في ختام المرحلة الثانية حضور ثلاثة شعراء وانسحاب المطيري تخفيض نسبة تصويت الجمهور في الحلقة القادمة إلى 30% 
من على مسرح شاطئ الراحة في العاصمة أبوظبي، وفي مسك ختام المرحلة الثانية من مسابقة شاعر المليون، أستضافت الحلقة السادسة ثلاثة شعراء مبدعين، بعد اعتذار الشاعر الكويتي المبدع جابر المطيري وذلك بسبب ظروف "خاصة"، أهمها وفاة والده رحمة الله عليه في الأسبوع الماضي، ليحرمنا القدر من إمكانية مشاهدة شاعر أنيق قدم قصيدة من أهم قصائد المسابقة في المرحلة الأولى.
حضور جماهيري كبير قابل الشعراء المشاركين بهتاف وحماس منقطع النظير، بحضور الشيوخ، وكبار المسؤلين، كما شرّف الحضور أثنين من أعضاء لجنة تحكيم مسابقة "أمير الشعراء" هم الدكتور عبد الملك مرتاض، والدكتور علي تميم، كما تواجد في الحلقة الشاعر المبدع "كريم معتوق" صاحب لقب مسابقة أمير الشعراء، وضيف الحلقة "شاعر الرومانسية" نجم مسابقة شاعر المليون في الدورة الأولى الشاعر السعودي عبدالله البكر التميمي الذي ألقى قصيدتين رائعتين تفاعل معهما الجمهور.
تأهل عامر بن عمرو وبندر محيّا
في المقابل تم الإعلان عن نتائج الحلقة السابقة بتأهل الشاعر عامر عمرو بأعلى نسبة تصويت، ونال الشاعر السعودي بندر محيا العتيبي بطاقة العبور، بعد الخروج المشرف من المسابقة للشاعرة العمانية هلاله الحمداني، والشاعر السعودي بدر الخالدي.
ابن الشهيد
ليس بغريب على الشاعر السعودي بدر الظاهري تمكنه من ما يريد قوله في الشعر، فهو صاحب قصيدة "فتح الرياض" في المرحلة الأولى والذي بسببها كان أوّل المتأهلين لهذه المرحلة.
لينقلنا في هذه الأمسية إلى النصوص الإنسانية مع نص "ابن الشهيد"، ليقدم من خلاله مواساة لإبن الشهيد. فكرة جميلة استطاع بها الشاعر أن ينقلنا إلى فضاء الإحساس بالفقد مستخدماً لغة افتخارية ذات طابع جديد ومتفرّد. قصيدة قال عنها الدكتور غسان الحسن بأنها تحمل الكثير من الجمال والشعر،ولكن تخللها خلط بين الشهيد وابن الشهيد فمثلاً لماذا يكون المجد لابن الشهيد وهو في الحقيقة للشهيد..!، كما نوّه الدكتور على الإضاءات في الأبيات الثلاث الأولى من القصيدة لما تحمله من صور جميلة للحياة من خلال ملامح مشهد الماء في الأبيات الثلاثة الأولى من القصيدة. كما قال حمد السعيد على أن النص جاء شامخ حلّق به الشاعر منفرداً خارج السرب، وللشهيد الحق على الشعراء في الكتابة عنه، وأشار سلطان العميمي عن مدى شاعرية الظاهري من خلال ما قدمه من قصائد في المسابقة، كما أشار على أن النص بمثابة الغيمة والماء وهذه الدلالات خلقت في النص روح الحياة، كما أضاف العميمي أن القصيدة بالفعل قصة لا تمل فصولها، في حين أشار بدرصفوق للبلاغة الشعرية التي مكّنت الشاعر من جمع أربع مواطن للعزّة في القصيدةهي القلم، والدم، والأرض، وقصص الفخر في الموروث الشعبي، ووصف بدر صفوق الظاهري على أنه يتنفس الشعر برئة شعرية مكتملة كوصف للتجربة الشعرية المتمكنة والذي تميز بها في المسابقة بشكلٍ عام، وأضاف تركي المريخي على أن الفكرة منحت رونقاً آخر للقصيدة أجبر الجمهور على التصفيق والاحتفاء بالشاعر لما قدمه من تميز يبرهن به على مكانته الشعرية في الكتابة، و قد حصل الظاهري على نسبة 81 ممتاز، 13جيد، 6 متوسط من تصويت جمهور شاطئ الراحة بعد إلقاءه القصيدة مباشرة.
