الموضوع: رسائل من مجهول
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 07-02-2015, 06:14 AM
 
لم أذق الزاد ليلتها رغم الحاح جدتي فطلبت منها ان لا ترغمني عن تناول الطعام فقد شعرتُ بالغثيان نتيجة كلمات امي التي تنثُر السم والشرار.....قالت جدتي الحبيبة وهي تواسيني((اهدأي يا طفلتي، انا واثقة انكي لا تعلمين شيئا عما تقول والدتك))

قلت بيأس وضيق (ان والدتي لم تشعر يوما نحوي بالحنان) ثم اردفتُ قائلة (اني اكرهها من أعماق قلبي) وعلى الفور قاطعتني جدتي ((صه، لا أُريد ان اسمع منكي مثل هذا الحديث عن والدتك)).

لطالما راودني ذلك الإحساس الذي يتعلق بكره امي لي وهو انها كانت تنتظر مني ان أكون مثل باقي فتيات جيلي وان احمل نفس صفاتهن في الجمال والرشاقة والرقة بالإضافة الى ذكاء اجتماعي، واحقاقا للحق لم اكن املك أي من تلك الصفات فدائما ما أكون الفتاة الأقل جمالا في الجلسات النسائية التي ترغمني امي باصطحابي اليها وكثيرا ما اشعر بالتعب دون بذل أي جهد ما يجعلني مدعاة للسخرية من قبل المحيطين بي ولم اكن تلك المتحدثة التي تأسر من حولها بكلماتها فكنتُ اتلعثم بالكلام حين يُطلب مني الرد فيغلبني الحياء لتكتسي بشرتي الباهتة بالحمرة فأكون محط سخرية للضاحكة والشامتة والمتباهية، ولأتجنب تلك المواقف الخانقة انزويت على نفسي غير اني لم أسلم من لسان امي السليط علي.

كانت تلك الأفكار تراودني دائما فأصاب بالحزن ولم انسى موضوع الرسالة من المجهول، في الحقيقة لم اصدق ان تأتي لي رسالة رغم عدم تأكدي من كوني المقصودة بكلام تلك الورقة المبللة حين قبضت عليها يد امي.....استولت الحيرة علي ولم اخفي دهشتي بانني قد أكون معشوقة، نعم انا-رغم انها فكرة حمقاء-.

كلمات تلك الرسالة لم تغب عن البال(سآخذكي بعيدا من هنا) ولكي أتأكد اكثر وأصل لدرجة اليقين باني المقصودة تسللت الى نافذة غرفتي وابعدتُ الستارة وإذ بي أرى جثة ضخمة تحدق بي وقد ارتعبت لما رأيت ذاك الضخم يناظرني وعيونه يخرج منها الشر وهربتُ من ذاك المشهد بإغلاق الستارة لكني لم أتمكن من الهرب من امي فتفاجئت بوجودها وانقضت علي كالوحش لتضربني بقسوة مفرطة وقالت ((كنتُ متأكدة انكي ستكلمينه فانزويت خلف الباب لاتفاجىء بفتاة عديمة الاخلاق)) اقبلت مسرعة نحو النافذة لكنها لم ترى شيئا وقالت لي ((سأخبر والدك وأخيكي حتى يتوليان امرك)) ثم انصرفت وقبل ان تخرج من غرفتي نصحتني قائلة ((استغفري الله يا آمال حتى لا يُرسل لكي روحا شريرة تأخذكي بعيداً من هنا)).

رد مع اقتباس