عرض مشاركة واحدة
  #457  
قديم 08-07-2015, 10:55 PM
 
احم احم ذا الجزء اللي عدلتو انا باقي مقطعين وبما انو نتي وانا رح نموت غذا
فسوسو عدلي انت البافقي

نظرت من نافذة الطائرة الصغيرة ذات الإطار المعدني وعلامات الذهول ترتسم على وجهها المستدير، لم ترى منظراً أجمل مما تراه الآن، هضابٌ تكسوها ثلوجٌ ناصعةُ البياض تفصل بينها جداول مياه صغيرة قد تجمدت من شدة الصقيع، منظرٌ لم تتخيل يوماً بأنها ستراه، أشاحت بنظرها نحو أخيها لتجده نائماً وعلامات التعب ظاهرةٌ على وجهه، ابتسمت بمودة فكل ما تراه هنا بفضله رغم كل شيء ، لم تعتقد يوماً بأنها قد تسافر في طائرة فكيف إذ هو يأخذها إلى المكان الذي تمنت رؤيته منذ الصغر ، البلدُ الذي تولد فيه المعجزات ، اليابان . قررت ألا تزعجه فعادت لتأمل المناظر الخلابة ، لكن قاطع تمتعها صوتٌ مزعجٌ وضوء أحمر بثّا في نفسها الذعر والفزع ، أمسكت بذراع أخيها لتضمها إليها وأغلقت عيناها ، استيقظ فزعاً من نومه ليلتفت حوله عسى أن يفهم شيئاً ، بعد ثوانٍ صدر صوتٌ يطلب منهم أن يرتدوا المظلات التي وُضعت تحت كراسيهم القماشية لتنقذهم في مثل هذا الموقف ، نهض سامر من مقعده طالباً من أخته البقاء جالسة، لم ترفض له ذلك فهي بالفعل قد تسمرت في مكانها من شدة الخوف الذي سيطر عليها ، أسرع إلى المقصورة التي تلي مقصورتهم ليجدها خاويةً من الحياة لا نبض فيها ، تمتم مع نفسه : هذا المكان سيكون جيداً ليتلفظ بكلماته التي لو سمعها أحد ما كان ليعيش بعدها، جلس على أرض الطائرة وبدأ يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة، لم تمضِ ثوانٍ حتى خرجت سحابةٌ سوداء من الرمز الذي رسمه على الأرض ، وقف وابتسامةُ صغيرة ترتسم على وجهه ليردف قائلاً : إن الطائرة تهوي وسيدنا لن يرضيه ذلك لذا الطائرة لن تقع ولو اضطررنا لحملها بأنفسها ، لم تلفظ السحابةُ شيئاً بل اختفت بعد أن أنهى سامر حديثه ، ثوانٍ حتى عادت الطائرة إلى مسارها
...............
كأس نبيذ بين يده، أضواء الغرفة مطفئة ، موسيقى صاخبة تصدح مزعجة سكون وراحة سكان الليل، هذه أجواءٌ شيطانية لم يعتد على الجلوس إلا بوجودها ، ارتشف من كأسه رشفة لينظر إلى الرمال وهي تنزل ، ظهرت على وجهه ابتسامة ، ينتظر آخر حبة رملٍ لتعلن معها وصول وجبةٍ جديدة ، سيكون الهديةَ الأفضل لسيدي ، كانت هذه الفكرة تستولي على كيانه كله، حين قاطعه دخول أحد خدمه ، انحنى بوقارٍ ليأتي إلى مسمعه صوت الجالس أمامه يطالبه بالوقوف، امتثل إلى الأمر مثبت نظره إلى الأسفل، فهو يفضل أن يكون دليلا مستضعفا على أن ينظر إلى عينا سيده اللتان تشتعلان شرا، عينان سوداوان كأديم الليل تماثلت مع سواد قلبه، نحتت علامات الخوف على وجهه مثل كلّ مرةٍ يقف فيها أمام هيبة هذا الشخص، حدّثه سيده بصوته الغليظ ليزيد رعبه أضعاف مضاعفة
-لماذا تقاطعني ؟؟ ألم أقل أنه لا يحلُّ لأحدٍ مقاطعتي عدا [أكويا] ؟؟
بتلعثم وصعوبة أجابه مع علقه الجاف: لقد أمرني ..أ..أ..[أكويا-ساما] بـ..بـ..بسؤالك عن ...بقية المدعوين
-قُل له إني لا أهتم، فهم مجرد ألعابٍ سأتسلى بها، المهم ذلك الشاب فهو سيكون أفضل هديةٍ حصل عليها.
غرت علامات الدهشة وجهه، آلاف من التساؤلات اجتاحت عقله، ماذا يقصد بأنهم لعبٌ سيتسلى بها؟ وذلك الشاب هدية !! لمن ؟؟!، نظر إليه سيده بعينيه آمراً إياه بالانصراف، نهض من على مقعده الذي صدر عنه صوت لا يقل رعبا عن أجواء الغرفة، اتجه ببطءٍ نحو النافذة الضخمة المطلة على حديقته، أطفأ الموسيقى وقام بفتح الستائر القرمزية، نظر إلى الخارج وتحديداً إلى السماء، عادت ابتسامة الخبث لوجهه وصبره يكاد ينفد، فميعاد لقاء سامر منتظرٌ بتلهف. أغلق الستائر ليعلن عودته لتلك الأجواء من جديد.
__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس