عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 10-19-2015, 12:06 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://dc20.arabsh.com/uploads/image/2015/10/17/0c3e424362f104.jpg');border:2px outset gray;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]


الفصل الثالث عشر
جريمة دونكاستر



ودخلت وراء بوارو الى مكتب المفتش كروم وبعد ان تبادلنا التحية قال المفتش كروم لبوارو :
- لقد ارتكب المجرم المجهول جريمته الرابعة يا مسيو بوارو.
وتسمرنا في اماكننا من فرط الجزع والدهشة بينما قال المفتش مستطردا :
- وفي هذه المرة استخدم السكين اداة للقتل.
- وهل وجدتم بجوار القتيل دليل ا.ب.س للسكة الحديدية ؟
- أجل.
- وهل عرفتم شخصية القتيل ؟
- أجل لقد أخطأ القاتل المجهول هذه المرة لأن القتيل رجل يدعى جورج ايرسفيلد.
- عجبا.
- لعله تجاوز حرفا هذه المرة..لنسمع الشاهد التالي فقد عرفت انه يريد الإنصراف بسرعة.
ودخل رجل في منتصف العمر وسيم الشكل مضطرب الأعصاب حاول ان يعبر عن اضطرابه بالثرثرة
ولكن المفتش كروم ساله قائلا :
- اسمك ايها السيد ؟
- دونز روجر دونز.
- مهنتك ؟
- مدرس بمدرسة هايفيلد الثانوية.
- اخبرنا الآن بما تعرفه عن الحادث يا مستر دونز.
- استطيع ان اقول لكم ما اعرف بكل ايجاز عندما انتهى عرض الفيلم نهضت لأنصرف وكان بالقرب.
مني رجل حسبته نائما لأنه كان منحنيا على نفسه وكدت اتعثر في قدميه وانا احاول المرور امامه وفجأة
ناديت على مدير الصالة حين خطر لي ان الرجل مريض ولما رفعت يدي عن كيفه رايتها ملوثة بالدماء
وادركت فورا انه طعن بسكين نافذة الى القلب وقد لاحظنا _ مدير الصالة وانا_ وجود دليل ا.ب.س للسكة
الحديدية على المقعد المجاور وأؤكد لكم ايها السادة ان قلبي كاد يقف من فرط الفزع وقلبي بطبيعته ضعيف.
ونظر المفتش كروم الى المستر دونز ثم قال له :
- يمكنك ان تعتبر نفسك سعيد الحظ يا مستر دونز.
- لماذا يا سيدي ؟
- قبل ان اخبرك اريد ان اسألك هل كنت جالسا على مقربة من الرجل الذي قتل ؟
- نعم على مسافة مقعدين منه وكنت في اول الأمر جالسا بجواره مباشرة ثم انتقلت الى مقعد ليس
امامه احد حتى ارى الفيلم بوضوح.
- انك في نفس طول الرجل القتيل وتلف حول عنقك مطرفا صوفيا كما كان الأمر معه.
- ولكن ما علاقة هذا كله يا سيدي ؟
فقال المفتش كروم :
- اراهن ان القاتل كان يتبعك انت الى دار السينما وكان ينوي ان يقتلك لأن اسمك يبدأ بحرف"د"
ولكنك حين انتقلت الى مقعد آخر اخطأك وقتل المستر جورج وهو يحسبه انت.
ولم يحتمل قلب المستر دونز الضعيف اكثر من هذا فتهالك الرجل على اقرب مقعد اليه وهو يلهث قائلا :
- ماء.... اريد ماء.
ولما اسرع احد السقاة اليه بالماء افاق الرجل ..فغمغم وهو ينهض مضطربا :
- لا..لا..اصدق هذا لماذا يريد ان يقتلني اي انسان ..هو او غيره ؟ انني رجل مسالم ..لم اسىء لأحد
ابدا..هل تريدون مني شيئا آخر ؟ لا حسنا طاب يومكم ايها السادة طاب يومكم...
واستدعى المفتش كروم احد مساعديه وقال له :
- رايس..ارسل اثنين من رجالنا لحراسة المستر دونز دون ان يشعر فانني اعتقد ان المجرم قد يعمد
الى تصحيح غلطته ويحاول القضاء على هذا الرجل.
وأومأ بوارو براسه موافقا وقال :
- مادام ذلك المجرم قد بدأ يخطىء فلا شك ان اخطأه سوف تتوالى.
- واقبل احد رجال الشرطة وقال :
- في الخارج رجل وسيدة من فندق بلاك سوان لديهما اقوال يردان الإدلاء بها في موضوع الجرائم "ا.ب.س".
- ادخلهما..ادخلهما بسرعة.
ودخل صاحب فندق بلاك سوان وكان رجلا ضخما الجسم يدعى المستر بول ومعه سيدة شابة ممتلئة
