عرض مشاركة واحدة
  #92  
قديم 01-18-2016, 11:05 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
الفصل الثالث
| 5 |



سجل يا تـــاريخ ، لقد انتقلت لشقتي الجديدة ... نعم بتلك الطريقة ! التي من عرق جبيني ، لازلت أذكر عندما تم ابلاغي بأن الرواتب قد نقلت لحسابنا في البنك ، نعم اضطررت لفتح واحد والآن أملك مـــال!


أظن بأن الإنسان الوحيد الذي سيشعر بي الآن هو سندريلا هذا إن كانت إنسان ... أظن :/


وانتظروا لم أقل الجزء الجميل ، بما أنني عارضة اتضح بأنني آخذ مبالغ طائلة لإرتداء ملابس فقط ، لم أكن أعلم بأنني أتقاضى 6000 دولار في الشهر ، أعني هل أسمع صوت الثراء نهاية السنة ؟! ربما


على كلًّ اشتريت شقة جديدة تحمل ثلاث غرف نوم ودورتي مياه وصالة كبيرة ،مطبخ كبير وشرفة هائلة تطل على نيويورك ، وأملك زميلين في السكن غنيين عن التعريف ، كما أني ملأت الثلاجة بأطعمة كثيرة وكذلك الدواليب ، لم أشتري الأثاث ولكن أطمح لذلك بعد سنة !

ولا يمكن نسيان لوي ... فقد أخرجته لشراء ملابس ونعم اشتري الكثير نظرًا لكونه فتًا ، وأراد التخلص من ملابسه القديمة ولكن أخذت قميصين يخصانه لأنهم نالوا إعجابي ، عوضًا عن ذلك لم يتغير شــ ... أوه نسيت أكبر تغير!


لقد خرجت في موعد مع لوي ! حسنًا لم أكن أعلم بانه موعد ... ولا أظن بأنه موعد ، مازلت في حيرة من أمري ، عليَّ الحديث معه بشأن هذا الأمر !


على كلٍّ الأمر هو أني جلست أتفحص بعض الملابس التي عليّ اختيار أفضل واحد بينهم حينها ، كانت الساعة تاسعة مساءً و كليو مغمًا عليها جراء الدراسة المكثفة ، و لوي جالس بجانبي ينظر للملابس ، كان هادء ولكن يعطي نصائح لي ، فالنهاية أطلق العنان لكلماته وقال : اود طعام ، وتلك كانت إشارته بأنه يود الخروج لتناول الطعام ... وافقت طلبه وارتديت حذاء رياضي ، لم أكن مستعدة بتاتًا ، في الحقيقة ارتديت قميصه الأبيض و وبنطال رياضي أسود وشعري في ذيل فرس ، ذهبنا لمطعم وجبات سريعة وتناولنا أطراف الحديث عن مجالسته التي تم تاجيلها لأن أباه في الهند يتفحص بعض من القماش لمجموعة جديدة تخفي فشل ابنه ، ومن الجدير بالذكر أنه دفع فاتروة الطعام ... في الحقيقة تفاجئت بأنه يملك مال عوضًا عن الدفع ، تسائلت لما قد يدفع وقال ببساطة : الرجل دومًا يدفع ، ضحكت مدة ثلاث دقائق قبل أن يضربني على رأسي بمزاح ، كان كل شيء جميل وبخير إلا أن قرر أن يمسك بيدي خلسةً ويدعي بأن شيئًا لم يحدث ، وأنا كذلك ادعيت ، ولعب كلانا دور الحمقى في الشارع ، على كلٍّ لم أنزعج من يده فقد شعرت بالراحة والامان لوهلة ، والأمر الصادم هو كلماته : هل كان موعد جيد ؟! قالها بتسائل كما لو أنها محاولته الأولى ... انفجرت غاضبةً في وجهه لأنه أخرجني في موعد أرتدي هذه الملابس المقرفة ، هو الثاني ضحك على الأمر ، واكتفى باحتضاني و شكري على كل شيء فعلته ، ولا زلت أذكر الكلمات :

أتعلمين ؟ عندمـا كنت أبكي في ذلك الزقاق ، وأنتي ظهرتي من العدم قلقة بشأني ... شعرت بأنه القدر ، ربما كلامي مبتذل ولكن ... سمر هاريس بغض النظر عن الشهرة التي ستلقيها ، والمال الذي ستكسبينه إلَّا أني سأرد لك كل جميل قمتي به بأي طريقة ، وإن كان الأمر يتطلب مني ارتداء فستان !


