عرض مشاركة واحدة
  #445  
قديم 08-02-2015, 09:53 PM
 
رجعت
رحت ساعدتت صديقتي بوظيفة الجامعة قال عبري قال ههههههه
وامي قمعتني
+
الفصل الثاني : بداية العذاب

نظرت من تلك النافذة الصغيرة ذات الإطار المعدني وعلامات الذهول ترتسم على وجهها المستدير ، لم ترى منظراً أجمل مما تراه الآن ، هضابٌ تكسوها ثلوجٌ ناصعةُ البياض تفصل بينها جداول مياه صغيرة قد تجمدت من شدة الصقيع ، منظرٌ لم تتخيل يوماً بأنها ستراه ، أشاحت بنظرها نحو أخيها لتجده نائماً وعلامات التعب ظاهرةٌ على وجهه ، ابتسمت فكل ما تراه هنا بفضله رغم كل شيء ، لم تعتقد يوماً بأنها قد تسافر في طائرة فكيف إذ هو يأخذها إلى المكان الذي تمنت رؤيته منذ الصغر ، البلدُ الذي تولد فيه المعجزات ، اليابان . قررت ألا تزعجه فعادت لتأمل المناظر الخلابة ، لكن قاطع تمتعها صوتٌ مزعجٌ وضوء أحمر بثّا في نفسها الذعر والفزع ، أمسكت بذراع أخيها لتضمها إليها وأغلقت عيناها ، استيقظ فزعاً من نومه ليلتفت حوله عسى أن يفهم شيئاً ، بعد ثوانٍ صدر صوتٌ يطلب منهم أن يرتدوا المظلات التي وُضعت تحت كراسيهم القماشية لتنقذهم في مثل هذا الموقف ، نهض سامر من مقعده طالباً من أخته البقاء ، لم ترفض له ذلك فهي بالفعل قد تسمرت في مكانها من شدة الخوف الذي سيطر عليها ، أسرع إلى الغرفة التي تلي غرفة جلوسهم ليجدها خاويةً من الحياة لا نبض فيها ، تمتم مع نفسه : هذا المكان سيكون جيداً ليجلس على الأرض ويتلفظ بكلماتٍ لو سمعها أحد ما كان ليعيش بعد سماعه لها ، لم تمضِ ثوانٍ حتى تخرج سحابةٌ سوداء من الرمز الذي رسمه على الأرض ، وقف وابتسامةُ صغيرة ترتسم على وجهه ليردف قائلاً : إن الطائرة تهوي وسيدنا لن يرضيه ذلك لذا الطائرة لن تقع ولو اضطررنا لحملها بأنفسها ، لم تلفظ السحابةُ شيئاً بل أختفت بعد أن أنهى سامر حديثه ، ثوانٍ حتى عادت الطائرة كما كانت

...............

كأس نبيذ ، أضواء مطفئة ، موسيقى صاخبة، أجواءٌ شيطانية لم يعتد على الجلوس إلا بوجودها ، ارتشف من كأسه رشفة لينظر إلى الرمال وهي تنزل ، ظهرت على وجهه ابتسامة ، ينتظر آخر حبة رملٍ لتعلن معها وصول وجبةٍ جديدة ، سيكون الهديةَ الأفضل لسيدي ، كانت هذه الجملة تستولي على تفكيره حين دخل عليه أحد خدمه ، انحنى بوقارٍ ثم سأل سيده بالنهوض فقابله بالإيجاب ، نظر إلى الأرض فهو لا يجرُؤ على النظر في عيني سيده اللتان تشتعلان شراً ، عينان سوداوان كظلمة الليل أو بالأحرى كسواد قلبه ، علامات الخوف باديةٌ على وجهه مثل كلّ مرةٍ يقف فيها بين ذراعي رئيسه ، لكن الرعب ازداد عندما حدّثه سيده بصوته الغليظ
- لماذا تقاطعني ؟؟ ألم أقل أنه لا يحلُّ لأحدٍ مقاطعتي عدا [أكويا] ؟؟
- ل..لقد أمرني ..أ..أ..[أكويا] بـ..بـ..بسؤالك عن ...بقية المـ..المدعوين
أخرجها الخادم بعد صعوبةٍ بالغةٍ من حلقه الذي جفّ هيبةً منه
- قُل له إني لا أهتم ، فهم مجرد ألعابٍ سأتسلى بها ، المهم ذلك الشاب فهو سيكون أفضل هديةٍ حصل عليها
علاماتُ دهشةٍ تغزو وجهه ، آلاف التساؤلات حيرت عقله ، ماذا يقصد بأنهم لعبٌ سيتسلى بها ، وذلك الشاب هدية !! لمن ؟؟! ، نظر إليه سيده بعينيه آمراً إياه بالإنصراف، أصدر كرسيه صوتاً عندما نهض عنه ، اتجه ببطءٍ نحو النافذة الضخمة المطلة على حديقته ، أطفأ الموسيقى وقام بفتح الستائر الحمراء القانية ، نظر إلى الخارج وتحديداً إلى السماء ، عادت ابتسامات الخبث لوجهه متسائلاً ، متى ستصل يا سامر فسيدي وأنا ننتظر قدومك بتلهف وشوق ثم أغلق الستائر ليلعلن عودته لتلك الأجواء من جديد

