عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-05-2015, 10:20 PM
 
قصة مبدعة | يعرف الراقص من جمهوره

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






ابدعتي
Zizi



يعرف الراقص من جمهوره...







تداولت بين الالسن جملة " يعرف الراقص من رقصته" لكن ما صحة تطبيق هذا المقول على ارض الواقع
كنت سائحا في احدى البلدان ذات مرة فسمعت عن فتى اشتهر بين العامة، يقدم عروض بهلوانية في سيرك متنقل، اردت ان ارى ما يقدم ذلك الفتى متعدد المواهب، اذ سمعت عنه انه كان يعمل ايضا في مجال سباق الخيل وكان بارعا في ذلك، بل كان دائما في المقدمة...
اشتريت كارت لدخول السيرك وانا اتهيء للمفاجئة التي سأتلقاها عند دخولي من مواهب ذلك الفتى الفذة، ورسمت في مخيلتي اجمل ما يمكن تقديمه حتى بدأت العروض، الكثير من الموهوبين ذوات الخبرة ولكن عروضهم اعتيادية، مرت عليّ كثيرا، اريد رؤية ما يحمله ذلك الفتى من مفاجئات...
وكانت بالفعل مفاجئة حين ظهر على المنصة اذ ان عرضه لم يكن بافضل حال من العروض السابقة، كما ان الفتى ينقصه الخبرة، حتى ان العامل الذي كان يعمل معه لا يبدو سعيدا به بسبب عدم كفائته، فلا يستطيع تقديم افضل ما لديه لان العرض مشترك، لكن ما يجعل الامور حماسية صراخ الجمهور مشجعا فرحا... من اين له كل ذلك الجمهور ان كان عرضه رديء الى هذا الحد، كنت اريد رؤايته في سباق الخيل ولكن لم اعد كذلك، فانا متأكد ان جمهوره صاخب للا شيء كما هو الحال هنا، خرجت من السيرك لارى على جانب الطريق العديد من الناس قد حاوطنه، بالتاكيد جمهوره المغفل يمدحه بعين عمياء، لكن لماذا...
بينما كنت اسير في الليل وحدي وانا افكر فيما حدث اسمع صوت بعض الفتية يلعبون ويصخبون رغم هدوء الليل داخل خيمة مضاءة بقنديل في مدخل غابة موحشة، اكملت طريقي لكن قبل ان اجتاز الخيمة يخرج منها ذلك الفتى ليراني اسير وحدي، اقترب مني وهو محافظ على ابتسامته التي خرج بها من الخيمة ليقف امامي ويسألني، انت لست من هذه المنطقة، هل انت تائه او تحتاج مساعدة؟...
نظرت اليه بطرف عين لأقول له:" وهل انت من هذه المنطقة؟ انت تنتمي لسيرك متنقل فمثلك مثلي في هذا المكان" ضحك بخفة ليقول:" في الواقع انا من هذه المنطقة... لكنني انضممت للسيرك حين حط رحاله هنا..."
اطلقت ضحكة استهزاء قصيرة لاقول: هذا يفسر الكثير...
دون ان تنقطع ضحكته قال: يبدو انك شاهدت عرضي ولم يعجبك
بتهكم اجبت: وكنت اريد رويتك في سباق الخيل لما سمعته عنك لكني غيرت رأيي بعد مشاهدتك في السيرك...
خر الفتى ضاحكا ليقول لي وهو يحاول التوقف عن الضحك: لاكون صريحا معك، اختصاصي هو سباق الخيل وانا بالفعل بارع فيه، بل لا يستطيع احد التغلب عليّ، لكن السيرك دخلته فقط للتجربة واصدقائي اعجبتهم الفكرة وشجعوني على ان اكمل
- ان اصدقائك حمقى، لو كنت مكانهم ما كنت لاشجعك على ان تكمل فانت تضع نفسك في موضع سخرية من لا يعرفك، مثلي مثلا...
- ليس الامر كما تظن، ربما تراني لا اجيد العمل في السيرك لكني ايضا لم اخلق اجيد ركوب الخيل، باصراري وتشجيع اصدقائي استطعت ان اركب الخيل ثم ان اصبح اقوى متسابق...
- اذا انت تنوي ان تستمر باحراج نفسك بالسيرك الى ان تتعلم
- لا... سبق ان قلت لك دخولي للسيرك مجرد حب للتجربة والتغيير...
- لست افهم اساسا كيف قبل مالك السيرك ان تعمل لديه ان كنت عديم الخبرة...
- سهل جدا... اولا كما اخبرتك اني اعمل حبا بتجربة كل جديد، ما يعني اني لا اخذ مقابل عملي... ثانيا والاهم ان مالك السيرك صاحب مصلحة ويهمه الربح اكثر من العروض، وكما ترى ان اصدقائي كلهم يحضرون عروضي، وجمهوري في سباق الخيل منهم من يحضر ليرى كيف ابلي في بقية الاعمال ومنهم من يراني مثاليا في كل شيء، بريقي في سباق الخيل اعماهم عن الحقائق، لذلك اصبح لدي جمهور كبير ما دفع بمالك السيرك الى ان يتوسل اليّ حين رأيت العمل لديه ممل ولكن بقيت لاجل اصدقائي ولانها تجربة قد لا تتقرر...
- اخفضت راسي بأسى لاقول: لقد كان هناك في السيرك من كان افضل منك ولم ينالوا من الهتاف والتشجيع ما نلته انت بردائة عرضك فقط لان جمهورك كبير
ابتسم بالم ليقول: الحياة لا تمنحنا كل ما نريده او نستحقه، هي تغمض اعينها وتوزع واول من يمد يده يتلقى ليبقى البقية في الخلف فارغو الايدي...
- لكن هذا ظلم...
- ربما...
وربما لا
هل سمعت جملة يعرف الراقص من رقصته؟...
- اجل... وقد تأكدت اليوم انها غير صحيحة...
- بل هي صحيحة... لكن رقصتي في هذه الحياة ليست داخل سيرك او حلبة مصارعة او مضمار سباق، بل هي داخل قلوب من وثق بي ولا يزال يثق بي...
لانني قدمت لهم افضل ما لدي هم يزاولونني دائما ليعطوني افضل ما لديهم، هذا ليس اول عرض فاشل اقدمه، لقد قدمت قبله الكثير، وفي كل مرة شجعني من حولي لانهم يعرفون مني حب المغامرة والحياة، رأوا فيّ شعلة وقّادة وحياة فائضة فاتوا الى ليستنيرو بشعلتي ويستسقوا من حياتي حياة لم يألفوها...
- رغم ذلك ما زلت ارى في ذلك ظلم... فانت مثلا قد تفلح هنا بسبب شعبيتك اما لو خرجت من منطقتك فلن تفلح ابدا وسيمسح الارض بسيرتك، فانت لن تستطيع ان تاخذ كل جمهورك معك...
- ارتسم على ثغره ابتسامة امل ليقول: قد لا استطيع ان اخذ معي كل جمهوري بطائرة ولكني سأحملهم في قلبي وهم سيشجعوني من هناك، ومن صدى تشجيعهم التي علقت باذني سيتردد للابد الى ان انجح في ما اصبوا اليه واعود اليهم بتحد جديد منجز يضيفونه لي الى قائمة مغامراتي
- اذا الحياة عندك مجرد مغامرة
- لا بل هي معادلات حسابية بسيطة انت تختار معاييرها
اما ان تجمع الواحد بالواحد فتتطور اما ان تضرب الواحد بالواحد وتعلق في دائرة مفرغة كما يحدث للاغلبية ويبدو انك واحد منهم، لا تبدو سعيدا بناجاحاتي وتقتلك الغيرة
- نظرت اليه من طرف عين مرة اخرى لاقول: ليس هذا لكني لا ارى الامر عادلا ان يمضي الانسان حياته في التدرب باجتهاد كي ياتي اخيرا مبتدء ويتفوق عليه فقط لاجل جمهوره
- سبق ان قلت لك... لكل منا ميدانه الذي يتدرب فيه وانا ميداني قلوب من حولي فلا يهزمني في ذلك احد
- انت فتى مغرور

