عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 12-29-2015, 02:05 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:80%;background-color:sienna;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]##

.

.


الفصل الخامس#

[رؤي] مُختَفية من أسبوع تقريبًا ! ، لم أرها فالعمل وهيّ حتي ليست في عُطلة ! ما الأمر الطاريء جِدًا الذي جَعَلَها تختفي بتلك الطريقة؟!

قررت زيارَتها !! ، ولأن معي نُسخة من المفاتيح لم أضطر للوقوف بالخارج حتي يُفتَح لي !! أيضًا أردت مُفاجئتها !!

لكن أنا من ستُفاجأ أن لم أجدها فالبيت !!

البيت مُظلِم تمامًا رغم كوننا بالنهار ! لقد وضعت ستائر داكِنة ، بدأت بالمشي أكثر للداخل لتنطلق قطة بجوار ساقي لا أدري من أين ظهرت : منزل الأشباح ذاك !!

لم أتمالك تلك الصرخة !!

خلعت حِذائي حتي لا يُصدِر صَوت ويُفسِد المُفاجئة ! ، صَعدت الدرجات إلي غُرفَتها لأفتح الباب الذي أصدر صوتًا مُرعبًا !!

الغُرفة مُظلمة ، المُكيف يَعمَل بأقصي قوتُه !!
مازلنا فالشتاء !! لا أفهم [رؤي] !!
أيضًا ، هل بَدَدَت أخر مُرتب علي ذلك المُكيف أم ماذا؟! بالتأكيد لم تجد هذا فالقصر عندما دَخَلَتهُ أول مرة !!

أطفأت المُكيف لأبعد الستائر وأفتح الشبابيك !! : أنه العصر يا هانِم !!

وَضَعَت الوسادة فوق رأسها : [هَنَا] !! اغلقي ذلك الشيء !!
تَعَجَبت فـ[رؤي] لا تصرُخ عادَةً ! : ماذا بِكِ؟! هل حَدَثَ شيء؟!

أزالت الوسادة لتعتدل وتجلس بغضب واضح في حركاتها وشعرها منثور بفوضوية حولها : لقد تَقَدَم [أحمد] لخطبَتي !!

صِحت بفرَح : [أحمد] الذي يعمل مَعنا بالجريدة؟! [أحمد] الذي أنقَذِك عندما خُطِفتي؟!
لم انتظر ردًا قبل أن أرفع قبضتي عاليًا وأقفز : نعم !! مُبارَكٌ !!

لكنها ظلت تنظُر لي بعيون ميتة فتَرَدَدت ! رُبما تَسَرَعت في فرحي؟! : ما .. الخطب؟!
نطقت بهدوء : لم أوافق ! أنا لا أُحِبُه !!
صِحت بانفعال : لا !! [أحمد] شاب جيد !! لِمَ عساكِ ترفُضينُه؟! لِمَ عسي أي شابة ترفُضُه؟!
رَفَعَت [رؤي] سبابَتها مُعتَرِضَة علي كلامي : أنا لم أرفُضُه !! ولكني لم أقبل به !! طَلَبت مُهلة للتفكير !! ليتك رأيتِ عيناه ... لم استطع الرفض مباشرة !!
زَفَرت مُعيدَة شَعري للخلف : حقًا؟! يالك من كريمة فعلًا !!

تَمتَمَت بخفوت وكأنها لا تُريد أن أسمعها : أُحِب شَخصًا أخر .!
أتجهت لأجلس بجوارها بهدوء : هل أخبرتيه؟!
هزت رأسها بالنفي : لا .!
زَفَرت بارتياح : جيد !! فقد يُسيء فِهمك أن كان شخصًا سيئًا ورُبما يستَغِلك !! تذكري القاعِدة الذهبية !! "الرجُل الجِدي يقوم بأول خطوة!"
انفجرت ضَحِكًا حتي أحمَرَ وجهها : لن يُسيء فِهمي أبدًا !!
بدأت بمُحاولة رَسم تصور لشخصيته بعقلي تمهيدًا للتحليل والتَمحيص الدَقيق !! : أي نوع من الأشخاص هوَ؟!
نَظَرَت للنافِذَة المفتوحة : هوَ ضابِط جيش ..
ابتسمت مُعجَبَة ، كبداية يبدو شخصًا مُلتَزِمًا فالجيش لا يُناسِب غير المُنَضَبطين : تابعي !
أطالت نظرها للسماء : أنه بغاية الشجاعة ، قوي الشخصية ، ليس سهلًا أن يفقد هويتُه ، مُضَحي لأبعد الحدود !! ، صبور بطريقة تُثير العَجَب !!

