عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-25-2015, 11:56 PM
 
الفصل الأول (( تَرَانِيمُ العَذَابِ الأَخِيرَة ))

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/25_07_15143785702013713.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



الفصل الأول (( تَرَانِيمُ العَذَابِ الأَخِيرَة ))

فِي ذَلِكَ الَمنْزِل النُحَاسِي ، حَيْثُ تُحَوِطَهُ حَشَائِشُ السِيرَافَانَا ، كَانْتَ تجْلِس بِأَدبٍ وَ اِحْتِرَام أَمَامَ ذَلِكَ العَجُوزِ مُقَابِلَهَا .
تَتَرَقب ُ مَا سَيَقُولَهُ وَ كُلُهَا لَهْفَة .
تنحنْحَ ثُمَّ اِسَتَطردَ : كَاتْرِين ، فِي الأَمْسِ تَقَدَمَ لِخِطبَتكِ أَحَدُ الشبانِ .
نَفَخَتَ خَدَيِّهَا بِطُفُولِية ، أَرَدَفتَ وَ قَدْ كَرِهَت سَمَاع أَخبارٍ كَتِلك : أبِي كَمْ مَرةً عليَّ أَنْ أَقُول بِأَنَنْي لاَ أُفَكِر فِي الزَوَاجِ مُطَلَقًا .
- لَكَنْ يَا ابنَتِي أَنَا أَيْضًا أَبَ وَ أَرَغَبُ بِرُؤَيةِ اِبنَتِي مُتَزَوِجَة .
هِيَ حَقًا لاَ تَرّغبُ بِعُصْيَانِهِ وَ لَكنْ لَدَيّهَا طُمُوح تَرَغبُ بِتَحَقِيقهَا أَوَلاً .
أَطَلَقتَ تَنهِيدَةُ يَأَس ، بَادَرتَ بِالقَول : لاَ بَأَس أَبِي سَأُفَكِرُ بِالأَمر .
تَهَللَ لِسَمَاعِ كَلاَمِهَا هَذَا ، اِعَتَلتَ الإِبْتِسَامَةُ مَحَيَاهَ ، أَجَابَهَا وَ هُوْ يَكَادُ يَطِيرُ فَرَحَاً : لَكِ ذَلِكَ !
- هَلَ هَذَا كُلُّ شَيءَ ؟!
- أُوهَ نَعْمَ ، لَكِنْ هَلَّا ذَهِبْتِ لِشِرَاءِ بَعَضِ الخُبــ …
لَمَ تَنْتظِرَ إِلَى أَنْ يُكَمِل جُمَلَته ، فَهِي تَرَغَبُ بِقَضَاءِ بَعَضِ الوَقْتَ بِمُفَرَدِهَا .
خَرَجَتَ مِنْ المَنْزِل بِسُرَعة قَبَل أَنْ تُدرِكَ خَالتُهَا بِخُرُوجِهَا .
ظَلَتَ تَتَمَشَى بِبُطء ، هِي لَيسَت مُوَافِقة عَلَى ذَلِكَ الزَوَاجُ إِطَلَاقاً ، لَكَنْ وَالِدُهَا سَيَكُونُ حزِيناً جِداً .
مَهَمَا بَحَثت عَنْ حُلُولٍ أَخُرَى تَبقَى المُوَافَقة هِي الحَلُ الأَنْسَب .
وَصَلتَ إِلَى المَخَبز ، اِشتَرَتَ بَعَض الخُبْزِ وَ اِتَجَهَتَ إِلَى إِحْدَى الهِضَابِ الشَاهِقَة .
فِي [ سَارَنُو ] هِي تَعِيش ، تِلكَ القَرَية التَابِعةِ لِمُقَاطعةِ [ سَالِيرَنُو ] الوَاقِعَةِ فِي إِقلِيمِ [ كَامَبَانَيَا ] .
لَطَالَـمَا اِشتَهرتَ [ سَارَنُو ] بِطَبِيعَتِهَا الخَلَابَة التِّي تُنْعِشُ الإِنْسَانَ وَ تُعِيدُ إِلَيهِ نَشَاطَهُ وَ حَيَوِيَتَهُ .
لاَشَيءَ يُعَكِرُهَا إِلَا تَهدِيدَات مُقَاطَعة [ نَابُولِي ] لَهَم ، إِنْهمْ أَعدَاء عَلَى كُلِ حَال .
شَعَرتَ [ كَاتْرِين ] بِأَنْهَا قَدْ اِسْتَغَرقتَ وَقَتًا طَوِيلًا لِذَا عَادَتَ بِسُرَعة لِـمَنْزِلِهَا .
لَمْ يَمُرَ وَقَتٌ طَوِيل قَبْلَ أَنْ يُحُلَ الليل .
لَمْ تَرَغَبَ [ كَاتْرِين ] فِي تَنَاوِلِ طَعَامِ العَشَاءِ ، فَهِي تَعلمَ بَأَنَهُ الوَقَتُ الذِي عَليهَا المُوَافَقةُ فِيه عَلَى الزَوَاجِ .
لَكِنْهَا سُرَعَان مَا اِسَتُسلَمَتَ وَ أَخَبرتَ وَالِدُهَا بِمُوَافِقتهَا .
رَغَمَ أَنْهَا كَانْتَ حَزِينَة لِكَوَنِهَا سَتَتَزوجَ إِلاَ أَنْ فَرَحةِ وَالِدَهَا هَوَنْت عَلَيَهَا الأَمَر .