الجسم ينم وجهها عن الإنفعال الشديد
قال الرجل بصوت خفيض غليظ
- ارجو الا اضيع وقتكم الثمين ايها السادة ولكن هذه الفتاة ماري تؤكد ان لديها اقوالا
هامة بخصوص المجرم "ا.ب.س".
فقال المفتش كروم :
- حسنا يا فتاتي ما اسمك ؟
- ماري ..ماري ستراود.
- ماذا تريدين ان تقولي يا ماري ؟
فنظرت ماري الى صاحب الفندق متسائلة فقال هذا :
- ان عملها في الفندق هو حمل الماء الساخن الى النزلاء وكان لدينا نحو سبعة او ثمانية نزلاء
بعضهم جاء للفرجة على السباق وبعضهم يقيم لأغراض تجارية والآن تكلمي يا فتاة.
فقالت ماري ستراود وهي تدير عينيها في وجوه الجميع
- طرقت على الباب ولكن لم يرد علي احد وانا عادة لاادخل الا اذا قال لي النزيل "ادخلي" ولما لم
يقل احد شيئا دخلت ووقفت برهة اننظر الى النزيل وهو يغسل يديه في الحوض.
وتوقفت عن الحديث فجأة فقال كروم :
- استمري ..وبعد ؟
- قلت له انني جئت بالماء الساخن فقال انه اغتسل بالماء البارد ونظرت الى الماء في
الحوض فوجدته يا للهول أحمر.
فهتف كروم في اهتمام :
- احمر؟
وهنا تدخل المستر بول في الحديث فقال :
- واخبرتني الفتاة انها راته ايضا ممسكا بكم معطفه كأنما كان يغسله في الحوض
لأن الكم كان غارقا بالماء.
- تماما يا سيدي وكان وجهه يدل على انه في حالة غير طبيعية
- متى كان ذلك ؟
- في نحو الخامسة والربع مساء او اكثر قليلا.
- اي منذ ثلاث ساعات فلماذا لم تات يا مستر بول مع الفتاة فورا ؟
فقال المستر بول :
- لم نسمع بنبأ الجريمة الا اخيرا ولما سمعت الفتاة النبأ تدكرت الماء الأحمر في الحوض فصرخت
واخبرتني بما رات فاسرعت الى غرفة ذلك النزيل فلم اجده فيها ولهذا بادرت بالحضور مع ماري.
فتناول كروم ورقة وقلما وقال :
- صفي ذلك النزيل بسرعة يا ماري.
- رجل متوسط الحجم منحني القامة قليلا يضع على عينيه نظارة طبية.
- وملابسه ؟
- بذلة قاتمة اللون وقبعة من نوع هامبرج وتدل ملابسه بوجه عام على رقة الحال.
ولم تستطع ماري ان تضيف الى هذا الوصف اكثر من ذلك
وارسل كروم اثنين من رجاله فورا الى فندق بلاك سوان وماهي غير لحظات حتى عادا ومعهما سجل
اسماء النزلاء فيه واشار المستر بول صاحب الفندق الى اسم بين الأسماء وقال :
- هذا توقيعه يا سيدي.
وتجمعنا حول السجل حيث قرأ المفتش كروم الإسم قائلا
- ا.ب.سوس او سوش.
وغمغم بوارو بصوت له دلالته
- اي ا.ب.س.
وسال كروم صاحب الفندق قائلا : - الم يترك هذا النزيل شيئا وراءه.
- ترك حقيبة سفر متوسطة الحجم فيها ملابس داخلية قليلة ومجموعة من علب الكرتون المسطحة.
- علب كرتون مسطحة ؟ ماذا بداخلها ؟
- جوارب نسائية.
وهنا التفت كروم الى بوارو وقال :
- اهنئك يا مسيو بوارو.
عاد المفتش كروم الى مكتبه في اسكوتلانديار وصلصل جرس التلفون على مكتبه فرفع المسماع حيث
صوت عامل التلفون يقول :
- هنا شاب يريد ان يدلي باقوال في قضية ا.ب.س يا سيدي.
وتنهد كروم وقال لنفسه كل واحد يريد ان يدلي بشيء في هذه القضية وليتهم يدلون بما يفيد
ثم قال في التلفون :
- دعه يصعد.
ودخل احد رجال المباحث يصحب شابا مترددا يقول عنه هذا هو المستر توم هارنيجيان يا سيدي المفتش
ان لديه اقوالا عن قضية ا.ب.س
فنهض المفتش وصافح الشاب ثم قال له :
- طاب يومك يا مستر هارنيجيان ..تفضل بالجلوس..هل تدخن ؟ حسنا ..ماذا لديك من اقوال ؟
وجلس توم هارنيجيان وهو كما نذكر خطيب ليلى ماربري ابنة المسز ماربري صاحبة البنسيون الذي
يقيم فيه المستر الكسندر بونابرت سوست
جلس توم هذا في شيء من الروع اذ كانت تلك اول مرة يدخل فيها ادارة اسكوتلانديار واخيرا قال :
