عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-10-2015, 09:23 PM
 
قصة مبدعة | أتعتقد أن القِطة كانت حزينة؟

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-color:burlywood;border:3px inset sandybrown;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]

ابدعتي
Zizi

{لوحة}

خَرَجَت شابّة بسيطة من أحد المصانِع تُدخِل شَعرَة مُتمَرِدة تحت حِجابَها ، الليل يُغَلِف المدينة والبَرد حاكِمها !

ضَمَت مِعطَفها ، تتقدَم خُطوتان لِتعود للخلف مرة أُخري ! هل تَنتَظِر أحدهم؟

وَقَفَت أمام سيارَة زُجاجُها مُغطي بالغُبار لِتكتُب اسمها بِطَرف إصبعها السبابة عابِثَة كالأطفال "حورية" !

عيونٌ ما تُراقِبها ! يُمكِنُها الشِعور بِذلك ! ، هل هذِه قِطة؟ في شُرفِة لأحد المنازِل تكاد تلمس الأرض ، اقتَرَبَت لِتُرَبِت علي رأس القِطة : أُراهِن أنكِ مللتِ أيضاً تلك المدينة الميتَة .. أُضيع عُمري فيها ..ماالذي أفعلُه؟!

لم تكُن القِطة تُريد الابتعاد عن حورية لسببٍ ما ، ما لبثت أن عرفت هذا السبب !
فِراءُها نظيف جِداً ، يبدو أنها مُستآنَسَة لكن .. لا أحد بالمنزل !
شيءٌ أخَر أزعَج حورية ؛ تستمر القِطة بِفرك عُنُقها بِقُضبان الشُرفة .. طَوق؟ هل هذا طَوق؟!
لم يَسبِق لها أن رأت قِطاً يرتدي الطوق من قبل .. أمر غير مألوف لها !

-تُريدين مِني خلع هذا؟!

حاوَلَت حورية خلعُه لكن كادت القِطة تختَنِق ! فتركتهُ بِسُرعة !
-ماذا تفعلين؟!
-ألعَب مع القِطة؟
سؤال غريب ! ألا يبدو واضِحاً ما تفعَل؟!
وكأنها فَهِمَت ما يرمي إليهِ الرجُل رَدَت بِسُرعة : لن أسرقها طبعاً ! لا تقلق !
حملَقَت فيها عيون زرقاء تعود لأجنبية ما ترتدي الحجاب بطريقة غريبة : لا أعلَم عن هذا !
وكأنها تتهمها ! ، دافَعَت حورية عن نفسها بسُرعة وهي تبتعد : أُقسِم !

لم يعُد للقَسَم معني ، الجميع كاذِبون وبِلا استثناء ! لهذا .. لم يُصَدِقها أحد ! ، عينٌ مكسورَة كان كُل ما أستطاعَت التعبير بِه عن شِعورَها ! فالواقع تمَنَت لو كان بإمكانِها إخماد هذا التعبير الغبي عن وجهها !

استندت علي سيارة بملل ، عادَ نفس الرجُل بابتسامة : أنتِ لا تُريدين ضَرب السياحة!
ابتَسَمَت لهُ هيّ الأُخري دون حديث ، إذن تلك المرأة أجنبية بالفعل؟
عَبَثَت بتنورَتها الطويلة لِتُخفي إحراجها ، مرَ بِهدوء لِتُكمل انتظارَها حتي لاحَ وجهٌ مألوف ، أرادَت القَفز لِتَضُمُه لكن هذا شارِع ولا يجوز ! : تأخَرت !.
سَحَبَ ذِراعَها تحت إبَطُه : آسِف للتو أنهيتُ عملي !.
مازَحَت : إن كُنتَ تأخرت أكثر كان سينتهي بي الأمر وقد دمرت سياحِة البلد !.
تَعَجَب : ماذا!
-لا تهتم ! هل أعدت الأطفال من المدرسة؟
-بالطبع ! والآن أخبريني ماالذي حدَث؟!

قَصَت عليهِ الأمر كُلُه ليسود الصَمت ، مرَت بعض الرياح التي حرَكَت الغُبار وأوراق الأشجار الميته : سامِح؟
انتبَه لها لِتُتابِع : أتعتَقِد أن القِطة كانت حزينة؟[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-01-2015 الساعة 09:46 PM
رد مع اقتباس