عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 12-04-2015, 01:45 PM
 
عندما ينقشع الظلام ....
الجزء 3
النصف الاول


حين دخل الرجل الغامض ذاك الى زنزانة زيد و وليام , كان عندها قد اثار في نفس وليام حيرة ودهشة, واثار في زيد الغضب المكبوت,وكل منهما قد كتم شعوره في احشائه ....وبعد ان تاهب زيد لمنازلة الرجل الذي عرف من حاشيته انه مدير السجن الجديد...وقد اشتد غضبه اكثر ...
تقدم ذالك الرجل بخطواته , الثابته , الثقيله , البطيئه , وعلامات وجهه هادئة لا تسفر عن شئ ....حين راى زيد ذالك...!
غيير وضعيته المهاجمه ووقف ثابتا !!...
اقترب الرجل منه اكثر وهمس له ...(...........)؟؟!!
حينها تحولت تعابير زيد الى الاستغراب والدهشه ؟!!...
ثم تراجع ذالك الرجل الى وضعيته الاؤلى ....وغادر المكان!
لم يلاحضه الا وليام ...اما الرجال الباقين , فكانوا خلفه متسمرين امكنتهم , لا يجرؤ احدا منهم على الاقتراب ....
ذهب الرجل الغامض ذاك وترك المسجونان في حيرة من امرهم؟!!
_وليام اللذي كان صامتا طوال الوقت ...- كان يفكر -..
-ترى من هذا الرجل الغريب؟؟.. وبماذا همس لزيد ؟.....-
.....................
عاد زيد وجلس وعيناه تنظر للاسفل -يفكر بعمق- ..كان وليام يراقبه لا يريد اي شئ منه يحدث الا وقد رصده -متلهفا لمعرفة الامر بوضوح -
-لابد انه يفكر بما قاله الرجل الغريب! ..هذا مؤكد.. هل سيخبرني بما قاله؟..اريد ان اعرف!..-
................
-تمر ساعة, تلو ساعه-....
الصمت , يملاء الجو البارد , والسكون , في كل شئ , والهدوء الممل , لا شئ ملفت ,لاصوت ممتع , صوت الهواء ,البارد , الذي ياتى من النافذة العاليه ,..كم هوء مزعج بالنسبة لوليام -وان كان وليام يحبه قبل ان ياتى الى هذا المكان!.......
::- كل شئ هنا يدعوا للشجن,...للكئابه, ....اين اهرب ؟... الى اين اذهب ...!.
ليس لي مأوى الا تلك الذكريات التى امتلكها ’ شريطها ما زال يمر علي دائما ، ما زلت اذكر اشياء جميله’...
-حين كنت الطفل الوحيد لوالداي- ...
العب في تلك المروج البديعه , والهو بين الزهور الجميله.....
’ اجمل الثياب.’....
’ افضل انواع الطعام ’...
’ كنت مدلا جدا ’...
...في كل ربيع كنا نذهب لتلك القرية الريفيه الخضراء في ذالك المنزل الخشبي الرائع المطل على بحيرة مؤنسة المنظر متلألأة المياه , صافية عذبة ,...ذاك المنزل بسيط الاثاث لاكنه جميل وانيق....-كان المفضل عندي- ..اكثر من منزلنا الفخم ! الذي يقع في صخب المدينه المزعج !....
اياما جميلةً ’ في طفولتى البريئة ’ ...كنت اقضيها مع -امي - طيفها يمر علي دائما’...
لقد بدا الحزن !..واضحا على وجهها ؟..منذ ذالك اليوم .....
- كان يوما من ايام الربيع-
....وفي ذالك المنزل الخشبي ’ ..في ليلة مقمرة هادئه’ ..سكون يملأ المكان’ ...جمال في كل شئ !..كنت نائما في غرفتى بسلام ,.بعمق ,’ ...على سريري الناعم ...في غرفتى جميلة الاثاث ..اغوص في اجمل الاحلام ...والامال::-

_ليلة عاصفة هائجة ممطرة بغزاره , المكان يلمع فجاة من ضوء البرق للحظات ويختفي ,لينير لي طريقي وبعض ما تلتقطه عينى من اشجار الغابة الكثيفه المظلمه قبل ان تعود العتمة مرة اخرى ’ الافئدة ترتعد لصوت الرعد ’ صاعقةً تصعق الاسماع ,وكانها شطرت السماء شطرين لقوتها , كنت اركض ركضا شديدا ’ لاجد مكانا اوي اليه يحمينى من الصواعق لاجد نفسي فجاة امام مبنى كبير وضخم كانه قلعة غامضه او قصر مهجور ..منظره مريب ...شكله مخيف ..-"ولكنني كنت شخصا فضوليا اذ لم يعرف الخوف طريقا الي"- بدأت اركض للداخل متلهفا لاكتشاف المكان الغريب الغامض هذا _

