حقًا ! كما تفعل مينوري وليسَ كما أفعل ! ﻻ صفاح فقط عناق ! رُبما كانَ هَذا الشيء هوَ ما جَعلُه يكتشف أني هيمي ولستُ مينوري!!

بدأتُ بالسير متوجهة إلي القصر فهَذا المكان الذي يُفترض أن أجد أخوتي به !
شَعرتُ بمعدتي تُقرقر ! رُبما جوعًا أو توتُرًا وأُرجِحَ اﻷحتمال الثاني لأنَ الجوعَ ليسَ من اﻷشياء التي تُضايقني حقًا!

بدأتُ أُوسعُ خطواتي وأُسرع في مشيتي مُحاولة إيقاف هَذا القلق !لَكنهُ لم يتوقف بل أزداد حتي وجدتُ نفسي في النهاية أركُض!

توأمتي !
أتت ،ذَهبت ! بدأت في الدراسة، أنتهت ! حصلت علي هاروكو، رَحل ذَلكَ الهاروكو ! نالت منصبًا في مجلس الستة ، أستقالت منهُ !
جوي أيضًا بالرغم من أنهُ أصغرَ مني !!
الجميع يتَحرك إﻻ أنا ! أقف في مكاني وكأني مُصابة بنوع من الشلل !
لَكن اﻵن أنا أركُض ! لأنَ حياة أحدُهم تَعتمد علي! حقًا غريب ! لَكن رائع !!

"أعدك مينوري بإني لن أترُكَ شيئًا يموت بداخلي بعد اﻵن ! سأُحارب لِأُبقي اﻷشياء الرائعة حية!"

تَوقفت عن الركض أمام القصر العمﻼق لِأرفعَ رأسي عاليًا قليﻼً وأنا ألتقط أنفاسي ثُمَ أُنزلها من جديد بسبب الشمس !

ألقيتُ التحية علي الحارسينِ الذينِ يقفان إلي جوار البوابة وأنا أتقدم إلي الداخل لينظُر كﻼهُما إلي بعض بأستغراب فأنا لستُ من النوع الذي يلقي التحية ويقفز كَـ الفراشات في كُل مكان !
___

وصلتُ لغُرفتي ،دَخلتُ لِأغسلَ وجهي وبعدها خَرجتُ بسُرعة من جديد متوجهة إلي ساحة التدريب الخاصة بميشيل ! لأنهُ اﻷقرب !

أخذتُ نفسًا عميقًا بعد أن وقفت أمام البوابة السوداء الﻼمعة العمﻼقة ، بعدها دَفعتُها ودَخلت ليَمُرَ رُمحًا بسُرعة عجيبة بينَ خُصلتين من خُصﻼت شَعري اﻷبيض !
بعدها قالَ ميشيل : أوه أنها أنتِ ! كيفَ حالُكِ ؟!
أزدَردتُ لُعابي وأنا أتقدم : أنا بخير كيفَ حالُكَ أنت ؟!
قالَ وهوَ يرمي لي قوسًا وكنانة أسهُم : أنا بخير ..
أخرجتُ سهمًا ويدي تَرتجف وهَممتُ بِأطﻼقُه لَكنهُ أنزلقَ من يدي المُتعرقة وأنطلقَ وحدُه بعيدًا كُل البُعد عن اللوحة المُفترض التصويب عليها !
نَظرَ لي ميشيل بأستغراب فبالرغم من كوني اﻷسوء في السحر إﻻ أني الرامية اﻷولي وما حدثَ للتو حقًا غريب ! فرماية اﻷسهُم كانت الشيء الوحيد الذي هزمتُه فيه ! مما جَعلُه يُصر علي مُنازلتي فيه كُلما رأني !

أبعدَ نَظرُه عني ليُطلقَ سهمُه ويُصيب اللوحة لَكن ليسَ المُنتصف!

أمسكتُ سهمًا أخر وأطلقتُه بكُل ما أوتيتُ من تركيز لَكنهُ لم يُصيب المنتصف أيضًا بل أستقرَ تقريبًا في نفس المكان الذي أستقرَ فيه سهم ميشيل لَكن علي لوحتي أنا !
جاءَ دور ميشيل ليُطلقَ من جديد وتلكَ المرة أصابَ المُنتصف !
وعندما جاءَ دوري لِأُطلقَ قالَ ميشيل فجأة : انتَظري !
لِأقولَ بفزع : ماذا ؟! ما اﻷمر ؟!
قالَ بهدوء وهوَ يضع قدمُه اليُمنيَ بينَ قدميّ : وقفتك خاطئة !
فباعدتُ بينَ ساقيّ قليﻼً وقدمتُ اليُمني عن اليُسري من ثُمَ فردتُ ظهري : واﻵن ؟!
- اﻵن فقط مسكتك للقوس خاطئة !
أخذتُ نفسًا عميقًا أخر وأنا أتذكر أساسيات الرماية ! ﻻ أذكُر أني تنَفست بعُمق بهَذا المقدار من قبل !