كلماته يومها ضربت وِترًا في أحاسيسي ، أي وبطريقةٍ أخرى بكيت على كلماته ... لا ادري لما ولكن شعرت بأن لوي سيبقى هناك بجانبي طوال الحياة ، وسيكون شخصًا أستطيع الوثوق به لن يلومني على شيء أو يهرب مثل عائلتي ... هل يبدو الأمر سخيفًا عندمــا أقول بأن لوي وأن مقدرين لبعض؟ ولا أعني الحب في هذا ، أعني تبدو الامور غريبة كيف كانت غرفة رقم 202 هي المتوافرة من بين الجميع ، وكيف بأنه لم يقم بتعين تلك الفتاة لشركة كارولينا بل إنتهى المطاف بي ؟! حياةٌ غريبة بحق



...



ـ لا أصدق بانني خسرت!


سمعت باب المنزل يغلق حد الكسر وسلسلة مفاتيح تضرب بالأسفلت من الغضب ، غرست قليلًا في الأريكة الخمرية أنتظر ظهوري في التلفاز للمرة الألف ، لا أمل من دعاية العطر التي فعلتها ... بدت مقنعة وجميلة جدًا ، دخل لوي الصالة يرتدي بنطال رسمي وقميص أبيض وشعره مسرح ، كان غاضب جدًا وبالكاد نظر لي ، توجه نحو النافذة قبل أن يلتفت وينظر لي بكل صرامة


ـ لقد خسرت !!


صرخ بانهيار من ثم ارتمى على الأريكة مثل مراهقة بمشاكل حب ، ربتُ على رأسه لأنه عاد لطبيعته الخرقاء


ـ لا بأس ، سنحلّها ...!


أعلمته بالأمر ، اختلست يده نحو إحدى الوسائد وسحبها للاحتضان ويده الأخرى أمسكت يدي من الخلاء لأشعر بتلك الكهرباء تجري في جسدي من جديد ، من ثم رفع رأسه لينظر لي بكل قلق و خوف من المستقبل على الأغلب ، تنهدت بأسى أشعر بالضيق له ، حاولت البحث عن عمل له في مجال الموضة ولكنه قصير لفتًا وسيم ! في مجال الإنتاج والتصوير ولكنه يحتاج إلى شهادة جامعية وأيضًا هو فاشل بالتمثيل ، لم يكن حظه جيد


ـ لقد عدت ... !!

سمعنا صوتها الدرامي يملأ المنزل من ثم رقصت طريقها لصالة بكل احترافية والابتسامة على وجهها ، هل أخبرتكم بأن اليوم كليو تنهي الثانوية ؟ لا لا أظن ذلك ... حسنًا لنقل بأنكم تعرفون

ـ لقد تم قبولي في جامعة نيويورك بمنحة دراسية وايضًا لكوني يتيمة الوالدين ... هل أنا محظوظة أم ماذا؟!


قفزت على الأريكة لتنضم لجلستنا الكئيبة بعض الشيء ، تنهد لوي بالوسادة مطلقًا العنان لإنزعاجه


ـ لمـــا الفتيات محظوظات ؟!


