الموضوع: القضاء والقدر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-25-2008, 04:36 PM
 
القضاء والقدر

الحمد لله خالق المخلوقات والصلاة والسلام على سَيِّدِ السَّادات محمَّد بن عبدالله النبيّ القرشيّ العربيّ وعلى ءاله وأصحابه وسلم تسليما كثيرًا اما بعد


الايمان بالقضاء والقَدَر

معنى القَدَر :هو تدبيرُ - اي الايجاد - الأشياء على وجه مُطابق ٍ لِعِلم اللهِ الأزليّ ومشيئتِهِ الأزليّة فيُوجِدُها اللهُ في الوقت الذي عَلِمَ أنها تكون فيه فإيجاد الله الأشياء على حسب ما سَبَقَ في علمهِ الأزليّ وإبرازها في الوجود على حسب مشيئتِهِ الأزلية يُسَمَّى قَدَرًا ويُقالُ بعبارةٍ أخرى القَدَرُ هو جَعْلُ كلِّ شىءٍ على ما هو عليهِ

وليُعْلَم أنَّ القدَرَ يُطلَقُ ويُرادُ بهِ صِفة ُ اللهِ أي التَّدبير وهي صفة ازليَّة ابدِيَّة كَكُلِّ صِفات الله عَزَّ وجَلَّ

ويُطلَقُ القَدَرُ ويُرادُ بهِ المَقْدور أي المخلوق وهذا المقصود بحديث جبريل عليه السلام وفيه وأنْ تُؤمِنَ بالقَدَر خَيرهِ وشرِّهِ لأن المَقدورَ هو الذي يُوصَفُ بالخير والشرِّ أمَّا فعلُ اللهِ كلُّهُ خير ولا يُوصَفُ بالشرّ

خلقُ اللهِ للشرِّ ليس شرًّا من الله أما فِعلُ العبدِ للشرِّ فهذا شرٌّ من العَبدِ لأن العِبادَ مأمورون بالخير ومنهِيُّون عن الشرِّ

فالظلمُ يقعُ مِن العِباد فمن خالَفَ ما أمَرَ اللهُ بهِ فهو ظالمٌ ويَستحيلُ الظلم من اللهِ لأن الله لا ءامِرَ له ولا ناهِيَ له فلا يُتَصَوَّرُ منهُ الظلم

قال الله تعالى وما ربك بظلام للعبيد وقال تعالى إنَّ اللهَ لا يَظلم مثقال ذرَّة

اذن الظلم هو مُخالَفة مَن له الأمرُ والنهيُ ، والله تعالى لا ءامِرَ له ولا ناهِيَ له فلا يُتَصَوَّرُ منهُ

اللهُ تعالى خالقُ الخير وأمَرَنا بالخير ويُحِبُّ مِن اعمالِنا الخير وشاءَ الخير ، فالخيرُ بخلق ِ الله وتقديرهِ ومَحَبَّتهِ وبعلمِ الله وبأمر الله سبحانه

واللهُ تعالى خالِقُ الشرّ وشاءَ الشرّ وقَدَّرَ الشرَّ ونهانا عن الشرّ ولا يُحِبُّ مِن اعمالِنا الشرَّ
قالَ بعض العلماء لو شاءَ اللهُ أنْ لا يُعصى ما خَلَقَ إبليس

قال اللهُ تعالى ومَنْ لمْ يَجْعَل ِ اللهُ لهُ نورًا فمَا لهُ مِنْ نور

ومعنى القضاء أي الخَلْقُ أي انَّ اللهَ يخلُقُ ما يشاءُ فيُبرزُهُ منَ العَدَمِ إلى الوجود

قالَ اللهُ تعالى فقضاهُنَّ سبعَ سمواتٍ . أي خَلَقَهُنَّ


من كان مؤمِنًا بالقرءان الكريم فليَقِف عند قوله تعالى لا يُسْألُ عَمَّا يَفْعَلُ وهُم يُسألون


فلا يُقالُ كيف يُعَذبُ العُصاةَ على معاصيهم التي شاءَ وقوعَها منهم في الآخرة

الله تعالى لا يُسْألُ عَمَّا يَفْعَلُ وهُم أي العِباد يُسألون ، فلا يجوز أنْ نقيسَ اللهَ على أنفُسِنا ، نحن نتصَرَّفُ بما أذِنَ بهِ الشرعُ فإذا خرجنا عن ذلكَ الإذن ِ تكونُ علينا مسئولِيَّة ٌ ،

أمَّا اللهُ تعالى فلا يَتوَجَّهُ إليهِ أمْرٌ ، لا يُقالُ كيف يُعَذبُ اللهُ العُصاةَ على المَعاصي التي شاء وقوعَها منهم بإختِيارهِم فمن قال هذا يُعَدُّ مُعتَرضًا على اللهِ ، والمُعتَرضُ على اللهِ كافِرٌ، فَربُّنا لا يُسألُ عمَّا يفعَلُ ، أمَّا غيرُ المؤمِن ِ فيُقالُ لهُ اللهُ يَتَصَرَّفٌ في مِلْكِهِ الذي هو يَمْلِكَهُ حقيقَة ً لا مَجازًا ، فكيفَ يُعْتَرَضُ عليهِ


وأمَّا إذا أرادَ واحِدٌ أنْ يَفهَمَ الحِكمَة َ لِيَرُدَّ على المُفسدينَ وليسَ إنكارًا فقالَ لماذا شاء اللهُ كُفْرَ الكافرينَ وقد كتبَ أنَّهُم يَدْخُلونَ جهَنَّمَ خالدين فيها فليْسَ حرامًا

قالَ اللهُ تعالى وتلكَ حُدود اللهِ فلا تَعْتَدوها


والله تبارك وتعالى اعلم واحكم
لا إلهَ الا َّ اللهُ محمَّدٌ رسولُ الله

يُتبع إنْ شاءَ اللهُ تعالى

ما عَلِمَ كونه فقد شاء كونه


رد مع اقتباس