حقًا ما خطبي ؟!

خَلطتُ بينَ عالمين ! زُرتُ المُعلم جرايفين ! بكيتُ كثيرًا! استَخدمتُ أجنحتي ! واﻵن ﻻ أستَطيع أطﻼق السهام !!
عَدلَ ميشيل من طريقة أمساكي للقوس ثُمَ قال : جيد ! واﻵن جربي!
أطلقتُ سهمًا أستَقرَ بجوار الذي سبَقُه علي اللوحة ! وجاءَ الدور الثالث لميشيل الذي لم يكُن من الضروري أن يُطلقَ سَهمُه حتي ! فالفائز واضح !
وضعَ ميشيل قوسهُ أرضًا بهدوء :
حسنًا ،ما اﻷمر هيمي ؟!
- ماذا تَعني ؟!
- أعني ما سر تلكَ الزيارة المُفاجئة؟ لستِ من اﻷجتماعيين عادةً !
- لماذا تَقولُ هَذا ؟! أﻻ يُمكنُني زيارة أخي بدون سبب !؟
- لنَترُك أمر الزيارة ! ما خطب أطﻼقِك للسهام ؟!
- ماذا بهِ ؟!

كانَ هَذا أغبي سؤال سألتُه في حياتي ولن أتفاجأ إن لَكمني ميشيل !
لَكنه لم يفعل !فقط زَفر : ما من خطبٍ بهِ ! فقط تبدينَ كَمن يُلقي بسهامُه وهوَ مُغمض العينين ويدعو أن تُصيبَ مُنتَصف اللوحة !!

حينها قَررتُ أخبارُه بكل شيء لأني لم أعلم إن لم أكُن سأُخبرُه كُل شيء بطريقة مُباشرة ماذا سأفعل !!
صَمتُ قليﻼً بعد أن أنهيت سردَ ما أتيت من أجله ليَقول : الهاروكو البديل خاصتك هوَ ذَلكَ الشاب أحمر العينين ؟!
- نَعم !
- حسنًا، أنا معكِ ! سأمنحكِ صوتي !
بأستغراب قُلت : أوه كانَ هَذا سهﻼً !
- ليسَ من أجلِك ! أنما من أجلُه ! أنهُ يستحق الحياة ! من مثلُه يستَحقونَ الحياة !

بَعدها بدأنا بالسير ذاهبينَ إلي ماديسن وتلكَ المرة ميشيل هوَ من دَفعَ البوابة لأنها ثَقيلة جدًا !! ﻻ أدري حقًا لمَ بوابة الساحة الخاصة بماديسن ثقيلة هَكذا !! رُبما ﻻ يُريد من أحد الدخول !!

دَخلتُ لِأجدهُ جالسًا مُتربعًا علي رُقاقة من الهواء ! مُغمضًا عينيهِ بتركيز ! حتي أنهُ لم يشعُر بدخولي أنا وميشيل أو رُبما شَعر ولَكن لم يهتم ! ما يفعلهُ اﻵنَ يُسمونهُ بعالم البشر " اليوغا !" لَكنهم بالطبع ﻻ يجلسونَ علي الهواء !
ميشيل يعتبر ماديسن غريب اﻷطوار قليﻼً !لَكنُهما يتفقان !!

قررتُ الدخول في صلب الموضوع مُباشرة قائلة : أخي ماديسن , أنها أنا .. هيمي ! أنا بمُشكلة وأحتاج مُساعدتك !
تَوقفتُ عن الكﻼم قليﻼً ظنًا مني أنهُ سيَنزل ليُحدثني كما الأشخاص الطبيعيين ! لَكنهُ فقط فَتحَ عينهُ اليُمني لينظُرَ لي من طرفها : تابعي !
بعدها فتحَ عينهُ الأخري فجأة ليُحدقَ بي : هل كُنتِ تبكينَ ؟!
فَنظرَ لي ميشيل بأستغراب أو تركيز وكأنهُ يُﻼحظ للتو ويُحاول تبيُن اﻷمر مما وترني : ﻻ تجعلني أضحك! أنا ﻻ أبكي ! ﻻ شيء يُمكنهُ مُضايقتي أصﻼً !
حينها قالَ ميشيل بسُخرية : نَعم، صَحيح !
بينما لم يُعقب ماديسن بل أكتفي بالتحديق بي بفضول وكأنهُ يقول "إذن ،ما المُشكلة التي جَعلتكِ تبكين ؟!"
لِأُكمل سردَ اﻷمرَ عليه ليقولَ في النهاية : ﻻ !
- لماذا ؟!
- ﻻ سبب مُعين ! فقط ﻻ أُريد التصويت لكِ !
لم يبدُ ما قالهُ منطقيًا لذا قَررتُ أستخدام تقنيتي الخاصة معُه !!
"نَظرات اﻷستعطاف !" هَذِه فائدة كوني اﻷُخت الصُغري ! نحنُ القوم الصغار نستَطيعَ أستعطاف من هُم أكبرَ منا سنًا! .. من أخدع ؟!
- تَوقفي هيمي، تَعلمينَ أنها ﻻ تَعمل معي !
لسوء الحظ ! ﻻ تَعمل سوي مع لين !
زَفرتُ بعُمق بعدها نَظرتُ لميشيل ليُشيح عني بوجهُه للجهة اﻵُخري مُتظاهرًا بالصفير ! وكأنهُ يقول "أنتِ وحدك في هَذا !"
- سأوافق إن وافقَ جوي !
- لماذا ؟!
- لأنَ جوي لن يوافق !
- لن نعرف أبدًا ما لم نُجرب !
قَفزَ ماديسن من علي رُقاقة الهواء التي كانَ يجلس عليها : أتفقنا !