صرخ يعبر عن غضبه المكبوت ، نظرت كليو بإستغراب وخوف من وجه لوي الغريب واقتربت للهمس


ـ هل خسر ؟

ـ نعم


قلتها بصوت خافت ، من ثم وقف لوي على أقدامه بسرعة كبيرة وعدّل لباسه الرسمي ونظر لنا بكل حيوية كما لو انه إنسان آخر ... هذا الشاب يملك مشاكل

ـ سأذهب لـ هنري ، وأثمل حد النسيان عن مشاكلي ... إن لم أعد بعد الثانية عشر فأعطيكي التصريح بجلبي من منزله ضربًا أو صفعًا ، لأنني لن أبيت عن ذلك الفتى ملتو الأساليب !


قالها ببعض الجدية ، ابتسمت موافقةً لكلامه ، حسنًا بما أن لوي أمضى الشهر الفائت معنا نحن الفتيات ... أقسم بأنه كان يتحدث معنا بامور خاصة للفتيات فقط كما لو أنه فتاة ، شعرت بانه بحاجة لصديق ذكر ليخالطه لذلك اتصلت مع هنري وقبل التسكع معه ، لذا أصبح لوي يملك صديق مفضل يدعى هنري وقد بات عنده ثلاث أيام ، وعاد ذات يوم بملابس محروقة لم يّصرح لوي ماحدث بكونه أمر محرج ، حاولت استخلاص الأمر منه ولكنه رفض الأمر

مريب أليس كذلك ؟


ـ هــي ولكن كلاوس سيفتتح متجره بعد ساعة ! ألن تأتي كصديق؟!


حسنًا ربما يملك صديق آخر غير هنري ، كلاهما كانا متفقان في كل شيء من ناحية الشخصية والكوميديا ، أعني عندما أجلس للحديث معهم بدو كالأصدقاء المقربين ، على كلَّ الفترة الاخيرة بات كلاوس مضغوط بترتيبات الافتتاح ولم يستطع الخروج معنا ، لكنه دعانا للمخبز وقال بأن الطعام على حسابه ، لن افوت الامر الطعام مجانًا ، وانا احب تلك الفكرة حتى وإن ملكت مال


ـ آوه نسيت امره ! لا بأس أخبريه بأنني خسرت وأنني سآتي غدًا وأشتري منه بـ عشرون دولار ، حسنًا !


رفع لي ابهاميه بطاقة سلبية تمامًا ، كما لو أنه أراد الذهاب ولكن الحزن الذي غلفه منعه من ذلك ، لأنه سيقوم بشكي همّه لكلاوس وجعله يشعر بالشفقة في أهم ايام حياته ، جلسنا أنا وكليو لثوانٍ هادئين قبل سماع صوت الباب يغلق


ـ هيّا لنذهب ... ربما يحتاج لمساعدة !


قالتها كليو واقفةً على أقدامها ومتوجهة نحو غرفتها لتغير ملابسها ، أقفلت التلفاز من ثم توجهت لغرفتي لتغير كذلك ، لنأمل بأن يعود لوي سعيد على غاضب ...


...


اضطررت لارتداء قبعة ونظارات شمسية لكون شارع سانت لويس مملؤ بالناس ، أعني الحشد هائل ولا يمكن تحريك جسدك به ، كما أن بعض الأشخاص تعرفوا عليّ وطلبوا صور ومن هذه الهرائات ... أعنه كلها دعاية عطر ليس إلا !


دفعت طريقي مع كليو نحو مخبز كلاوس "طريق الابتسامة" ضحكت على الاسم عندما قرر وضعه ولكن كان جميل كذلك ! أخذت نفسًا عميق أستنشق الأوكسجين الغير مضغوظ ، لثوانٍ تذكرت السرير الذي اختنقت به قبل مقابلة لوي ، و رسم الابتسامة على وجهي ذلك الأمر ، لولاه لما وصلت لهذه المرحلة في حياتي ... ادين له بكل شيء!


ـ هذا غريب ، المنطقة منقطعة!


قالتها كليو متوجهة نحو ذلك المخبز المألوف في الزاوية ، جلت بناظري أنظر للمنطقة ، بالفعل جميع المتاجر مغلقة وكذلك فارغة من أي أثر إنساني ... مابال الناس اليوم ؟! يحتشدون في الشارع الرئيس وليس هنا ؟


ـ غريب ... الباب مقفل ولكن مكتوب على الافتة مفتوح وأنا أرى كلاوس جالس على الكرسي هناك !