-

فِي الصَّبَاحِ البَاكِر وَالِدُ [ كَاتْرِين ] أَخَبَرهَا بِأَنَ خَطِيبَهَا سَيزُورَهَا اليَوْم .
اِكَفَهرتَ فَورَ مَعرِفَتهَا بِهذَا الخَبْر ، هَذَا مَا كَانْتَ خَائِفة مِنهِ : أَنْ تُقَابِلَهُ قَبل الزَوَاجِ ، لَكَنْ هَذَا شَيءٌ بَدِيهِيَّ ، أَنْ يَرَى الرَجُلُ مَخَطُوبَتِهِ قَبل الزَوَاجِ .
طَرَقَ البَاب ، اِرتَعَبتَ [ كَاتْرِين ] هِي تَعَلمُ بِأَنَهُ الطَارِقُ بِلَا شَكَ .
فَتَحتَ البَاب بِبُطء ، لَمْ تَخِب تَوَقُعَاتَهَا ، كَانَ هُوَ الوَاقِف أَمَامَ البَاب .
فَتى بِأَوَاسِطِ العِشرِيناتُ مِنْ عُمُرِهِ بِشَعرٍ بُنِي وَ عَينيَنِ خَضرَواتَينِ ، مُعَتدِل البُنْية ، فَلَيسَ بِقَصِيرٍ و لاَ بِطَوِيل ، وَ لَيس بِسَمينٍ وَ لاَ نَحِيف .
أَعَجَبَهَا شَكلُهُ لَرُبَمَا لَمْ يَكُنْ الزَوَاجُ مِنْهُ بِالفِكَرَةِ السَيئة .
حَرَكَتَ رأَسهَا يُمَنْةً وَ يُسَرة تَنْفُضُ تِلكَ الأَفَكَارِ مِنْ رَأَسِهَا .
أَدخَلَتَهُ إِلَى صَالَةِ الضُيُوف ثُمَّ نَادتَ وَالِدُهَا الذِي بَدَا سَعِيدًا بِرُؤَيَتِهِ .
تَحَدَثَ مَعَهُ بَعض الوَقتَ ثُمَّ تَركَهُ مَعَ [ كَاتْرِين ] بِفرَديهِمَا .
كَانَ الصَمَتُ سَيِدُ المَوْقِف ، قَرَر أَخِيراً قَطَعَهُ بِسُؤالِهِ : إِذًا مَا الذي تُحِبِينَهُ [ كَاتْرِين ] ؟
شَعَرتَ بِأَنْ أَحَمَقًا يُحَدِثُهَا ، لِمَ يَسَأَلُ سُؤَالاً مِثَلَ ذَلِكَ ؟ وَ لِمَ الآنَ ؟
أَجَابَتَهُ بِبُرُودٍ شَدِيد : لَا شَيء مُعَيْن .
اِكْتَفَى بِرَسمِ اِبْتِسَامَةٍ حَانِيَة عَلَى وَجَهِهِ .
عَادَ الصَمَتُ مُجَدَداً لِيَطبِقَ عَلَى المَكَانِ .
بَدَأَتَ [ كَاتْرِين ] تَشْعرُ بِأَنْ الجَوُّ خَانِق .
تَأَفَفَت بِوُضُوح ، هِي لاَ تُرِيدُ المُكُوث مَعَهُ أَكَثر مِنْ ذَلِكَ .
شَعَرَ [ أَنْطُونْيُو ] بِأَنْهُ بِوُجُودِهِ يُضَايقَهَا .
قَررَ الرَحِيل ، اِسَتَأَذن مِنْ سُكَانِ البَيْتِ .
شَعَرْتَ [ كَاتْرِين ] بِرَاحة كَبِيرة فَوَرَ رَحِيلَهُ ، لاَ تَدَرِي كَيْفَ سَتَتَزوجَ مِنْ شَخَصٍ مِثَلَهُ ؟!!
رَأَتَ وَالِدُهَا أَمَامُهُ وَ قَدْ عقَدْ حَاجِبَيه حَتَى ظَهَرت كُتلَة مِنْ الدُهُون أَعلَاهُمَا تَدِلُ عَلَى هِرمِهُ وَ كُبرِهِ بِالسِن .
سَأَلتهُ بِاِنْدِهَاش : مَا خَطبُكَ أَبِي ؟
أَجَابَهَا وَ الاِنْزِعَاجُ بَادٍ عَلَيه : هَذِهِ لَيْسَتَ مُعَاملة الزَوَجَة لِزَوَجِهَا .
اِسْتَطَرَدتَ وَ هِي مَا عَادَتَ تُطِيقُ حَالَتِهَا تِلَكَ : لَا زِلَنَا مَخْطُوبَان ، لاَ دَاعِي لاِسْتِعَجَالِ الأُمُور .
ثُمَّ صَعدتَ لِغُرْفَتَهَا وَ اِرَتَمتَ عَلَى سَرِيرَهَا مُسْتَسلِمَةً للِنْومَ .

