عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 12-27-2015, 11:55 AM
oud
 
في أحدى قـاعات الدراسـة كـانت تـجلس تـلك الـشابة ذات الـشعر الأشقر الذهبي المنسـدل
على ظـهرهـا بكل تـموج في إحـدى المقـاعد المنتشـرة بكـثرة ، تـحمل بين أنـاملها الطـويلة دفتـرا
تـسجـل فيه محـاضـرات التي كـانت غـائبة فيهـا ، رموش طـويلة و عينين سـاحرتين ، تـلك الشـابة هي
كليـر غلوري ابنة أشهـر مقـاول في لندن بـأكملها ، يمتلك شـركته الخاصة و أخت أكبر زيـر نسـاء
كـانت تـكتب بـعدم إهتمام عنـدما لمحت صـورة صـغيرة تسقط من ذلك المـلف الموضوع جـانبا ، حملتها و
نـظرت إليهـا .. كـانت صـورة عـائلية قـديمة ، آرثر يجلس في الأرض ممسـكا بالكـرة و يضـع ذراعه حول
فـلور المبتسمة بكل مرح بينمـا هي و ماري تضحكـان و فمهما مـليء بالحلوى في حين أن جونـاثان و
روي يقومان بالشواء أمـا سيدة ليكسي كانت تـبتسم بكل سـعادة مـراقبة إيـاهم ، التقطت هذه الـصورة
من قـبل والدة فلور و مـاري ، قبـل ثـمان سنوات .. لكن فـعلا كم تـمر الأعوام بسرعة ، هاهم الآن كل
واحد فيهم منشـغل بـمشـاكله
تنهـدت كليـر بغيض و أعادتها إلى مكانها ، لما وضـع آرثر الـصورة في الملف ؟ إنها قديمة كمـا أنه يـكرهها
لأنها تذكره بـإعجـابه الأول فلور ، همست بـبرود
ـ سيليا ؟ أتسـاءل كيـف ستكون ردة فـعلها عنـدما تـعلم بـأحـوال أبنتيها المثيرة لشفقة ،
أسندت رأسها على الطـاولة بـتعب و أغلقت عينيها ، عـائلة روبرت مليئة بالمشـاكل من أسفل جذورها
إلى أعـلاهم فكيف استطاعت ماري أن تحـافظ على ربـاطة جـأشها وسط كل هـذه الجلبة ؟ لو كـانت هي
لانهارت من أول عـقبة تلقـاها لكن ربمـا هي تتحمل الآن لآنه يوجد بجانبها نايت شيطـان بنفسه فلن
يسمح لأحد بإذائها
كم تتمنى لو تحض برجل مثـله ، قـوي الشخصيـة شـديد الغـموض و قـليل الكـلام كمـا أن جـاذبيته لا
حدود لها إنه بمثـابة فـارس أحـلام لجميع النسـاء ، همست باستياء
ـ لو أنني تـلقيت دعوة لزفـاف سيدة إليزابيث و سيد كـايل لكـان الآن لي ،
شهقـت فجـأة لمـا أدركت أنها نسيت كـتابة بـقية الملاحـظات، كيف لها أن تنغمس في ذكرياتها لهـذه
الدرجـة ؟ ابتسمت فجـأة بهدوء و هي تحدث نفسها
ـ كم اشتقت لتلك الأيـام كـان كل شيء بسيطـا خليـا من أي تـعقيد يـا ترى هل كان ذلك سحر سيليا ؟