قلتها بانزعاج واستدرت لاكمل مسيري وانا احاول ان احلل الغاز ذلك الفتى الغريب
كيف يفكر بالحياة على انها معادلات حسابية وكيف يفكر بقلوب العالم على انهم ميادين له يجابه به المنازلون في سوح قتال الحياة، سمعت احدهم من خلفي يقول لذلك الفتى:
"انسى امره انه مجرد حسود دعك منه" هه اذا كل من لا يعجبه كلامه او طريقة تفكيره يصبح حسودا...
التفتُ قليلا لارى صاحبه يحاول جره لداخل الخيمة بينما نظراته الحائرة تلاحقني، اظن انه فهم اني لم افهم من كلامه شيئا، كأنه يحاول ان يوصل الى منطقه لكني لم اشأ الاستماع ولا صديقه تركه يضيع وقته معي لياخذه ويكملا لهوهما مع بقية الاصدقاء...
لم اعد ادري ان كان منطقه منطقي او لم يكن كذلك، اكملت طريقي وانا عازم على ان اشاهد له سباق الخيل لارى ان كان حقا بارعا كما وصف نفسه، والغد سيحكم في اي لائحة سيمكث هذا الفتى
في لائحة الهواة او الموهوبين في شيئا حقيقي غير المكث في قلوب الجماهير...

بلا ثقلة عندي الكم سؤالين، او سؤال متفرع لتنين... المهم:
شو رايكم بالهقضية؟
ايهما المحق؟ الراوي او فتى السيرك؟
ولماذا؟



مع تحيات
Zuzy Dado
من فريق: اطياف القمر

في امان الله




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/QUOTE]
__________________














التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 11-30-2015 الساعة 05:11 PM
رد مع اقتباس