عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 09-27-2015, 02:52 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/18_09_151442607803642.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



الفصل الخامس عشر :

اقبلت الآنسة جينسون بعينيها الذابلتين تتألقان تحت نظارتها العتيقه الطراز .. ذات الزجاج السميك وقالت تخاطب هيلاري :

- لدينا اجتماع هذا المساء .. سيخطب فيه المدير نفسه ..

فقال بيترز معلنا :

- حسنا .. فقد كنت اتمنى ان القي نظره على هذا المدير الخفي ..

فرمته الانسه جينسون بنظرة لوم وعتاب ثم استدارت منصرفه ..

وقال بيترز :

- يبدو لي انها والهة في حبه كما كانوا يتفانون في حب هتلر ..

فقالت هيلاري :

- وهذا ما يتراءى لي .. إنها فاشستيه متحمسه..

فقال بيترز مستطردا :

- حين غادرت الولايات المتحدة كنت ممتلئا حماسا وشبابا .. اتوق إلى دنيا تسودها الاخوة والسلام .. ولكن لو اني توقعت اني سألقي بنفسي بين براثن هذا الديكتاتور لما بارحت وطني ..

فهتفت هيلاري وقد تضرج وجهها احمرارا..

- لكم يسعدني ان اسمعك تقول هذا .. وكم اسعدني ان التقيت بك هنا .. فأنت رجل ظريف ومرح ..

فقال ضاحكا :

- يبدو لي انك ضقت بمعاشرة العباقره ..

فأجابت :

- هذا صحيح .. ثم انك تغيرت كثيرا في الايام الاخيره .. فقد زايلك شعور الكراهيه والمراره ..

- إنك مخطئه في هذا .. فهنا في اعماقي لايزال الحقد كامنا يتأجج ويتلظى .. نعم يا اوليف .. هناك اشياء يجب ان يكرهها الإنسان ..

بعد العشاء انعقد الاجتماع الذي اشارت إليه الآنسه جينسون في قاعة المحاضرات .. وحضره جميع اعضاء البحث العلمي من علماء ومساعدين وكيميائيين وغيرهم ..

اتخذت هيلاري مجلسها بجانب زوجها المزعوم بيترتون .. وهي اشد ما تكون لهفة إلى مشاهدة الرجل الذي يدير هذا المركز ويفرض عليه قيوده واغلاله ..

لقد سألت عنه زوجها فكانت إجابته متسمه بالغموض .. فقد قال:

- لقد رأيته مرتين فقط .. وهو رجل عظيم .. ذو شخصيه طاغيه جباره .. يستحوذ على عقلك ويخضعك لسلطانه فور ان يتكلم ..

اخيرا ظهر الرجل على منصة الخطابه ووقف الحضور جميعا تحية له .. كان رجلا متوسط العمر متين البنيان .. لابالطويل ولا بالقصير .. يتميز بعينين تشعان ذكاء متألقا وله نظرات نفاذه كأنما يسري فيها تيار كهربي قوي ..

وحين وقف ليتكلم تعلقت به العيون في انتباه شديد .. استهل خطابه بأن قال :

- دعوني اولا ارحب بزملائنا الجدد الذين انضموا إلينا في الأيام الاخيره ..

ثم شرع بعد هذا يتحدث عن اهداف المنظمه وامانيها ..

حاولت هيلاري فيما بعد ان تستعيد إلى ذهنها ماسمعته .. فاستعصى عليها الامر .. وخيل إليها انه لم يتفوه إلا بكلمات عاديه مرسله جوفاء .. وإن كان الإنصات إليه امرا مختلفا جدا .. فحين يتكلم .. تحس بسحره يطغى عليك ويأخذك ويحتويك ولكن إذا ما حللت كلماته فسوف تجدها مجرد لغو لا يقدم ولا يؤخر .. ذكرت هيلاري عند هذا ماحدثها به صديق لها عاش في المانيا اثناء الحرب .. وكيف كان الشعب الالماني يجن ويشتعل حين يستمع إلى هتلر ..

وكان الخطيب هذه الليله ايضا من هذا الطراز العجيب ..

سحر الحاضرين بكلماته فجعلوا يتابعون كلماته مشدوهين .. كأنما يهيمون في السماوات ..

تكلم الخطيب في البدايه عن الشباب ودور الشباب في حكم العالم .. وأن مستقبل العالم منوط بهم .. فقال:

- الثروات المكدسه والنفوذ الإقطاعي والأسره الكبيره المتضامنه .. تلك كلها هي اسلحة الماضي .. اما اليوم فالشباب هو مصدر القوة والسلطان .. نعم إن العقول هي القوه .. عقل الكيميائي والعالم الطبيعي .. والمهندس .. من بطون المعامل أيها الأصدقاء تنبثق القوه .. التي يمكن ان تدمر العالم ..
وبهذه القوه في ايدينا يمكن ان نقول للدنيا : إما التسليم وإما الموت ..

