عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-18-2015, 09:41 PM
 
قصة مبدعة | رحلة البحث عن الكمال .. !

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:804px;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/01_09_15144111563520881.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

ابدعتي بنور بالقسم
Ziz
i



بعيداً عن الضوضاء و أصوات الطلاب المزعجة ، أجلس أنا في نهاية الصف أنظر من النافذة .
ربما أكون معهم الآن لكن عقلي شارد في عالمي الآخر الذي بنيته في أحلامي
و توجت نفسي لأصبح أميرته ،
أنزل من العرش بفستاني الحريري المرصع بالألماس و عندما أخطو خطوتي الأولى على سجادة القصر الحمراء الفاخرة ينحني الجميع إحتراماً لي .
- ألا تزالين نائمة ؟!
أفاقني ذلك الصوت من شرودي أكره ذلك كثيراً ألا أستطيع التفكير بهدوء في المدرسة .
نظرت لها بهدوء لأرد :
- لست كذلك كنت شارده فحسب .
صمتت ، و كأنها تتفحص وجهي بعينيها و نظرات الشك لم يخلو منها وجهها .
ابتسمت بعد ذلك لتمسك بوجهي بطريقة آلمتني ، و تديره نحو باب الصف .
لم أفهم في البداية ما تفعل مضت ثوانِ ، و أنا أحاول أن أبعد يدها ، و لكن تلك الضحكات الرقيقة هي ما لفتت إنتباهي .
نظرت للفتاه صاحبة الصوت التي تقف عند الباب ، و جميع الطلاب مجتمعون حولها يسلمون عليها و كأنهم يعرفونها منذ زمن طويل !
- من تكون ؟
سألتها بإستغراب أنظر لها بطرف عيني منتظره الإجابة تركت وجهي لتقول ضاحكة :
- ألا تعرفينها حقاً إنها تلك الفتاة التي اختفت السنة الماضية .
- ماذا !! .. أتقصدين أنها نفس الفتاه التي اختفت بعد رحلة الجبل !!
وضعت يديها على فمي في محاولة لإسكاتي و على وجهها علامات الإرتباك .
أكان صوتي عالياً لهذه الدرجة ؟!
أمالت رأسها نحو أذني لتهمس بغضب :
- أصمتِ أيتها الغبية ستكشفين أمرنا .
تركتني بعد ذلك في حيرة من أمري تلك الفتاه التي تقف هناك قِيل أنها ماتت عند الجبل .. مهلاً ماذا يحدث هنا كيف عادت إلى الحياة ؟!
عدت إلى بيتي ، و لم أكف ثانية عن التفكير بها أيمكن أن تكون شبيهتها ؟!
حاولت طرد تلك الأفكار من رأسي هذا مستحيل لقد ماتت تلك الفتاه منذ زمن وانتشر خبر موتها في أرجاء المدرسة .

أمسكت هاتفي و أتصلت بصديقتي و ما إن أجابت :
- مرحباً .
صرخت في أذنها من دون قصد :
- كيف تتركيني هكذا من دون أن نكمل حديثنا ؟!
وضعت يدي على فمي بسرعة أنا متسرعة كالعادة !
صمتت قليلاً ، و لم تجيب فستنتجت أنها فقدت السمع من أثر صوتي العالي .. مرت ثوانٍ كسنوات و أنا أنتظر أن تجيب ما أن سمعت صوتها حتى ابتسمت بسعادة و سرعان ما تلاشت ابتسامتي عندما سمعت كلماتها .
- أعلم أنك ستسألينني عن حالي و كالعادة سأخبرك أنني كدت أفقد سمعي على كلٍ تلك الفتاه لم تمت لقد ظننا هذا فقط لقد سمعت أنها قابلت امرأة في المنطقة الجبلية التي كنا فيها العام الماضي لذلك نجت سمعت إشاعات كثيرة حول تلك المرأة يُقال أنها تعيش عند البحيرة أسفل المنحدر و أن من يقابلها ستحقق له أمنياته و يحصل على كل شيء ألم تلاحظي كيف كانت منبوذة في العام الماضي الآن وكأنها ألقت سحراً على الطلاب ليحبوها .
كنت أنصت بإهتمام رغم أنني لم أصدق كلامها في البداية ، و لكن بعد ذلك بدأت الأمور تتضح !
كنت أرى تلك الفتاه دائماً .
حصلت على شهرة واسعة بسبب جمالها ، و فوق ذلك درجاتها أعلى مني بكثير غريب هي لم تكن كذلك في العام الماضي ؟!

بينما كنت أجلس في غرفتي دخلت عليّ والدتي طالبةً مني إحضار بعض الحاجيات من السوق .
- هناك خصم على اللحم أذهبي سريعاً و اشتريه قبل أن ينتهى .
هكذا نحن دائماً نبحث عن أقل الأسعار لنستطيع العيش .
أبي موظف بسيط و أمي لا تعمل و فوق كل هذا عليهما العناية بي و بإخوتي الصغار .

