عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 05-30-2015, 12:02 AM
 
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:100%;background-image:url('http://up.arabseyes.com/uploads2013/28_05_15143280683532953.png');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]



اقترب من نافذة ديجور حالك الظلمة ،
حوطها بكلتا يديه ، تطاير شعره القرمزي
عاكساً ضوء القمر ليتوهج كنار غضب متأججة .
أردف بصوت مخملي ناعم :-
- بات الأمر قريباً ... ميلفينست .



الفصل الثالث (( و ما الماضي سوى آلام و أحزان ))


نفخت خديها بطفولية ، تأففت من وضعها الممل ، تمتمت بعبارات انزعاج ، ليأتي من خلفها قائلاً بمرحه المعتاد :
- كيف هو الحال ميلفينست ؟
نظرت اليه بعينين ناعستين لتردف بضجر :
- ممل .
- قريباً سيظهرون مرةً أخرى .
- أشك في هذا .
ضحك بخفة ليشد خديها و كأنها طفلة صغيرة قائلاً :
- لا داعي لأن تكوني كئيبة هكذا ميلفينست .
أبعدت يديه و هي تستشيط غضباً منه ، أدارت وجهها للناحية الأخرى بحيث لا تراه مردفةً :
- لا تفعل هذا مجدداً .
أطلق تنهيدة ضجر ثم غادر و تركها وهو يقول :
- على كلٍ جلالتها تريدك .
اندهشت قليلاً لكنها تبعته إلى الملكة .
كانت تفكر في أنها ستكلفها بمهمة أو ماشابه لكونها درع الدولة .
طرق نيكولاي الباب ليأتي من خلفه صوت رقيق و عذب كما هي العادة يقول :
- تفضل .
فتح نيكولاي الباب و انحنى بكل احترام ثم غادر تاركاً ميلفينست معها .
ابتسمت الملكة بنعومة مردفةً بصوتها المخملي :
- تعلمين ، كنت أفكر في أن تبحثي أنتِ و نيكولاي عن حاملي الجواهر .
أردفت ميلفينست بحماس :
- فكرة جيدة .
صمتت قليلاً ثم استطردت بتساؤل :
- كم عددهم ؟
- بصراحة في كل مرة يتغير عددهم ، فأحياناً يزيدون و أحياناً ينقصون .
- يالا الازعاج ، من أين علينا البدء ؟
ابتسمت الملكة مجيبةً عن سؤالها :
- هناك مدينة تدعى ( هاناغين ) أعتقد أنكِ ستجدين واحداً من حاملي الجواهر هناك .
- هكذا اذن .
كررت الملكة جملتها بتساؤل لتردف ميلفينست :
- سأتجه لتلك المدينة الآن .
اندهشت الملكة من ردة فعلها لتردف بسرعة :
- انتظري إلى الغد على الأقل .
- أبداً ، فأنا لا أحتمل المكوث هنا أكثر في هذه الأجواء المملة .
تنهدت الملكة بحرقة وهي تردف بتحسر :
- حسناً اذن .
أشارت بيدها إلى أحد خدامها ثم استرسلت بالحديث قائلةً :
- جهز العربة حالاً .
انحنى ذلك الماثل أمامهما مردفاً بكل احترام :
- أمرك جلالة الملكة .
أردفت ميلفينست بعد أن تأكدت من حضور العربة :
- سأذهب الآن .
أجابتها الملكة بكل رقة قائلةً :
- اعتني بنفسك جيداً .
انحنت ميلفينست باحترام و أدب ثم اتجهت خارجةً من الغرفة .
همست الملكة :
- عودي سالمة .
ابتسمت ميلفينست من طرف فمها فقد سمعتها لكنها تظاهرت بعكس ذلك و اتجهت لنيكولاي ومن ثم للعربة .