أشارت كليو نحو جثة كلاوس المستلقية على مقعة وجسده على الطاولة وهالة من البؤس تغلفه، اقتربت نحو الزجاج وطرقته ولكنه لم يعر أي اهتمام لي ... والامر الأكثر غرابة أنه رفع جسده وأخرج زجاج من الشراب وبدأ يحتسيها ، حسنًا الأمر بدأ يخيفني


ـ لنذهب من الجهة الخلفية!


اخبرت كليو التي همّت بفعل المطلوب ، كلتانا دفعا الباب معًا لأنه ثقيل من ثم فتح ، عبق الحلويات كان جميل ، جبنا المطبخ من خلف ... الطعام ملئ بكميات كبيرة وبدى لذيذ جدًا ، اخذت أتذوق من الحلوى مغلف بالكريمة ، شعرت بالحب للحظات ... حسنًا أيقن بان كلاوس يجيد الطبخ جيدًا ، كليو لم تعر الحلويات أي اهتمام وتوجهت للمنطقة الامامية للمخبز وهي منطقة الزبائن ، تناولت قطعتين قبل الخروج لـ كليو و كلاوس ، رأيتها تجلس بجانبه تواسيه على الأغلب ، تقدمت اكثر نحوهم أود تفسير لما يحدث من حولي


ـ هل أنت بخير ؟ اعني ماذا حدث ؟


طرحت سؤالين عليه ، رفع كلاوس رأسه من شديد وهذه المرة لاحظت عيناه المنتفخة والمحمرة ، ذرف دمعةً أخرى قطعت قلبي لرؤيته بهذه الحالة ، لاطالما كان الفتى السعيد والإيجابي ودائمًا ما يجلب البسمة لي عندما أعود من عملي المتعب لأساعده في المتجر


ـ لقد تركتني ميّا قبل ثلاث ساعات !


أنا وكليو تبادلنا نظرات تساؤل لـ لما قد تتركه ميا ؟ أعني بدو كعصفورين وقعان بالحب ، وجدت علاقتهم جميلة وراقية في الآن ذاته !


ـ والأسوء من ذلك أنها شريكتي في المخبز والآن سحبت أموالها ! وهذا يعني بأن المتجر لم يعد لي الآن !


صرخ باكيًا مثل الأطفال ، ربت على ظهره احاول تخفيف ألمه الذي من المستيحيل أن ينساه الآن ، أعني حقًا ماذا يحدث ؟


ـ لـ ... لما ؟


تمتمت كليو خائفة من أن يعضب في وجهها ، نظر كلاوس لـ ميا بحزن وهي حاولت الابتسام بغض النظر عن شكله


ـ اتضح بأنها لم تخبر والدها بعلاقتنا وهو عارض فكرة أنها على علاقة مع طباخ مثلي لا يملك سنتًا واحد ، لذلك تركتني وسحبت الأموال لترضي والدها !


عاد للبكاء من جديد وهذه المرة اندفع في أحضان كليو التي احتضنته وربتت على ظهره تخفف من ألمه ، تنهدت بقرف ... اكره الدراما التي تمّر بها حياتي ! سحبت مقعد وجلست بقرب كلاوس ، ربما أستطيع مساعدته ؟ ولكن عليّ الانتظار شهر قبل أن أقبض راتبي !

ماذا إن طلبت سلفة ؟ يمكنني مساعدته في البيع وجلب زبائن ... آخ رأسي يؤلم من التفكير


ـ كليو ، مارأيك بجلب القهوة لهذا الحزين ، ودعيني اتحدث معه قليلًا !


طلبت من كليو بلطف ، ابتسمت هي برضا وطاطأت راسها وهمست ليـ كلاوس تطلب منه أن يفلتها ، امتثل كلاوس للأمر وعيناه مازالت تدمعان ، أعني رأيت لوي بعينان منتفخة ودموع في زاويتهما ولكن مثل بكاء كلاوس لم أشهد !


