عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-23-2015, 05:25 PM
 
الفصل الثاني



[QUOTE=Camilia hopes;8001179][[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144278955958131.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].







.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144278955960673.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





السلام عليكم
كيفكم يا عرب اخير ساضع البارت الاثاني اتمنى لكم قراءة ممتعة



الفصل
تفهم ما الذي كان يعنيه
أما الذي كان يعنيها فأن تستمع إليه
هوذا لم يتغير ما زال يتوق إلى الكلام الذي لا يقال بغير العينين وهي لا تملك إلاّ أن تصمت كي ينصتا معاً إلى صخب الصمت بين عاشقين سابقين
بين نظرتين يتابع الحب تهرّبه العابث وذاكرة العشق ترتبك
مع عاشق آخر كان بإمكانها أن تخلق الآن ضجة وضحكاً
أن تختلق الآن للصمت صوتاً يغطّي على صمتها أن تخلق الآن إجابة لكل سؤال
ولكن معه هي تحتفظ بالأسئلة أو تطرحها عليه دفعة واحدة دون صوت بل بذبذبات صمت وحده يعرفها
وهو يقول دون أن يطفئ سيجارته تماماً دون أن يشعل رماد الأحلام دون أن يقول شيئاً بالتحديد دون أن يقول شيئاُ إطلاقاً كان يعترف لها بأنه تغيّر كثيراً منذ 1لك الحين

واللحظة أيضًا تراه مغريًا وموجعًا في آن واحد ولم تسأله لماذا هو كذلك
أيمكن للإغراء أن يكون طيباً؟ هو الذي يوقظ شراسة الأحلام فينا
هي كانت تريد أن تسأله فقط كيف هو؟
ولكن قبل أن تقول شيئاً سرق منها السؤال نفسه الذي لن يطرح غيره بعد ذلك وقال كيف أنت؟
بين ابتسامتين لفّ حول عنقه السؤال ربطة عنق من الكذب الأنيق وعاد إلى صمته
أكان يخاف على الكلمات من البرد؟ أم يخاف عليها هي من الأسئلة؟
الأسئلة غالباً خدعة أي كذبة مهذبة نستدرج بها الآخرين إلى كذبة أكبر
هو نفسه قال هذا في يوم بعيد قبل أن
تذكر قوله تحاشَيْ معي الأسئلة كي لا تجبريني على الكذب يبدأ الكذب حقاً عندما نكون مرغمين على الجواب ما عدا هذا فكل ما سأقوله لك من تلقاء نفسي هو صادق

يومها حفظت الدرس جيّداً وحاولت أن تخلق لغة جديدة على قياسه لغة دون علامات استفهام
كانت تنتظر أن تأتي الأجوبة وعندها فقط كانت تضعها أسفل أسئلتها دون أن تنسى أن تتبعها بعلامات تعجب وغالباً بعلامات إعجاب
تدريجيّاً وجدت في فلسفته في التحاور من دون أسئلة ولا أجوبة حكمة وربما نعمةً ما
وشكرت له إعفاءها من أكاذيب صغيرة أو كبيرة كانت تقترفها دون تفكير وبدأت تتمتع بلعبة المحادثة المفترضة التي لا سؤال فيها ولا جواب
ها هوذا اليوم هو نفسه أمام السؤال
من الأرجح أنه يتساءل أيطرحه أم يجيب عنه وهو في الحالتين كاذب
السؤال خدعة ومباغتة للآخر في سرّه وكالحرب إذن تصبح فيها المفاجأة هي العنصر الحاسم لذا ربما قرّر الرّجل صاحب المعطف أن يسرق منها سؤالها ويتخلّى عن طريقته الغريبة في التحاور
تلك الطريقة التي أربكتها طويلاً وجعلتها تختار كلماتها بحذر كلّ مرّة سالكة كل المنعطفات اللغوية للهروب من صيغة السؤال كما في تلك اللعبة الإذاعية التي ينبغي أن تجيب فيها عن الأسئلة دون أن تستعمل كلمة لا أو كلمة نعم
تلك اللعبة تناسبها تماماً هي المرأة التي تقف على حافة الشك ويحلو لها أن تجيب ربما حتى عندما تعني نعم وقد عندما تقصد لن
كانت تحب الصيغ الضبابية والجمل الواعدة ولو كذباً تلك التي لا تنتهي بنقطة وإنما بعدة نقاط انقطاع

