عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-02-2015, 09:54 PM
 
وصف الله تبارك وتعالى أمتنا –أمة الإسلام- بالأفضلية.. وبسبق الأمم في الخيرية حيث قال جلّ من قائل: "كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله...."..
وفي هذه الآية دلالة واضحة على ربط خيرية هذه الأمة بدورها في هداية الناس.. وإصلاح شئون العالم وإرشاده إلى بر الأمان..
وحيث أننا مكلفون بأداء هذه الرسالة فإن الله أودع في أمتنا من المقومات والإمكانات ما يؤهلها لحمل رسالتها بالإضافة إلى كونها رقماً صعباً مميزاً في عالم المادة وموازين القوى..


وقد ظلت أمة الإسلام ممسكة بزمام الأمور وفي حالة من البذل والعطاء مصحوباً بمستوىً عالٍ من الرقي والتطور لم يكن له نظير في تاريخ الإنسانية قروناً من الزمان.. ثم أخذت المشكلات تشُق طريقها داخل كيان أمة الإسلام.. فحار عنها الدليل.. واشتغلت بهوامش الحياة.. ونسيت الغاية والهدف الأساسي من وجودها –بالرغم من وجود بعض الدول والحركات والأفراد الذين كانوا يحاولون بعث روح من جديد-..


ولكنّ مبدأ الزوجية الذي تقوم عليه الحياة كان قد قال قولته.. والخط البياني لأمتنا قد دخل مرحلة الإنحناء.. وزاد من حدته تراكم المشكلات مع ضعف إحساسنا بها..


حتى استباح الاستعمار (الاستخراب) أراضينا.. حينها وحينها فقط فتح المسلمون عيونهم على الهوة السحيقة التي تفصل بينهم وبين غيرهم.. وبدأنا نعاني من الحيرة والاضطراب ونحن نبحث عن سبيل الخلاص..

ومن هنا فإن علينا ونحن نتثاقف في أسباب انحناء أمتنا وسُبل الخلاص.. أن نقف ملياً عند الفترة التي بلغنا فيها ذروة المجد وتربعنا على عروش الأمم بواسطة رجال تعجز حروف الأبجدية عن ذكر فضلهم وأفضالهم التي لا تخفى على عاقل..
أولئك آبائي فجئني بمثلهم!!!!!

من الحقائق التي باتت ظاهرة للعيان هي الجهل المُقذِع والنقص المعرفي المُخيف الذ يعاني منه المسلمون تجاه تاريخهم المجيد.. وهي ثغرة عظيمة ومثلبة لا تُلتأم إلّا برجال أفذاذ نذروا أنفسهم للذود عن حياض تاريخنا والذّب عن رموزنا الإسلامية..


ومن بين هؤلاء الأستاذ جهاد الترباني مؤلف كتاب "مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ".. والذي أبحر من خلاله في تاريخ العظماء من أبناء هذه الأمة بأسلوب شيق وبسيط.. مع ذكره للحقبة التاريخية التي نشأ فيها هذا العظيم وبذلك يكون قد استعرض قصة الإسلام على مرّ العصور..

وقد كان من بين الأمور التي أثارها في كتابه وركَّز عليها "نظرية الغزو التاريخي".. وأذكر مما قال: "كنت وقتها ضحية من ضحايا ما أحب أن أطلق عليه نظرية الغزو التاريخي.. هذا الغزو ليس غزواً بالدبابات أو بالطائرات أو حتى بالأفكار كالغزو الثقافي.. بل هو أخطر من ذلك بكثير.. فالغزو التاريخي لا يُحارب الواقع فقط وإنما يُحارب الماضي الذي بُني عليه الحاضر".. ثم ذكر تفاصيل هذه النظرية وآثارها ومايترتب عليها..

كل ذلك في كتابه الرائع المرفوع على الرابط أدناه..
http://www.gulfup.com/?DxGPc1
وقد زودنا به الأخ مهدي جزاه الله خيراً كثيراً وقد كان الكتاب أيضاً من اقتراحه ..

وأخيراً -وحتى لا أُطيل عليكم وأظنني قد فعلت : ))- أختم ردي بهذه الكلمات القيمة للترباني: "..... كلما بحثت أكثر عن تاريخنا.. اقتنعت أكثر بحقيقة كانت قد تجسدت لدي.. ألا وهي أن معركتنا القادمة إنما هي معركة إعادة كتابة تاريخ هذه الأمة ورفع الغبار عن صفحات كتابها المجيد.. لا لكي نشعر بالفخر والاعتزاز بتاريخ أبطالنا فقط (وهذا شيء مطلوب أيضاً).. بل من أجل أخذ العبر واستلهام الدروس من تجاربهم التي خاضوها"..



__________________