عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-23-2015, 07:45 AM
 
الفصل الاول

[[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144278955958131.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].







.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144278955960673.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]





السلام عليكم
كيفكم يا عرب اخير ساضع البارت الاول اتمنى لكم قراءة ممتعة



الفصل

يحتضن جملة هاربة بشيء من الكسل لكاذب
شفتاه تعبرانها ببطء متعمّد على مسافة مدروسة للإثارة
في ساعة متأخرة من الشوق يداهمها حبه
هو رجل الوقت ليلا يأتي في ساعة متأخره من الذكرى يباغتها بين نسيان واخر يضرم الرغبة في ليلها ويرحل
تمتطي إليه جنونها وتدري للرغبة صهيل داخلي لا يعترضه منطق فتشهق وخيول الشوق الوحشية تأخذها إليه
هو رجل الوقت سهوًا حبه حالة ضوئية في عتمة الحواس يأتي يدخل الكهرباء إلى دهاليز نفسها يوقظ رغباتها المستترة يشعل كل شيء في داخلها ويمضي
فتجلس في المقعد المواجه لغيابه هناك حيث جلس يومًا مقابلاً لدهشتها تستعيد به انبهارها الأوّل
هو رجل الوقت عطرًا ماذا تراها تفعل بكل تلك الصباحات دونه؟ وثمة هدنة مع الحب خرقها حبه ومقعد للذاكرة ما زال شاغراً بعده وأبواب مواربة للترقب وامرأة ريثما يأتي تحبّه كما لو أنه لن يأتي كي يجيء
لو يأتي هو رجل الوقت شوقًا تخاف أن يشي به فرحها المباغت بعدما لم يشِ غير لحبر بغيابه
أن يأتي لو يأتي
كم يلزمها من الأكاذيب كي تواصل الحياة وكأنه لم يأت كم يلزمها من الصدق كي تقنعه أنها انتظرته حقّا
لو
كعادته بمحاذاة الحب يمر فلن تسأله أيّ طريق سلك للذكرى ومن دلّه على امرأة لفرط ما انتظرته لم تعد تنتظر
لو
بين مطار وطائرة انجرف به الشوق إليها فلن تصدق أنه استدل على النسيان بالذاكرة ولن تسأله عن أسباب هبوطه الاضطراريّ
فهي تدري كنساء البحّارة تدري أن البحر سيسرقه منها وأنّه رجل الإقلاع حتمًا
ريثما يأتي
هو سيد الوقت ليلاُ سيد المستحيلات والهاتف العابر للقارّات والحزن العابر للأمسيات والانبهار الدائم بليل أوّل
ريثما يعود ثانية حبيبها ريثما تعود من جديد حبيبته مازالت في كل ساعة متأخرة من الليل تتساءل ماذا تراه الآن يفعل؟


اليوم عاد
هو الرجل الذي تنطبق عليه دوماً مقولة أوسكار وايلد خلق الإنسان الّلغة ليخفي بها مشاعره مازال كلّما تحدث تكسوه اللغة ويعريه الصمت بين الجمل
وهي ما زالت انثى التداعيات تخلع وترتدي الكلمات عن ضجر جسدي على عجل
هيَذي عارية الصوت تكسو كلمات اللقاء بالتردد بين سؤالين
تحاول كعادتها أن تخفي بالثرثرة بردها أمامه
كادت تسأله لماذا لبس ابتسامته معطفًا للصمت اليوم بالذات بعد شهرين من القطيعة؟
ثمّ فكرت في سؤال آخر أينتهي الحب عندما نبدأ بالضحك من الأشياء التي بكينا بسببها يوماً؟
وقبل أن تسأل بدا لها وكأنه غير مكترث إلا بصمتها أمام ضحكته لحظتها فقط تنبهت إلى أنه لم يكن يرتدي معطفًا
الحزن لا يحتاج إلى معطف مضاد للمطر إنه هطولنا السري الدائم وبرغم ذلك ها هي اليوم تقاوم عادتها في الكلام وتجرب معه الصمت كما يجرب معها الآن الابتسام
الابتسامة الغائبة صمته أو لغته الأخرى التي يبدو وكأنه يواصل بها الحديث إلى نفسه لا إلى الآخرين ويسخر بها من أشياء يعرفها وحده
الذي يخفيه عنها كثيرا ما أثار حزنها أما الذي يثير فضولها فلماذا تخلّى عنها ذات يوم بين جملتين ورحل؟
تذكر أنّه يومها أطبق على الحزن ضحكة ومضى دون أن تعرف تمامًا ماذا كان ينوي أن يقول؟
لا تريد أن تصدق أنه تخلى عنها لأنها رفضت يوما أن ترافقه إلى مشاهدة ذلك الفيلم الذي كان يستعجل مشاهدته
سألته أهو فيلم عاطفي أجاب لا
سألته أهو فيلم ضاحك أجابلا
_ ولماذا تريد أن نذهب لمشاهدته إذن؟
_ لأنني أحب كل ما يثير فيّ البكاء
ضحكت يومها استنتجت أنّه رجل غريب الأطوار لا يعرف كيف يتدبر أمر حب
وهي لا تصدق أيضا ما قاله مرة من أن مأساة الحب الكبير أنه يموت دائما صغيرا بسبب الأمر الذي نتوقعه الأقل
أيعقل أن يكون حبها قد مات فقط لأنها لم تشعر برغبة في أن تبكي معه في عتمة صالة سينما؟
وإنما كانت تفضل لو دعاها إلى مكان آمن بعيدا عن فضول الآخرين يمكنهما فيه أن يعيشا اشتعالاتٍ عالية
ما تعتقده هو كونه أراد إذلالها كي يضمن امتلاكها وربما ظن أن على الرجل إذا أراد الاحتفاظ بامرأة أن يوهمها أنّه في أية لحظة يمكنه أن يتخلى عنها
أما هي فكانت دائما تعتقد أن على المرأة أن تكون قادرة على التخلي عن أي شيء لتحتفظ بالرجل الذي تحبه
وهكذا تخلت ذات يوم عن كل شيء وجاءته
فلم تجده