شاعر الجمهور
الشاعر المبدع عبدالله السميري شاعر يقاسم الجمهور شاعريته المنتمية إلى الشعر الإجتماعي العام، ويلتقط من المشاهد اليومية صورته الشعرية القريبة ليهديها للمتلقي بعفوية عذبة تمنح الجمهور قراءة الشاعر من أول حرف برغم سرعة إلقاء السميري لقصائده، كما أثبت السميري مدى انتماءه للصوت الخارجي للشعروالتوجه المسرحي في الصياغة الشعرية، وأهتمامه برموز الفن المسرح الكوميدي العربي كالفنان "عادل إمام"، والفنان "أحمد بدير" كأقرب مثال على قربه من المسرح والكوميديا الساخرة، وهذه المعايير المميزة سبباً رئيسياً في وصول السميري إلى الجمهور بسهولة، كما أكد الشاعر من خلال مسابقته بأنه الفاكهة الشعرية لمسابقة شاعر المليون والأقرب إلى صوت الجمهور الداخليي.
أشار حمد السعيد إلى الحضور المسرحي والجميل للشاعر، وكانت له ملاحظة على عدم ترابط الأفكار ببعضها بين الأبيات بسب الأفكار الكثيرة التي تطرق لها السميري في القصيدة، وأشار العميمي إلى أن إلقاء الشاعر أضاف للقصيدة الكثير من الجمال والروعة، وإن النصائح التي حملتها القصيدة كلها كانت جيدة ومفيدة لما تحمله من مبادئ سامية في الحياة، وأشار بدر صفوق إلى أن النص فوضوي يشبه أسلوب الشاعر، وابتعاد مواضيع النص عن بعضها في ابيات القصيدة مثال واضح على ما ذكرت من فوضى داخليه تشكلت مع النص ، وفي حديثه الموجه للشاعر قال صفوق لقد عقّدت النص وكانت أبياته تنتهي بالبتر، وكأنك تعطي لنفسك كارت أحمر للخروج، وأضاف تركي المريخي إعجابه بالنص، وأعطى مثال لمقولة الشاعر محمود درويش "المطلوب من الشاعر كتابة شعراً جميلاً"، وأنت بالفعل كتبت شعراً جميلاً، كما أشار الدكتورغسان إلى قول ما زلنا نحيى على ذاكرة قصائدك الجميلة، وبرر عدم توافق مواضيع الشاعر في القصيدة بسبب الوضع النفسي المشتت فيذات الشاعر وقلقة الدائم على أمته العربية في لحظة الكتابة. في الأخيرحصل السميري على 92 درجة ممتاز، 5 درجات جيد ، 3 درجات متوسط في تصويت جمهور شاطئ الراحة بعد إلقاء القصيدة.
رسالة إلى الإرهاب
الشاعر الإماراتي محمد الكعبي شاعر ينتمي إلى التراث الأصيل،واللهجة الإماراتية الصادقة، والشعر الطبيعي العقلاني الذي ينتمي غلى الحكمة الواضحة. شاعر بطبيعته الهادئة قدم في المرحلة الأولى نصاً شعرياً جميلاً انتقل على أثره إلى هذه المرحلة. أما في هذه الأمسية فقد قدم الكعبي نصاً متفوقاً فكرةً وشعراًبشهادة الجميع، حيث تطرق الشاعر إلى قضية مهمة تهدد عالمنا الإسلامي في الشرق والغرب، حملت رسالة إنسان صادق و صديق يؤلمه ما يؤلم الآخرين، لقد تفرد الشاعر بفكرة "الإرهاب" في القصيدة، وطرق بها باباً قاده إلى الإعجاب برسالته الإنسانية من خلال منبر شاعر المليون، ليسجل حضوراً متوازياً لرغبة الرسالة والحضور الشعري. وقد أشار سلطان العميمي إلى إعجابه بالقصيدة من نواحي عديدة، تبدأ من تقنية الكتابته وإعطاء أللا حي - الحياة في الصورة الشعرية، كما علّق على سُمو الرسالة وتوضيح الشاعر من خلالها للآخر بأن الإسلام رسالة تسامح وسلام وما غير ذلك فهو تلفيق للثقافة الحقيقية في المنهج الإسلامي. كما أشار صفوق إلى أن الشاعر محمد جميل ولا يأتي إلا بالشئ الجميل، كما أشار صفوق إلى مدخل النص الذي اعتبره يحمل الكثير من استدعاء الدهشة والانتباه بحكم العقلانية الواسعة الموفقة واستخدامها المبرر من قبل الشاعر في النص، وأضاف أن الشاعر تطرق إلى رسالة إنسانية نبيلة، كما أشار إلى إعجابه باللهجة الإماراتية التي تحمل مواصفات خاصة في الشعر الشعبي، وأشار تركي المريخي إلى أن النص حمل رسالة واضحة لأبناء الوطن في كل بقاع الأرض، وتمنى من العالم إستيعاب الرسالة التي وجهها الكعبي. كما أضاف الدكتور في تعليقة على النص وما تميز به من تقنية فنية عالية تستحق الإشادة، وخاصة الأبيات الثمانية الأولى من القصيدة والتي حملت أوجه كثيرة من الجمال الشعري، كما أشار الدكتور إلى فنية النص التي بثت روح جديدة في الأمثال الشعبية المستخدمة من قبل الشاعر، واعتماده على تجديد الصورة الشعرية فيها بروح جديدة ابتعدت عن الاستهلاك الممل، واضاف الدكتور بقوله الجميل أن الشاعر شبّه الإنسان بالنبات وتحويل الإنسان إلى جمال في الصور الشعرية التي حملت الدهشة والشعر الحقيقي للمتلقي. وقد حصل الكعبي على درجة 76ممتاز، 10جيد، 14متوسط، من جمهور المسرح بعد إلقاءه القصيدة.
