عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 09-27-2015, 03:01 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_151442607803642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





الفصل السادس عشر:

قال المفتش ليبلان:

- لاشك في انهم غادروا افريقيا بالطائره ..

فرد جيسوب:

- ليس الأمر مؤكدا ..

- ولكن الاحتمالات كلها تشير إلى هذا .. إننا جميعا نعرف الجهة التي يقصدونها ..

- وهذا ايضا امر غير مؤكد .. فإذا كانوا قاصدين هذه الجهه .. فما الذي يجعلهم يتكبدون مشقة السفر اولا إلى إفريقيا .. وبعد ذلك يسافرون إلى تلك الجهه ؟ إن من الأسهل عليهم ان يسافروا إليها رأسا من اوروبا..

- هذا صحيح .. ولكن لعلهم فعلوا هذا ليضللوا كل من يحاول ان يتعقب اثرهم .. إذ لن يخطر لأحد ان افريقيا هي مقر الاجتماع ..

بيد ان جيسوب ظل متشبثا برأيه .. فقال:

- إنني اعتقد ان في الأمر سرا خفيا .. فالمطار صغير الحجم .. لا يتسع إلا لطائره صغيره .. إذا عبروا بها البحر الأبيض فقد استهدفوا لمخاطر لا داعي ان يعرضوا انفسهم لها .. وفضلا عن ذلك فلا بد ان يهبطوا في اكثر من مطار ليتزودوا بالبنزين .. وفي هذا مايسترعي الأنظار إليهم فينكشف امرهم ..

كلا ياعزيزي ليبلان .. إنني اعتقد انهم لم يبرحوا افريقيا ..

فقال ليبلان:

- ولكننا لم ندع مكانا إلا فتشناه ..

- إننا افترضنا انهم سيعبرون البحر الأبيض .. ولذلك اتجهت ابحاثنا ناحية الجنوب .. فلم لا نعكس الأمر ونمد بحثنا إلى الشمال؟!

- ولكن ماعسى ان تكون وجهتهم ؟ ليس في الشمال إلا جبال شاهقه .. تمتد وراءها صحراء شاسعه بلا حدود ..

- من يدري ؟ من يدري ؟

*****

قال الرجل اسمر الوجه الذي ينحدر من قبائل البربر ..

- إنك اقسمت ياسيدي ان تفي بوعدك ..

فرد عليه اندرو بيترز :

- بالتأكيد سأفي بوعدي ..

- وهل ستكون مكافأتي محطة بنزين في امريكا؟ في شيكاغو ؟ هل انت متأكد ؟

- إني متأكد يا محمد طالما استطعت ان تخرجنا من هنا ..

- إن النجاح مرهون بإرادة الله ..

- إذن دعنا نأمل ان تكون إرادة الله قد قضت لك بمحطة بنزين في شيكاغو .. ولكن لماذا شيكاغو بالذات؟!

- لأن شقيق زوجتي مقيم في امريكا ولديه محطة بنزين هناك .. ولا اريد ان اكون دونه مقاما .. لدينا هناك مال كثير وطعام وفير ونساء جميلات .. ولكن امريكا بلاد متحضره ..

- إنك بالتأكيد تدرك انهم إن عثروا علينا فإننا .........

قال محمد مقاطعا :

- إن عثروا عليكم فالموت جزائي .. ولكنهم لن يمسوكم انتم بسوء .. لأنهم في حاجه إليكم ..

ومع ذلك فإني لا اخاف الموت .. إن الموت مكتوب على البشر .. يأتيهم من حيث لا يدركون .. الموت هو قضاء الله ..

فقال بيترز :

- وهل وعيت تماما ما اريده منك؟

- نعم يا سيدي ... علي ان اصعد بك إلى السطح بعد هبوط الظلام .. وان اتيك بثياب مراكشيه مشابهه تماما للثياب التي ارتيدها انا والخدم ...

- تماما .. وإذا نجحنا فلك محطة البنزين الموعوده ..

******

في ذلك المساء اقيمت حفلة ساهره دار فيها الرقص والشراب ساعات متواصله .. ورقص اندرو بيترز مع الانسه جينسون .. وكان يضمها على صدره في رقه وبدا انه كان يهمس في اذنها بكلمات ناعمه ويناجيها .. فقد كانت نظراتها تشع احلاما من وراء زجاج نظارتها المزدوج السميك .. وفي دورانهما حول القاعه مرا بهيلاري فغمز لها بيترز بعينيه خفية عن زميلته .. واشاحت هيلاري بنظرها بعيدا وقد قطبت بين عينيها باستياء ..