تذكر جلست وحيدة في تلك الزاوية اليسرى من ذلك المقهى الذي كان يعرف الكثير عنهما والذي أصبح منذ ذلك اليوم يحمل اسمه خطأً الموعد
أحيانا يجب على الأماكن أن تغير أسماءها كي تطابق ما أصبحنا عليه بعدها ولا تستفزنا بالذاكرة المضادّة
ألهذا عندما طلبته البارحة هاتفيا قال انتظريني هناك ثم أضاف مستدركا اختاري لنا طاولة أخرى في غير الزاوية اليسرى وواصل بعد شيء من الصمت ما عاد اليسار مكانا لنا
ألأن الحروب والخلافات السياسية طالت كل شيء ووصلت حتى طاولات العشاق وأسّرتهم؟
أم لأنه لا يريد إذلال الذاكرة أراد لها طاولة لا يتعرف الحب فيها إليهما كي يكون بإمكانهما أن يضحكا حيث لم يستطيعا يوماً البكاء؟
هاهما جالسان إلى الطاولة المقابلة للذاكرة
هناك حيث ذات يوم على جسد الكلمات أطفأ سيجارته الأخيرة ثم عندما لم يبق في جعبته شيء دخن كل أعقاب الأحلام وقال
لا تذكر ماذا قال بالتحديد قبل أن يحول قلبها مطفأة للسجائر ويمضي
منذ ذلك اليوم وهي تتصدى لشوقها الذي فخخه بالتحدي
تلهي نفسها عن حبه بكراهيته في انتظار العثور على مبرر مشرّف للاتصال به مناسبة ما يمكن أن تقول له فيها ألو كيف أنت؟ دون أن تكون قد انهزمت تماماً؟
في تمويه لإخفاقات عشقيَّة عرضت عليه يوماً أن يصبحا صديقين
أجابها ضاحكاً لا أعرف مصادقة جسد أشتهيه كادت تسعد لولا أنه أضاف أنت أشهى عندما ترحلين ثمة نساء يصبحن أجمل في الغياب
ولم تفهم ما الذي كان يعنيه
أما الذي كان يعنيها فأن تستمع إليه
هوذا لم يتغير ما زال يتوق إلى الكلام الذي لا يقال بغير العينين وهي لا تملك إلاّ أن تصمت كي ينصتا معاً إلى صخب الصمت بين عاشقين سابقين
بين نظرتين يتابع الحب تهرّبه العابث وذاكرة العشق ترتبك
مع عاشق آخر كان بإمكانها أن تخلق الآن ضجة وضحكاً
أن تختلق الآن للصمت صوتاً يغطّي على صمتها أن تخلق الآن إجابة لكل سؤال
ولكن معه هي تحتفظ بالأسئلة أو تطرحها عليه دفعة واحدة دون صوت بل بذبذبات صمت وحده يعرف


في أمان الله



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/21_09_15144278955959662.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center].






.[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN][/]
__________________


﴿ان كنت تحلم فاعمل للتحقيق
ان كنت تحب فضحي للرفيق
و ان كنت صديق فامنح الوفاء
و ان كنت تعيش فاشكر رافع السماء﴾
رد مع اقتباس