عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 09-12-2015, 10:32 PM
 

عندما ينقشع الظلام
الجزء 2
النصف الاول

عندما اشتد على وليام الالم الذي قاساه من العذاب المميت .......كان زيد يعتصر حزنا والما لمنظر هذا الفتى المراهق وهو بين يديه وبدا يفكر ....(.ان غيره من الفتيان يقظون اوقاتهم بحريه اما هذا الصغير فيقضي وقته منقسما بين عذاب والم) ..........
وبينما هو يفكر حتى سمع اصوات اؤلاءك الوحووش ؟؟...............
خاف زيد بشده ليس لانه ربما يلاقي ما لاقاه وليام بل لانه خاف على وليام ان ياخذوه ليعذبوه ...فلن يبقى وليام حيا بعدها وهذا ما يريدونه بالتاكيد ....
فتح باب الزنزانه الحديدي الثقيل وظهر شخص ظخم شكله مفزع وافزع من شكله صوته ........
هنا .....
زاد ضم زيد لوليام وكانه خائف ان ياخذه هذا الوحش .......
قال هذا السجان بصوته العال بعد ان نظر متفحصا الزنزانه وبعد رؤية يزيد الذي اعطى باب الزنزانة قفاه ....ابتسم بخبث واردف قائلا "حان وقت الطعام انه شهئ جدا تناولوه حتى تقوا اجسامكم على ما ستلاقونه"... وبدا بالضحك ساخرا -ياله من بغيض - بعد ان وضع اواني الطعام امام الباب واغلقه كانت السلاسل المعلقة على الباب ترن لشدة غلق الباب..........
وبعد ان غادر السجان خف ظم زيد لوليام المغشي عليه ....وخف قلقه قليلا وذهب امام باب الزنزانه ليحمل الطعام قال في نفسه ("لا اذكر متى تناولت الطعام قبل اليوم" )والتفت الى وليام ....شعر بحزن ....("ووليام متى تناول الطعام")...التفت الى الطعام وانحنى عليه لياخذه الى وليام ولكن ما هذا ......
كانت كسرات خبز جافه جدا وقليل من الادام ابعد زيد انفه باشمئزاز وبدا بالسعال .....ابتعد عن الطعام النتن هذا والتفت الى الوراء الى مكان وليام ....بدا وليام يحرك يده اشارات الى انه سيفيق شعر يزيد بارتياح واقترب من وليام وحمله الى حجره وبدا يفكر( اكان ياكل هذا الطعام لا ريب في ذالك فهم لا يحضرونه يوميا ذالك حتى تتلوى الامعاء من الجوع فيجبر على الاكل ).....عبس زيد وبدات عيناه تضيق وتبرق مشيرتا الى الحزن العميق ........
.....................
فتح وليام عينيه بدا يرى الاشياء مشوشة ولمح طيف شخص بدا يرمش مرات حتى اتضحت الصورة وراى يزيد اعتدل في جلسته ......والتفت الى زيد .....
راه جالسا مبتسما ابتسامة هادئه كانت هذه الابتسامه تريح وليام جدا ......
وتحولت ابتسامة زيد الى ابتسامة عريضه ونظرة حنونه .......واطرق زيد قائلا :يا وليام ..... انت لم تخبرني عن حياتك .......
تحولت تعابير وليام التائهه الى الحزينة مع دمعة خفية اختبات في عينيه قائلا :" وماذا عن حياتي ...لا اعتقد انني اذكر لحظة جميله اتظن ان من يسكن هنا يتذكر شيئا جميلا بل ينسى كل الجمال ".......
تحولت تعابير زيد الى الحزن والشفقه وقال : "الم يحاول احد من اهلك اخراجك من هنا ...
قال وليام بياس شديد : اهلى ؟؟لا اعلم عنهم شيئا ....
قال زيد وقد ضاق صدره لحال وليام:
"ماقصتك ياوليام ..."
بدا وليام ينظر للسقف .....وبدا يذكر قصته :
......................." في ذلك اليوم الذي خرجت فيه غاضبا من تصرفات ابي اللذي يقضي وقته بشرب الخمر والسكر ..والتسكع بالطرقات والجلوس مع النساء هذه الامور تزعجني جدا "......
)كان زيد يسمع باهتمام شديد (
..............
" لم يعلم ابي انني غاضب ولاكني خرجت دون علمه " .........كنت اسير بسرعة تارة ...وببطئ تارة واقف اتامل تارة اخرى....كنت افكر (" اخلق الانسان ليشرب الخمر ويجلس مع النساء ويتسكع في الطرقات وحاله بين تبذير واسراف ماهذه الامور التافهه التي يظن كثير من الحمقى والمغفلين انها الاستمتاع الامثل للحياة يال تفاهتهم لا استطيع تحمل ما يجري يجب ان تتغير حال بلادنا ولاكن كيف وهناك خلايا سرطانيه تنشر المرض والبلاء على الناس... بالتاكيد هناك امر سامي خلقنا لاجله"..... كيف السبيل لتغيير حال الناس المزري هذا كييييف ؟؟؟)
