عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 11-19-2015, 04:46 PM
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اتمنى ان تكونوا بخير
اعتذر بشدده عن تاخرى الفظيع كنت مظطره ومجبوره للاسف اتمنى ان لا يتكرر مرة اخرى


"عندما ينقشع الظلام"
الجزء الثاني
2


.......وظل زيد على حاله تلك الساعات الطوال حتى اشرف الفجر على البزوغ...ثم بدا يدعوا ...ثم ختمها بركعتين وجلس يذكر الله حتى افل الليل وطلع الصبح وهو مازال ذاكرا لله تعالى ثم ...قام وجلس في احدى الزوايا حتى غلبته عينييه فنام ......كان شعره الاسود الناعم الطويل الى عنقه.. يغطي جزا من وجهه و راسه مال من النوم ناحية الجدار وكان جبينه الوضاء قد تلطخ ببعض الدم اثر الشج الذي اصابه ...
-لقد غط في نوم عميق -...
كان وليام يراقب افعال زيد التي اثارت اعجابه الشديد!! ..............
(...زيد هذا الشاب المسلم الذي ساقوه ظلما وعدونا ليس الاول هو ولا الاخير ..هذا الانسان النادر! يجب ان يكون مكانه القصور.. لا السجون! ..) ...........
..........................
بعد سويعات قليله .....من التفكير كان النعاس حل ظيفا عزيزا على وليام..بعد ان كحل عينيه السهاد .....ولكن ..
- هيهات – انى لعينيه ان يزورهما الكرى !؟ بعد ما راى ولقى او ما ينتظره وما سيرى ....
..........................
ارتعدت اطراف وليام للصوت اللذي سمعه (.. ذاك الصوت الذي يبث الخوف في احشائي وتغص منه عبراتي وتتهيج له الامي ...........(انهم هم بالتاكيد ).....لااا... لا اريد المزيد من العذاب والموت البطئ لااا
اريد ان اعيش منعما كما كنت قبل ان اكون هنا ...مالذي جرى لي؟؟.. ابعد ان كنت اندب حظي العاثر واتمنى التعذيب القاتل.......لأموت واستريح ...كنت مغفلا وقتها من قال ان الموت راحه ......هل احببت حياتى ....ام انه شئ اخر ..........بالتاكيد لابد انه النور .....النور الذي المحه ......الشمعة التي أُضِيأت لي ..." الامل".....)...وانتفظ من زاويته التي كان لا يكاد يفارقها -التي اعارته قليلا من الدفئ الذي ينشده- ... راكضا بقدميه الحافيتين الى باب الزنزانه الحديدي الصلب الذي منحه الشتاء من برودته وامسكها بقبضتيه..والصق وجهه في فتحاته الضيقه ..وصرخ باعلى صوته ..
""اخرجوني من هنا " ......
"اخرجوني "
"اريد الخروج "

لن يسمعه احد ! ولم يرد على ندائاته الا الصدى !
وعبثا حاول فتحه وطرقه بقوته الهزيله - لكنه كان اقسى من ان يرق له ويفتح كيف ؟وهو الحديد؟؟!!
..- تماما كقلوب كثير من البشر- ....
كان زيد قد استيقظ من صراخ وليام المتتالى والذي بدا غريبا ايضا
..- كان ينظر اليه بنظرات مبهمه-..
(.."لا الومه ابدا اتمنى ان يخرج الجميع من هنا".. )..... ونهض زيد فاقترب من وليام وربت على كتفه مواسيا ...كان حينها قد سكت وليام وبدا في عينيه بريق لامع بدلا من الشحوب الذي كان يشوب نظراته قبل الان ....والتفت الى زيد .....الذي كان باسطا وجهه – ياله من بشوش حقا –
كانت تلك الايمائة المواسية من زيد كفيلة بان تُهَدْأ روع وليام ........
كان الصمت يعلو المكان ويحتله
..-واندثرت لغة الكلمات-..
..- ونابت عنها لغة العيون والعبرات..-
لحضات فقط من خطابات العيون المتبادله ..- كان زيد ينظر الى وليام (...كم يشبهه..يال تلك الذكريات...ان رائحتها تعود لى ...اتعود لى بعد كل تلك السنين.. )
اما وليام فكان ينظر بنضرات التساءل (..زيد!! .....لم ؟..لم !..اشعر بشعور غريب؟ ...حين انظر الى عينا زيد !... .. اي نوع من الاسحار لديك يا زيد .......من تكون حقا يازيد؟ ..من تكون ؟....اتمنى لو كنت .....قد تعرفت عليك في مكان افضل من هذا المكان....اتمنى لو كل الناس مثلك...مثل لطفك وحنانك ونبلك و اخلاقك وجمالك ...من مثلك ؟ ....- من!؟!؟- ...)
حين انقظت تلك اللحظات القليله ...
كان السجانون يمرون متفحصين الزنزانات واقتربوا من اخر زنزانه هي زنزانة زيد ووليام .......
حين لمحهم زيد دفع بسرعة خاطفه وليام الى زاويته وجلس هو في الزاوية التى كان جالسا فيها حدث ذالك بسرعة قبل ان يراهم السجانون ثواني قليلة فقط وكانو حينها قد وصلوا .........
.....................
كان قلب وليام... ينبظ ...
-قرع تلك الاقدام ووطئها يجعل عبراتى تتحشرج .....اأناتى تشتعل...اآلامي تتهيج..-
...ودخل شخص طويل مفتول العظلات حنطي البشره يبدو في الثلاثين من عمره عليه علامات الشدة ملامحه حاده نظراته خارقه ...بطيئ المشية ثقيل الخطوات ...حوله بضعة من الرجال ..
فتح الباب ...نظر متفحصا الزنزانه بشكل كامل ثم تحولت نظراته الى زيد ثم الى وليام ...كان وليام جالسا وحاظنا اجزائه من البرد او ربما من الخوف ...وقد دفن راسه وكور جسمه خافيا وجهه ...
اقترب هذا الرجل منه بخطوات ثقيلة بطيئه وقبل ان يقترب منه بمتر ونصف سمع صوتا ناهرا من خلفه ....
(اتركه ...اياك ثم اياك ان تقترب منه ...)
التفت ببطئ...دون ان تظهر على وجهه تعابير .. ثم مشى الى زيد الذي
تكلم وقد نهظ بشموخ وشجاعة وقد قبظ راحة يديه وبدا مستعدا للقتال ..
ثم تكلم الرجل بنبرة هادئه ..(هل تستطيع مبارزتى ...تبدو شابا قويا..وشجاعا كذالك .. )
قال زيد : (وعشرة مثلك ايضا ..)
ضحك احد الرجال ساخرا وقال مستهترا: (وهل تظن ان مدير السجن الجديد سهل الى حد ان تبارزه هه من تظن نفسك ..)
نظر زيد اليه غير مباليا ..وقد عرف ان هذا الرجل هو مدير السجن وقد ازداد رغبتا في مبارزته ...
اما مدير السجن فنظر الي الرجل الساخر نظرتا مخيفة اخرسته ....)
اما وليام فكان يراقب بصمت تام –هذا الرجل غريب هل هو مدير السجن الجديد لاكنه على ما يبدو ليس قاسيا على الاقل مثل الباقين- .................

التعديل الأخير تم بواسطة صفيه صفصف ; 11-19-2015 الساعة 07:14 PM
رد مع اقتباس