عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-12-2016, 03:29 PM
 
في الرواية قلب و هدف

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:skyblue;border:1px solid blue;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

و بعد

قصة قصيرة داخلتني و أنا أمر بين صفحات هذا المنتدى الغالي...
و فكرة داهمتني برؤية قسم الروايات هذا، مكان تجمع المواهب و طالب تطور المواهب...
مكان أوراق السطور و رموز من بحور...
مجال تحريك الأنامل المبدعة و المتطلعة للإبداع. ..
لا أتوق لرد أكثر من قراءة... و لا لخطوط أكثر من تمعن... و لا لحروف تبغي العبور فقط ... فهذه قصة..
" في الرواية قلب و هدف "

فلكم قصتي...


[/ALIGN]
[ALIGN=center]



شعرها الأسود الكاحل متناشر على وجهها الأبيض المشوب ببعض الحمرة...
جفنيها منطبقان بخفة و دون صلابة تظهر على ملامحها الهادئة...
هادئة!...
هذا ما ينطبع للذهن برؤية فتاة منزلة رأسها الذي على يديها فوق الطاولة الخشبية ذات اللون السكري خارجة عن عالمنا لعالم يسمى عالم الأحلام...


لم أقصد عالم النوم بالذات، هو عالم يعرفه كل من تجاهل هموم الحياة و مشاقها... هو عالم كل من اتخذ بالخيال فنا...

أيقضها من شرودها ضربة علا صداها بأذنها، لتفزع و تفتح عينها و تظهر بؤبؤتيها الامعتان بلون يضاهي ظلمة الليل...

وقفت بعد رؤيتها الرجل الأربعيني الذي يحرك خصلاتها المنسدلة لما تحت كتفيها بمصطرة حديدية ناطقا بتلك الكلمات الجافة: كم قلت لكي أن تضعي أفكارك البلهاء خارج نطاق الفصل؟

حدقت بقسمات وجهه المعترم غضبا: لم أقصد ذلك معلمي، لكن ما قصصته علينا كان عاطفيا جدا و جعلني أذهب بخيالي لطياتها...

رسم تلك البسمة الساخرة فتى كان مجلسه قرب باب الفصل و تمتم بصوت مسموع: تلك الفتاة الواهمة تتخيل نفسها تفترق عن أخيها المتوجه لعالم الظلام....
بدأ بمد يديه متما سخريته :.. و الدموع بغزارة فوق مقلتيها الورديتان صارخة بكل ما لديها " آه.. أخي، لاتذهب لتلك النقطة الظلماء... لا تتركني وحيدة هنا.
اعتلت ضحكات استهدفت قلبها و كأنها تستقصد نزفه فصرخت عليه بردة فعل لا يعلم عمقها غيرها : اصمت.
أخرج لسانه كرد مع كلماته: اسمعي، أنا قلت حقيقة ما يجول ببالك لا غير.
لم تستطع تغاظي كرامتها التي بدت لا وجود لها أمامهم ، فكل منهم يرميها بتعليقه...

" انظروا كيف تكور وجهها...اشتعلت حبيبتنا غضبا.."
"،ياه، بودي لو أدخل لخيالها الخصب الذي تجول به"
" حقا، عقلها الصغير لا يستطيع رؤية الحقائق كما هي...تحوم دوما بروايتها التافهة.."
بالكاد تحكمت بدموعها المحترقة... لكنها لم تكن معتادة على كظم الغيظ ، و لذا ..أخذت دفترا برتقالي اللون قد نقشت به ورود صفراء صغيرة رامية به نحو متسبب هذا الوضع: أيها ال...

استطاعت توجيه ضربتها لكن من كان بجانبها أمسك معصمها و قال بغضب دفين: ما رأيك بالخروج الآن؟...
أردف بعد توجيهه سبابته للفتى: أنت أيضا ريك.

نهض منزعجا رافعا بيمناه ذاك الدفتر ثم اتجه للمخرج: تبا لك هيلين.
تبعته و هي ترمق الطلاب بنظرة ملؤها الحقد و ازدادت شعلتها بسماعها تلك الفتاة المتعجرفة: أرجوك..كفي عن النظر لنا هكذا، أشعر و كأن لعنة ستصيبني.
أغلقت الباب خلفها لتسمع صوت المعلم رافعا صوته بجوهرية: هيا..هيا... لنكمل الدرس.
أما هي و ريك فقد استندا على الجدار واقفين بصمت...
صمت ، ذلك ما يحلق بها على فكرة... لحيث مكان بعيد، مزرعة و أبقار و أحصنة... ريك يحلب البقر و هي تمتطي خيلا أسود مسابقة الريح... لون القبعة الرمادي لم يكن متلائما مع شعره البني و عيناه الزرقاوان، لكنه طابع لطيف...

