عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 12-04-2015, 10:46 PM
 
Part#1

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/04_12_15144923971744952.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



تسللت أشعة الشمس لـتعلن شروقها,

و تلون السماء باللون البرتقالي و البنفسج الرائع.

كما لو ان الشمس كرة من النار
تخرج من المحيط قبل ان تنطفئ اشعتها بالماء.

البرد قارص يجمد العظام
و احياناً القلوب !

فتاة تقف عند حافة الجسر
تنظر لليمين تارة و لليسار تارة اخرى.

و كأنها لصة هاربة من العدالة,
لكن هل هناك عدل في هذه الأيام ؟

تمسك بخصلات شعرها السوداء و ترجعها للخلف,
تضع يديها على السور و تقفز لتعتلي السور.

ترتدي ملابس المستشفيات للمرضى
ازرق اللون و كأيب, حافية القدمين.

تنظر للأسفل فترى المحيط الأزرق الكبير الهائج,
ترفع رأسها و تمد يديها مستقيمتان فالوسط,
و تبدأ بأخذ خطواتٍ كخطوات الطفل.

تحرك رأسها على صوت الرياح,
و هو بدوره يداعب خصلات شعرها الناعمة.

تبتسم ابتسامة هادئة مزيفة,
لكن تليها دمعة على خدها الاحمر الناعم.

تعود بها الذكريات الى الوراء
الى اليوم الاسود المشؤم !

تنظر الى البحرو تضع يديها على صدرها بألم ,تصرخ قائلة :
لماذا أنا ؟! مالذي فعلته لأستحق هذا؟!

تذكرت الذي حدث فالمستشفى
دخول والدت جولي عليها
و هي تصرخ و تبكي على فقدان وحيدتها.

نظرت تلك الفتاة ليديها و تذكرت
تلك الكلمات التي لم تغب للحظة عن سمعها.

كلمات والدة لورا الغاضبة
" يديكِ ملوثة بدماء إبنتي ! "

ظلت ترجف في مكانها
و هي تنظر ليديها و تبكي بصمت.

كان المكان خالي من الناس,
و لكن في نفس المكان

كان هنالك فتى يستمتع بالتزلج على لوحهِ الخشبي.

يضع يديه داخل جيوبه من شدة البرد,
و يحرك رأسه على تلك الموسيقى الصاخبة
لتتراقص خصلات شعره الشقراء.

لفت انتباههُ الفتاة التي كانت تستعد لتقفز من الجسر,
فركض بأتجاهها مسرعاً و حضن قدميها و قال:
لا تقفزي !

بدأت الفتاة بالبكاء أكثر
و قالت بصوتٍ مبحوح:
اتركني هذا ليس من شأنك !

حضن الفتى قدميها بقوة و قال:
الأنتحار ليس حلاً للمشكلة,
مهما كانت المشكلة معقدة و كبيرة !

وضعت يديها على عينيها و بدأت بالبكاء بصوتٍ عالي,
تكاد اطراف يديها تتجمد من شدة البرد,
أزرقت شفتيها و أحمر خدها الناعم.

قفز الفتى ليعتلي الجسر فقال لها:
ما أسمكِ ؟

ضلت صامتة,
فأكمل قائلاً و هو يمسك بكتفها:
ادعى جو .. جوفاني .. ماذا عنكِ ؟

لم تجب فقال بسخرية:
هذا ليس عدلاً أخبرتكِ بأسمي !؟

اجابته و هي تحضن نفسها بيديها:
كارلا .. كارلا غراي

مسك بيديها الباردة و قال:
حسناً كارلا .. ما رأيك لو نقفز معاً ؟

أتسعت عيني كارلا
و ظهرت علامات التعجب على وجهها !


فقال جوفاني بأبتسامة مكر:
إذاً انتِ خائفة من القفز ..!؟
كما توقعت ! بالمناسبة كنتُ أمزح !!

ثم نظرة لها و قال بنبرة حادة:
الأنتحار ليس حلاً , بل هو الهروب من المسؤلية ...
خذي الحياة ببساطة و لا تعقدي الأمور !
كما يقول المثل
عندما تعطيك الحياة الحمضيات اصنع عصيراً

ضلت كارلا تنظر له بأستغراب,
فمسك بيد كارلا بقوة و قال:
هيا للننزل من هنا ..
فصدقيني هذه المياه باردة جداً !

بينما كانت كارلا تحاول النزول تعثرت قدمها,
فسقطت على الوراء و سحبت جوفاني من قميصه معها
ليسقطان معاً في أعماق ذلك المحيط المتجمد !!

أقتربت كارلا من حضنه اكثر و اكثر,
الى ان امسكته بقوة ,
كان يضع يديه على بطنها و هي تضع يديها على كتفه ,

همست في اذنه بقلق:
لا أعرف..السباحة !

تتطاير خصلات شعرها فالهواء ,يأخذان نفساً عميقاً,
يسقطان معاً داخل قاع المحيط... فيفترقان...

تحاول الصعود إلى القاع لكن دون جدوى !
تحرك يديها و قدميها
املة بأن تستطيع الخروج من هذا المأزق,
تنظر لجوفاني و كأنها تقول

" استيقظ ساعدني أرجوك! "

للحظة شعرت بأن هذا أفضل,
أحست بأن هذا هو ما تستحقه...

فأغمضت عينيها و أسترخت,
كما لو كانت مستسلمة للأمر الواقع..
او انها لا تريد ان تعيش بعد الان.
نعم أستسلمت كارلا للموت .. !

لكن سرعان ما أحست بتلك اليدان ترفعانها للأعلى,
يدان ناعمة انقذتها من الموت.

لم تستطع ان تفتح عينيها
لقد احست بتعب شديد,

فأستسلمت للنوم.





شكراً من أعماق قلبي
على التقيم و اللايك و الردود
أسعدتموني , الله يسعدكم دنيا و أخرة
ان شاء الله ينال البارت على رضاكم


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________


شـُكراً غِيمةة


التعديل الأخير تم بواسطة [ριикό]~❥ ; 12-05-2015 الساعة 12:05 AM
رد مع اقتباس