ـ لا يوجد قهوة في المخبز !


قالها مثل الطفل الصغير ، ضحكت كليو قليلًا من ثم توجهت لباب المتجر الرئيس وفتحته


ـ لا بأس ، سأشتري الآن !


قالتها نحونا وخرجت من المتجر ، حظًا موفق فجميع المتاجر مغلقة ! التفت نحو كلاوس الذي نظر لطاولة بكل تركيز يحاول نسيان ما يحدث من حوله


ـ أستطيع مساعدتك !

ـ بتأكيد لا !


نظر لي بسرعة كبيرة والإصرار في وجهه ، تنهدت ممسكةً يده ، لم يكن شعورها مثل يد لوي ولكنها رسمت البسمة على وجه كلاوس


ـ أعلم بأنك شخص جيد ، سأعطيك مبلغ من المال وترده لي بعد أن تجمعه

ـ ولكن هذا كثير ، لقد ساعدتني ولم تقبلي بأخذ المال بعد الرسم !


ابتسمت بلطف نحوه ، من الجميل أن تشعر بأن أحدًا ما مهتم بك ... أعني في بداية الشهر كنت خائفة بان أعلق مع أماندا وتصبح صديقتي لانني ساتركها ، والآن أملك أصدقاء وإن قررت بتركم فهم سيضعون كلبشات على يدي ويدهم ليمنعوا فراري ... اظن هؤلاء هم اصدقاء


ـ أنــا أريد ذلك ، والآن ابتسم !


قلتها بفرح أبتسم بشكل أكبر ، ضحك كلاوس كرد فعل ... حسنًا الضحك يجدي نفعًا

ـ ولكن ماذا عن ميا ؟!

ـ ماذا عنها ؟ فتاة وقد تركت شاب وسيم مثلك ، هي التي خسرتك !


قلتها له أمرر أناملي بين شعري المنسدل ، ساد الصمت لوهلة من ثم الحزن عاد لتخيم ، زمجرت بإنزعاج وعاد الاخرق للبكاء من جديد


ـ هـــــي يكفِ ، فكر بامر آخر ... ماذا تحب أن تفعل لجعلك فرح ؟!


حاولت رفع صوتي ليتوقف عن البكاء ، أجدت نفع لثوانٍ ، فقد نظر لي وعاد للبكاء من جديد


ـ ميا كانت تجعلني فرحة ، ليس إلا!

ـ يا إلهي ، كلاوس هل تملك أي هوايات غير الطبخ والخروج مع ميا ؟


تسائلت منهارة على الطاولة ، توقف كلاوس عن البكاء و احمرت وجنتاه قليلًا قبل أن يجب على سؤال


ـ أحب الغناء مع كورال الكنيسة !


ابتسمت بنصر ، حسنًا لم اكن اعلم بانه متدين لهذه الدرجة ! رفعت رأسي أحاول تذكر إحدى أغاني الكنائس ولكن فشلت ذرعًا لذا نظرت له بغباء


ـ ما رأيك أن نغني أغني عصرية ... على سبيل التغير


ليس لانني لا اعلم أغنية به ... بالتأكيد لا ، طأطأ كلاوس رأسه بموافقة وبدأنا بالغناء على أتفه الأغاني ، مع ان صوتي كالحوت إلا أنه كلاوس كان مستمتع بالغناء ، كان سماع صوته يشعرك بتناول شوكولاتة ذائبة على خبز ساخن ومقرمش ... ربما التشبيه غريب ولكننا في مخبز!


ـ صوتكي مقرف!


توقفنا عن الغناء لأن كلاوس لم يتحمل ضحكاته ، شعرت بالأهانة للحظة ، هل حقًا صوتي بهذا القبح ؟ أعني حقًا ... ولكن من الجميل رؤية وجهه الضاحك من جديد


ـ أرجوك ... أنا فقط في مرحلة الإحماء !