___

وبعدها سرنا ثﻼثتنا مُتجهين إلي جوي ،ماديسن وميشيل يسيران مُتجاورانِ في اﻷمام بينما أتبعهُما أنا في الخلف ! يتحدثان عن أشياء ﻻ فكرة لي عنها لَكنها تبدو طبيعية بالنسبةِ لهُما، كُلما وعيتُ ما يقوﻻن حاولتُ مُشاركتهُما الحديث ولو بكلِماتٍ قصيرة !!

وفي النهاية قَررتُ السير خلفهُما وحسب واﻷكتفاء بمُراقبة رأسيهُما ! شَعر ماديسن اﻷشقر غير مُرتب لَكنهُ يبدو جميﻼً ! بينما شَعر ميشيل الفضي يبدو مُرتبًا بالرغم من أني أعلم أنهُ ﻻ يهتم بتسريحُه !!
اتساءل كيفَ ولِدَ ميشيل بشعر فضي ؟! بينما أنا أبيضَ شَعري مع الوقت والتدريب ؟!
أنهُ يبدو اﻷقرب لي في الشكل وهَذا بسبب عيناه الزرقاء كَعينا أمي !

وصلنا حيث جوي وقَصصتُ عليهِ كُل الموضوع ليَقول : وماالذي يجعلك تَظُنينَ أني سأوافق ؟!
- تلكَ هيَ الروح !
- أسكُت قليﻼً ماديسن !
حينها حدَقَ فيه ماديسن بعينيه الخضراء الحادة ليَرُدَ عليها جوي بنظراتُه البُنية الواثقة !
شَعرت بالكهرباء في الجو المشحون بينهُما لذا قَررتُ التدَخُل ! فبالرغم من كونهُما قريبان إﻻ أنهُما دائما الشجار علي أتفه اﻷشياء !
تَذكرتُ أنَ جوي قد يوافق علي أي شيء إن وجدَ في المُقابل شيئًا يُعجبُه لذا قُلتُ : لِنَختَصرَ اﻷمورَ جوي ! ماذا تُريدَ في المقابل؟!
وضَعَ يدهُ علي ذَقنُهُ مُفكرًا وبدا مُتعمقًا جدًا حتي خِفت مما سيَطلُبُه : البلورة السحرية !
فضَربُه ماديسن علي رأسُه اﻷشقر : أحمق !
بينما كتمَ ميشيل ضحكَتُه لِأقولَ أنا : أمممـ جوي ،هل تَعلم أنَ البلورة السحرية لعبة أطفال ؟!
- نَعم أعلم ! وأنا أُريدُها !

بالرغم من كون جوي أصغرنا وأكثرنا عبثًا لَكن اﻷمر مازالَ غريبًا ومُزعجًا بالنسبةِ لي ! لأنَ مينوري أعطتني أياها !!
- ولَكن مينوري أعطتني أياها !
مُجددًا أُفكر بصوت مسموع ! أجابني : نَعم ! ولهَذا أُريدُها !

فَكرتُ سريعًا ! حياة شخص في كفة وذكري من مينوري بكفة ! أيُهما أختار ؟!
الذكري ستَبقي بالقلب ومُتأكدة أنَ مينوري ما كانت لِتُمانع ! مازالَ صعبًا!!
- عدني بأنكَ لن تُحطمها ! أو تفعل أي شيء غريب !
- أعدك أني لن أفعل !
- يا رَجُل ! لقد وافقتَ بسهولة !
هذا ما قالُه ماديسن قبل أن يتوجه أربعتنا إلي حيثُ نجد أبي عادةً ،ساحة الحُكم ! أو بمَعني أخر عندَ العرش !