وقع بصر هيلاري على توم بيترتون وقد انتحى بتوركيل ايريكسون جانبا من القاعه .. وهما منهمكان في الحديث ..

سمعت هيلاري صوتا إلى جانبها يقول :

- اتسمحين لي بهذه الرقصه يا اوليف؟

- يسعدني ان اراقصك يا سيمون ..

- ولكن يجب ان انذرك انني لا اجيد الرقص ..

ابتسمت له هيلاري دون ان تعقب بكلمه ولكنها ركزت انتباهها طوال الوقت حتى لا يطأ قدميها .. وقال لها مارشيسون وانفاسه تتابع لاهثه :

- الرقص يحتاج إلى موالاة التدريب .. ولكني بكل اسف لا ارقص إلا نادرا ..

ثم تطلع إليها وهي بين ذراعيه وقال:

- ما اجمل هذا الفستان .. و ..

ادركت هيلاري على الفور انه لقن هذه العبارات دون شك من كتاب عتيق عن : ( كيف تتحدث وانت ترقص )

فأجابت :

- يسرني انه راقك ..

- إنك بالتأكيد اشتريته من قسم الملابس هنا..

كان هذا منه سؤالا سخيفا لا داعي له .. إذ من اين لها به إلا ان يكون من قسم الملابس هنا؟!!!!

واستطرد مارشيسون بعد لحظات وقد اشتدت انفاسه انبهارا لفرط ما ادركه من التعب :

- إنهم هنا يحسنون معاملتنا .. كنت اقول لبيانكا بالأمس ان كل شيء متوافر هنا .. الطعام جيد وفير .. والأجر ضخم مجز .. ولسنا مطالبين بشيء من الضرائب .. إننا في الحق نعيش هنا حياة رائعه ..

- وهل تراها بيانكا حياة رائعه ؟!

- لقد خامرها شيء من الضيق في البدايه .. ولكنها مالبثت ان الفت الحياه هنا .. واخذت تشغل فراغها بالنشاط الاجتماعي .. وكانت تتمنى لو انك شاركتها نشاطها ..

- إني امرأة منطويه على نفسي ولا يستهويني النشاط الاجتماعي ..

- هذا عجيب .. فإن المرأه العصريه ولعة بأن تشغل نفسها بأي شيء..

إنني لا اجهل ان النساء اللاتي آثرن القدوم إلى هذا المكان من مثيلاتك انت وبيانكا اقدمن على تضحية جسيمه .. فأنت مثلا لست من العلماء ولا عمل لديك هنا .. وزوجك منشغل طوال الوقت .. غارق في معمله بين انابيب الاختبار .. وقد قلت لبيانكا ان اوليف قد تضيق في البدايه بهذه الحياه ولكنها لن تلبث ان تألفها وتعتادها ..

انتزعها من خواطرها ان ظهر الدكتور نيلسون في صدر القاعه ولوح بيده فسكتت الموسيقى وكف الراقصون عن الرقص ..

قال الدكتور نيلسون يخاطب الحاضرين :

- أيها الاصدقاء والزملاء .. إنكم ستضطرون غدا إلى ان تلزموا جناح الطوارئ ولا تخرجوا منه .. فهناك بعثه قادمه لزيارة المستشفى ..وليس لهم بالتأكيد ان يشاهدوا احدا منكم .. ولكن الامر لن يطول اكثر من 24 ساعه ففور انصرافهم تعودون إلى سابق حريتكم .. وتتجولون في ارجاء المكان كما تشاءون ..

على اثر هذه الكلمات انسحب من القاعه وعادت الموسيقى إلى عزفها وبدأ الحاضرون يرقصون .. ومال بيترز إلى هيلاري يقول :

- إذن فغدا سنحبس في سجن خاص كأنما لا يكفينا هذا السجن الذي نعيش فيه ..

*****

في صباح اليوم التالي دوى جرس الإنذار فهرعوا جميعا إلى قاعة المحاضرات ومن هناك تولت الآنسه جينسون إرشادهم إلى جناح الطوارئ ..