قلتها له وأنا أضحك ، جلسنا في ضحكاتنا احاول أن أريه بانني اجيد الغناء من ثم انفجعت كليو من خلف الأبواب بابتسامة غبية و علبة قهوة مثلجة بيدها


ـ لن تصدقوا مايحدث في الخارج ؟!

ـ فتاة أفريقية تلعب مع القردة الصغيرة!


قلت لها من اللامكان ، اختفت ابتسامتها المشعة مع ضحك كلاوس لينظر كلاهما لي باستهتار ، كما لو انني مجنونة

ـ لا أدري لما قلتي هذا ولكن لا !


هزت كليو الفكرة من رأسي من ثم نظرت لنا بابتسامتها المعتادة ورمت القهوة لـ كلاوس


ـ يوجد برنامج مواهب للهواة في الأرينا ! ولن تصدقوا يوجد مقاعد فارغة ! هيّا يمكننا الذهاب لرؤيت العرض


مهلًا ...... توقفوا قليلًأ ، نظرت لـ كليو بجدية ، شرب كلاوس من القهوة من ثم وقف على قدماه يوافق كليو بالأمر أنه يود حضور ذلك البرنامج


ـ لا تتحركوا!


اطلقت العنان لكلماتي بصرامة ، مما جعلهم يتوقفون عن الحراك ، لحظة من العصف الذهني حدث في رأسي ، كل ما أذكره هي حلول لوي الأربع ، الأول كان مقابلة عمل ، الثاني كان رسم لأحد أصدقائه ، الثالث كان مواعد عن طريق الانترنت والرابع كان تقديم أداء في برنامج مواهب للهواة ، هل أنا وحدي هنا أرى الخيوط ترتبط والصورة تتضح ، كما لو أن حلول لوي كسلسلة مترابطة ... مثل خريطة تقدونا للكنز .


أولًا كان مقابلة العمل ... وذلك بفضل لوي ، ثانيًا العمل لدى هنري مما جعلني أقابل هانتر ، ثالثا المواعدة عن الإنترنت مما جعلني أقابل كلاوس والحصول على تذاكر لـ لوس أنجلوس ومقابلة أولفير ، وصدفةً أربعتهم يجيدون الغناء والامر المضحك أنهم في وضع اقتصادي مزرٍ !! والآن برنامج مواهب للهواة في خلف المتجر يحدث ... لا أعلم شيء عمّا قد يحدث ولكن أظن بأن القدر يريد جمع الأربع !


ـ اتصلي على لوي وهانتر وأطلبي منهم القدوم في الحال !


أخرجت هاتفي بسرعة من البنطال أبحث عن رقم أولفير ، نظرت لـ كلاوس الذي جلس على المقعد من جديد مشوش الأفكار


ـ فقط أجلس ، أظن بأنني أملك فكرة!


ضغطت على زر الاتصال وانتظرت أولفير ليرد ، لنأمل بأنه ليس في العمل الآن ، لأنني بحاجةٍ له


ـ مرحبًا

ـ أنــا آسف إن قاطعتك عن العمل أو أي شيء

ـ لا بأس ... فانا أشعر بالقرف والملل ، من الجميل أنك اتصلتي بي أيتها العارضة

ـ هــا أرئيت لست كاذبة

ـ حسنًا آسف لأنني لم أصدقك حينها ، على كلٍّ لما الاتصال المفاجئ

ـ هل تريد المال والغناء !

ـ واو تلك كلمات هي أمنيات حياتي كيف عرفتي ؟

ـ جيد ، أملك خطة قد تقودك نحو العالمية أو لا ... لكن هل أنت مستعد للمجازقة ؟

ـ أوه انظري المدير رأني على الهاتف ... انتظري قليلًا


ذهب صوت اولفير وسمعت صراخ وبعض الشتائم من ثم أبواب تفتح من ثم عاد صوت أولفير


ـ لا أملك وظيفة الآن ، وأظن بأنني مستعد للمجازفة !