-" لاكن صوتا كالرعد شق طريقه من الواقع ! ليقطع علي حلمي المثير"...-
............
(" كآرمن ...قلت لكِ لم افعل شئ " )
......
- ("اخرج من هنا...قلتَ لك اخرج.....لا اريد ان اراكَ.. ..اهرب عن وجهي" ...)
.........
(" اهدئي يا عزيزتى كارمن..ارجوكِ افهمينى "...)
...........
-("ماذا افهم ؟ قلي لقد رايتكَ بعينى .ام انكَ تريد تكذيب عيني !..يال وقاحتك وجراتك" ..)
...........
-("اقسم لك لم ارى شيئا"..)
............
-("ريموند ..لا تجعلنى افقد عقلي ..اخرج ..ولا اريد رؤيتك بعد الان )
......
-(" حسناا انتى حره ..ساخرج..ولاكن لا تطلبي منى ان اعتبره ابنى بعد الان ..)
........
-("..ليس بحاجة الى شخص مثلك..فلتذهب..تبا لك...")
............................
- ..وخرج ابي من ذالك اليوم ...-
("ومع انه عاد بعدها لاكن لم تعد الاجواء صافية بينه وبين امي كالسابق ولم يعد ابي الذي يحبنى..واصبح يهملنى..-بشده -..يعاملنى ببرود ..بنظرة فيها جمود ..بعد ان كانت تشع حنانا وابوه!")
-...ولكن السؤال الذي لا يتوقف عن المرور الى ذهني مرارا وتكرارا..-
__"من كان يقصد ابي بجمله تلك ؟! ..أأنا المعني؟! "__
.....
كنت اراقب الاوضاع من فتحة الباب الضيقه-وكنت افكر - امي امراة غنية, قويه , عاقله, هادئه ...
-مالذي رأته من ابي لتغضب بجنون هكذا !؟..-
كنت اتسائل في داخلى بعد ان خرج ابي..وقطع علي تسائلي خطوات امي القادمة للغرفه شعرت بتوتر اذ ان امي لاتحب تصرفاتي الفضوليه ودائما ما كانت توبخني عليها.......
- كنت طفلا مشاغبا -....
~<وابتسم وليام ابتسامة لطيفه>~
ركضت الى السرير لاتظاهر بالنوم! وكاني لا اعرف عن الامر شيئا!
........
فتحت امي الباب تسللت خيوط الاضواء’المزعجه ’ تلك الى غرفتى المظلمه لا ينيرها الا ضوء القمر الباهت من النافذه ...
-غصت في وسادتى ...شعرت بقلق يتسرب الي هل رأتنى امي اتطفل عليهما؟..
-اغلقت امي الباب ..بهدوء وتقدمت نحوي !...حتى اقتربت مني بشده..-يا الهي~يبدو انها ستوبخني -
-امسكت راسي بلطف وجعلت وجهي ناحيتها.. وبدات تمسح شعري باناملها الناعمه ...اشعر بحرارة انفاسها...بدفئ قربها ...بحنانها الفائض....دموعها اصبحت تقطر على خدي ,ضمتنى بشده الى صدرها ...لكأني اسمع دقات قلبها!....
("سامحني يا صغيري" )....
-قالتها من اعماقها - !!!؟؟؟
.........................
ما كنت الحضه دائما هي نظرات امي الشاردة ’ يشوب ملامحها الهادئة الوديعة’ عتمة حزن!’..مازلت اذكرها وكأني اراها امامي! نحيلة الجسم , رشيقة القوام ,متوسطة الطول ,انها الام المميزة في نظري......لكن ! كنت اتسائل دائما؟ مالذي يختبئ في صدرها من كومة اسرار ....كلماتها تدل على سر يحتويه صدرها وتشكو من مرارته !......
-اتذكر تلك الليلة-
حين كنت في منزلي في المدينه وقد خرجت فترة ثم عدت متاخرا ..لاجدها في غرفتى-وكانت مظلمةً- امام النافذه ,جالسة على الكرسي ...نسمات الهواء تحرك بلطف خصلات شعرها البني وما ترتديه من ملابس بيضاء , وضوء البدر ينير المكان ,تبدو كالملاك تماما!...تسرح,’تفكر ,وتتذكر ’ ولكن! ماذا؟!؟...دمعة كالدر سقطت على خديها ..!لترسم طريقا لامعا في خدها الابيض ’ وترسوا بعد هطولها في زينة ملابسها البيضاء !
-("لم تلك الدمعة يا امي ")~
هتفت باندفاع ,كما يبدو انها لم تشعر بوجودي ففزعت وشعرت بارتباك...ثم مسحت دمعتها بسرعة لتتبعها بابتسامة باهته!
("وليام! ..متى عدت يا حبيبي؟"..)
اقتربت منها وقلت لها بلطف و رجاء :
("امي ..لم اراك دائما حزينه ؟ اخبرينى ان لم استطع فعل شئ فانك ستكونين ارحت نفسك بالبوح يا امي..لااستطيع رؤيتك ..حزينه ..هذا الامر يؤلمني .. ان كنت لا تدركين هذا؟..امي! ")
.....نظرت الي بنظرة تملئها الحب ,الحنان,نظرة لمعت فيها دموع خفية!,وبسمة حزينة ’واعادت النظر الى السماء ..’تنهيدة اطلقتها من جوفها’ ..وكانها تريدها ان تصل العنان! ...
...........
~سرب من الطيور ’ بعث السرور ’ مر وقد جلب معه ذكريات~
-كان قد حجب ضوء البدر قليلا للحضات ..’ فقط ’..ثم يختفي بين الظلام!...تاركا الريش المتطاير اثرا منه ليتمايل مع نسمات الهواء~ لترسو اخيرا في الارض ورست احدى الريشات امام نافذتى... فتلتقطها امي باناملها الرقيقه...تتأملها برهة من الوقت ثم تبتسم ابتسامة رقيقه! ...وتضعها في راحة يديها لتنفخ عليها وتطير مجددا!...تراقبها امي بعينين تلمعان بالحنين الى ان اختفت في جنح ظلام الليل مع نسمات الهواء المتتابعه ...! هتفت امي بتلك الكلمات بعد ابتسامة باهتة اظهرت نواذجها-لكنها ابتسامةرائعه احبها - :
("وليام ....انت تذكرني به كثيرا !"..)~
ثم التفت الي وابتسمت !!!
("من هو..؟!")
هتفت قائلا باندفاع واستغراب!...لكن امي صمتت....ولم تجبنى ؟...واعادت النظر الى النافذة مجددا ! ثم قالت:
-"وليام ...لقد كبرت وبلغت الخامسة عشر ..ولكن ..’هناك الكثير من الامور مازلت صغيرا على ان تدركها’....لا تعجل فانك ستعرفها !" ..-
قلت بتعجب !:
-"ماهي يا امي~ "-
..........
-("..لن يطول الامر ...ستعرف ..يوما ما~ ..")-
..........
_بالتاكيد هناك ما تخفيه امي عني ’ امر مهم’ ...اريد ان اعرف ؟_
....................................
=ولكن الاهم من هذا الان~ كيف اخرج من هنا ..؟=
وما امر هذا الرجل !؟
وماذا قال لزيد ؟!
-زيد مازال جالس ! بم يفكر؟
الصمت يعلوه! ,الهيبة تحرسه ,الوقار يضيئه ,الجمال يستعمره...
’يال هذا الانسان ما اروعه !
..............................................
كان زيد ينظر الى الاسفل وحين شعر بنظرات وليام المراقبه ..انتبه لها وابتسم ابتسامة مضيئة -كالبدر تماما -..حين راى وليام تللك الابتسامه ..شعر بسرور وابتسم بفرح -ابتسامة برئية كالطفل-....
نهظ زيد من زاويته وبدا يسير بخطواته الهادئة الى ان دنا من وليام وجلس بقربه.....احاطه بذراعه ...وابتسم بحنان فائق...وقال:
-("..وليام~ ..كنت سارحا لفترة ثم ابتسمت !...اليس كذالك ؟..")
كان وليام -متوترا- قليلا لاكن تللك النبرة الحنونة اراحت صدره فقال بوجه باسم :
-("..تذكرت امي ..")~
.......................
وقبل ان يتم وليام كلامه..~
...............................
-~||صرخة قوية||~-
من احدى الزنزانات المجاوره! ...هزت الجدران...وكانها حركت الجمادات! ..لقوتها ..!.
-اسرع زيد ووليام والقلق عليهما الى فتحات الباب محاولان النظر منها .....لحضات فقط والسجانون يركضون مسرعين الى تلك الزنزانه.........والمساجين يستغيثون ......
-حتى الرجل الغريب ذاك قد اتى....-هتف الجميع!-:
-("<<~ماذا جرى~ >>")- ؟؟؟؟؟؟؟!

:: :: :: :: :: :: :: :: ::

التعديل الأخير تم بواسطة صفيه صفصف ; 12-04-2015 الساعة 02:24 PM
رد مع اقتباس