عرض مشاركة واحدة
  #504  
قديم 06-30-2015, 04:09 AM
 

[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_06_15143546197211192.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



ما غابَ إرتفاعُ صدرهَا وإنخفاضهُ مع سُرعةِ تنفسِهَا عن ناظريهِ يُراقبُ التحركاتِ الدقيقةِ لهَا
مُقيدةُ الذراعينِ والقدمينِ على كرسيٍ خشبيٍ مسمُوم ، إبيضَّت عيناهَا وباتتْ عمياءَ لا ترى شيئًا
كُل عشرِ ثوانٍ يرمي إبرةً على الأرضِ لتُصدرَ صوت الإصطدامِ المزعج وسط السكُون
مُبتسمًا أيمَّا إبتسامٍ على إرتجافٍ جسدِهَا الحاد وصعوبةِ تنفسِهَا ،
لم يكُ الأمرُ ليرضيهِ لولم تكن يداها تنزفانِ بغزارةَ .. ولم يكُ ليكونَ ممتعًا دونَ جثةٍ تنزفُ
معلقةً فوقَ رأسِهَا وتتغيرُ كُلَ ساعة .. مُغطاةُ بالدمِ من فوقِهَا لأسفلِهَا .. سواءً دمُهَا أم دمُ .. غيرِهَا
سألتْ نفسهَا بعدمَا عرفتْ أن هذا السمُّ لا يمزح .. هل وجدوا سمًا قادرًا على قتلها حقًا ؟!
هي التي ما استطاعَ سمٌ قتلهَا ولا عرفتْ موتًا بأحدِ أصنافهِ .. صنعُوا واحدًا لأجلِهَا خصيصًا ؟!
سألهَا مُعذِبُهَا مُنتشيًا سكرانًا ثملًا بهذا الإنتعاشِ من رؤيتِهَا دانيةً من الموت :

- لتكن السماءُ ونجُومهَا الليلةُ شاهدينِ على خسارَتِك ، إمتحشَ الجلدُ مع العظمِ
وتمخَّضتِ أيدي القدرِ عن إستسلامٍ لأمرِكْ ، أحقٌ هو هذا الذي ترينهُ ملاذًا ؟!
سوف يُخثعمُ القومُ الليلة .. وليكونَ لحمُكِ هو المأدبةَ الكُبرى

ارتضخ لُكْنةً أعجميةً في كلامهِ هذا ، وخثعمتهَا الجثثُ بالدماءِ الفاسِدة ،
لا تستطيعُ رؤيتهُ ولكنهَا تشمُهَا عليهِ بوضوح .. رائحةٌ آلافٍ من الدماءِ المنكسبةِ من يديه
على مرِّ العصُور .. هذا اللعين !! تكادُ تجزمُ أن لا شيءَ فيهِ غير الدم !!
نفثَ هواءً من رئتيهِ بتباطؤٍ شديدْ ، حتى صارَ دخانًا اسودًا قيَّد رقبتهَا خانقًا إياهَا ،
هذهِ المرة .. هذهِ الإرتجافةُ الآن في جسدهَا .. الرعشةُ الباردَة التي اوقفتْ شعرَ الجسمِ كُله
خوف .. هي تخاف ؟! .. هي .. تخاف ؟!
سألهَا بوحشيةٍ مُهيبَة :

- أتخشينني آرليت ؟! أتريدينَ الهربَ مني ؟!
أم أنني ملاذٌ لكِ يا لعينة ؟! ألا تقطعينَ وجودكِ عنا ؟!
ألا تختفينَ من أعمقِ الأراضينِ لأعلاهَا ؟! أم ان السماء بوسعتهَا ما عادت تكفيكِ ؟!
حريٌ بكِ الهربُ لحيثُ يقطنُ الديجور ، إحتمِ بالغياهبِ واعماقِ المحيطاتِ مني
إني لقاتلكِ يومًا .. سواءً الليلة أم غدًا !

ما توقف جسدهَا عن الإهتزازِ للحظة ، تُجيبهُ بما تملكهُ من مهابةٍ باقِيَة :

- أخشاك ، ولكن المخاوِفَ المُفزعَة بإمكانَهَا أن تغدو حقيقَة !



[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________
رد مع اقتباس