عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-24-2016, 06:49 PM
 
قلم ذهبي | بتلاتُ الخيرِ تبثُّ الخيرَ أينما حلّت

[tabletext="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/24_01_16145363667962772.png');"][cell="filter:;"][align=center]

لا اصدق انها محاولتك الاولي
قصة جميلة تفيض بالمعاني والقيم
استمري عزيزتي
Zizi





بتلاتُ الخير تبثُ الخير إينما حلّت



قصة قصيرة


الزمن: الزمن القديم * لا قديم قديم و لا حديث *







ارتحلتُ مع عمي التاجرِ كثيراً من الزمانِ ، حدثني عن مغامراتِهِ و مشاكلهِ ، عشتُ مع عائلتهِ و شعوري بأني ثقلٌ على عاتقهِ مازال يُداهمُ قلبي حتى الآن ، أتمنى لو اني لم اكن كذلك !
و لكن انا فعلاً لم أملكْ ملاذاً غيرهُ ، منذُ صغري قررتُ اني سأتركُهُ حينما أكبر كي ازيلَ عبئي عنهُ و الآن اظنهُ الوقتَ المناسب !

حزمتُ حقيبة سفريَ الصغيرة التي اعتدتُ على توضيبِها في كُلِّ رحلةٍ لي مع عمي ، كان فيها أغراضي القليلةُ المعتادة ، فراشاةُ أسناني ، ملابس نومي و بعض الحاجياتِ الأخرى ...

أعلمُ ان زوجةَ عمي تكرهُني و تظنُ اني حملٌ عليها ، لا اعلم أأُناديها زوجةَ عمي ام خالتي فهي بالنهايةِ أختُ أمّيَ الراحلة .
نعم فـأُمي و أختها تزوجتا معاً من أبي و أخيه ..

أولادُ عمي الثلاثةُ و ابنتاهُ غالباً ما يرمقونني بإستعلاءٍ و بغض ..
بالتأكيد هذا بسببِ حشوِ والدتهم لهم بالأفكار الخبيثة التي تُزيفُ فيها طريقةَ زواجِ أمي بـ أبي ... و تصفها بالغير شرعيّة مع انها لم تكن كذلك !

عمي إنسانٌ فاضلٌ لن أنسى جميلهُ ما حييت ، ربّاني و رعاني و عوضني عن الحنانِ الذي خسرتهُ ، كان لي أبّاً في البذلِ و العطاء ، أُمّاً في الحنانِ و العطف و أخاً في المحبة

و لكن مؤخراً لاحظتُ ، تلبكهُ و تلعثمهُ في الإجابةِ عن أسئلةِ زوجتهِ في أمري .
حيثُ تخبرهُ على مائدةِ الإفطار و الغداءِ و العشاء عن أنني بلغتُ سنّاً مناسباً لأرعى نفسي وحدي ...

في النهاية لربما ذهابي سيريحهُ من كلامِها .



أخذتُ نفساً عميقاً فها انا أمام غرفتهِ ، طرقتُ الباب و سمعتُ صوتهُ من الداخلِ ناطقاً بـِ :" تفضل "
أدرتُ مقبضَ البابِ و دخلتُ ثم أغلقتُه

- " مالذي تريدهُ يا بُني ؟ "
- " عمي أريدُ ان أخبرك بأمرٍ جاد ، انا سأتركُ البيت ، أرجو ان لا تمنعني .. "

رأيتُ حزناً عميقاً في عينيهِ و لكن يبدو ان عمي يرغمُ نفسهُ على قبولِ الفكرة ..
احسستُ بـ كيانِ زوجته ، يبدو انها كانت تسترقُ السمع .

وقفتُ على عتبةِ المنزل ، لا يمكنني العدولُ عن قراريَ بعد الآن !

زفرتُ و عقدتُ العزم و خرجتُ دونَ الإلتفاتِ إلى الخلف ...

و فورما وطأتُ الأرض الخارجية ، خالجني شعورٌ غريب لا اعرفُ كيفيةَ وصفِهِ .




انقضتْ سِتُ سنين كاملة ، فيها وجدتُ عملاً ملائماً لي كـ مزارع .
عشتُ مع عجوزينِ طيبينِ للغاية ....
جاء موسمُ الحصادِ و انجلى
أتى موسمُ الحرثِ و كذلك هو انتهى
و هكذا عشتُ الأعوامَ الستّة
و منذُ يومينِ .
جاءَ لي الرجلُ العجوزُ و طلب مني طلباً !
أئتمنني على بعض الليراتِ الذهبية ، و رجاني ان أوصلها ل رجلٍ يعيشُ في المدينة التي توجدُ بعد البحرِ ، في المناطقِ الجبلبة المرتفعة !
قال لي انه لا يعلمُ ان كان هذا الرجلُ حيّاً ام ميّتاً و لكن ذلك الرجلُ قد أنجد العمّ العجوز في شبابهِ حيث أقرضهُ بعضَ الليراتِ الذهبية مع انهُ لا صلةَ قرابة بينهما او معرفة .

و أخبرهُ ان يقومَ بإعادةِ الليرات عندما تزدهرُ زراعتُه .

أعلمني العجوزُ ان لذلك الرجلِ ولداً من المفترضِ أنهُ من جيلي ، فإذا لم اجد الرجل أعطي الليرات لإبنهِ و ان لم اجدهما معاً أتبرعُ بالليراتِ لمن أرى عندهُ حاجة او آخذها لنفسي !