ظلَ كﻼً من اﻷشقرين يتشاجران طوالَ الطريق علي كُل شيء وأي شيء ! بينما يُحاول فضي الشَعر فض النزاع الحاصل بينهُما حتي فاضَ كيلُه وآتي ليسيرَ إلي جواري مُبتعدًا عنهُم ! بعدها توقفا عن الشجار وحدهُما !إنهُما غريبان !

ثم عادَ ميشيل وماديسن للتَحدُث في نفس الموضوع الذي كانا يتحدثانِ فيه ونحنُ ذاهبانِ إلي جوي والذي لم أفهمهُ تمامًا! يبدونَ كَمن يتحدث بالشفرة بالنسبةِ لي ! وجوي يستَمرَ بالقفز في الحديث بينَ الفين والأخري وعندما أقول القفز أعني حقًا القفز ! يَقفزُ بينهُما فجأة كَـ اﻷطفال بينما يبدوان هُما اﻷخوين العاقلين !

بعدها قررَ جوي أزعاجي أنا !! نَحنُ أخوة مُعقدون ! أعترف بهَذا ! لَكني سعيدة بوجود أخوة مثلُهم إلي جواري !

دَخلنا حيثُ أبي لِأُخبرُه كُل الموضوع وأنَ معي ثﻼثة أصوات من مجلس الخمسة ليَقول : حسنًا لَكن هَذا ﻻ يعني أنهُ تم أنقاذُه !
- ماذا ؟!
- تم أصدار حُكم وَليُصدَرَ حُكم ﻻ بُدَّ أنَ هُناكَ قضية وعندما يكون هُناكَ قضية ﻻ بُدَّ أنَ هُناكَ العديد من القضايا اﻵُخري للنظر فيها !
- ماذا تَعني ؟! هل حَصلَ أشخاص غيري علي حُكم اﻷستئناف ؟!
- المئات !
عندها نَظرتُ إلي أخوتي بأستغراب فأنا لم أتوقع أن يكونوا رحيمين إليَ تلكَ الدرجة !

المئـــــات !!

إذن ما خطب تلكَ المهازل التي حدَثت معي ؟!
- إذن ؟!
- رَقم قضيتك هوَ المئة وسبعة ! إن حان دورك قبل انتهاء اﻷسبوع اعتبري اﻷمر منتهي !
- أيُ أسبوع ؟!
- أسبوع من أصدار الحُكم عزيزتي !ماذا؟! ألم يُخبركِ المُعلم جرايفين ؟! أم أنكِ لم تذهبي أصﻼً إليه ؟!
- بلي فَعلت !
- من السهل توقُع أفعالك !

أخذتُ أُفكر لثواني ،أُغميَ علي ليومان واليوم الثالث علي وشك اﻷنتهاء !
- رَقمي هوَ المئة وسَبعة هاه ؟! إذن أينَ وصَلتَ أنتَ من هَذهِ اﻷرقام ؟!
- وصلت للمئة !
-إذن ﻻ بأس !
- ﻻ تكوني واثقة جدًا !

ومن قالَ بإني كذَلكَ؟! أنا أرتَجفَ من الداخل !

خَرجتُ من الساحة خلفَ أخوتي وأنا أُفكر في أنَ أبي قد يكونَ فقط يُحاول أخافتي !

نَعم ! مُمكن جدًا!

بالرغم من النتيجة الغير مُرضية إﻻ أني أشعُر بالسعادة ! لأنَ أخوتي كانوا إلي جواري في هَذا !
قُلتُ وأنا أقفز بينهم : رفاق؟ أنا أُحبُكم !
- بلهاء !
- حمقاء !
- طفلة !
- ﻻ ﻻ ! أنا حقًا مُمتنة ﻷنكُم أعطيتموني أصواتُكم !
- ليسَ لِأجلك !
- ستَدفعينَ الثمن بالغد !
- لم أكُن مشغوﻻً ورأيتُ أنهُ ﻻ بأس بالتَسكُع معكُم قليﻼً !

بالرغم من تَحجُج كُل واحد منهُم بحجة إﻻ أني عَلمتُ أنهم أرادوا مُساعدتي بطريقةٍ ما ! لَكنهم لم يُردون أن يبدو هَذا واضحًا! , لهًذا استمروا بالمُماطلة أو هَذا ما أحب أن أُفكرَ فيه !

راقبتُ ثﻼثتهم يسيرونَ بعدها مُبتعدينَ ! كُل واحد منهم في طريقُه بينما وقَفتُ أنا في مكاني مُنكسة رأسي قليﻼً أمامَ ساحة أبي !

-انتهي الفصل السادس.
رد مع اقتباس