كنت عائدة للمنزل سيراً كما هي العادة لأنني لا أملك مال يكفي لركوب سيارة و في طريقي رأيت تلك الفتاه تركب سيارة فخمة وكأنها من المشاهير أدرت ظهري كي لا تتعرف علي أشعر بالخجل من نفسي كثيراً بالنسبة لها أنا لا شيء !
مهلاً أهذا ما يسمونه الكمال ؟!

قضيت ليالي طوال و أنا أتجهز للرحلة بقي يوم واحد و سنذهب إلى المنطقة الجبلية أنا متحمسة كثيراً للأمر جهزت كل شيء ، و لم يتبقى سوى أن أجد تلك المرأة بنفسي لأحصل على الكمال !

نجحت في الإبتعاد عن مجموعتي و لم ينتبه علي أحد سرت بخطوات حذرة أنظر للخريطة تارة ، و للمكان من حولي تارة أخرى .
أوشكت الشمس على الغروب هذا سيء سيلاحظون إختفائي بلا شك .
حاولت الإسراع قبل أن يكتشفو الأمر و لكنني لم أستطع لقد تُهت بالفعل !
نظرت حولي بخوف .. السماء مظلمة و لا يوجد شيء يضئ طريقي سوى مصباحي اليدوي الصغير .
كنت أسمع أصوات تصدر من كل مكان .
قدماي لم تعودا قادرتين على حملي لكنني تماسكت .
ركضت بأقصى سرعتي حتى كدت أسقط ، تراجعت للخلف برعب و قلبي يخفق بشدة
حاولت الهدوء و أغمضت عيني ، و أنا أستمع لذلك الصوت إنه خرير ماء بلا شك .
تقدمت بحذر لأنظر للأسفل رأيت النجوم تنعكس على تلك البحيرة ابتسمت بسعادة بالتأكيد هذه هي البحيرة التي تجلس عندها تلك المرأة .
بعد دقائق من التفكير و العمل على طريقة أنزل بها إلى الأسفل .
قمت بربط طرف الحبل حول صخرة كبيرة و ربط الطرف الأخر حول خصري .
ركضت بإبتسامة واثقة و هدفي النزول إلى البحيرة .
فتحت عيناي بهدوء أشعر أنني معلقة في الهواء .
بيني و بين الأرض عدة أمتار !!
تشبثت بالحبل بشدة و صرخت طالبة المساعدة ، بدأت دموعي تفيض على خداي بغير رغبة مني .. أنا في موقف لا يحسد عليه !
شعرت بدوار غريب ، و بدأت أفقد وعيي تدريجياً .

فتحت عيناي ببطئ ممسكةً رأسي بألم .
- أخيراً أستيقظتِ .
جاء صوتها خارقاً أذني كما السهم نظرت لها بدهشة من دون أن أنطق بكلمة .
- صدقتِ تلك الإشاعات صحيح ؟
شعرتُ أنها تسألني بسخرية إنه حلم أليس كذلك ؟!
بدأت بالضحك فجأة و أنا أراقبها بصمت .
قالت بكلمات متقطعة :
- كيف لفتاه عاقلة مثلك أن تصدق بتلك الأشياء لا يوجد إنسان كامل أترينني كذلك ؟! .. هذا من لطفك لو لم تخبرني صديقتك لكنتِ ميتة الآن .
شعرت بالغضب حينها أتستخف بي أم ماذا ؟!
قلت ساخرة :
- بالتأكيد فتاه مثلك ستقول هذا فأنت تملكين كل شيء ليس مثلي أنا !
- عن أي شيء تتحدثين ؟!
كانت كلماتها هادئة بطريقة أرعبتني أكملت و تلك النظرات الغريبة لم تفارق وجهها .
- عندما فُقدت هنا كانت قدمي قد كسرت أنا لم أمت كما ظن البعض لقد ساعدتني امرأة ما لكنها لا تحقق الأمنيات ولا إعطاء الكمال لأحد ربما أملك المال لكنه ليس بالشيء المهم في حياتي لقد فقدت والدتي بسببه و لست ذكية كما تظنين أنا فقط أبذل جهدي في الدراسة لأنني إن لم أفعل ذلك فسيحدث معي مثلما حدث لوالدتي .
لم أشأ التدخل فيما لا يعنيني واكتفيت بالصمت .
بعد تلك الكلمات أغلقت هذا الموضوع نهائياً إنها ذكرياتي من الصف الخامس لقد كنت طفلة غبية في صغري لا وجود للناس الكاملين .



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________

غدًا ستشرق الشمس!

× شرطة خارجة عن القانون ×

سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

سَلة التفاح ♪|| بلون السماء..!

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 11-30-2015 الساعة 01:24 AM
رد مع اقتباس