عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-07-2015, 04:43 PM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/24_01_15142210853176352.gif');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]






الفصل الأول: مصيبة من اليوم الأول!






فتحت جفناي بصعوبة بالغة فأنا لم أنم جيدا بالأمس، وجدت أنّ أشعة الشمس الرقيقة

تداعب بلاط غرفتي في رقصتها المتناغمة.

لكني حقا لم أعر المشهد نظرة تأملية وكل ذلك بسبب تفكيري في الوظيفة التي نزلت

عليّ من السماء، أكثر ما يؤرق نومي ويجعلني سريعة التوتر هو التحذيرات المتشابهة

من عدة أشخاص عن قسوة مديري كأنهم لا يعرفون أنني أتوتر بسرعة على العموم

ليس أمامي إلا الدعاء لهم بالهذاية.

اتجهت بتثاقل ناحية حمامي العزيز فهو اكسير للنشاط كل ما عليّ فعله هو أخذ حمام

بارد وأصبح نشيطة مثل الأولاد حين يتناولون الكثير من السكر. ارتديت عن قصد

ملابس تدل على الجدية والصرامة وقد كانت عبارة عن بلوز باللون الأزرق الغامق

وتنورة لتحت الركبة بنفس اللون إلى جانب حذاء من الجلد باللون الأسود أما عن

شعري الناري فقد قررت أن أعقفه على شكل حبة طماطم.

حملت حقيبتي واتجهت إلى الباب قصد الخروج من الجو الخانق لهذه الغرفة، هذه

ليست المرة الأولى التي أقوم بها بهذا العمل ففي النهاية مهنتي تتطلب هذا ... فبعد

تفكير ومشاجرات طويلة مع عائلتي تمكنت من إقناع الحاكمان بقراري وهو أن أعمل

سكرتيرة لكن مؤقتة وكل هذا من أجل أن أتمكن من الترحال ورؤية أماكن مختلفة، لو

تعلمون كم أكره ملابسي هذه إنها نقيض شخصيتي الطفولية المشاكسة.

نزلت عبر المصعد الذي كان داخله مصنوعا من الجلد الأسود والأخضر مع أرضية

حديدية مغطاة بسجاد كالوبر، حقا لا اعلم بماذا يفكرون سوف يتسخ بسرعة هكذا على

كل لا يهم.

أنا أسكن في شقة أحد أحدث العمارات هنا على فكرة.

فور وصولي إلى الأسفل وجدت سائق مديري الخاص ينتظرني ابتلعت لعابي بصعوبة

وذلك لتذكري ما قاله مديري الأصلي ليلة أمس

- كارولين اسمعيني إن السيد إدوارد اوليفر من أفضل المدراء وأن يطلب سكرتيرة من

عندنا لهو شرف كبير لنا ... أنا أثق بك ولهذا أرشحك لهذه المهمة يا آنسة لكن أحذرك



هو ليس بالمدير البشوش يا صغيرتي فاحذري أن تفسدي الأمر إن شركتنا في حاجة

ماسة إلى مثل هذا العميل.


رسمت على شفتي ابتسامة خفيفة ثم دخلت السيارة السوداء الفاخرة ن كلما تتقلص

المسافة يتقلص معها قلبي الصغير المسكين يا إله ألا يعلمون أنني لا أتحمل الضغط

المهم سوف أبقى هادئة وجادة ولن أتأثر أبدا على كلٍ أرجو ذلك.

وبعد مسير ربع ساعة تقريبا شعرت أن كل عظام جسدي قد تشنجت لكني استجمعت

كل قوتي الضئيلة وخرجت من السيارة، ملئت رئتاي بكمٍ كبير من الهواء ثم أخرجته

فهذه الطريقة دائما ما تساعدي.

دخلت عبر الباب الزجاجي الذي يفتح اوتوماتيكيا لاتجه إلى فتاة ذات شعر أشقر جميل
تركته حرا يسترسل سجيته ويراقص الأنغام المنبعثة من مكيف الهواء الموجود فوق

مكتبها الأبيض والأسود الذي دل على سعره المرتفع

سألتها وقد وضعت على وجهي قناعي الصارم

-هل يمكن أن تذليني على مكتب السيد أوليفر.
- وهل لديك موعد معه يا آنسة، فالمدير مشغول.
-أجل فأنا بديلة لسكرتيرته.

بعد هذه المحادثة الصغيرة أعطتني المعلومات الكافية عن مكان وجود عرين الأسد، سرت

والتوتر قد أخذ مأخذه مني ولكن لما طرقت الباب ذهب كل ذلك الشعور عني فقد اتتني

شجاعة لم أكن أعلم مكان اختباءها انتظرت حتى جاءني صوته وهو يطالبني بالدخول،
لممت شتات نفسي وفتحت الباب، كان جالسا على عرشه بملامح نحتت من صخر لم

أستطع إلا النظر في عيناه السوداوين الحادتين وشعره الأشقر المصفف بطريفة أضافت

له هيبة عظيمة ولا أنسى تلك الشرارة الغريبة التي تنبعث منه، لما لاحظت نظرته تلك

نحوي قلت بجد

-أنا كارولين فينِجان السكرتيرة البديلة سيد أوليفر.