مشت بهم في دهاليز متعرجه لا تنتهي وكان بيترز يسير متأبطا ذراع هيلاري وقد اخفى في يده بوصله صغيره

وقال لها :

- هذه البوصله قد تهدينا إلى الطريق فيما بعد حين تدعو الحاجه ..

وانتهوا إلى دهليز توقفوا فيه .. وضغطت الانسه جينسون على زر في الجدار فدار الجدار حول نفسه وكشف عن فجوه كبيره نفذوا من خلالها إلى جناح الطوارئ ..

اخرج بيترز علبة سجائره المصنوعة من غلاف قنبله وتناول منها سيجاره وقبل ان يشعلها ارتفع صوت الدكتور نيلسون قائلا :

- إن التدخين ممنوع ايها الاصدقاء ..

فقال بيترز معتذرا :

- اسف ..

واعاد السيجاره إلى علبته ولكنه لم يعد العلبه إلى جيبه .. بل استبقاها في يده .. ودخلوا إلى قاعة فسيحه صفت الاسره في ركنين منها .. ركن للرجال وآخر للنساء .. وفي ركن ثالث وضعت مائده كبيره وحولها المقاعد .. كما كان هناك مشرب كبير في الركن الرابع اما وسط القاعه فشغلته المقاعد والفوتيهات ..

وقالت جينسون تخاطب الحاضرين:

- ستجدون هنا كل ماتحتاجون إليه من شراب وطعام .. ولكن المقام لن يطول بكم في هذا المكان .. فما إن تنصرف البعثه حتى يباح لكم الخروج ..

***

كانت القاعه بلا نوافذ ولكنها كانت مزوده بأجهزة التكييف كما كان بها رفوف تكدست فوقها الكتب لمن يحبون القراءه ..

مال بيترز إلى هيلاري وهو يقول هامسا ..

- الجدران صماء بلا نوافذ حتى لا يفطن احد في الخارج إلى ان في هذا الموقع قاعه فيها علماء من الذين اختفوا من كل ارجاء الدنيا ..

انقضى النهار في هدوء وسلام وأمضى الحاضرون وقتهم في القراءة او الكتابه او لعب الورق او الحديث ..

واخيرا حانت ساعة النوم فنهضت هيلاري واقفه وحيت من معها معتذره بأنها تريد ان تأوي إلى فراشها ..

إلا انها ما إن مشت عبر القاعة بضع خطوات حتى لمست يد ذراعها فاستدارت ورأت إزاءها عربيا اسمر الوجه يرتدي تلك الثياب المزركشه التي يلبسها الخدم وقال لها الرجل :

- ارجو ان تأتي معي يا سيدتي ..

- آتي ؟ ولكن إلى أين؟

- أرجو ان تتبعيني يا سيدتي ..

تسمرت مكانها برهة متردده .. وللمرة الثانيه احست بيد الرجل على ذراعها وهو يقول مكررا :

- ارجو ان تتبعيني يا سيدتي ..

ورأت انه لا مناص من الإذعان فمشت وراء الرجل بضع خطوات ثم استدارت تتطلع إلى ما وراءها ..

رأت بيترز يتابعها بنظراته وكأنما يريد ان يلحق بها ..

مشى بها الرجل إلى باب سري في ركن القاعه وفتحه بمفتاح صغير في جيبه ثم خرج بها إلى دهليز قصير وفتح بابا اخر انكشف عن مصعد مخبأ في الجدار ودعاها إلى الدخول ..

فقالت له هيلاري والمصعد يشق بهما الطريق إلى اعلى :

- ولكن إلى اين تذهب بي ؟

فأجاب :

- إلى السيد يا سيدتي وهذا شرف عظيم ..

- اتقصد المدير ؟

- لا .. بل السيد نفسه يا سيدتي ..

توقف المصعد فخرجت منه هيلاري في اعقاب الدليل .. فاجتاز بها ردهة فرشت بالسجاد ثم فتح بابا في صدر الردهه ودعاها إلى الدخول ..

كانت الغرفه مؤثثه على الطراز الشرقي صفت بها الأرائك المنقوشه ووضعت فوقها الوسائد .. وهناك على اريكه في صدر القاعه كان رجل جالس يدخن في هدوء ..

تطلعت إلى وجه الرجل ثم فغرت عينيها في دهشه .. فما كان هذا الرجل إلا المليونير اليوناني : السيد أريستيد ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا