عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 12-25-2015, 01:34 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:930px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/13_12_15145001561336861.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].












.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:930px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/13_12_15145001561341953.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
الفصل الخامس


بارقٌ من ضياءٍ يتجلى على هيئةِ بشر ...
تشققاتُ الحياة كما يتسرب منها اليأس
قد ......
لربما ......
يتسربُ منها الأمل أيضاً حتى ولو كان ذلكَ بشكلٍ ضئيل ...
إنثناءاتٌ ستغلقُ هذه التشققاتِ يوماً
فتتوقفُ السعادة و يتوقف الحَزَن ...
مما يجعلُك تلقى مَصرعكَ ...
و حتى ذلكَ الحين ...
سأقبل بالنزيفِ أكان من جرحٍ او من شرخ
الألم المكتوبُ لي سأعيشهُ عاجلاً أم آجلاً
و السعادةُ المقسومةُ لي ستجدُ ضالتها عندي مهما طال الانتظار ......

اظن اني تجرّعتُ عذقينَ ليالٍ يكفيني فـ
و أخيراً وجدتُ منْ يشدُّ مِن أزري !!

حكايتي مع أيلاين
هي حكايةٌ أساريرها خيطٌ رفيعٌ
تشبثّتُ به في هذه الحياة
و هو الذي جعلني اتوقُ لرؤيتها كل يوم
مع اني لم استطع إظهار ذلكَ لها

أوراقٌ حمراءٌ مُخمليّة نُقِشَت عليها
ذكرى لقائي الاول بـ أيلاين

انتعشت تلكَ الوريقاتُ
لترُدّ إليَّ ذائقةً طريّة الطعمِ
أتلذذُ بطرحها على مُخيلتي
لأستردّ السعادةَ التي أوكِلت إليَّ
باللقاءِ الُمقّدرِ ذاك ....


سأروي لكم الحكايةَ الأجوردية
التي تتصفُ بلذعةٍ غراميّة
بيني وبين شمسِ لياليَّ تلك

بعدما وافت المنيّةُ صديقتي الوحيدة و قد لُمتُ نفسي بـما أصابها

أغتلفني ديجورٌ أطمسٌ كئيب ...
كُنتُ أدورُ حول نفسي بحلقاتٍ دائرية
لا بداية لها ولا نهاية ....
أرى إثمي فيها و انا أثني الأيام يوماً فـ يوم .
لا سماءَ لا غيوم مُتلّبدِة
لا أرضَ لا أعشابَ مُترصِّفة
لا هواءَ لا أعاصيرَ مُتلاطِمة
فقط انا و الظلام !!
عشتُ هكذا لسنةٍ كاملةَ ، باءت مُحاولاتُ أهلي لإسعادي بالفشل ، و قد يأسوا من محاولةِ إلتقاطي مما انا فيهِ ....

وفي احدِ أيام شهرِ نيسان ..
شهري المُفضّل الذي توقفتُ عن تفضيلهِ ..
و كما يعلمُ الجميع فشهرُ نيسان يُعرفُ
بأمطارهِ الفريدةَ اللآي تُحيي قلبَ الإنسان
و كـ تجربةٍ مني لأعودَ لحالي السابقة
التي فقدتُها ، أخذتًُ مِظلّتي الرماديّة
التي تتلاءمُ مع معطفيَّ الأسودِ
و عيني الخاليتين من التعابيرِ ....
توشحّتُ بوشاحٍ ناعمٍ مُزهّرٌ بزهورٍ سوداء زُخرفيّة ...
و تركتُ شعريَّ مُبعثراً وهو ينسدلُ على ظهريَ ببرود ...

أعلمتُ أميّ بأمرِ ذهابي
فقبِلتْ و مُقلُها تُنبِئُني بحَزَنِها المُغِدِقُ بها عليّ .

خرجتًُ من المنزلِ و حبّاتُ المطرِ المتلألأة تنّهلُ من الغيماتِ المُتراصّة ....
و الغريبُ أن هذِهِ اول مرةٍ أرى فيها الأمطار بهذه الغزارة في هذا الشهرِ خصيصاً ...