في الخارج..
رأسه سينفجر من كثرة المتاهات التي ترتسم فيه ، رعشةٌ قوية استولت على جسده ، كلمات رئيسه أصبحت تصدح في أذنه كما الموسيقى الصاخبة التي يضعها ، حالة هذيانٍ أصابته ، تشويش أعتلى مشاعره ، حتى قرر أن أفضل وسيلة للنجاة مما هو فيه الهروب من القصر ، اتجه صوب [أكويا] الذي كان منشغلاً بما أمره به [تشيوا] ، علامات إرهاقٍ استولت على وجهه الشاحب المليء بالتجاعيد ، لم يذق للنوم طعماً منذ ثلاثة أيام ، طرق الشاب على الباب ليأذن له [أكويا] بالدخول ، لم يطل البقاء فقط أكتفى بقول ما أمره به [تشيوا] وانصرف . خطوات مثقلةٌ مشى بها نحو مدخل القصر ، شعورٌ بالفرحة اعتمر قلبه ، لا يفصل بينه وبين هذا الكابوس سوى عتبةٍ واسعةٍ ، خطوةٌ وتصبح الحرية من نصيبه ، ليظهر لونُ أحمرٌ يتوسط العتبة البيضاء، كانت ذلك أثر حذائه على مدخل القصر ، لم يخطُ خطوةً غيرها.

............

صوت قطراتٍ جذبت انتباهه ، كان أحد الخدم وأصغرهم سناً ، بدأ عمله اليوم تحديداً ، اتجه نحو الصوت آملاً أن يجد للمشكلة حلاً ، كان الصوتٌ قادماً من الغرفة المحظورة ، فتح الباب بحذرٍ ليُصدر صريراً قوياً ، دخل الغرفة بتأنٍ وعلامات القلق واضحة عليه ، تتبع صوت القطرات التي يريد حل مشكلتها والخروج قبل أن يراه أحد ، نظر في أرجاء الغرفة دون أن يجد صنبوراً واحداً للمياه ، تُرى من أين يأتي صوت القطرات ؟، قالها وهو يتمشى في الغرفة ليقاطع تفكيره قطرةٌ سقطت على رأسه ، انقتحت عيناه على مصرعيهما عندما رآه ، معلقٌ بالسقف وأحشاؤه بارزةٌ من جسده ، تعرف إليه في الحال، لقد كان الخادم الذي أرسله [أكويا] لصاحب القصر ، تسلل الذعر إلى قلبه ليسقط أرضاً ، تجمد في مكانه دون أن يتلفظ ببنت شفة ، ثوانٍ حتى استفاق من صدمته ليركض والخوف ينتشر مع خطواته ، صراخٌ ملأ أركان القصر ، قاطع صراخه العالي أجواء [تشيوا]، صوت تكسر كأس النبيذ التي بيده رافق ذلك الصراخ ، غضبٌ جامحٌ يصدر من عينيه ، خطواتٌ قويةٌ أتى بها من غرفته كانت تقترب من [أكويا] ، دنى من أذن [اكويا] ليهمس له
- سأغادر اليوم لقلعة [اوساكي] ، تأكد من تنظيف الفوضى واتبعني فيجب أن نُحضر استقبالاً ملائماً لضيوفنا القادمين
عاد الهدوء إلى ملامح وجهه الأبيض ، سار بخطواتٍ هادئةٍ نحو باب القصر ، خرج لتغلق أبواب القصر خلفه دون مُغلِق ، هدوءٌ قاتل سيطر على باحات القصر وغرفه ليزيله أصواتُ صرخاتٍ واستغاثات ، ثلاثُ ساعات كانت كفيلة بتنظيف الفوضى كما فضل [تشيوا] تسميتها ، جدرانٌ رُسمت عليها رموزٌ بالدماء وأرضٌ تناثرت عليها أعضاءٌ مختلفة ، صورة القصر عندما أقفله [أكويا] ليلحق بسيده لتجهيز وليمةٍ جديدة
__________________


وفي الجحيم شيء لن يراه احد سواك




رد مع اقتباس