عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-29-2015, 03:05 PM
 
قصة جميلة | ذكاء بدوي


قصة رائعه
Zizi





ذكاء بدوي
خرجت مرة في قافلة من البدو، في بادية الشام . وكنت أحمل ثمانين جنيها ذهبا في حقيبة أحفظها معي في خيمتي إذا جنّ الليل . وأفقت في صباح اليوم التاسع من رحلتنا ، فبحثت عن الحقيبة فلم أجد لها أثرا. وحين أخبرت شيخ القافلة الخبر قال : ستجد ذهبك بين يديك قبل غروب الشمس إن شاء الله . و لم يكد القوم يفرغون من تناول غدائهم حتى دلف الشيخ من خيمته واعتلى كومة الأحمال المكدسة وسط الخيام . فلما استوى على الذروة أومأ إليّ بأن أجلس قريبا منه ، ففعلت . وبعد قليل نادى بصوت غاضب : ( اجمعوا الرجال جميعا) . فلمّا اجتمعوا حوله قال : (اليوم ألبست الخزي ) بين يدي الله وبين يدي هذا السائح الضيف . لقد أمن إليّ هذا السائح فإذا هو يسرق في ضيافتي . وإذا لم يطرقنا غريب فالسارق هنا أمامي . إنّ في الخيمة الآن حماري الأبيض انه لا يستطيع أن ينطق بلغتنا ، ولكنه سيخاطبنا بطريقته مشيرا إلى السارق . فعلى كل منكم أن يدخل إلى خيمتي وحده ، وأن يجذب ذيل الحمار ... ولن تكاد اليد السارقة تمسّ ذيله حتى ينهق فورا . وقام أول رجل ودخل الخيمة ، ثم عاد وقام ثان وثالث دون أن يرتفع نهيق الحمار ، وهكذا توالى رجال القافلة على الدخول ، واحدا بعد الآخر إلى أن دخل الجميع دون أن يرتفع أي صوت من الخيمة . فقلت في نفسي : لقد وكلنا قضيتنا إلى حمار فخسرناها ! .و لكن الشيخ لم يبد أيّ امتعاض من هذه النتيجة ، بل صاح فيهم قائلا : قفوا و أبسطو أيديكم . بسط كل واحد كفيه ، فنزل الشيخ من منصته و قصد إلى الأيدي المبسوطة ، فأنحنى على يدي أول شخص وشمّها ثم تركه إلى الثاني فالثالث. ولمّا اقبل على الرجل الثاني عشر و مال بوجهه على راحتيه ، لم يلبث أن ارتدّ عنه وسدّد رمحه إليه وقال : أيها اللص القذر ، هات الذهب حالا . فأكب الرجل على قدميه يسأل الرحمة ، ثم هب واقفا وانطلق إلى زاوية الساحة ، رفع حجرا ونبش التراب ، وعاد معه حقيبتي المفقودة . عددت النقود الذهبية فوجدتها كاملة لم تمسّ ، عندئذ أمر الشيخ رجلين من رجاله أن يجلدا السارق . ولكني شفعت له بعد بضع جلدات ، وألححت على الشيخ في العفو عنه ، فعفا . فرحت باسترداد مالي ، ولكني مازلت متلهفا إلى أن أعلم كيف اهتدى الشيخ إلى اللص . فلمّا سألت الشيخ في اليوم التالي أجاب ساخرا لا تحدّث رجالي بما تسمعه : لقد غمست ذيل الحمار في محلول روح النعناع ، ثم جففته . فأمسك الجميع ذيل الحمار ما عدا السارق . ولذلك كانت يده وحدها هي التي لا رائحة للنعناع فيها .


جيمس بارتون

التعديل الأخير تم بواسطة زيزي | Zizi ; 12-23-2015 الساعة 03:22 PM
رد مع اقتباس