رد الجميل والغزل
قدم الشعراء الثلاثة قصيدة "رد الجميل"، وجميعهم تميز في طرق هذا الغرض الشعري الإنساني، والذي يعتبر قيمة إنسانية متأصلة في مبادئ الإنسان العربي الأصيل ومجتمعه العربي. قصائد علّق عليها أعضاء لجنة التحكيم باعجاب، مع بعض الإضاءات النقدية التي يستفيد منها الشاعر، وهذا ما جاء موازياً مع غرض "الغزل"، الذي أبدع فيه الشعراء الثلاثة وأثبتوا للجنة والجمهور بأنهم على مستوى عالي من التجربة الشعرية التي تبرر وصولهم إلى هذه المرحلة المتقدمة في المسابقة.
معرض الكتاب
كما شهدت الحلقة عرض فقرة عن افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثامنة عشر تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء، وقد عرض على الشاشة بعض اللقطات عن جناح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في المعرض، وبعض المشاريع التي تشارك بها أكاديمية الشعر، وقد تحدث الأستاذ سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر عن النشاطات التي تشارك بها الأكاديمية في سنتها الأولى بالمعرض من كُتب ومؤلفات جديدة عن الشعر الشعبي والفصيح من إنتاج الأكاديمية ومعرض عن المخطوطات الشعبية، كما أشار العميمي إلى ندوة ستقيمها الأكاديمية على هامش المعرض عن أهمية المخطوطات بحضور أساتذة وخبراء لهذا الجانب التاريخي في التوثيق الأدبي.
بطاقة العبور، وفن التغرود
كما شهدت الحلقة الإعلان عن الحلقة القادمة، والتي ستكون خاصة لشعراء "كارت العبور" وهم فالح الدهمان، مهدي آل حيدر، خلف مشعان العنزي، هزاع عبدالله، بدر محيّا العتيبي، في انتظار صاحب بطاقة العبور من هذه الحلقة، بعد تنويه اللجنة لشعراء الحلقة الثلاثة بأخذ الاعتبار والإستعداد الكامل بحكم عدم معرفة من هو صاحب البطاقة السادسة إلى الآن.
وعن شروط الحلقة القادمة تحدث الدكتور غسان الحسن على أن سيقدم كل من الشعراء قصيدة حرّة الإختيار، وقصيدة أخرى مجاراة لقصيدة نبطية للمرحوم الشاعر الإماراتي بن حم العامري في فن "التغرود" ، والأبيات هي
هزري مثل زايد يشابه جده
الغيد لا سد العرب ما سدّه
وقد عرّف الدكتور فن "التغرود" الشعري بأنه فناً شائعاً في دولة الإمارات، ومن جاورها من المناطق في سلطنة عُمان، وهوفن شعري عبارة عن قصيدة بأنصاف أبيات متشابهة في القافية كما عرّفه الدكتور غسان، وأضاف بأن هذا الفن من الشعر يسمح بأن تكون في القصيدة أبياتاً مفردة من ناحية القافية ولكنها لا تختلف في الوزن.
انسحاب جابر المطيري
وعن عدم حضور الشاعر الكويتي المبدع لظروف خاصة، كان الحديث للأستاذ بدر صفوق عضو لجنة التحكيم عن رأي اللجنة التي اعتبرت عدم حضور الشاعر إنسحاباً من المسابقة، متمنين له كل التوفيق.
النتيجة
في النهاية أعلنت لجنة التحكيم درجات المتسابقين في الحلقة وجاءت النتائج كالتالي:
محمد الكعبي 44 درجة، بدرالظاهري 42، عبدالله السميري 40 درجة، كما جاء التصويت النهائي لجمهور شاطئ الراحة على النحو التالي:
عبدالله السميري 45 درجة، بدر الظاهري 27درجة، محمد الكعبي 19درجة. تم النقل اخوكم ابوخالد