ـ أوه آسف ... لم أقصد أن تطرد أعني ، لمــا لم تغلق الخط يا إلهي

ـ لا بأس ، لم أكن أحب العمل في ذلك المركز على أيّ حال !

ـ حسنًا كما تريد ، هل تملك المال الكافي لسفر لـ نيويورك الآن ؟

ـ آه نعم ...

ـ حسنًا أريدك هنا في أربع ساعات لا أدري كيف ولكن أريدك هنا !

ـ تبدو مغامرة ، ماذا إن تأخرت ؟

ـ مستقبلك ضاع لسنة القادمة !

ـ حسنًا ، سآتي في الحال ... والآن اذهبي عليّ حجز تذكرة !

أغلق الخط في وجهي وشعرت باللهيب يشتعل في قلبي ... ربمــا أملك دورًا في هذه الحياة !


...


ـ لما لست ميتة ؟!

سمعت صوت هانتر ولوي يقولان بمجرد أن دخلا متجر كلاوس ، رمقت كليو التي ابتسمت بغباء تتناول إحدى حلوى كلاوس اللذيذة


ـ لا يهم اجلسوا ، أريد الحديث معكم !


قلتها لثلاث ، كليو تقدمت باتجاهي من ثم وقفت بمحاذاتي لا تفقه شيء مما يحدث ، نظرت لثلاث وعلامات الاستغراب تلفهم


ـ يوجد شخص رابع على الطريق من لوس أنجلوس ، اولفير أظن بانك تتذكره لوي !


أشرت نحو لوي الذي طأطأ رأسه دالًا على الذكرى ، ابتسمت بحماس قبل أن أبدأ بالحديث المطول


ـ حسنًا ، ربما تتسألون ماذا يحدث هنا


قلت لهم وبدأت بالتحرك والمشي ، تبع الحضور حركاتي قبل أن التفت بسرعة خارقة وأشير على هانتر


ـ هذا هانتر ، قبل مدة حدث حريق في شقته مما أدى إلى إخلائه لشقة ودفع الأضرار والآن هو بحاجة للمال لرد الدين لأخاه


أنهيت جملتي من ثم أشرت لـ لوي الذي جلس بالمنتصف


ـ وهذا لوي ، قبل شهر اتهم بأنهم أطلق مجموعة ملابس وقد سببت طفح جلدي ، والآن هو مفلس لا يملك سوى سيارة ويعيش معي


أنهيبت تلك الكلمات وأشرت على كلاوس


ـ هذا كلاوس ، قبل ثلاث ساعات خسر حبيبته وشريكته في المخبز وقامت بسحب المال منه مما جعله في موقف حرج


أطلعت الحضور لكي يتعرفوا على بعض أكثر ، تنهدت في النهاية قبل التعريف بأولفير


ـ والشخص الرابع يدعى أولفير ، في نهاية الشهر الفائت تفرقت فرقته وخسر إحدى وظائفه التي يحبها والآن يعمل كمحاسب من أجل أن يعيل عائلته لأنه فقير


أرست ذراعي على كتف كليو التي نظر لي بغرابة ، من ثم تقدمت قليلًا للفتيان الثلاث وهم طرحوا مجموعة من الأسئلة مثل " هل أنت مجنونة؟ لما تتحدثين بأمور محزنة ؟ "


ـ جمعتكم هنا لأن أربعتكم يجيدون الغناء ... وكلكم تملكون مشاكل مالية وتحتاجون له بشدة ، لا أعلم ولكن شخص ما قام بوضع خطة لحل هذه المشاكل المالية ... والحل الرابع كان الاشتاك في برنامح للمواهب !


رسمت ابتسامة ساخرة أنظر لـ لوي ، الذي نظر لي بغباء لا يفهم ما يحدث من حوله


ـ كل ما أطلبه منكم ... هو تكوين فريق !



* يتبع ... ملاحظة هذا آخر مقطع بالفصل ^^

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة Epic ; 01-18-2016 الساعة 11:23 PM