في زحمة تلك الطرقات الممتلئة بالناس المارين وربما ايضا تعرظت لتصادم معهم والمتسكعين...الاطفال المشاكسين ....والشباب المستهترين.... و المتبرجين من النساء... الاسواق المكتضة والمنتشرة في كل زاوية من زوايا الشارع وتعالى الاصوات كل بائع يعرض سلعته كنت اسير غير مبالي بندائات البائعين العارضين لسلعتهم..............
وفجاه رايت ذاك المنظر......اللذي مازلت اذكر تفاصيله ...وكيف انساه ؟؟؟؟
..........كان من بين البائعين امراة في عقدها الرابع كما يبدو تعرض اشيائها البسيطه في بساط لها وظعته في جانب الطريق كانت تلبس ثياب واسعة مرقعة وترتدي حجابا باليا ... ووجهها قد بدات السنين ترسم عليه فقضت على نضرته واستعمره علامات الاسى والحزن لا اظنها الا ارملة تعول ابنائها
..............
وفجاه رايت ابغض الرجال الي ...
هم رجال الشرطه كانوا يسيرون متفحصين الاسواق يبحثون عن الفريسه وما ان ابصروا هذه المسكينه حتى اندفعوا اليها كمفترس وجد فريسته جريحه .....عندما راتهم بدات اطرافها ترتعد ...لن يتوانوا عن سجنها او تعذيبها او قتلها حتى .....قام احدهم بركل اشيائها ظلما وعدونا وتجبر..لا اظن انهم فعلوا ذالك الا لانها محجبه ...بالتاكيد كانت مسلمه .... كانت تستغيث به "ارجوك يا سيدي انه تعبي لا اجد ما اطعم افواه اطفالى اليتامى الجوعى ..."
" لكن اتظن يا زيد انه حن عليها او اعارها اهتماما بل ازداد عدونا وبدا بتكسير اشيائها وهي تبكي بكائا مريرا مستغيثا .....
والناس ينظرون الى المنظر ولا احد ينطق اكاد اجزم انهم متعاونين على الظلم ...... هنا ...
لم اتحمل كان المنظر اقوى من ان املك نفسي او ان اهنم لما سيحدث لي .....تقدمت بسرعة الى الشرطي ومنعته بيدي وقلت الظلم لا يجوز وسياتي من يبيدون هذا الظلم ....لم اكمل كلامي حتى لاقيت صفعتا قويتا انستني تكملة كلامي وانهالوا عليا ضربا وجروني جرا واغشي علي وجدت نفسي هنا كما اتذكر كانت تفاصيل احضاري مرعبة جدا وقاسية واقسى منها ما اتعرض له هنا """......
"كما ترى يا زيد حالي لا يخفى عليك ..."
....نظر وليام الى زيد بدا وكانه يفكر بعمق هذه المره.....( بم يفكر انا الى الان لا افهم زيد اعتدت على ملامح الاشرار والناس التافهين فقط ).........
............
كان زيد ينظر الى وليام وقد تحولت من رحمة وشفقه الى اعجاب واستغراب (وليام هذ الفتى المراهق يفكر بهذه الطريقة الرائعه لو ان كل الفتيان والشباب مثله لتغيرت حال هذه البلاد ...لكن هناك شئ غريب اشعر به طريقة كلامه تشبه شخص اعرفه ؟؟؟)
...............
" اتعلم يا وليام انت شخص رائع سيكون لك شأن باذن الله لقد وهبك الله شخصية قويه وطاقة فولاذيه وعقلا ذهبيا وقلبا واعيا كن على ثقة ان الله معك "
شعر وليام بان روحه عادت اليه وبدا يشعر بنبض قلبه فرحا لهذا الكلام انه كلام جميل ورائع من شخص اروئع
.............
نهظ زيد حين نظر الى نافذة الزنزانة العاليه التى لا تظهر منها الا النجوم فقط وانتصب قائما.....

(كاول مرة رايته فيها بدا يصلى .............ويتلو بصوت عذب خاشع .......
مر وقت طويل وهو بين قيام وركوع وسجود .........
هناك شعور في داخلى يخبرني بانه اسعد من رايت .........لا يبدو عليه انه يشعر بنفسه .........لقد ذهب الى عالم اخر عالم طاهر ........كما قال لي انه لم يخلق الجن والانس الا له الا وهو ..................

((((عبادة الرحمن)))) ......
لقد اجاب عن اسئلة افكاري ....وترتبت فوضى افكاري....... وانعش قلبي التائه عرفت الان.... لم خلقت

الان... الان... استطيع ان اقول لدي شمعة في وسط الظلام )




يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة صفيه صفصف ; 09-13-2015 الساعة 06:34 AM
رد مع اقتباس