______

كان يتأمل ذلك السيف أمامه ، ذلك السيف الحاد الذي يقطع كل من أمامه ، كان غمده ذا لون أحمر قرمزي يتوهج كالنيران المتأججة مرصع بالجواهر لكنها كانت ذا لون واحد وهو الأسود ، أمسكه بحذر شديد و قد ارتسمت على شفتيه ابتسامة خبث و مكر .
اقترب منه فتى في أواسط العشرينات ، يرتدي ملابس سوداء قاتمة ، ذا شعر أصفر مائل للون البني بدا و كأنه تراب اختلط بأشعة الشمس و رمال الصحراء ، و عينين زرقاوتين متلألأة ، يمتلك ملامح حادة و شرسة و كأنه هجين شرس يتربص بفريسة أمامه ، يده اليمنى كانت ملفتة للأنظار ، كانت ضخمة بدت كيد وحش لكنه ارتدى قفازات بيضاء لعلها تخفف من بروزها .
أردف بنبرة يملؤها الاحترام :
- سيدي إنهم متوجهون إلى مدينة ( هاناغين ) .
أجابه ذلك الأخر و هو يكبت ضحكته الشريرة :
- ممتاز ، جهز عربة لهناك حالاً .
أردف بنبرة الاحترام ذاتها :
- كما تأمر سيدي .
ما إن خرج من تلك الغرفة المشؤومة حتى أطلق ضحكته الشريرة في الأرجاء ، ليردف بالخبث عينه :
- استعدي للأسوأ .. ميلفينست .

______

كانوا في عربة مصنوعة من الخشب ، مطلية باللون الأبيض ، ذات عجليتين من حديد ، تقودها أحصنة بيضاء يتطاير شعرها مع نسمات الهواء العليل .
أردف و الملل يكاد يفجره :
- ألم نصل بعد ؟
أتاه صوت رجل عجوز من الأمام يقول :
- بقي القليل فقط .
زفر بتعب و ارهاق .
وجه بصره إلى ميلفينست ، كانت تنظر من خلال النافذة إلى تلك الجبال الشاهقة وقد كساها الثلج بعينيها الغامضتين .
أردف نيكولاي بجدية :
- ميلفينست أريد أن أعرف ماضيكِ .
لم تلتفت إليه مخافة أن تلتقي أعينهما فتفصح عن كل شيء ، أردفت ببرود قاتل :
- ليس مهماً أن تعرف .
- لكني أرغب بذلك .
- لا أعتقد أنه سيسرك أن تعرفه .
- لكن ...
قاطعه صوت ذلك العجوز أمامهما يقول :
- لقد وصلنا .
تنهدت ميلفينست فقد أنقذها العجوز من إلحاح نيكولاي ، لكنها تعلم بأنه سيسألها مجدداً في أي وقت آخر .
نزل كليهما من العربة .
كانت مدينة تضج بالسكان ، مزعجة و صاخبة ، أهلها كانوا يرتدون ملابس قديمة بدت و كأنها من القرون الوسطى ، ورغم أنها مدينة إلا أنها لم تكن متحضرة و لا متطورة .
بدا أهلها سعداء و فرحين بمدينتهم تلك ، و لم يكن أي أحد يجرأ على ارتكاب جريمة في تلك المدينة ، لكن هالة من الغموض و الريبة تكونت حول الجبل الذي يحوطها من جهتي الشرق و الشمال ، بدا و كأنه منفى للأشباح أو ماشابه .
كان الفضول يملأ ميلفينست أرادت أن تعرف سر ذلك الجبل ، و لو اعتقدت لوهلة من الزمن أنها قد تلتقي ببعض الشياطين و الأشباح .
قطع نيكولاي حبل أفكارها وهو يقترح عليها قائلاً :
- ما رأيك أن نتناول طعام الغداء أولاً ، فلن نستطيع الاستمرار بمعدة خالية من الطعام .
أجابته ميلفينست و هي لا تزال تنظر للجبل :
- اذهب أنت ، هناك شيء أريد التأكد منه .
رفع كتفيه بلا مبالاة ثم مضى تاركاً اياها تقوم بمغامرتها تلك .
في طريقه للمطعم ، كان يفكر بسبب برود ميلفينست ، استنتج أن ماضيها كان محزناً جداً لذا فربما هي تتجنب الحديث عنه .
ضرب جبهته بخفة ، همس بانزعاج :
- يالا غبائي .
قرر في تلك اللحظة ألا يسألها مجدداً حتى تخبره هي بنفسها .