سِرتُ بين الشوارعِ مُطأطأةً برأسي للأسفل !

و قد أغلقتُ مِظلّتي فلطالما كُنتُ أهوى المشي تحت المطر ....

و في حديقةٍ بجوفِها نهرٌ يتخللُها كسهمٍ في قلبِ الهدف ...
لمحتُها ...
كالمجنونةِ تقفزُ على المرجِ تارةً و تستلقي عَلَيْهِ تارةً و جديلتاها الذهبيتانِ تتطايرانِ كما لو انهما تتقافزانِ معها ....
و المطرُ يثبطُهما نحو الأسفل و لكنهما تأبيانِ ذلك !

مغمضةً عينيها و تلتفُ حولَ نفسِها ...
ثم تحتضنِ جسدها بذراعيها و تضغطُ اكثر
و تلكَ الإبتسامةُ العفويّةُ لا تُفارقُ محياها ....

توقفتْ و بدأت بإلتقاطِ أنفاسها بأريحيةٍ ...
و من ثم تلاقت نظراتُنا ...
انتصبتْ و استغرقتْ بالنظرِ لي
فاخترقت ثغرها إبتسامةٌ تكادُ تشتقُ وجهها
و صاحت إلي :" إنزلي فالامطارُ اجملُ من هُنا و هي منعشةٌ اكثر ..."
و لكن كيف علِمتْ حتى أنني احبِّ المطر ؟؟

لا اعلمُ لما ولكن قادتني خُطايَّ للنزول إليها و الوقوفَ بجانبها
لقد كانت ملابسها ملتصقةً بجسدها و تقطرُ بحبّاتِ المطر
همستْ في أذني بلطف :" المطرُ يغسِل الهموم ، لا اعلمُ ما هو حزنكِ ولكن أطلقي العنان لنفسكِ هُنا و صِدقاً ستتحسنين !"
نظرتُ لبريقِ عينيها
و قلتُ لها اني سأحاول

رفعتُ رأسي للسماءِ لترتطمِ دموعُ السماءِ بوجهي ...
أخذتُ نفساً عميقاً
فسمعتُ صوتها صائِحاً
:" دعي دموعكِ تَنهَمِرُ فيُطهرُ قلبكِ المُنفطِر ، الامطارُ ستكونُ ستاراً لكِ فلن يدري أحدٌ بذلك ، افرغي تلك الشحنات الآن ..."

هززتُ برأسي إيجاباً
فالكلماتُ تستعصي الخروج من فاهي
لان الدموع تكدسّت في مآقيَ عينيّ
رمشتُ بعيني لتتطايرَ القطراتُ المكبوتة

بكيتُ و بكيتُ و بكيت ...
حتى تراءى لي بزوغ الشمسِ بعد إنقشاعِ الغيوم .

رنوتُ إلى ساعتي
إنها الرابعةُ عصراً
لقد مرّ على خروجي من المنزلِ ساعتانِ بالفعل .

أستلقينا على المرجِ سوياً
و ضحكاتها تغمرُني بالنشوة ...

سألتني عن اسمي
فقلتُ بإختصار :" آنيبيلا ، و انتِ ؟ "
ردت عليّ و هي تهمهمُ :" همممممم لا اذكرُ اني قرأتُ معنى اسمكِ في القاموسِ قبلاً !"
اردفتُ :" لا يهمُ و لكن ما اسمكِ ؟"
أجابتني بإبتسامة و هي تضعُ يدها على صدرِها :" انا أيلاين ، تشرفتُ بمعرفتكِ !"
و بعدها قلنا معاً بإندغامٍ بنفسِ اللحظة :
" معنى اسمي هو بريقُ الشمس "
" معنى اسمكِ هو بريقُ الشمس "

قهقهتْ بسعادة قائلة :" كيف عرفتي بمعنى اسمي ؟"
أجبتُها ببساطة :" انه اسمُ بطلةٍ لاحد القصصِ التي قرأتُها ف حفظتُ معنى اسمها لانه ذُكِر مرةً في سطورِ تلك القصة !"

