عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-01-2016, 11:51 AM
 

~السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ~

موضوعك له نكهة مميزة ، كونه يمس قضية مجتمعية منتشرة وهامة
لكن يا عزيزتي لاحظت أنكِ تفكرين بالطفل فقط ، وبحالات محددة من الطلاق
في أحيانٍ كثيرة يكون الطلاق رحمة للزوجين وحتى للأطفال ، فأن ينشأ الطفل في بيئة
والديه دائمي التخاصم أفضل أم أن ينشأ مع أحدهما في بيئة مسالمة ؟
الوالدان المنزعجان لا يمكن أن يكونا قادرين على تقديم الحنان غالباً ، فكل في شأنه مشغول
وهذا يضع عليهما عبئاً شديداً لذا فالحنان الذي تتكلمين عنه لن يأخذه سواء أكانا معاً أم منفصلين

أحياناً يصل الزواج إلى نهاية مسدودة ليس فيها مجال للتفاهم والإصلاح والانسجام البتة ..
كثيراً ما نرى زوجاتٍ تقضين عمرهنّ تتقلّبن في أنواع من الألم والحزن ، وبقين لأجل أولادهنّ
ورجالاً كانت لهم زوجات غاية في السوء ما تركوهنّ خوفاً من زوجة الأب التي قد تظلم الأولاد
ولهذا نتائج سيئة كثيرة .. فهل ترين هذا عادلاً أو صحيحاً ؟


شرعاً :
حسب ما أعرف فإن حديث "أبغض الحلال عند الله الطلاق " ليس صحيحاً ..
لكن معناه صحيح ، فالشيطان لا أحب إليه أكثر من التفريق بين زوجين . ولذا عليهما محاولة
الإصلاح مادام ذلك ممكناً ، لكن في حالاتٍ بينها الشرع فإن الطلاق يكون الأفضل ..
وهناك حادثة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما :
( أَنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ أَتَتِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنِّي لاَ أَعْتُبُ عَلَى ثَابِتٍ فِي دِينٍ وَلاَ خُلُقٍ ، وَلَكِنِّي لاَ أُطِيقُهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : فَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ . قَالَتْ نَعَمْ ) رواه البخاري (رقم/5275)

في هذا الموقف وغيره نرى أن النبي لم يستنكر الطلاق ، ما دام أن له سبباً ، فنحن والحمدلله
ديننا الإسلام شرع لنا الطلاق ، ولسنا من النصارى الذين يكون زواجهم مؤبداً . والطلاق أمر غير مقبول .


ياتٌــــرى ماذنب الطفل في مُعادلة الطلاق ؟
هل تعتقد أن زوجة الأُب أو زوج الأم قادران على لعب دور الوالدان الصالحان للطفـل؟
هل بامكـأن هذا الطفـل أن يكبُـر بنفسية سليمة ووالديه مُنفصلين؟

الطفل لا ذنب له في معادلة الطلاق ، ويمكنه العيش بنفسية سليمة
لكن كل ذلك يتم بوجود المجتمع الإسلامي الصحيح ، الذي يتقبل الطلاق فيحترم المرأة المطلقة،
ويكبر الطفل عند والده مثلاً مع زيارة أمه بشكل دائم
وزوجة الأم إن كانت ملتزمة بشرع الله عاملته كأبنائها واتقت الله فيه
وإن كان لديه مجتمع مدرسي جيد ، ومجتمع ديني كالتزام في المسجد وما شابه
فتأكدي أنه سيكبر بشكل سليم ، وسيتقبل الأمر بأحسن صورة
فمن المعروف عن الأطفال أنهم سريعو التأقلم ، والله أعلم .


اعذري طول ردي
أتمنى أن أكون أفدتك
تقبلي مروري

__________________
رد مع اقتباس