أخذت ترسم على شفتيها بسمة خفيفة بتصورها معلمهم يجز العشب و أصدقائها بين من يقوم بطحن الحنطة و بين من يصنع الجبن...
حياة جميلة تضمنتها ابتسامة على شفاه الجميع... و أيد عاملة تتعاون في صنع النتائج الأفضل...
مرت ربع ساعة و هي سارحة حتى سمعت صوته: خذي.
التفتت له و فتحت فمهما مصدومة مما تلقته عيناها توا: دفتري..
أسرعت بخطفه منه تتصفحة متأكدة من سلامته: أه..حمدا لله ، إنه بخير.
أومأ بالنفي معلقا: صديقتي مادمت لا تودين إصابته بخدش..لم وجهته نحوي كطائرة ورقية طائرة.
وجهت له قبضة أمسكها: لأنك جعلتني في موقف محرج أثار غضبي.
جلس نصف جلسة ثم قال: روايتك مثيرة..لك موهبة في الكتابة.
تكتفت بغيظ: للتو تعرف..لولاك لأكملت روايتي الأخرى أيضا.
تعجب ظهر في كلمته: لولاي!
أومأت بالإيجاب: أهم... تصرفاتك الدائمة تجعلني أفقد عزيمتي ، فلا أنت و لا بقية أصدقائي يشجعني أو حتى يرشدني بكيفية التسلط على أفكاري... أشعر بأني دون فائدة فلا موهبة لدي سوى ما تسخرون عليه.
كان ما قرأه توا فن لا يقاوم..خيالها الخصب، كلماتها الخلابة... حوادثها المتعاقبة... كان شيئا من السوء تجاهله لكسر قلبها...
فابتسم بحزن مربتا على رأسها : حسنا، حسنا..أعترف أني المخطئ...سوف أقدم لك اعتذارا أمامهم..
ثم غمز لها:..فأنا السبب في سخريتهم لك.
أشاحت بوجهها و توجهت للنافذة المطلة على الساحة أمامهم: لكن أنت لم تجبرهم على السخرية مني... كما أخبرتك، أنا عديمة الفائدة.
تقدم واقفا جوارها رافعا لدعمها: هي ..لا تقولي لي أنك ستتركين عالم كتابتك لأجل سماعك بضع الكلمات التي لا تسرك...يجب أن تبيني لهم مدى أهمية سطورك .
نظرت لها بعينين تتلألأ دموعا: و كيف؟...و كيف أجمعهم مجتمعين يبتسمون بالنظر نحو سطوري.
رفع يده البيضاء لتتوجه نحو مقلتيها: أنا..سوف أساندك.
حاولت أن تخرج من هذا الوضع السخيف: يا لسخافتي، أبكي لبضع سطور اتخذتها هواية.

بدا معاتبا: حقا... فتاة غارقة في الخيالات..التي بدأت أستسيغها...لكن....
اقترب من أذنها هامسا: لم أنا بطل رواياتك؟
تيبست أطرافها و كل لسانها ليتم هو : لذات السبب الذي يجرني لشجارك...فهمتي؟
أومأت برأسها بخجل و رفعت ذاك الدفتر لتغطيه عن ناظريه: فهمت.
أبعد ما أحال رؤية ملامحهها المحمرة خجلا و حياء: لا تضعي حاجزا ، لكي تكتمل الرواية بقلب و هدف..يجب أن نكون معا.




و الآن...
التوضيح...
هيلين: هي الرواية بذاتها.
ريك: أسلوب سرد الرواية لكونه إن كان سيئا لم تكتمل الرواية..و إن كان جيدا فعل.
المعلم: أرضية الكتابة، ما أن تكون مهيئة تسطيع التخيل و الكتابة و إن لم تكن كذلك فلا.
الأصدقاء المستهزئون: هم الردود السطحية أو عدمها الذي يحرق قلب الكاتب.

و لكل وظيفته بإنهاء الرواية بأكمل وجه...أي أعضاء منتدانا لا تحرقوا قلب الرواية، شرفوها و لو برد يساهم بتطورها...

و لكم شاكرين..

[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة imaginary light ; 03-12-2016 الساعة 07:06 PM
رد مع اقتباس