عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 05-25-2015, 12:11 AM
 
[ALIGN=CENTER]
[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://im52.gulfup.com/FXlzFk.png');"][CELL="filter:;"]

[ALIGN=center]



- يا أنسة ..يا أنسة..
أفلتت شهقة محطَّمة.. أنزلت يدها عن مكان قلبها مختل النَّبضات، وإلتفتت بنظرها إلى حيث الصَّبي الصّغير أمامها.. أعادت مقلَّتيها إلى نقطة مرور ما تظنه لربَّما خيالاًّ نسجه عقلها الباطني ،أمام إستغراب الصَّبي
- أرجوكِ..
أردت بنظرها إلى مقلتَّيه الدَّامعتين ،وبألمٍ أشار إلى ساقه.. لم يكن ليكون خدشًا مؤلماً إلى حد البكاء ..عدا ان دهشتها ..عناق كفها بإرتجاف لقلبها أحبط من عزيمة الأمان في ملامح وجهه
- هل تستطيع السَّير؟!
- لا أقدر..

لامست دمعة وجنته ...وفي سبيل إخفاء توترها وارتجافها، أخفت وجهها ،وقابلته بظهرها.. محرِّضةً بهدوء..
- اركب!
ثوانٍ كُتب لها التردد، وصار في الهواء مستنداً على ظهرها ،استفسرت قائلةً
- أين منزلك يا صغير؟
أشار إلى مسارٍ قريبٍ لتقطع الطَّريق الخالي نسبياًّ من النَّاس..
أخيراً قرَّر المطر الإستقرار..
تلك المسافة القصيرة ..حاكت نسيجاً من التساؤلات..
- يا أنسة ..هل تسمحين لي بسؤال؟!
القدرة على النطق أُغلق عليها داخل وعاء التفكير ، ليكون للطفل نصيبٌ للجواب.. بالإيماء إثباتاً
- هل تعيشين في مكانٍ قريب من هنا؟
- أجل
- هل براشوف موطنك الأصلي؟
- كلاَّ ... أوراديا مسقط رأسي..

استرسلت بهدوء
- جاء دوري الآن.. أظنني سأطرح سؤالاً من حقك أن ترفض الإجابة عنه..
ابتسم على مقاطعتها له ..احتار ببلاهة طفولية
- سأجيب
- ماذا تفعل خارجاً في مثل هذا الوقت من الليل؟

شيئاً فشيئاً بهتت أمارات البلاهة عن قسماته .. أصدر صوتاً هشاًّ..
- كنت عند والدي..أظنني هربت من البيت لأقابله ..
- أليس مسموحاً لك مقابلته؟
- نعم مسموح لي ..ولكنِّي تشاجرت مع أخي الأكبر، لذا أردت أن أقلقه قليلاً.. وأن أشعره بتأنيب الضَّمير..

استطرد بأريحية ..
- آه... هذا هو!
وجَّهت نظرها إلى حيث أشار ..خُيِّـل إليها كياناً ما منتصباً أمام المنزل المطليُّ بلون الكارمن ...تمعَّنت النَّظر في من يتقدَّم بإتِّجاههما
- أيـُّها الوغـد.. أين ذهبت في مثل هذا الوقت؟
أحسَّت بخوف الصَّغير .. ازداد قوةً في تطويقٍ حول عنقها ..تأمَّلت بطرف عينها اليسرى رأسه المختبئ خلف كتفها، ثم أعادت مقلتيها للشاب الواقف أمامها..
شعر فحمي خفيف منتصبٍ لأعلى بفوضوية مراهق ،سيروليان مخضر يعكس لون مقلَّتيه.. بوقفةٍ تهكُّمية ألقى كلماته الجافَّة القاسيَّة..
- أندريه الغبي..من هذه؟!
أيقنت أنَّ وقتها قد جاء لتحلَّ دور المجيب ،لكن بلكنة مماثلة للسَّائل..
- لستُ أحد! الأهم... أن تكون الشَّقيق الأكبر يجعل من مسؤولياتك الإعتناء بمن هم أصغر منك..
أيقنت مجدَّداً أنَّ كلماتها تلك قد أشعلت فيه فتيل الغيظ وفتات الحقد ليضغط بكفَّي يديه بعنفوان شديد...
هي تخطَّته بهدوء... وضعت أندريه على الدَّرجات الصغيرة أمام باب المنزل ،وتعمقَّت متأمِّلةً مقلَّتيه بإهتداءها المعتاد...

××

من بين خصلات شعرها الملتصقة بفوضوية فوق عينيها ..تأمَّلت مقلَّتيه بهدوء..
لم يكن يشبه أخيه في شيء ..عدا شعره الفحمي.. حتَّى مقلَّتاه اتَّخذت مساراً أخر للزُّرقة بشكلٍ أخف... براءة السَّيَّـان..
مقلَّتاه المختنقتان بعبرة البكاء.. ذكَّرتاها بنحيب أيَّـام طفولتها! ...امتدَّت أناملها لتستند فوق شعره المغطَّى بقلنصوة معطفه البنِّي..
مسحت عليه بشيء من الضَّياع... لتجسِّد دور توأمها "جان".. ويكون أندريه هو كيانها المبتل بشذرات الحزن عقب ضربها من قبل والدها ..الذي قتله توأمها..!
انتصبت واقفةً، وقبل أن تلتف عائدةً إلى شقتها ..صرَّحت بهشاشه..
- في حال احتجتَ إلى المساعدة ..أنا متواجدة على بعد شارعين من هنا في الشقة الرابعة من المبنى الرمادي..!
وهمَّت بالذَّهاب...تخطَّت إيَّاه للمرَّة الثَّانية!.. تاركةً كلاًّ منهما تحت سطوة الإندهاش لأخر ما نطقت به..

××

مساء الخيـر كيف حالكم؟
عساكم بخير
الحمد لله انتهيت من وضع الفصل الثالث بنجاح
بفضل ردودكم شعرت بالحماس لأكمل الروايةة شكرا لكم حقا
شرفتم صفحاتي أعزآئي سايونآرا~



[/SIZE]

[shfaf2]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_1514316111025037.png[/shfaf2]


[shfaf2]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_1514316114140373.png[/shfaf2][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
[/ALIGN]
__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
رد مع اقتباس