______

كانت تعاني بمعنى الكلمة فهي لم تعتد تسلق جبال شاهقة مثل هذه ، وذلك الثلج المتراكم كان يعيق طريقها و يرهقها أكثر و أكثر ، لكنها أصرت على الوصول للقمة .
ربما مر ساعة أو ساعتين حتى تصل للقمة .
ارتسمت على شفتيها ابتسامة النجاح لقد وصلت أخيراً .
شد انتباهها بوابة حديدية باللون البني كُتِب عليها حروف غريبة و كأنها ليست موجودة بأي لغة ، استنتجت ميلفينست أنها ربما تعاويذ أو ماشابه ، لكن ما أدهشها أكثر هي لوحة معلقة باللون الأحمر كلون الدم تماماً مكتوب عليها : (( لن تخرج من هنا إلا ميتاً ))
أرعبتها العبارة لقد صدقت إنه منفى للأشباح و الشياطين .
قررت العودة لذا التفتت لتسلك الطريق ذاته حتى تعود .
لكن فزعها منظر المدينة ، كانت تشتعل بها النيران ، و الناس يحرقون وهم أحياء ، أناس يرتدون ملابس سوداء غريبة ، بطشوا في المدينة جبارين .
لم يتركوا شخصاً إلا و قتلوه إما بالتعذيب أو بالحرق أو بالقتل المباشر .
لكن وسط ذلك المنظر الشنيع و البشع وقف رجل بشعر قرمزي و عينان متوهجتان باللون الأحمر ، ابتسم بدهاء و خبث وهو يقترب من فتى بشعر أبيض و عينين زرقاوتين يحمي طفلةً صغيرة بشعر أزرق و عينين باللون ذاته ، كان يمسك سيفاً محاولاً أن يحميها بكل ما أوتي من قوته ، لكن ذلك الرجل صاحب الشعر القرمزي باغته فجأة ليطعن ذلك الآخر بسيفه الشيطاني مكوناً شعلة نار متوهجة .
فجأة انقطع هذا التسلسل من الأحداث لتعود المدينة كما كانت مشرقة و بهية و متألقة .
ارتعبت ميلفينست و اقشعرت أوصالها من المنظر الذي رأته لتوها .
جثت على ركبتيها و الرجفة تسري في جسدها كشحنة كهربائية .
بدت و كأنها تعرف هذا الحدث و كأنه جزء من ذكرياتها لكنها عاجزة عن التذكر .
هدأت أخيراً و بعد عناء كبير ، التفتت لذلك الباب مرةً أخرى .
دفعت الباب لينفتح بكل سهولة دون أي جهد .
ولجت إلى داخل ذلك المكان ، كان مظلماً بمعنى الكلمة ، تملأ أرضه الجماجم و الهياكل العظمية ، لكن ذلك لم يؤثر في ميلفينست .
جذبها نور ساطع و كأنك سترتدي نظارات من شدة سطوعه قادم من بعيد .
ظلت تمشي بكل حذر حتى وصلت لذلك النور .
في الحقيقة كانت غرفة تكسوها الثلج ، توسطها عمود شبيه بالمنبر وُضِع عليه قلادة ذهبية تشع بريقاً ولمعاناً و هذا سبب ضياء الغرفة .
اقتربت ميلفينست منها ، ظلت تحدق بها من روعتها و جمالها .
شعرت بشعور مربك و بأن أحد سيهاجمها .
استلت سيفها من غمده و بحركة سريعة التفتت وراءها لترد ذلك الهجوم المباغت .
اندهش ذلك الماثل أمامها و همس باسمها باندهاش قائلاً :
- ميلفينست هذه أنتِ حقاً .


( هاناغين )

تعتبر من أكبر مدن دولة اسبرطة ، هي مدينة تملأها الطبيعة الخلابة و يكسوها دوماً الثلج
فأجواءها شتوية طوال العام
لذا سميت بــ(( المدينة البيضاء ))



كيف أحوالك متابعي روايتي ؟؟ ان شالله بخير
نزلتلكم لبارت الثالث بعد عناء كبير بسبب الامتحانات
بتمنى أنه يعجبكم" class="inlineimg" />
دمتم بود


[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
__________________




صمتًا يا ضجيج اشباحي !!.
فَسعادتي تَنتظرُني!
اَما كَفاكِ وقتاً بجعلي تَعيسَةً؟!
دَعيني لاَسعدَ وحدي!دَعيني اَبتسمُ بسعاده!
واَتركيني لاَعيش...!



اختبر نفسك عني !! | معرضي !!

التعديل الأخير تم بواسطة البقرة ; 05-30-2015 الساعة 12:22 AM