كادَت تُتابع لكني أوقفتها مُشيرَة بيديّ مع ضحكة : حسنًا ! عَلِمنا أنهُ مُدهِش ورائع !!
حَوَلَت بصرها لي أخيرًا : أنا حقًا .. أُحِبُه !! أنا غارِقة يا [هَنَا] !!
مَزَحت مُغنية : أني اتنفسُ تحت المااء !! أني أغرق أغررق !!
لَمَحت شيء من الانزعاج علي وجهها فحولت نبرَتي إلي الجدية : ما اسم سعيد الحَظ وأين رأيتيه؟! سأكون "كيوبيد" الخاص بكُما !!

-اسمُه [حُسَام] وهوَ ميت !!

رَمَت بنفسها في حُضني بعدها باكية كمن فَقَدَ عزيزًا !!
ماالذي يحدُث بالضَبط !! ، رَبَتت علي ظهرها لكن فضولي غَلَبني لأنطق وسط فِعلي : كيف؟!
قالت من بين شهقاتها : بالسُل !!
كلام غير منطقي !! من يُصاب بالسُل لا يموت ببساطة !! هوَ ليس السرَطان مثلًا !! : لِمَ لم يتعالج!! نحن بعصر السُرعة !! شيء كهذا لا يقتُل !!

ابتعدت عن حُضني لتُحدق بي بعينيها المُتوَسِعتان وتضحك ضحكة عالية فيها شيء من الجنون أرعبتني !! : 1914 | -
نطقت بطريقة لا إرادية : الحرب العالمية الأولي !!
سَحَبَت شيئًا من تحت وسادتها لتُعطيني إياه : رواية؟ تُحبين شخصية وهمية؟!
ابتسمت ومازالت الدموع علي خديها حين نَفَت : ليسَت رواية !!

دَقَقت النظر لأجدها نفس المُذَكِرات التي أخبرتني عنها مرة أنها وجدتها بسِرداب جَدَها !! : لا تَمزَحي معي !!

غَضِبت : لا يُمكن لهذا أن يحدُث مَعَكِ !! لا بُدّ أنكِ أُصبتِ بشيء مُشابِه لـ vampire personality disorder !!
مالت برأسها في جِهة ليميل معها شعرها : أُصِبت بماذا؟!
بدأت بالشَرح لها : لديّ تقرير عن الغرائب وما يحدُث لَكِ أحدها !! أنه مَرَض نَفسي أصاب بعض من كانوا يقرأون روايات مصاصي الدماء باستمرار في أحد القرون وبدأوا بشُرب الدماء فالحقيقة !! وفي حالَتِك بدأتِ تُحبين ذلك الشَخص !! ربما لم يعترف به الأطباء كمرض لكن هذا لا يعني أنه غير حقيقي !!
ستعودين معي إلي منزلي ولن تقرأين ذلك الشيء بعد الآن وستتحسنين مع الوقت وتَقبَلين بـ [أحمد] !!

[رؤي] ليس لديها أي أقارِب !! هيّ "التُفاحة الأخيرة بالشجرة" كما يُقال لذلك لم يكُن من المُمكن لها أن تسكُن مثلًا بشقة إيجار في مُجتَمع شرقي كهذا !! رُبما هذا أحد أسباب سَكَنَها بالقَصر "المَسكون" !

أخرَجت هاتفي الجَديد لأشغل سورِة "البَقَرَة" وأتركه بجوار فُرشاة شعرها أمام المرآة : انهضي وبدلي ثيابك ! أنا لن أترُكك في ذلك المكان بعد اليَوم !!

حاوَلَت الاعتراض : لكن !
قاطَعتها : لا نِقاش [رؤي] !! لا بُدّ أن خطبًا ما أصابِك أن كُنتِ جدية بهذا الشأن !!

___

هَل عَبَثَت الوِحدة بعقلي فِعلًا؟! أم هيّ خسارِة والديّ فجأة؟! هل أصابني مَرَض نفسي نادر حقًا؟!! من الغرائِب؟!!
ماذا؟! الجِن؟! المَس؟! هل تحدُث هذه الأمور بغير البرامج المُفَبرَكة للمُذيعين الفَشَلَة؟! أليس الجِن مسلمون والشياطين التحصُن منهم يمنعهم؟!!

ماالذي أصابَني؟!