وكان هو رجل اللغة القاطعة
كانت جمله تقتصر على كلمات قاطعة للشك ترواح بين طبعا وحتما ودوما وقطعا
وبإحدى هذه الكلمات بدأت قصّتهما منذ سنة تماماً كما بإحداهنّ انتهت منذ شهرين
تذكر أنّه يومها قطع المكالمة فجأة بإحدى هذه الكلمات المقصلة وأنها بقيت للحظات معلّقة إلى خيط الهاتف لا تفهم ماذا حدث
اكتشفت بعد ذلك أنه لم يكن بإمكانها أن تغير شيئا فتلك الكلمات ما كانت لغته فحسب بل كانت أيضا فلسفته في الحياة حيث تحدث الأشياء بتسلسل قدريّ ثابت كما في دورة الكائنات وحيث نذهب طوعاً إلى قدرنا لنكرر حتماً بذلك المقدار الهائل من الغباء أو من التذكي ما كان لا بدّ قطعاً أن يحدث لأنه دوماً ومنذ الأزل قد حدث معتقدين طبعاً أنّنا نحن الذين نصنع أقدارنا
كيف لنا أن نعرف وسط تلك الثنائيات المضادّة في الحياة التي تتجاذبنا بين الولادة والموت والفرح والحزن والانتصارات والهزائم والآمال والخيبات والحب والكراهية والوفاء والخيانات أننا لا نختار شيئا مما يصيبنا
وأنّا في مدّنا وجزرنا وطلوعنا وخسوفنا محكومون بتسلسل دوريّ للقدر تفصلنا عن دوراته وتقلّباته الكبرى مسافة شعره
كيف لنا أن ننجو من سطوة ذلك القانون الكونيّ المعقّد الذي تحكم تقلباته الكبيرة تفاصيل جدّ صغيرة تعادل أصغر ما في اللغة من كلمات كتلك الكلمات الصغرى التي يتغير بها مجرى حياة

يوم سمعت منه هذا الكلام لم تحاول أن تتعّمق في فهمه فقد كان ذلك في زمن جميل اسمه بدءًا
ولذا كم كان يلزمها من الوقت لتدرك أنهما أكملا دورة الحب وأنه بسبب أمر صغير لم تدركه بعد قد دخلا الفصل الأخير من قصة وصلت قطعاً إلى نهايتها
عندما ينطفئ العشق نفقد دائمًا شيئاَ منّا ونرفض أن يكون هذا قد حصل ولذا فإنّ القطيعة في العشق فنّ من الواضح أنّه كان يتعمّد تجنّب الاستعانة به لتخفيف ألم الفقدان
تذكر الآن ذلك اليوم الذي قالت له فيه أريد لنا فراقاً جميلاً
ولكنه أجاب بسخرية مستترة وهل ثمة فراق جميل؟
أحيانا كان يبدو لها طاغية يلهو بمقصلة اللغة
كان رجلاً مأخوذاً بالكلمات القاطعة والمواقف الحاسمة
وكانت هي امرأة تجلس على أرجوحة ربما
فكيف للّغة أن تسعهما معاً؟

هو لم يقل سوى كيف أنت؟ وهي قبل اليوم لم تكن تتوقع أن يربكها الجواب عن سؤال كهذا
وإذ بها تكتشف كم هي رهيبة الأسئلة البديهية في بساطتها تلك التي نجيب عنها دون تفكير كل يوم غرباء لا يعنيهم أمرنا في النهاية ولا يعنينا أن يصدقوا جوابا لا يقل نفاقا عن سؤالهم
ولكن مع آخرين كم يلزمنا من الذكاء لنخفي باللغة جرحنا؟
بعض الأسئلة استدراج لشماتة وعلامة الاستفهام فيها ضحكة إعجاز حتّى عندما تأتي في صوت دافئ كان يوما صوت من أحببنا

