عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-11-2008, 10:09 AM
 
التاجر وزوجاته الاربع

التاجر وزوجاته الأربع
كان هناك تاجر غني له 4 زوجات وكان يحب
الزوجة الرابعة أكثرهم ، فيلبسها أفخر
الثياب ويعاملها بمنتهى الرقة ويعتني
بها عناية كبيرة ولا يقدم لها إلا الأحسن
في كل شيء ..
وكان يحب الزوجة
الثالثة جدا أيضا ، كان فخور بها ويحب أن
يتباهى بها أمام أصدقائه وكان يحب أن
يريها لهم ، ولكنه كان يخشى أن تتركه
وتذهب مع رجل آخر ..
وكان يحب الزوجة الثانية أيضا ، فقد
كانت شخصية محترمة ، دائما صبورة ، وفي
الحقيقة كانت محل ثقة التاجر ، وعندما
كان يواجه مشاكل كان يلجأ إليها دائما ،
وكانت هي تساعده دائما على عبور المشكلة
والأوقات العصيبة ...
أما الزوجة الأولى فمع أنها كانت شريكا
شديد الإخلاص له ، وكان لها دور كبير
في المحافظة على ثروته وعلى أعماله ،
علاوة على اهتمامها بالشؤون المنزلية ،
ومع ذلك لم يكن التاجر يحبها كثيرا ، ومع
أنها كانت تحبه بعمق إلا أنه لم يكن
يلاحظها أو يهتم بها ..
وفي أحد الأيام مرض الزوج ولم يمض وقت
طويل ، حتى أدرك أنه سيموت سريعا ، فكر
التاجر في حياته المترفة وقال لنفسه ،
الآن أنا لي 4 زوجات معي ، ولكن عند
موتي سأكون وحيدا ،
ووحدتي كم ستكون شديدة ؟؟.....
وهكذا سأل زوجته الرابعة وقال لها : "أنا
أحببتك أكثر منهن جميعا ووهبتك أجمل
الثياب وغمرتك بعناية فائقة ، والآن أنا
سأموت ، فهل تتبعيني وتنقذيني من
الوحدة؟ كيف أفعل ذلك أجابت الزوجة
مستحيل...!!
غير ممكن ولا فائدة من المحاولة ، ومشت
بعيدا عنه دون أية كلمة أخرى ، قطعت
إجابتها قلب التاجر المسكين بسكينة
حادة .
فسأل التاجر الحزين زوجته الثالثة وقال
لها : " أنا أحببتك كثيرا جدا طول
حياتي ، والآن أنا في طريقي للموت فهل
تتبعيني وتحافظين على الشركة معي ؟ " لا
هكذا أجابت الزوجة
الثالثة ثم أردفت قائلة " الحياة هنا
حلوة وسأتزوج آخر بدلا منك عند موتك " .
غاص قلب التاجر عند سماعه الإجابة وكاد
يجمد من البرودة التي سرت في أوصاله

ثم سأل التاجر زوجته الثانية وقال لها : "
أنا دائما لجأت إليك من أجل المعونة
، وأنت أعنتني وساعدتني دائما ، والآن
ها أنا أحتاج معونتك مرة أخرى ، فهل
تتبعيني عندما أموت وتحافظين على
الشركة معي ؟ فأجابته قائلة : أنا آسفة ..
هذه المرة لن أقدر أن أساعدك ، هكذا كانت
إجابة الزوجة الثانية ، ثم أردفت
قائلة :" أن أقصى ما أستطيع أن أقدمه لك ،
هو أن أشيعك حتى القبر " ... انقضت
عليه أجابتها كالصاعقة حتى أنها عصفت به
تماما ...
وعندئذ
جاءه صوت قائلا له : " أنا سأتبعك وسأغادر
الأرض معك بغض النظر عن أين ستذهب ،
سأكون معك إلى الأبد " ..

نظر الزوج حوله... يبحث عن مصدر الصوت
وإذا بها زوجته الأولى ، التي كانت قد
نحلت تماما كما لو كانت تعاني من
المجاعة وسوء التغذية ، " قال التاجر وهو
ممتلئ بالحزن واللوعة ، كان ينبغي علي
أن أعتني بك أفضل مما فعلت حينما كنت
أستطيع " ...

في الحقيقة كلنا لنا أربع زوجات ...........
الزوجة الرابعة : هي أجسادنا التي مهما
أسرفنا في الوقت والجهد والمال في
الاهتمام بها وجعل مظهرها جميل ، فأنها
عند موتنا ستتركنا ..!
الزوجة الثالثة : هي ممتلكاتنا
وأموالنا ومنزلتنا ، التي عند موتنا
نتركها .. فتذهب للآخرين .!
الزوجة الثانية : هي عائلاتنا وأصدقاؤنا
مهما كانوا قريبين جدا منا ونحن أحياء
، فأن أقصى ما يستطيعونه هو أن يرافقونا
حتى القبر .!
أما الزوجة الأولى : فهي في الحقيقة
حياتنا الروحية وعلاقتنا مع الله ، التي
غالبا ما نهملها ونحن نهتم ونسعى وراء
الماديات .. الثروة .. الممتلكات

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على
دينك