بَدَلت ثيابي وحَضَرت حقيبة بها بعض الملابس الأخري ، لم أُحضِر الكثير فمازلت لا أنوِ المكوث عند [هَنَا] للأبد ! ولسبب أجهله تلفتت حولي كاللصوص لأضع المُذَكِرات بين ملابسي !!
وأُغلِق الحقيبة !!

___

28 ديسمبر 1914 |

سَلَمت ورَفَعت مصليتي عن الأرض لأجد [آماني] واقِف أمامي ! وجوارُها [مُعتَز] !!
نَطَق باعتذار جلي علي كُل تعابير وجهُه : لم استطع إلا أن أُخبرها !!

رب السماوات والأرض أنا لا احتمل !! فقط لتُقبَض رَوحي الآن !!

ضمي بُنية الشعر بسُرعة وتركها تفعل ! ، كيف أُبعدها ؟! ليس لدي القلب لفعلها !!

حتي انتابتني نوبة من السُعال الحاد !! والسُل مرض ينتقل لذا لم أجد إلا أن أكتم علي فمي بإحدي يديّ وأُربت بالأخري علي ظهرها لكن.. من الصعب كتم شيء كهذا !أشَرت لـ[مُعتَز] أن أبعدها !! كما أحضرتها !!
لَمَعَت عيناها : كيف أنت؟!
ماذا يُفتَرَض أن أقول أمام نظراتها؟!

هل أكذب؟!

استدرت مُعطيًا لها ظهري : لست بخير !.. لا تنتظريني بعد الآن !! لن أعود أبدًا !!
تَوَسَلَت مُحاوِلة الاقتراب : أرجوك !!

سددتُ أُذُني عنها !! ، دَخَل فجأة السيد صاحب القصر ! لم أعلم ما فَعَل لأني لم أنظُر خلفي !! لكني سَمعت صوته يقول : تعالي يا ابنتي !!
بعدها سمعت صوت خطوات وأخري تتبعها !!
جلست علي السرير لأُريح قدمايّ المُتعبتان وأضع رأسي بين يديّ : ماالذي فعلته يا [مُعتَز] ؟!
كان هادئًا ، الحزن واضح في صوته : عليها أن ... تراك..! ليس لديك فكرة عما كانت تشعُر به لسنوات !! لقد ظلت تنتظر وتنتظر !! بكت أحيانًا !. استمرت بزيارة أمك ، مازالت تفعل حتي الآن !! قابلتها بالصُدفة العديد من المرات عندها ! ثم قررت البحث عن عمل لتُشغِل نفسها !.. فقط! .. تستحق أن تراك !!

ما تلك النظرة؟! اعتقد أني أعرفها جيدًا !! لم استطع إلا أن أُتمتم بتعب لم أُجِد أخفاءُه : [مُعتَز] ؟ هل .. أحببت [خَطيبَتي] بينما كُنت غائِب؟!

تراجَع للخلف بعد أن كان جالِسًا بقُربي ! وكأنه يُحاوِل إخفاء وجهه كي لا أكشف كَذِبُه !! : لا !! كِلانا وفي لك !! لم يحدُث شيء كهذا !!

سَخِرت : سيحدُث !!

تظاهَرت بالغَضَب !! : أخرُج يا [مُعتَز] لا تعُد مرة أُخري لم أعُد أُريد أن أراك !! و[آماني] أيضًا !! لا أريد أن أراها !!

غادَرَ بصمت لكني عَلِمت أنه استمر بالنظر خلفُه !! لم أنظُر إليه خشية أن يلين مرة أُخري وأنا أُريد تقسيتُه !!
تَدَثَرت بالغِطاء حامِدًا الله أنه استجاب لدعواتي !! ، لم يعُد لديّ الآن ما أقلق بشأنُه !!

أمي بخير ! ، لديها [آماني] و[مُعتَز] !
[آماني] لديها [مُعتَز] و[مُعتَز] لديه [آماني] !! فقط ألا تبدو الصورَة كاملة جِدًا بدوني؟!

___

سقطَت قطرات دموعي !، أنا فتاة 2015 !! سقطت قطرات دموعي علي المُذَكِرات الآثرية !!

هَمَسَت لنفسي مُحاوِلة ألا أتحدث بصوت عالي كعادتي كي لا أوقظ [هَنَا] بالغُرفة الأُخري !

-ليتني استطيع مواساة [حُسَام] بطريقةٍ ما !!

-

-التصنيف : رومانس-
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 12-29-2015 الساعة 03:10 AM