كيف أنتِ؟
صيغة كاذبة لسؤال آخر وعلينا في هذه الحالات أن لا نخطئ في إعرابها
فالمبتدأ هنا ليس الذي نتوقعه إنه ضمير مستتر للتحدي تقديره كيف أنت من دوني أنا؟
أما الخبر فكل مذاهب الحب تتفق عليه
من الأسهل علينا تقبل موت من نحب على تقبل فكرة فقدانه واكتشاف أن بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها دوننا
ذلك أن في الموت تساويا في الفقدان نجد فيه عزاءنا

كانت تفاضل بين جواب وآخر عندما تنّبهت إلى أن جلستهما قد أصبحت فجأة معركة عاطفية صامتة تدار بأسلحة لغوية منتقاة بعناية فائقة
وإذ بالطاولة المربعة التي تفصلهما تصبح رقعة شطرنج اختار فيها كل واحد لونه ومكانه واضعا أمامه جيشا وأحصنة وقلاعا من ألغام الصمت استعدادا للمنازلة
أجابته بنيّة المباغتة
_ الحمد لله
الأديان نفسها التي تحثنا على الصدق تمنحنا تعابير فضفاضة بحيث يمكن أن نحملها أكثر من معنى أوليست اللغة أداة ارتياب؟
أضافت بزهو من يكتسح المربع الأول
_ وأنت؟
ها هي تتقدم نحو مساحة شكه وتجرده من حصانه الأول فهو لم يتعود أن يراها تضع الإيمان برنسا لغويا على كتفيها
ظلت عيناها تتابعانه
هل سيخلع معطفه أخيراً ويقول إنه مشتاق إليها وأنه لم يحدث أن نسيها يوماً؟
أم تراه سيرفع قبة ذلك المعطف ويجيبها بجواب يزيدها برداً؟
أي حجر شطرنج تراه سيلعب هو الذ يبدو غارقا في تفكير مفاجئ وكأنه يلعب قدره في كلمة؟
تذكرت وهي تتأمله ما قاله كاسباروف الرجل الذي هزم كل من جلس مقابلا له أمام طاولة شطرنج
قال إن النقلات التي نصنعها في أذهاننا أثناء اللعب ثم نصرف النظر عنها تشكل جزءا من اللعبة تماما كتلك التي ننجزها على الرقعة
لذ تمنت لو أنها أدركت من صمته بين أي جواب وجواب تراه يفاضل فتلك الجمل التي يصرف القول عنها تشكل جزءا من جوابه
غير أنه أصلح من جلسته فقط وأخذ الحجر الذي لم تتوقعه
وقال دون أن يتوقف عن التدخين
_ أنا مطابق لك
ثم أضاف بعد شيء من الصمت
_ تماماً
هو لم يقل شيئا عدا أنه استعمل إحدى كلماته القاطعة بصيغة مختلفة هذه المرة فانقطع بينهما التحدي
وهي لم تفهم فعلا لم تفهم كيف أن صمتا بين كلمتين أحدث بها هذا الأثر ولا كيف استطاع أن يسرب إليها الرغبة دون جهد واضح عدا جهد نظرة كسلى تسلقت ثوبها الأسود مشعلة حيث مرت فتيلة الشهوة
بكلمة كانت يده تعيد الذكرى إلى مكانها وكأنه بقفا كلمة دفع بكل ما كان أمامهما أرضا ونظف الطاولة من كل تلك الخلافات الصغيرة التي باعتهما
هي تعرف أن الحب لا يتقن التفكير والأخطر أنه لا يملك ذاكرة
إنه لا يستفيد من حماقاته السابقة ولا من تلك الخيبات الصغيرة التي صنعت يوما جرحه الكبير
وبرغم ذلك غفرت له كل شيء
قطعا كانت سعيدة بهزيمتها التي أصبح لها مذاق متأخر للنصر
سعادته حتما بنصر سريع في نزال مرتجل خاضه دون أن يخلع تماما معطفه