لن أخفي عنكم شعوري بالغيظ الشديد منه فتلك النظرة المتعالية التي حذجني بها، آه لو

لم أكن في العمل لجعلته يعرف من تقف أمامه. لكني لم أرد عليه إلا بنظرة شبه ساخرة

وبفضل لون عيناي الأخضر الياقوتي أصيب في الصميم لكن للأسف لم أستطع أن

أفرح بانتصاري بسبب ما قاله


-لا تنظري إلى بهذه الطريقة فأنا في النهاية رب عملك.
-يال سخافتك وتقولها هكذا سوف أجعلك تندم أيها الأبله.

كم كنت أتمنى أن أقول له هذه الكلمات لكن أعرف أنني سوف أطرد شر طردة، لهذا

حاولت جاهدة التحكم في تصرفاتي الرعناء فقلت لأزيل التوتر الذي بدأ عمله في غزو

كياني

-سيدي هل لي أن أعرف كم عليّ العمل معك ؟؟؟
-على الأكثر شهر يا آنسة كارولين وسوف تبدئين الأن.
-هل أضر لك قهوتك يا سيدي؟ ... سوف أقوم بطباعة الملفات.


رد عليّ بإماءة سلبية من رأسه فاستأذنته وخرجت متجهة إلى مكتبي.

كان في غاية الجمال جدرانه ذات طلاء أبيض وذهبي تزينها لوحات لمراكب بمختلف

أنواعها من الشراعي إلى الضخم وكل ما تشابه بينها هو علامة الشركة، على المكتب

الذي ماثل مكتب الفتاة الشقراء والموجود بمحاذاة النافذة المطلة على الشارع كومة من

الأوراق تحتاج للتنظيم، كما أن هناك في الزاوية مكينة لصنع القهوة وثلاجة صغيرة

تحتوي على أطعمة معلبة وعصائر، ما أجمل هذا المكتب فقد كانت عملية استكشافه مسلية للغاية

جلست على المكتب وبدأت بالعمل فأنا ليس لدي النهار بطوله للعب، فهذه الأوراق لن

تملأ نفسها بنفسها.

لم أشعر بالوقت وهو يمر ومع انهماكي بالعمل قفزت مرعوبة كقطة بللت بالماء لدى

سماعي تلك الطرقات المتتالية


-تفضل

كان الزائر فتاة جذابة بدت في الحادية عشر من العمر لها عيون زرقاء ضاهت البحر

في صفاءها اما شعرها فكان يشارك الشمس عذوبة ولونا وبريقا.

-هل أن ألتقي بأبي لو سمحتِ يا آنسة... أنا لا أعرف اسمك هل أنت جديدة؟؟

كانت كلماتها بريئة ورقيقة مع لكنة طفولية فرددت عليها بابتسامة

-أنا أدعى كارولين يمكنك مناداتي بكارو كما يفعل الجميع ...سوف أسئل والدك

وهذا ما فعلته لكني لم أتوقع أبدا تصرفا مثل هذا كيف له أن يقول مثل هذا الكلام للفتاة

أنا لست ابنته لكن هذه الكلمات أذتني أكثر منها "لا تسمحي لها بالدخول وأخبري تلك المزعجة أنني مشغول "

أنا لم أستطع أبدا أن أمنع نفسي من النظر إلى الفتاة ولكن ما فاجئني أكثر هو معالم

وجهها التي بدت طبيعية ما عذا تلك الابتسامة الحزينة التي ارتسمت على ثغرها، يال

الفتاة المسكينة. ولطبيعتي التي تحب معرفة كل شيء خرج السؤال بدون أن أستطيع

إيقافه

-لا تبدين متأثرة كثيرا يا آنسة هل لي أن أعرف السبب؟؟؟
-إنه هكذا منذ أن توفيت والدتي آه لا أعرف ماذا أفعل له فهو يعزل نفسه بعيدا عن الجميع ويرفض مقابلتي إنه يكرهني أجل يكرهني.

