عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-19-2015, 05:09 AM
 
##


الفصل الأول : ملاك موت~

الموسيقي الصاخِبة تَعُم المكان ، كيف تحتمل تلك المُراهقة تلك الأصوات أمر لا يفهمُه أحد !

رَمت بشعرها الأرجواني للأسفل في حركة شبه راقصة علي الإيقاع وبيدها مُجفف الشعر ، نعم قرأتم بالشكل الصحيح ! "أرجواني" !

وقفت أمام المرآة تضع عدسات ما بعينيها ! ، تنبهت أخيرًا وهيّ تستدير مُغادرة إلي ذلك الشاب بالمنزل المُجاور الذي رفع ورقة علي زُجاج نافذتُه كُتِب عليها "علينا أن نتحدث" !

زَفَرَت مُتَململة : ليس مُجددًا !!

___

نَزَلَت الدرج وحقيبتها علي كتفها دون أن يُصدر حذاءها الرياضي الأسود أي صوت لتُناديها أمها قبل أن تخرُج : آورا؟ ألن تتناولي فطورِك؟!

تجاهلتها كُليًا مُكملة طريقها !!
فتحت الباب بلا أدني علامة علي أنها قد سمعت شيئًا !!

وضع الأب يدًا حانية علي كتف زوجتُه بعيون ملأتها الشفقة : مُجرد فترة صدقيني !!
لكن السيدة لم تُخرج رأسها من بين يديها !!

فقط لو تعلم آورا أن تلك المرأة ستموت بذلك اليوم ! بالتأكيد لم تكُن لتُعاملها بتلك الطريقة !
___

قميص أسود بلا أزرار أو أكمام عليه جماجم رمادية ، معصم أرجواني مُنفَصِل للزينة وتنورة قصيرة بنفس اللون!
سيفصلها المُدير تلك المرة بلا شك !! إن لم يعلم بوجود القرط الذي بلسانها فسيري الذي بحاجبها الأيمن !!

رَكبت دراجة نارية لتقود بأقصي سُرعة ! هل صَدَمَت كلبًا للتو؟!
لم تتوقف لتطمئن عليهِ حتي !!
بينما وقف نفس الجار أسود الشعر والعينين واضِعًا كِلا كفاه علي رأسُه بصدمة ! بعدها هرع إلي الطفل صاحب الكلب لتهدئته !

___

رَبَطَت دراجتها النارية وسط الدراجات العادية رغم كون هذا يُعد انتهاكًا !

تظُن أنها قد تستطيع الوصول لخزانتها دون أن يراها؟ وهيّ بذلك الشكل؟! ليست ذكية جِدًا إذن !
أوقفها صوته الجهوري : آنِسة آوراكِل جيفرسون !! تعالي إلي مكتبي حالًا !

توقفت في مكانها تُغلق كلا قبضتيها بقوة مالبثت أن دارَت لتذهب خلفُه ، ما قصة ذلك الشاب جارَها الذي يُلاحقها؟!
فَتح فمُه هامًا بقول شيء لكنها أوقفته دون أن توقف سيرها ببساطة نطقت وهيّ تُلَوِح خلفها : لم نعُد معًا ! أنفَصِل عنكَ كاليب !!

لو أن هُناك جائزة أوسكار لأسوء طريقة فالأنفصال لكانت حصلت عليها الآن !!

___

وضعت ساقًا فوق الأخري بكل وقاحة جالِسة علي الكُرسي أمام مكتب المُدير ليزجُرها بصوته المعروف بزلزلته لمن أمامه : انزلي ساقك !!

لكن يبدو أن هذا لم يُجدِ معها ! ، ردت بهدوء : احذر أن تقتُل نفسك بذبحة صدرية أو شيء من هذا القبيل أيها العجوز !

زَفَر مُتجاهلًا كلامها لتتغير نبرته إلي أخري أكثر لينًا : درجاتِك في هبوط مُستَمِر ..

لانت قساوة نظرتها قليلًا : والمطلوب؟
أعطاها ورقة ما : لديكِ أحتجاز بعد المدرسة لمدة شهران !!
نظرت للورقة بلا مبالاة لتكورها بقبضتها ثم تُلقيها بسلة المُهملات مُغادرة : سأفكر فالأمر !!

___

ذلك التعجرُف الذي تحدثت به إلي المُدير يجعل من الصعب التصديق أنها نفس الفتاة التي يتم دفعها أمام خزانتها من قِبَل مُراهِقة أخري : احذري أين تَخطين آنِسة مُعجزة !!

لم تُصَحِح أن اسمها "آوراكِل" وليس "ميراكِل" بل دَفَعَت يد بُنية الشعر بطريقة ودية غريبة : كاثرين !! كيف حالك؟!

ردت المدعوة كاثرين بشيء من العداوة الجلية التي لم تخفي علي أحد إلّا آوراكل نفسها ! : أفضل منكِ !

لا أحد يعلم لم تتنمر عليها بتلك الطريقة ، رُبما كاثرين نفسها لا تُدرِك الأمر !!

أردفت مُغيرَة الموضوع : أين الواجِب؟
مدَت آوراكِل بدفتر أخرجته من خِزانتها لتُتابع كاثرين بدون استحياء : والمال؟!

الأمر لا يبدو منطقيًا البتة بِدءًا من تلك اللحظة ويزداد غرابة !!

ابتعدت كاثرين مع صديقتها الشقراء التي لم تنبس ببنت شفة تعليقًا علي كل ما يجري وكأن هذا الطبيعي !!

___

الحاضر~

كانت الأمطار قد توقفت لفترة قصيرة لكنها عادت وبقوة !
كادت قدمها تنزلق فالطين ! لِماذا تركُض؟ أو بالأحري مِمَ؟!

عوي ذِئب في مكان ما بالغابة التي تُجاوِر الطريق الذي تركُض به ! لم تهتز ! هيّ تهرُب من شيء أشد حتي خطرًا من مُجرد حيوان ..!

ظَهر مُرعِبها أمامها في ثانية ! ، صدرُه لا يعلو أو يهبط !
هوَ لم يركُض قط خلفها !! تكاد تُقسِم أنهُ خرجَ من العدم !!

سقطت أرضًا بعدما ارتطمت به ! بصرها شاخِص لا يبتعد عن أجنحته الضخمة التي سَدَت الطريق ! هيّ لا تتذكر شيئًا عن حياتِها لكن .. البشر لا يمتلكون أجنحة عادَةً !!

تعلم ذلك القدر !

أبتلعت ريقها لتسأل أخيرًا : من أنت؟!

عيناه الزرقاء لم ترمشان حتي مذ رأته مرة واحدة !!
رد بنبرة خالية من المشاعِر : المَوت !!

هل تُعاوِد الركض؟! وهل سيُجدي الأمر؟!

-

التعديل الأخير تم بواسطة آميوليت ; 11-19-2015 الساعة 05:24 AM
رد مع اقتباس