" أتحبين القراءة ؟ "
" اها "
" و انا كذلك ..! "

انتقضتُ و استفسرتُ قائلةً :" بالمناسبة كيف علمتي اني احبِّ المطر و لا انزعِجُ منه؟"
وقفت مختالةً بنفسها وقالت :"ببساطة ، هذا لأنكِ كنتِ مُغلقةً لمظلتكِ فقط !"

أجبتُها بإنزعاج :" هذا فقط ؟؟ "
نظرت لي وهي ترفعًُ إحدى حاجبيها و قالت :" وماذا توقعتي ؟؟ "
تنهدتُ و لم ارُدَ عليها .....

ألقتْ نظرةً إلى ساعتيَ و صرخت :" الرابعة و الربع ؟؟؟؟ لما لم تُخبريني ؟؟ "
أجبتُها بتلبك :" ولماذا أخبركِ ؟؟ اصلاً ماذا هناك ؟"

قالت لي و هي تركضُ بعيداً :" لدي موعدٌ مهم !!"
لحقتُ بها و قلتُ :" سآتي معكِ أيضاً "
أجابتني وهي تهرولُ مبتعدة :" لا بأس "

*
*
توقفتُ و انا ألتقطُ أنفاسي
لقد ركضنا طويلاً بالفعل
رفعتُ رأسي
فـ كنا أمام
مبنىً ضخم
* مُستشفىً *
هذا ما كُتِب عليه

نظرتْ لي وقالت
:" هيا تعالي .... "

دخلنا إلى المستشفى
و انا انظرُ بترقُبٍ

توقفت إيلاين عند موظفةِ الاستقبال و
استفسرت قائلةً :" رايتشيل أزوردين ؟ هل تحسنت ؟"
اجابتها الممرضةُ التي ترتدي هندامَ الممرضين الابيضَ الرسمي :" اه انتِ أختها صحيح ؟ نعم لقد تحسنت و بإمكانكِ زيارتُها ! دعيني أرى اي غرفة ؟؟ هممممم ، انها الغرفة 303 ... "

لم تُكمل تلك الممرضةُ كلامها حتى انطلقت أيلاين مسرعة كالبرقِ
و انا المسكينةُ تبعتها فلا خيارَ لي غير ذلك !!

*
*

" 300 ؟ لا ، 301 ؟؟ لا ؟ 302 ؟؟ 303 نعم !!! انها هنا !!"

فتحت الباب بتريُث و أدلّت برأسها إلى الداخل وكُّلها حرصٌ و حذر ....

طنينُ أجهزةِ الإنعاش يرنُّ
فتاةٌ بيضاءٌ طريحةَ فراشٍ ناصعٍ
مسدلةً جُفنيها و كأنها تأخذُ قيلولةً ما ...
تقدمت أيلاين بهدوء و أرادت ان تتحسسها
و كلُها تَثَأْثُؤ
سألتُها :" ما الأمر لما كلُّ هذه الرهبة ؟"
أجابتني و الدمعاتُ تنسكِبُ من مُقلتيها :" لأنني لا اريدُ ... ان تشُعر بالبردِ اذا ما لامستْها يدايَ المُبتلتانِ !"

اشفقتُ عليها و قلتُ لها :" سأنتظركِ في الخارج لعلكِ تريدين الإنفرادَ بها .."

حركت رأسها بالنفي و قالت :" لا لابأس .."
استفسرتْ و هي ترسُم ابتسامةًً مُشرقةً لطيفة :" هل لديكِ منديل ..."

ادخلتُ يديَ في جيبي
و قلت :" نعم لدي ..."
رأيتُ البهجةَ في عينيها
و لكن ذلك اضمحل
بعد ان رأت المنديل مُبتلاً تماماً !!