~.~.~

عندما أسدل الـظلام ستائره و أغلقت جميع أنوار الـسماء بـأشعتها، في أحدى الأماكن المهجورة بإحدى الـقرى البـعيدة
كان يقف ذلك الشـاب ذو الشعر البني أمام أحد المباني القـديمة و شحوب وجهه واضح للعيـان،
يـرتدي قبـعة و معـطفـا ليخفي ملامحـه بينما يـحمل بين يديه رسـالة بيـضاء لم يذكر فيها الكثير من الأشيـاء ،
تـقدم أكثر بخـطوات متـرددة خـائفة ثم فـتح البـوابة .. صـناديق فـارغة كثيرة و أرض ممتلئة بالغـبار بينما توجد
عدة أوراق مرمية ،
خـطوتين ، ثـلاث ثم عـشر وجد نفسه يقف أمام كرسي خشبي يبدوا و عكس هـذا المكان حديث الوضع به
قـليل من الدماء الجـافة ، اتسعت عينيه بـرعب عندما لاحظ وجود عصى حديدية بها أثـار لدماء و كاد أن
يعود أدراجه لولا سماعه لصـوت سـاخر بـارد و مرح في آن واحد
ـ آوه ، هل سوف تـرحل بهذه البساطة ؟ لكنني لم أضفك بـعد أرجوك أجلس
ظهر من وسط ذلك الـظلام شـاب لم يكن يلمح منه سوى ظله الذي استطاع الغـروب أن يرمي أشعته عليه
قبل الـرحيل ، ظل طويل و نبرة بـاردة متهكمة ذكرته بشخص ما ، قـال بـصوت غـاضب
ـ ما هـذا ؟ لو كـنت أعلم أن مكان اللقـاء بهذا المستوى من الانحدار لما أتيت ثم أتظنني شخصـا غبيـا لأجلس
بجانبك أحتسي القهوة بعد رؤية هذا المنظر ؟
تـقدم شـاب آخر يلف قدمه بقـطعة قمـاش و يسندها بـعصا حديدية ، ابتسـامة خبيثة تـغزوا وجهه الـوسيم ،
ذو شعر أشـقر و عينين واسعتين حـاقدتين ، قـال ببـرود
ـ لا تـقلق فنحن لا نـؤذي أتـباعنا ما داموا يحسنون التصـرف أليس كذلك سيد ديميتري ؟
ابتسم شاب ذو الظل الطويل بسخرية شديدة و أومـأ بـرأسه ، فـاتجه الشاب ذو الشعر الأشقر ناحية ذلك
الـكرسي الخشبي و حمل العصا الحديدية بين يديه بكل اشمئزاز ، قـال بغيض
ـ أقسم أنني سوف أنتقم منك نايت ، كما تـرى يا سيدي فهنا قـرر نايت العفو عن حياتي و أريد أن أرد له
الجميـل فما رأيك بمفـاجـأة ؟
صمت سيد ديميتري قلـيلا و قد اتضح أنه هو الشـاب ذو الظل الطويل في النهاية ، صوب عينيه الحـادتين إلى
ذلك الشـاب الجديد الذي يرتجف في مكانه خوفا من أن يصيبه شـرهم و قـال بـصوت هادر متعـالي
ـ لا تكن غبي جايسون فالصـحافة لا تـزال تـسلط ضوئها عليك لذا دع التهور جانبا و لنهتم بالأمور بطـريقة ذكية ،
الآن يـا أيها الشـاب الصغير مرحبا بك في القطيع
شحب وجه الشاب ذو الشعر البني بشكل ملحوظ و كم تمنى لو أنه لم يتبع تعليمات تلك الرسالة المشئومة،
كم لام فضوله المجنون في تلك اللحظة و كم تمنى العودة بالزمن ، فيبدوا أنه من الآن و صـاعدا ستنتهي أيام
حياته الـطبيعية