* * *

أحببت هذه القصة التي كتبتها دون أن أعي تماما ما كتبت
فأنا لم يحدث أن كتبت قصة قصيرة ولست واثقة تماما من أن هذا النص تنطبق عليه تسمية كهذه
كل ما كان يعنيني أن أكتب شيئا أي شيء أكسر به سنتين من الصمت
لا أدري كيف ولدت هذه القصة أدري كيف ولد صمتي ولكن تلك قصة أخرى
منذ يومين فاجأت نفسي أعود إلى الكتابة هكذا دون قرار مسبق ودون أن يكون قد طرأ على حياتي أي حادث بالذات يمكن أن يكون سبباً في إثارة مزاجي الحبريّ
ربما لاشيء عدا كوني اشتريت منذ أيام دفتراً أغراني شكله بالكتابة
حدث ذلك عندما ذهبت كي أشتري من القرطاسية ظروفاً وطوابع بريدية ورأيت ذلك الدفتر مع حزمة من الدفاتر كان البائع يفردها أمامي وهو يقوم بترتيبها استعدادا لاقتراب الموسم الدراسي
كما يتوقف نظري أمام رجل توقف عند ذلك الدفتر وكأنني وقعت على شيء لم أكن انتظر العثور عليه في ذلك المحل البائس الذي لا أدخله إلا نادرا
أليست الكتابة كالحب هدية تجدها فيما لا تتوقع العثور عليها؟

ثمة بيوت لا تستطيع أن تكتب فيها سطرا واحدا مهما سكنتها ومهما كانت جميلة وهذا أمر يبقى دون تفسير منطقي
وثمة أقلام تدري منذ اللحظة التي تشتريها فيها والكلمة الأولى التي تخطها بها أنك لن تكتب بها شيئا يستحق الذكر وأن مزاجها الكسول ونفسها المتقطع لن يوصلاك إلى الأنفاق السرية للكلمات
وثمة دفاتر تشتريها بحكم العادة فتبقى في جواريرك أشهرا دون أن توقظ فيك مرة تلك الشهوة الجارفة للكتابة أو تتحرش بك كي تخط عليها ولو بضعة أسطر
ولأنني أعرف هذا كلما تقدمت بي الكتابة ازدادت قوة عندي تلك الحاسة التي تجعلني منذ اللحظة الأولى أحكم على هذه الأشياء أوْ لَهَا بحدس قلّما يخطئ

ولذا توقفت أمام ذلك الدفتر مدفوعة بإحساس يتجاوزني مأخوذة بهذا الشيء الذي لا يميزه عن بقية الأشياء في تلك المكتبة سوى اقتناعي أو وهمي بأنه سيعيدني على الكتابة


منذ اللحظة الأولى شعرت أن بيني وبين هذا الدفتر ذبذبات ما تعدني بكتابة نص جميل على هذا الورق الأبيض الأملس الذي تضمه مفاصل حديدية ويغطيه غلاف أسود لامع لم يكتب عليه أي شيء
ركضت به إلى البيت أخفيته وكأنني أخفي تهمة ما ولم أخرجه سوى البارحة لأكتب فيه تلك القصة القصيرة التي قد يكون عنوانها صاحب المعطف

كعادتي عندما أنتهي من الكتابة ليلاً عدت إلى قراءة ذلك النص أول ما استيقظت
كنت على عجل أريد أن أعرف إن كانت تلك قصة جميلة حقاً كما كانت تبدو لي لحظة كتابتها وربما كنت أريد أن أتأكد فقط من أنني كتبت فعلاً شيئاً ذلك المساء

لهذا قرأتها عدة مرات بنشوة متزايدة كلّ مرة فقد كتبت أخيراً نصاً جميلاً والأجمل أنه خارج ذاتي وأنني تصورت فيه كل شيء وخلقت فيه كلّ شيء وقررت أن لا أتدخل فيه بشيء وأن لا أسرب إليه بعضاً من حياتي

وهذا في حد ذاته إنجاز أدهشني فأنا لم يحدث يوماً أن تعرفت إلى رجل يشبه هذا الرجل في نفوره الجذاب وحضوره المربك رجل يغشاه غموض الصمت والتباسه وله هذه القدرة الخرافية على خلق حالة من الارتباك الجميل كلما تحدّث حتى لو كان ذلك وهو يلفظ إحدى تلك الكلمات القاطعة التي يتسلّى باختيارها حسب المناسبة