نظرت لي بعينٍ واحدة و قالت :" أهذا منديل ؟"
أجبتُها بسعادةٍ لم اعهدها على نفسي :" لا ، لا أظن ذلك !"

زفرتْ بإنزعاجٍ و اردفتْ :" حسناً بما سأمسحُ يداي الآن ....."
خلعتُ وشاحي و قدمتُه لها و اردفتُ :" امسحي بهذا ..."
حسناً انا نفسي استغربتُ من ذلك

نظرت لي بتعجُبٍ و ابتسمت برقة و نطقتْ :" شكراً لكِ ... "
كانت تلك الجملةُ ذاتُ وقعٍ لطيف على مسامعي ....
لا اعلمُ لما و لكن توردت وجنتيّ و كأن بتلة زهرةٍ حمراء لفحت لونها عليهما
أجبتُها :" لـ.. لا .. شـ.. شُكر على واجب !!"

مسحتْ يديها بوشاحي بخجل و من ثم وضعت كفها على جبهةِ الفتاةِ المُستلقية التي فهمت انها أختها
و همستْ في أذنها :" لقد وجدتُ ما اوصيتني به ، انتظرُ استيقاظكِ غاليتي ...."
طبعتْ قبلةً لطيفةْ على خدِّها
و من ثم شدّت غطاءها و قالت لي :" لنذهب "

سألتُها :" ماذا بها ؟"
ردت عليَّ بهدوء و هي تُعيدُ لي وشاحي :" منذ شهر
كُنتُ مع عائلتي في جولةٍ بسيارتنا و الضحكاتُ منتثرِةٌ حولنا ، و فجأة إنعكسَ ضوءُ الشمسِ على المرآةِ الأمامية للسيارة مُعيقاً رؤية عينيّ أبي فـ ارتطمنا بأحد الابنية .... "
ازدرت ريقها و تابعت " فقدتُ الوعي و عندما فتحتُ عينيَّ مجدداً كُنتُ وحدي في غرفةٍ يكتنفُها البياض ، دخل عليَّ طبيبٌ و أنبئني بوفاة امي و أبي اثر الحادِث و اخي الصغير كذلك و من نجا كان انا و اختي الكُبرى و لكن نتيجة نزفِها أصيبت بِنُقصِ ترويةٍ في دماغِها و حتى الآن هي بغيوبةٍ و قد ساءت حالتها منذُ يومين و كانت على شفيرِ الموت ، لم تستيقظ إلا مرة واحدة و أوصتني ان أجِدَ صديقةً تُسعدني و تكون سنداً لي "
نظرتْ لي وقالت:" و فعلاً لقد وجدتُها أخيراً .."

احمرّت وجنتيّ و انزلتُ نظري للأسفل
و مِن ثُمَّ سمعتُ همسها بـ :" شكراً لكِ آنيبيلا ... بصراحة لا اعرفُ معنى اسمكِ و لكن بالنسبةِ لي هو النورُ الذي اخترقَ غيهبانَ الظلام !!"

خرجنا معاً من المشفى و يدانا مُتشابِكتان ...

و مِن هُنا بدأت مُتعةُ الحياة
بإظهارِ نفسها لي
لقد وصلت لي اخيراً
بعد ملل الانتظار ذاك
لقد كانت متُشكلة بفتاةٍ غريبة
قبِلتني كـ صديقتها مع اننا التقينا بالصدفةِ فقط .....

و المُفاجئ بالأمر
أنني انا و أيلاين كُنا بنفسِ الصفِّ عندما سجلنا بالمدرسة

و هُنا توطدّت روابطُ الألفةُ الرصينة بين فؤادي و فؤداها !!!

لم أظهر لها شدّةَ تعلُقي بها ، ولكن هي أصبحت أنفاسي المُنصّاةَ على روحي .....



*********
اظن ان هالفصل هو الأفضل صح ؟
* واثقة من نفسها الأخت *
أتمنى يكون أعجبكم
انا بذلت جهدي
و شكراً في امانِ الله حب3

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:930px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/13_12_15145001561339792.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].








.
[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]