-

أَتَى اليَوْمُ المَوعُود ، هِي لَيْسَتَ سَعِيدة بِهِ إِطَلَاقًا ، لَكِنْهُ أَتَى فِي نَهَايةِ المَطَاف .
بِبدَلَتهِ السَودَاءِ الرَسْمِية كَانَ يَقِفُ بِاِنْتِظَارِها .
سُمِعَ وَقْعُ أَقدَامَ .
رَفْعَ الجَمِيعُ رُؤوسَهُم إِلَى السَلَالِم لِيَروهَا بِفُسْتَانِهَا الأَبْيَضَ المُطَرزُ وَ المُزيَنُ بِالكَثِيرِ مِنْ الخَرزِ الجَمِيل وَ اللُؤلُؤ الصِّنَاعِي .
كَانْتَ تَنْزِلُ بِكُلِ هِدُوء مُمسِكةً بِيْدِ وَالِـدِهَا بِقُوة هِي لاَ تُرِيدُ تَرَكَ يَدِهِ إِطَلاَقاً .
وَصلتَ إِليهِ ، مَا عاَدَ يُفْصِلَهُ عَنْ الإِمْسَاكِ بِيَدِهَا سِوَى بِضَعِ دَقَائِق .
سَمِعَ الحُضُور بَعَضُ الضَجَةِ بِالخَارجِ .
دَخَل القَاعةَ فَتَى يَلَهثَ بِالكَادِ يَتنْفَس ، وَقَفَ قَلِيلًا يَلتَقِطُ أَنْفَاسَهُ .
صَرخَ بِأَعلاَ صَوتِهِ : [ سَارَنُو ] تَحترِقَ !!
اِضَطرب الحُضُور ، مَلأَتَهُمْ مَشَاعِرُ الخَوفِ وَ الفَزع .
وَصَلَ الحَرِيقُ لِـمَدخَلِ القَاعة ، عمَت الفَوضَى وَ بَاتَ كُل فَرداً يُرِيدُ النْجَاة ، لَمَ يَعُودُوا يَهَتَمُون لأَي شيء سِوَى التَمَسُكِ بِالحَيَاةِ .
ظَلُوا يَرَكُضُون بِاِتِجَاه المدخل الخَلفِي .
تَعثرَ وَالِدُ [ كَاتْرِين ] وَ سَقَط عَلَى الأَرض .
هَرعَتَ [ كَاتْرين ] لاِنْقَاذِهِ لَكِنْ الآوَانَ كَانْ قَدْ فَاتَ .
فَهَو مِنْ قَدْ أَصَبحَ فِي عِدَادِ المَوتَى .
صَرخَت بِأَعلاَ صَوتِهَا ، اِجْتَمَعتَ الدُمُوع بِمَقلَتَيهَا .
سَمِعَتَ صَوتًا غَرِيب .
نْظَرتَ لأعَلَى لِتَجِد جُزءًا مِنْ السَقَفِ يَسقُطُ نَحَوهَا وَ النِيرَانُ تُحَوِطَهُ .
دَفَعَهَا أَحدَهُمْ ، اِلتفتت وَرَاءَهاَ ، لِتَجِدَهُ يَبتَسِمُ لَهَا قَبل أَنْ يُفَارِقَ الحَيَاة .