وتلك المرأة أيضاً لا تشبهني إنها تنطق بعكس ما كنت سأقول وتتصرف بعكس ما كنت سأفعل وهي تعتقد بحماقة أنثى أن الذين نحبهم خلقوا ليتقاسموا معنا المتعة لا الألم وأن على الرجل الذي يحبّها أن يبكي وحده ثم يأتي يتمتع بها أو معها

بل إنها من سذاجتها وجدت في تَيْنِكَ الكلمتين اللتين لفظهما دليلاً على حبه لها
في الواقع إن يجبها عن سؤالها كيف أنت؟ بقوله أنا مطابق لك تماماً فهذا لا يعني سوى أنّه قرر أن لا يقول لها شيئاً

وإذا كان ما أسعدني في هذه القصة كونها ليست مطابقة لحياتي فإن مطابقتها للحياة أمر جعلني أنزعج من هذا المنطق العجيب للأقدار الذي يجعل دائماً في كل علاقة بين رجل وامرأة طرفاً لا يستحق الآخر وربما تمنيّت سراً لو كان هذا الرجل لي إنه على قياس صمتي ولغتي وهو مطابق لمزاج حزني وشهوتي

ولكن هذه لم تكن مشكلتي وتلك القصة لم تكن قصتي أو بالأحرى حتى الآن لم تكن كذلك
ولذا وضعت لها ذلك العنوان الذي لم أجهد نفسي كثيراً للعثور عليه وعدت إلى مشاغلي


لا شيء كان يهيّئني لأصبح طرفاً في هذه القصة أو للدخول في مغامرة أدبية طويلة النفس
هذه القصة أردتها قصيرة قدر الإمكان بعيدة عنّي قدر الإمكان سريعة الوقع سريعة الخاتمة ولكن كالأعشاب البحرية ظلت جملها الأخيرة عالقة بذهني وعبثاً حاولت أن ألهي نفسي بأمور أخرى كان موضوع هذه القصة يطاردني وشيء داخلي يرفض هذه النهاية

لم يكن يعنيني لماذا افترق هذان العاشقان وما إذا كانا سيجتمعان ثانيةً أم لا ومن منهما خسر رهان التحدّي

قصتهما الي دخلتها مصادفة كمن يفاجئ نافذة مقابلة لشرفته مفتوحة فيتلصص على من فيها لا تثير فضولي

وحده ذلك الرجل يعنيني
بي فضول نسائي لفهمه بي رهان لجعله يخلع ذلك المعطف بي تحدٍّ ليس أكثر

قبل هذه التجربة لم أكن أتوقع أن تكون الرواية اغتصابًا لغويًا يرغم فيه الروائي أبطاله على قول ما يشاء هو فيأخذ منهم عنوة كلّ الاعترافات والأقوال التي يريدها لأسباب أنانية غامضة لا يعرفها هو نفسه ثم يلقي بهم على ورق أبطالا متعبين مشوهين دون أن يتساءل تراهم حقا كانوا سيقولون ذلك الكلام لو أنه منحهم فرصة الحياة خارج كتابه؟

اكتشافي هذا لم يغير نيتي في إرغام هذا الرجل على الكلام فلا شيء سواه يعنيني صمته المكابر يربكني معطفه السميك يزعجني وكلماته القاطعة أصبحت مقصلة لأي مشروع نص قادم ومن الواضح أنه لن يكون بإمكاني أن أكتب شيئا قبل أن ينطق هذا الرجل

وهكذا جلست إلى دفتري ورحت أواصل كتابة القصة وكأنني لم أتوقف بالأمس عن كتابتها


في أمان الله



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144278955959662.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].






.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/][/]





__________________


﴿ان كنت تحلم فاعمل للتحقيق
ان كنت تحب فضحي للرفيق
و ان كنت صديق فامنح الوفاء
و ان كنت تعيش فاشكر رافع السماء﴾
رد مع اقتباس