واستطرد قائلا:

- وهذه القوة المدمره الهائله لا يصح ابدا ان تكون في يد دوله واحده .. وإنما تتقاسمها جميع الدول .. تكون ملكا للجميع .. إنكم ايها الاصدقاء جئتم من جميع البلاد .. جئتم ومعكم معظم ما وصل إليه العلم من اكتشافات كما جئتم ومعكم الشباب.. فليس من بينكم من تجاوز الاربعين .. فهنا سوف نقيم دولة الشباب لكي نحكم العالم .. سنقول للدنيا:

ها قد جاء الشباب ليحكم ويسيطر .. أيها الرأسماليون .. أيها الملوك .. يارجال الصناعه وياقادة الجيوش .. تخلوا عن مقاعدكم فالشباب قد جاء ليحكم ..

وعلى هذا النسق دارت الخطبة كلها .. كلمات رنانه مدويه .. خلبت الباب السامعين وسحرتهم .. فما إن فرغ منها حتى هبوا جميعا وقوفا يصفقون ويهللون ..

واخذ اندرو بيترز بذراع هيلاري وهو يقول :

- هيا بنا إلى حديقة السطح فإني في حاجة إلى الهواء النقي ..

قال لها وهما يمشيان في الحديقه :

- إنني بعد ان استمعت إلى هذا الخطاب ازددت عزما على ان اخرج من هنا ..

فقالت :

- ولكن كيف .. كيف ؟! إنني اراه طريقا مسدودا لا سبيل إلى ثغرة فيه ..

- وهل حسبتني خاملا متواكلا؟ إنني ماض في تدبير خطتي ..

- وهل ستوفق ؟

- هذا ما اتوقعه ..

- وهل تنوي ان تأخذني معك .؟

- وهل يخامرك شك في هذا؟

- و.. بيترتون بالتأكيد ؟!

فتجهم وجهه وقال:

- صدقيني يا اوليف فيما اقول : إنه من الاسلم لبيترتون ان يبقى هنا ..

فتطلعت إليه في استغراب وقالت :

- من الأسلم ان يبقى هنا ؟ ماذا تقصد ؟! اتعني أن عقله قد اختبل ؟ وانه اصبح مجنونا ؟!

- إنه سليم العقل .. مثلي ومثلك تماما ..

- إذن لماذا يبقى هنا؟! ألعلك تعتقد انه خان وطنه وباع اسراره العلميه إلى المنظمه ؟ الا تعلم انه يتلهف إلى الهرب؟!

فقال بيترز بأسى :

- لقد حذرتك .. وحسبي هذا ..

ثم اردف :

- بالله عليك .. مالذي يجعلك تهتمين بهذا الرجل ؟!

همت بأن تصرخ فيه :

- ولكنني لا اهتم به .. إنك الوحيد الذي اهتم به لأنني احبك ..

ولكنها في اللحظه الاخيره امسكت بالكلمات التي كاد ان يجري بها لسانها .. واكتفت بأن تطلعت إليه بنظره تفيض اسى ومراره ..

****

قال لها بيترتون وقد عادت إلى جناحها :

- هل قضيت وقتا ممتعا مع صديقك الامريكي ؟!

فتضرج وجه هيلاري احمرارا واجابت :

- اتراك تغار منه ؟ انسيت اننا كنا رفيقين في السفر ؟!

فضحك بيترتون وقال :

- لست الومك على كل حال .. فإنه وسيم وجذاب ..

واستطرد يقول:

- وانت ايضا امرأه جميله .. لم افطن إلى ذلك من قبل .. لأنني مشتت العقل لا استطيع ان اركز تفكيري على شيء .. هذا المكان يخنقني ويحطم اعصابي ..

فقالت :

- ولكن الاخرين يعملون ويفكرون .. فلم لا تكون مثلهم ؟!

فأجاب :

- لأنهم جماعه من الحمقى ماتت مشاعرهم ..

- ولكن لاشك في ان فيهم نفرا مرهفي الإحساس

ثم اردفت :

- لم لا تتخير من بينهم صديقا فتجد في صحبته مايرفه عنك؟!

فقال:

- إن ايريكسون هو صديقي الوحيد ..

فقالت في دهشه واستنكار :

- حقا ؟ ولكني لا ارتاح إلى هذا الرجل .. إنه يخيفني ....

- توركيل يخيفك؟! إنه رجل وديع مسالم كأنه طفل ..

- مهما يكن فإنه يخيفني .. ولكم اتمنى ان تقطع صلتك به ..

- ولكن لماذا؟! مالذي تأخذينه عليه ؟ لماذا تكرهينه ؟ مالذي يخيفك منه؟!

- لا أدري .. مجرد هاجس بنفسي .. ليس سوى إلهام ..


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________








توأمتي الجميلة حب0

http://www.al-3in.com/2minutes.htm
امحي ذنوبك كلها فى دقيقتين !!

كلارا