~.~.~

بـعيدا عن الانتقـام ، بـعيدا عن الكـراهية و الحقد كـان الاثنين يـجلسان جـنبا إلى جـنب و تشاهد التلفـاز
بانسجام تـام و بالـرغم من أن الفـلم كان قـديما و خـاليا من أي مميزات لكنه استرعى انتباهها بطريقة أو
بـأخرى ،
بينما كان هو يحمل أوراقا وضعت عليها نوتات موسيقية و يبدوا عليه الانزعاج ، اقترب أكثر من فلور غير آبه
بنظراتها الحـادة كـأنها تترقب منه تصرفا واحد لتتهمه ، قـال بـفضول
ـ فلور ، ما رأيك ؟
سحبتها منه ببرود و بالـرغم من أنها لم تـفهم شيئا من تلك النوتات المكتوبة بكل فوضوية قـرأت كلـمات أغنيته
بداخلها ، كـانت متـناغمة مليئة بالمشـاعر كـأنها تتحـرك و كـأن الحيـاة قد دبت فيهـا ،
الكلمات التي تخفي ارتباكنا ، الدقائق التي نحدق فيها ببضعنا ،
الوقت الذي نمضيه سويا ، أتمنى أن يستمر لمدة أطول
يدك الممسكة بيدي حتى ودعتني في المـحطة الأخيرة
لطفك الغير مبالي يجعلني سـعيدا
و إن كانت هـذه قصة خيـالية فعلى الفور سوف أحلق معك صـانعا أحلامـنا
كل وقت ، كل يوم ، كل شيء
فحتى لو لم أقل هـذا لك بـطريقة مناسبة ، أدركي أنك مكاني المميـز
نـظرت إليه ، لا يمكن لكلمـات مثل هـذه أن تخـرج من فم شخص بمثل هـذا الـبرود كيف استطاع أن يكتب أغنية
كـهاته ؟ ابتسمت بـلطف و لم تستطع أن تـخفي هـذه المرة تعـابيرها المسترخية ، لو كـان شخص آخر لظنته
واقعا في الحب لكن و بما أن هذا صدر من قبل ويليام فتصديق ذلك مستحيل ، لذلك أجابته بنبرة متعالية غيرصادقة
ـ ما هـذه القمـامة ؟ أتسمي هاته أغنية ؟ أأنت فعلا مشهور ؟ يـال خيبة الأمل
شحب وجه ويليام و اختفت ابتسامة التي زينت شفتيه ، أمسك بتلك الورقة بين يديه بـفقدان أمل ، لقد
أعاد الكلمات مرارا و تكرارا و لم ينجح يبدوا أنه مجبر على إنشاء أغنية ثنائية مع أوسكار في النهـاية ، وقف
بـإنكسـار و كاد أن يرحل لولا أن فلور أمسكت قميصه من الخلف في أخر لحـظة ، استدار ناحيتها فـوجدها
مبتسمة بكل مرح
ـ لكنها من أروع ما قـرأت ، أريد أن أكون أول من يستمع إليها ويليام
رمقهـا بدهشة غـير قـادر على تصديق أن أغنيته قد نالت إعجاب فلور ، التي تعتبر نفسها منافسته ، فابتسم
بـراحة كـأن جبـالا قد انزاح من فوق كتـفيه اقـترب منها و احتضنها بقـوة ثم أخذ يدور بها في الأرجـاء بينما
صـوت ضحكـاته يتـعالى ، بـعد أشهـر من عـناء ، بـعد أيـام و ليـالي من السـهر قد استطاع أخيرا أن يكتب أغنيته
هـكذا ربما قد يستطيع أن يقنع شركته بـفسخ عقد شـراكته مع أوسكار ، لن يضطر للعمل معه ، ضحك بـفرح شديد
و تـرك فـلور لتسقط على الأريكة ممسكة بـرأسها ، ركض ويـليام إلى غـرفته صـارخا بـحماس
ـ في وجـهك أوسكـار ها ها
نـظرت فـلور إلى الأرض و وضـعت يدها على قـلبها بينما وجنتيها محمرتين بشدة ، نبضـاته المجنـونة تـكاد
تـكون مسـموعة لكل من في المبـنى ، ما هـذا الشيء الذي داهمهـا فجـأة ؟

~.~.~

كان نايت مستلقيا بكل راحة على ذلك العشب الأخضر و رائحة الأزهار العبقة تنسل بكل لطف إلى أنفه
بينما الـرياح تداعب شعره الحريري الأسود ، عينيه مركزتان على مغيب الشمس ، في حين كان صوت الأمواج
من أسفل المنحدر يـأتي كسيمفونية هادئة منومة
بينما ماري تقطف الأزهار بكل سـعادة ، من هـذا المكان العجيب الذي قد وجده نايت بالرغم من أن الـرحلة قد
استغـرقت الـيوم بـأكمله لكن لا بـأس مـا دام المـكان بهذا الـسحر الخيالي
ركـضت إليه و وضـعت وردة حـمراء صـغيرة على شـعره ثم ضحكت و أخـرجت هـاتفها لتلتقط بسرعة صـورة له ،
جلست بجانبه و استنشقت الهواء الطلق ثم عادت تنظر إلى نايت به من سحر هـذا المكان ما يجعلها غير
قادرة على إبـعاد عينيها عنه ، ربما سكونه الشـديد أو ملامح وجـهه الجـذابة
ربما الهالة التي حوله ، توحي بنوع من الإستقراطية القديمة و كبرياء موجع لحد الثـمالة .. ربما عينيه اللتّـان
تـنطقان بعـبرات شتى و غمـوض خـطير ، ربما جسمه الـرياضي و ربمـا الأسـرار التي يخفيهـا ،
عـادت تضحك على نفسها من بلاهتـها و وضـعت صورته خـلفية لهـاتفهـا ، يـاله من أمير نـائم جميـل قد
حضيت به و يـا ليته يبقى سـاكنا هـكذا فـما إن فتح فـمه حتى تتـشوه جميـع تـخيلاتها المـثـالية ، تـذكرت فـجـأة ويـليام و
فلور لقد قـال ويليام أنه سوف يذهب بموعد مع أختها لكن من الصعب تصديق كلماته المفعمة بالإرتباك ، قـالت بمرح
ـ أتعـلم نايت ، أنا قـلقة قـليلا على ويـليام و فـلورا فـهما لا ينسجمـان جيدا مـع بعضهما البعض
رمقهما ببـرود ، بـعد ان استمتعت و قـطفت جميع الأزهار ثم رقـصت حول المكـان و غنت بحمـاس تـقلق الآن عليهما ؟
أتـمزح ؟ لقد نستهما كليـا ، تـنهد بغيض و استدار إلى الجهة الأخرى كي يصبح وجهها مقـابلا لـظهره
و قد بدى الآن واضحا أن لا رغبة له بالحـديث معها فابتسمت ماري و عـادت تحـاول فـتح مـجالا للكلام مـعه
حتى و لو لثـواني
ـ نـايت ، لدي هـذه الـرغبة الـجـامحة التي تـحثني على محـاولة مـعرفتك ، أريد أن أعـلم ماذا تـحب و مـاذا تـكره
، لمـا اخترتني ؟ لما كل هـذا الـوجوم ؟ إنها أسئلة عـديدة تـجول ببالي
ابتسم بسخرية و وضع يديه خلف رأسه فوقفت ماري باستياء لكنها لم تـيـأس حتى لو كـانت المحـادثة من
طـرف واحد ، ركضت ناحية ذلك المـنحدر و وقفت على الحافة ثم استدارت ناحيته تنظر إليه و ذراعيها ممدودتين
بجانبها بينما الـرياح تهب حولها ، ابتسامتها و شفق يغطيها
ـ هيـه ألا يبدوا هـذا المشهـد مـألوفـا لك ؟
جلس بضجر و وضع يده على خـده بينما عينيه تراقبانها بكل ملل فـابتدأت هي بالغـناء مجددا ، أغنية سيلين ديون
المشـهورة ، ابتسم بـخفة عـندها قـالت بـكل درامية
ـ جـاك ، جـاك ..
شـعرت بالـراحة عندما لمحت ابتسامته و بالـرغم من أنها بالكـاد تـظهر على شفتيه لكنها مجرد بصيص أمل ،
مجرد أمل لمـاري أنه و في يوم مـا قد تستطيع كسر هـذا الجـليد المحـاط حول قلبه فـضحكت و عـادت تلتفت