العنوانُ الذي دُللتُ إليهِ يكون في نفسِ منطقةِ سكنِ عمي ، انتهزتُ الفرصةَ لأستطيعَ الأطمئنان عنه ...

جهزتْ لي زوجةُ العجوزِ حقيبةً ملئى بماقد احتاج من أطعمةٍ و ملابس و أغطية ...

أنطلقتُ لرحلتي قاطعاً على نفسي عهداً بأني سأوصلُ هذا المبلغ مهما كلفني الثمن .
عبرتُ البحر و قطعتُ المسافةَ بتفانٍ ، و وصلتُ هناك أخيراً .



زرتُ منزلَ عمي خفيةً لأجد ان أولاد عمي الثلاثةَ توفوا غرقاً في عُرض البحر بعد ان أجبرتهم والدتهم على السفر للبحثِ عن عمل ،
و ابنتاهُ تزوجتا و رحلتا عن البلدة تاركتانِ والدهما العجوز ، و زوجتهُ التي غزا جسدها مرضٌ لم تجد ترياقاً له ...
خانتني قدماي و جرّتني للدخول عنده .



هرعتُ إلى عمي المقعدِ و زوجتهُ المستلقيةِ على سريرها دون حركةٍ أو نفس ، فقط سكونٌ مُطبِقٌ عليها !

لحظَني عمي فـ اخترقت ثغرهُ إبتسامةّ رغيدة
لابدّ أنهُ سعيدٌ بـِ مجيئي .
لم أستطع تركهُ وحيداً في حالتهِ هذه و لا زوجتهُ أيضاً .
سكنتُ معهما أسبوعاً بِحالهِ ، أطهو و أنظفُ و أعملُ على راحتهما مع اني غيرُ مُعتادٍ على ذلك .
في النهاية أخبرتُ عمي بقصةِ العجوز و ذاك الرجل و مبلغِ المال .
وضع عمي يدهُ على ذقنهِ و فكر قليلاً
ثم أردف بـ بعض الريبة :" أكانَ ذلك الرجلُ مزارعاً ، أنت مُتأكد ؟ "
أجبتهُ بتساؤل :" نعم ، لماذا ؟ "
عندها ابتسم و اخبرني بسعادة :" آهٍ يا بُني ، الحقُّ لا يضيعُ في هذِهِ الدنيا طالما فيها أشخاصٌ كذلك الرجل ، أتعلمُ ان من أعطى الرجلَ ذلك المال يكون والدك ! "
انتفضتُ و صحتُ :" والدي ؟؟ ، كيف ؟ "

- علتْ ضحكتُ عمي اكثر و نبسَ بـِ :" نعم نعم يا بني ، والدك قصَّ عليَّ مرةً قصتهُ مع أحدُ المزارعين ، حيثُ ادانهُ مبلغاً من المال ، و قال لهُ انه يمكنهُ إعادة المال عند آستطاعتهِ ، و يبدو ان عمل الخير لم يضعَ في ذلك الرجل .. "

طأطأتُ رأسي فـ إنسكبتْ العبراتُ من عيني ، و ابتسمتُ و انا أشدُّ قبضتي ، انا فخورٌ بـ كوني امتلكُ أباً گ أبي

نظرتُ إلى عمي ، أخذتُ قراراً في كنانة نفسي ، سأحيا لأرُدّ جميل عمي عليّ

* اتخذتُ مِن أمانةِ ذلك الرجلِ قدوةً لي *




مرّ شهرانِ حتى الآن
كلما أقفُ أمامِ المرآة
أرى نفسي
مرتدياً مإزرَ الطبخِ الأخضر هذا الذي يتلاءمُ مع لونِ عيني
حاملاً مكنسةَ التنظيف بيدي ذاتِ الريشاتِ السوداء المبعثرة اللآي تشبهُ خصلات شعري على ما أظن
أعتقد اني الآن أشبهُ أمي تماماً كما يُشبهني بها عمي

صِرتُ أوفِّقُ بين عملي مزارعاً أُشرفُ
على عمل الفلاحين الأصغر مني و أتأكدُ من سلامةِ العجوزين
ثم اعودُ في نفسِ اليوم ، لأعتني بـ عمي و زوجته .
و بقيتُ أواظبُ على عملِ الخير و إعانة الفقراء
و أدعو الله بالرحمة ل والديّ ...







لا تيأسْ من عملِ الخير
و اعلمْ انه سيعودُ عليك عاجلاً أم آجلاً
و انه مادام في الدنيا من يسعدُ بعمل الخير
فهي ستبقى عامرةً بالخير
لا تسأل عمّا ستجنيه
فأنتَ ستجني
- الحبّ
-السعادة
-احترام من حولك لك
-المشاعر التي لا تُشترى بباهظِ الثمن

عِشْ للخير ، يعشْ الخيرُ من إجلك



#
تــمـــت


[cc=بالنســبـة للحـقـوق]
الحقوق محفوظة لـ عيون العرب
مسموح النقل مع ذكرِ المصدر حب6
[/cc]





السسلام عليكم و رحمةة الله و بركااته
كيف حالكم رواد قسم القصص القصيرة
هي اول محاولاتي بكتابة القصص القصيرة
أتمنى تعجبكم
و تعطوني رأيكم و انتقاداتكم
و بالمعية لايك و تقييم


نلتقي بغير قصص

و اشكر الحب منفى ع التصميم حب3

في امانِ الله

. [/align][/cell][/tabletext]

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 01-26-2016 الساعة 04:42 PM
رد مع اقتباس