نَعْمَ كَانْ ذَلِكَ [ أُنْطُونْيُو ] الشَاب الذِي جَرَحتَهُ أَكثَر مِنْ مَرةَ ، هَا هُو يُضَحِي بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِهِا .
عَمَّ صُرَاخَهَا فِي الأَرجَاءَ ، لَمْ تُحَرِكَ سَاكِناً ، بَقِيتْ مُتَسَمِرةً مَكَانَهَا .
فَجَأَةَ اِعَتَرَتهَا رَغَبة بِالحَيَاةِ ، وَالِدَهَا وَ [ أَنْطُونْيُو ] لَمْ يُضَحِيَان بِحَيَاتِهمَا لِتَمُوتَ هِي .
ظَلَتْ تَرَكُضُ مَعَ ذَلِكَ الجَمعَ ، حَتى خَرجَتَ مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ المَشَؤوم .
صَعَدت لِتِلك الهَضبة التِي اعَتَادتَ صُعُودَهَا .
رَأَتَ القَرية وَ قَدْ أَصَبَحَتْ كَالبُرَكَانِ .
النِيرَانُ مُتَأَجِجة بِهَا ، النَّاسُ يُحَرَقُون أَحيَاء .
بَاتتَ مُتَأَكِدة بِأَنْ مُقَاطَعةَ [ نَابُولِي ] هِي مِنْ قَامَتَ بِهذَا ، هِي مَنْ قَتلت وَالِدَهَا وَ خَطِيبَهَا .
هِي عَزِمتَ عَلَى الاِنْتِقَامَ وَ لَنْ تَتَرَاجَعَ عَنْهُ أَبَداً .






لا أكاد أصدق بأنني انتهيت من كتابة ذلك الفصل
بصراحة كنت في حال يرثى لها
أتمنى حقاً أن يعجبكم و أتقبل انتقاداتكم بصدر رحب قلب7قلب7
و ان عجبكم فلايك + تقييم + ردود
و اعذروني ع التصميم فقد صممته ع عجلة

و قبل كل شيء هذه مشاركتي في مسابقة : عضو تحت الضغط : مسابقة أدبية ضخمة !!

أتمنى حقاً من اعماق قلبي أن يعجبكم !!


[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




صمتًا يا ضجيج اشباحي !!.
فَسعادتي تَنتظرُني!
اَما كَفاكِ وقتاً بجعلي تَعيسَةً؟!
دَعيني لاَسعدَ وحدي!دَعيني اَبتسمُ بسعاده!
واَتركيني لاَعيش...!



اختبر نفسك عني !! | معرضي !!

التعديل الأخير تم بواسطة البقرة ; 07-26-2015 الساعة 09:26 AM