نـاحية الـبحر، الأمواج تتلاطـم بعضها البعض قد وصـلت قطرات منها إلى حيث تقف ماري فقالت بهدوء و نبرة جدية
ـ نايت ، عنـدما يحين الـوقت المنـاسب أريد أن أخبرك بـشيء مـا لذلك إلى أن يحين ذلك الـوقت أرجوا أن تنصت فيه
إلى كلامي حتى النهاية ، إلى أن يحين الـوقت المنـاسب للاعتـراف بحبها له ، هل سيستمع إلى النهـاية ؟ هل سيتقبل
مشـاعرها بـصدر رحب أم يرفـضها ؟ نـظر إليها ببـرود ثم وقف ، اقترب من ذلك المنـحدر فبـدأت الـرياح بتحريك معـطفه في
كل اتجاه و خصلات شعره أيضـا ، رفع يده و وضعها على جبين ماري قـال بغموض
ـ أتعلمين و أن بـمقدرة هاته الـيد فقط أن تدفعك ؟
أمسكت يده الباردة تماما كـقلبه الخالي من أي دفء و اقتربت هي بنفسها من الحافة أكثر و على شفتيها
الـورديتين ابتسامة مفعمة بالحيوية و الأمل ، أمالت رأسها قـليلا و قـالت بمـرح
ـ لا بـأس فـأنا أثق بك
تنهد قد أخرسته بكلماتها البلهاء هذه للمرة الثـانية ، فـرفع أصبعه السبابة و أشار على السيارة المركونة
بـعيدا حيث أنها كانت مركونة باستقامة إذ أراد نايت أن يستند عليها خلال فترة جلوسه ، وضعت يدها على
جبينها كحركة عسكرية و ركضت إلى السيارة ، جلست على مقعدها منتظرة قدوم نايت ، إذ كان يلتقط معطفه
و يسير بخطوات كسولة جدا كـأنه غير راغب بالقدوم ،
فجـأة ظهرت سيارة مظللة من الـعدم بسرعة جنونية محـاولا استغلال فرصة وجود ماري لوحدها فالتفتت الأخيرة
لتراها و قد كانت قادمة من جهة اليسرى لسيارة حيث تجلس هي ، رفعت حاجبها باستنكار و قد تذكرت قيادة
نايت الجنونية عندما يكون غاضبـا كتلك المرة التي حضرت فيها حفلة الخمسين السنوية ، بينما شحب وجه نايت
بشدة فصـاح بنبرة حادة
ـ مـاري ، أخرجي فـورا
قطبت ماري و قد استاءت من تغير مزاجه بهذه السرعة ، فقد كان توا هادئا و مبتسما أما الآن فيصيح بها كمـا لو
كـأنها خـادمة له ، أجابته بنبرة متهكمة مسـتاءة
ـ لمـا ؟ كي تـذهب و تتـركني ؟
صـرخ بغـضب و عينيه تـراقبـان تلك السيـارة المسرعة مع نية مسبقة في القتل ، لقد بدى واضحا أن السائق يريد قتلهم من
إنحراف سيارته عن الطريق المفترض أن تسير عليه و سـرعته الجنونية ،
ـ مــاري
نـظرت إليه ماري بتسـاؤل و عينيها الـزجاجيتين الواسعتين تنـطقان بمدى استغرابها ، فهذه هي المرة الأولى التي ينطق فيها اسمها
هكذا مشبعا بالقلق فاحمـرت وجنتيها خـجلا بينما دخل نايت إلى السيـارة مسـرعا ، أمسك بـمعصم ماري و حاول سحبها ناحيته لكن
الوقت لم يسعفه ، فـلف ذراعيه حـولها و أغلق عينيه حين اصطدمت تلك السيارة بهما لكي تنقلب مرارا و تكرارا قبل أن تسقط في
ذلك المنحدر ، ترددت كلمـاتها العفوية كالصدى في أذنه

لا بـأس فـانا أثق بك

رفـع ذلك الـرجل هـاتفه بـعد أن رمى نفسه قبل حدوث الاصطدام و قـال بنبرة بـاردة مشبـعة بـرائحة الانتصـار
و نشـوة الفخر
ـ سيـدتي ، لقد تـمت المهمـة بنجاح
__________________