عرض مشاركة واحدة
  #140  
قديم 08-29-2015, 09:16 PM
 
العناصر الفنيّة للرواية

1- الحادثة أو الموضوع:

وهي المادة التي تتألف منها الرواية يبدعها وينشأها المؤلف من خياله أو مما وقع على ذلك المؤلف في الحياة، وهي العنصر الرئيسي ففيها إذ يعتمد على تنمية المواقف وتحريك الشخصيات.

مثال: رواية ((عندما يفكر الرجل))

فكرة الجهاد والصراع من أجل الحق والحريّة ضد الأنظمة الفاسدة.

تجمع بين خيال المؤلف وتأثرها بواقع الأنظمة المستبدة وقمع المؤمنين والفكر الحرّ، فكانت الفكرة لقاح الواقع بالخيال.

2- الشخصية أو الشخصيات:

لابد من وجود الشخصية التي تدور القصة معها أو حولها وهي الشخصية الرئيسية ثم تأتي بقية الأشخاص الثانوية وهؤلاء يختفون ويظهرون على حسب الخطوط والأدوار التي تساعد على إبراز الشخصية الرئيسية.

والشخصيات ذاتها نوعان في مراحلها المختلفة في حين القصة تأخذ فصل واحد فقط من حياة البطل أو حدث من حياته.

أ‌- نوع يسميه النقاد الشخصية الجاهزة:

وهي الشخصية الثابتة التي تبقى على حالها من بداية الرواية إلى النهاية دون أن يحدث لها أو فيها أي تغيير. وهي شخصية ((محمد)) بطل الرواية الذي يجسّد النموذج المثالي للشاب المؤمن صاحب القيم الإسلامية.

ب‌- ونوع يسمونه الشخصية النامية:

وهي المتطورة التي تتطور من موقف إلى موقف بحسب تطور الأحداث ولا يكتمل تكوينها حتى تكتمل الرواية.

((زوجته منال الأولى ابنة خالته، المرأة المادية التي لم تؤمن به وتستوعب شخصيته ورسالته فانفصل عنها، نلاحظ في نهاية الرواية قد تغيّرت وشعرت بحاجتها إليه وأن الزمن كان كفيلاًَ بتغييرها)).

وهذه الشخصية إما خيالية أو حقيقية تصرف فيها الكاتب حتى جعلها موافقة لحوادث القصة.

ولشخصية الرواية أبعاد ثلاثة كما يتفق النقاد:

- البُعد الجسمي: شكله الخارجي، لونه، طوله وعرضه، ملامح وجهه، وغيرها من الصفات الجسميّة. (محمد) شاب أسمر يحمل الملامح العربية والنظرة الحادة والسمات الرجولية.

- البُعد الاجتماعي: من حيث ثقافته وعقيدته وهوايته، كان شاباً مثقفاً، متديناً، مؤمناً، مجاهداً من بيئة إسلامية.

- البُعد النفسي: العواطف والأفكار التي تراود هذه الشخصية وردود أفعالها تجاه المواقف والأحداث.

(كان شاباً حسّاساً مرهفاً تجاه الظلم والقمع الذي يقع على الشعوب المسلمة متوحداً بفكره المتميز عن بقية جيله الغارق في الأنانية والشهوات، قد تسامى عن رغباته الدنيوية وشهواته الحسيّة، ولهذا أطلقت عليه ((عندما يُفكر
الرجل)).
3- البيئة:
ونعني بها البيئة الزمانية والمكانية والجو العام المحيط. على الكاتب أن يصوّر البيئة بكل دقة حتى يشد القارىء ويثيره سواء كانت الأحداث في الماضي أو الحاضر أو في بلد دون بلد. بيئات رواية ((عندما يفكر الرجل)) كانت: (الجامعة – دولة عربية) – (بانسيون في تركيا) - (لندن) (باريس).

4- الأسلوب:

أهم عنصر في الرواية هو ((الأسلوب)) ونعني به أسلوب أو طريقة الكاتب في صياغة جملة واختيار الكلمات للتعبير عن فكرته أو رسم الصورة المتخيلة في ذهنه أو نقل أو إخراج ما يدور في نفسه من أحاسيس. فالأسلوب كما يعبر عنه الناقد ((أحمد الشايب)): إنه طريقة الكتابة أو طريقة الإنشاء أو طريقة اختيار الألفاظ وتأليفها للتعبير بها عن المعاني بقصد الإيضاح والتأثير.

وهذا الأسلوب يكون مبني على خطة تعرف بـ ((الحبكة)) أو السياق وهو ترتيب مجرى الرواية حسب تتابع الحوادث فيها وبما يحفظ نظام الرواية ويجعل منها وحدة فنية متكاملة.