- ربما لا يكون في اقوالي شيئا ولعلي بذلك اضيع وقتكم الثمين.
- هذا ما سوف نعرفه بعد ان نسمع حديثك يا مستر هارنيجيان.
- انني يا سيدي خاطب لفتاة شابة تدير امها شقة مفروشة حيث تؤجر غرفتها لبعض النزلاء وتقع
في طريق كامدن تاون بلندن كما تعلم يا سيدي.
- حسنا بعد.
- وهي في الطابق الثاني ..وينزل في احدى الغرف المفروشة منذ عام رجل يدعى سوست.
- سوست ؟ آه.
- أجل يا سيدي رجل في منتصف العمر غريب الأطوار هادىء الطباع يبدو ان الحياة قست عليه بعض
الشيء ويمكنني القول انه من النوع الذي لا يؤذي ذبابة ولهذا ما كان يخطر يبالي ابدا ان اتهمه بشيء
لولا بعض الدلالات الغريبة التي لاحظتها عنه.
وراح توم في شيء من الإضطراب والإرتباك يحدث المفتش كروم بقصة مقابلته للمستر سوست في اوستن
وكيف اعاد اليه صحيفته وتذكرة سفره ثم استطرد يقول :
- اترى يا سيدي لقد كانت ليلى اعني خطيبتي واثقة بانه سيسافر الى شلتام بينما كان مسافرا
كما ظهر من تذكرته الى دونكاستر ولم اهتم بهذا كثيرا في اول الأمر ولكن عندما استطردت في الحديث
معها وعلمت منها انه كان في توركاي القريبة من سيرستون عند وقوع الجريمة الثالثة وانه كان غائبا
في مكان ما على الشاطىء البحر عند وقوع الجريمة الثانية بكسهيل عندما سمعت هذا بدأ الشلك يخامرني
في امره رغم انه في رايي لايستطيع ان يؤذي ذبابة.
وبعد برهة وجيزة اسطرد الشاب يقول :
- ولما قرانا نشرة ادارة اسكوتلانديار عن رغبتها في الإستدلال على كل من يبدأ اسمه بالحرفين ا.ب ثم
الإسم سوس او سوش اسرعت بالإتصال بالمسز ماربري حيث علمت منها ان نزيلها الغريب
الأطوار المستر سوست يحمل اسما كاملا يبدأ بالحرفين ا.ب وقد دهشنا كثيرا وابينا ان نصدق انفسنا ولكن
المسز ماربري كانت واثقة تماما ان نزريلها هذا كان غائبا عن غرفته في الليالي التي وقعت فيها الجرائم
الثلاث الأخيرة وراحت هي وابنتها تعتصران ذاكرتيهما لتتذكرا اين كان في اثناء وقوع الجريمة الأولى
جريمة اندوفر التي حدثت منذ ثلاثة اشهر وقد تذكرت المسز ماربري ان اخا لها كان قد وصل من كندا في
ذلك الحين ولما لم تجد له غرفة يبيبت فيها اقترحت ليلى عليها ان يبيت في غرفة المستر سوست لأنه قال
يومذاك انه سيغيب ليلته في الخارج وقد تحرينا تاريخ وصول الباخرة التي اقلت شقيق المسز ماربري الى
لندن وعلمنا انها وصلت ميناء ساوثمبتون في صباح اليوم الحادي والعشرين من شهر يونيه الماضي
وكان المفتش كروم ينصت باهتمام الى حديث الشاب ..فلما فرغ من حديثه قال له :
- اهذا كل شيء ؟
- اجل يا سيدي.
- لقد احسنت بمجيئك الينا ..اين المستر سوست هذا الآن ؟
اني احب ان التقي به لألقي عليه بعض الأسئلة ..هل هو في غرفته الآن ؟
- اجل يا سيدي
- متى عاد ؟
- من دونكاستر ؟ في ليلة وقوع الجريمة ..وتقول المسز ماربري انه لا يكف عن شراء الصحف ولا
عن الحديث عن نفسه.
وبعد ان دون المفتش كروم العنوان شكر توم هارنيجيان بحرارة ثم استدعى احد مرؤوسيه - بعد انصراف
توم_ وطلب منه ان يرسل ببعض رجال المباحث بمراقبة عنوان المستر سوست

×××

مرة اخرى تلفت المستر سوست حوله في جوانب غرفته المفروشة بمسكن المسز ماربري وبدت عينيه
نظرة الحيوان الواقع في الشرك وفجأة نهض وقد قرر ان يخرج ..الى اين ؟ انه لا يدري..
وتسلل الى الباب وفتحه ..واطل منه براسه وشعر بالمسز ماربري وهي تتحرك في المطبخ وارهف
السمع قليلا ثم سار على اطراف اصابعه وهبط من المسكن الى الباب الخارجي وقتحه ووقف برهة
يتلفت حوله
الى اين يذهب ؟
ومرة اخرى شعر انه لا يدري...

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________