وأججحت بعدها في بكاء صامت تاركتا تلك اللآلئ الغالية تنزل حسب هواها على

وجنتيها المحمرتان. لو تعلمون كم لعنت نفسي على سؤالي الغبي هذا لكن وانا أحاول

إسكاتها جاءتني فكرة جهنمية من أفكاري والتي عادة ما كانت تسبب الكوارث لكن لا

ضير من المحاولة. جدبتها نحوي وحاولت أن أهدأ من روعها ثم قلت لها هامسة

وعيناي تبرقان بالمكر

-أعرف أنني لا دخل لي لكن لدي فكرة لترجعي والدك إلى طبيعته ...اسمعيني و افهمي ... عندما يعود في المساء إلى المنزل لا تتصرفي بخوف أنظري تماما على عيناه و أريه أنك لا ترتعبين من قسوته و اقترحي عليه أن تقوما .... اممممم ماذا تفضلان يا عزيزتي تذكري

-أظن أنّ والدي ووالدتي كانا يفضلان ركوب الخيل، أرغب في زيارة مزرعتنا هناك

-هذا جيد أقنعيه بذلك وأخبريه أنه إذا لم يفعل فلن تبقي معه.

ظهر الخوف جليا على قسمات وجهها الجميل لكني طمأنتها بإمكانية بقاءها في شقتي

وأخيرا تمكنت من إقناعها أنها حقا فتاة شديدة الذكاء، لما رحلت جلست فوق كرسيِّ، آه

يال غبائي نسيت سؤالها عن اسمها


عدت للعمل وبعد ساعتين خرج العملاق الجبار كان وسيما بشكل غير اعتيادي حقيقة

مع وجه أسمر وأنف أرستقراطي


-يمكنك الانصراف الآن يا آنسة فينِجان.

أشرت له بهزة خفيفة من رأسي بعدها ظللت أنظر له بخبث وشر العالم كله كم أحب أن

أرى وجهه بعد اختفاء ابنته.

في الغد أتيت في موعدي وذلك لأن السائق الشرير لم يأتي لاصطحابي بحجة انني

صرت اعرف طريقي إلى العمل، كم أود قتله، فبعد قضاء ليلة كاملة في تنظيم الشقة

بسبب الضيفة الملاك فقد كنت واثقة أن متحجر القلب لن ينفد طلب ابنته لهذا استعديت.
أحس أنّ جسدي كله محطم إلى ألف قطعة.

بعد عشر دقائق من وصولي إلى مكتبي المريح دخل السيد المدير كان وجهه شبيه

بوجوه الموتى لن أخفي عنكم أنه أخافني كما أن فكرة أنني المتسببة آلمت قلبي!!

إياكم أن تصدقوا لقد سعدت جيدا بما حل به قلت له وقد رسمت على وجهي قناع الاستغراب

-ما بك سيد إدوارد تبدو مريضا؟
- الغي كل أعمالي اليوم.
-هل هناك شيء سيدي؟؟؟

لم يرد عليّ لكني سمعته يتمتم بعدة كلمات لم أفهم منها إلا "آه منك يا أنابيل" لم أعطه

بالا فقد كنت مشغولة مع ضحكاتي التي لم أستطع كبتها أكثر فخرجت لتشق الصمت

المغلف على الحجرة يال الأب المسكين لكن هو من جنى على نفسه. قمت بإنهاء عملي

بسرعة لألحق بأنابيل يااااااي اسمها رائع ويليق بها ... وصلت إلى المكان الذي قررنا

الالتقاء فيه وقلت لها ببراءة

- صغيرتي لقد كاد يصاب والدك بسكتة قلبية.

نظرت إليّ ثم أطلقت العنان لضحكتها ذات الرنة الموسيقية


في وقت العشاء كانت الشقة تمتلئ بضحكاتنا فقد تعرفنا جيدا على أنفسنا ولم تعد هناك

حواجز فكما علمت أن والدتها ماتت قبل عامين ومنذ ذلك الوقت ووالدها قد تغير، كما

أنها تحب نفس الأغاني التي أستمع إليها غريبة صحيح؟ فأنا أكبرها بتسع سنوات، حقا

هذه الفتاة أذكى من الأطفال الباقين، فيما نحن نشاهد التلفاز سألتها وقد شرد ذهني


-ما ذا قلتي لوالدك يا حبيبتي ؟؟؟
-حسنا حين عاد البارحة في المساء قابلته كالعادة لكنه لم يعرني أي قيمة فنظرت له بتحد وقلت له أن نذهب إلى رحلة بالخيول ... لكن رفض بعض تغير لون وجهه فقمت في الليل بحزم حقائبي وتركت له رسالة كتبت فيها أنني سأعيش من الآن وصاعدا مع جدي وجدتي. سأذهب إليهما في الغد يا كارو.

رائع كم تشبهني هذه الصغيرة إنها خبيثة وهكذا سوف نتفق حتما ولكن الجزء الأخطر

في المهمة لايزال وهو أن أقنع الغول الجبار بأن يغير رأيه.









أهلا كيفكم ي جماعة
دي روايتي الأولى هنا


منتظرة ردودكم وانتقاداتكم بصدر رحب

أتمنى يكون البارت عجبكم

في أمان الله



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




وَ تزهو بنا الحَيآه ، حينما نشرقُ دائماً بـإبتسآمة شُكر لله ..
أحبُك يالله





رد مع اقتباس