عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 05-24-2015, 11:48 PM
 
[ALIGN=CENTER]
[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://im52.gulfup.com/FXlzFk.png');"][CELL="filter:;"]

[ALIGN=center][shfaf2]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_15143161059890221.png[/shfaf2]

الفصل الثالث:-
لحظآت متقلبةة بين الوآقع والخيآل!~
" لا أعلم نسبة وصول رسالتي هذه إليك ..ولا علم لي باحتمالية قراءتك لها بصفتي مرسلا غريبا عليك..
ولكن بقدر غرابة ما سأقول، وبقدر حق معرفتي بمن يمكن أن تكوني،وما كنت عليه أيام احتضنك غبار السجن العتيق، وأيام ألم التعذيب مضجعك الرقيق ..
لا تعتقدي بحقي شبحا.. عدا أنني مجرد عينان مظلمتان رأتا من عيناك الباردتان صقيع ألم وماض استحاليت تطوينه بكفين رقيقتين ..
يوم رأيتك حاولت بما تبقى مني ألا أحدق في مقلتيك.. فإني أرى فيهما إنعكاس ما حاولت بذاتي نسيانه ..إلا أنه يأبى أن يفارقني ،بل ويضمني بشدة ويحتضنني..
إنها أحداث مجردة ..كُتب لها أن تكون العبئ الذي يشقيني ويستند على عاتقي..
كنت فردًا في عصابة مؤلفه من أخطر أنواع المجرمين ..لم يكن ضميري قد نبض بالحياة حينها إلا عندما قام أحد أفراد العصابة بقتل رجل عجوز طيب كان هو من رعاني بعد وفاة أمي، وعندما أبلغني الزمان سبع سنوات! ..
لم تكن علاقتي به جيدة ،رغم طيبته ورغم الجهد الذي بذله من أجل إرضائي..
أظنني كنت أفتقد أمي الى حد إنكار أن يحتل أحد مقامها العفوي في هذه الحياة القاسية..
لست من النوع الذي من الممكن أن ينسى لحظة احتلال الظلام لموطئ النور! ..
أسف أظنني انغمست في الحديث ..دون شعور!
عموماً..
سعيد للتعرف إليك..واعذريني على إخفائي لهويتي.. سوى أن اسمي سيظل في ذاكرتك راسخًا إن أردتِ ذلك..
ملاحظة: أتمنى أن الوردة البيضاء قد أعجبتك.. فإني أرى في لونها ذاتك!
قد تلتمسين في هذا غرابة..إلا أنني أفضل معانقة تلك الحديقة تحت صحوة المساء! ..
تحياتي..
دوين


طوت الرسالة بين كفيها، وضمتها الى صدرها.. نظراتها لم تخلو من الإستغراب والفضول إلى معرفة من تراه يكون؟ وهو المدرك لآلامها في السجن ،وبحقيقتها كفتاة منتشلة من قعر الظلام! ..
ولم يقطع تساؤلاتها تلك سوى طرق على الباب، هو تردد فقط..مجرد تردد يحمل ميزة الخوف لتوقع من يكون التالي إن هي فتحت الباب! ..ومع ازدياد الطرق على الباب..تقدمت ببطئ ،وببطئ خطى أكثر فتحته..
- لمَ تأخرتِ في فتح الباب؟ ..أليس مرحباً بي هنا قط!
-أسفة..

مع أسفها هذا ،ورغم توبيخه اللطيف لها..شعور يشتعل سعادة داخل كيانها..على الأقل الأن تتيقن أكثر بأن هناك من يعيش معها، فلا تبقى هي وحيدة الوحدة
والغربة..
- هذا بعض الطعام الجاهز ..اشتريته في طريقي الى هنا ..فأنا أشعر بالجوع..ولابد من أنك كذلك صحيح!؟
حدقت به وهو يضع الأكياس على الطاولة الصغيرة ،ثم يفرغها ،ويوزع محتوياتها..
- صحيح
وتمامًا كما فعل جلست على الأرض مقابلة إياه لا يفصلهما عن بعض إلا الطاولة الخشبية ،تناول كل منهما الهمبرغر الخاصة به بهدوء رغم زحام الأفكار في رأسهما ،ورغم الجوع الذي ما فتأ يعصف بهما منذ الصباح، وهاهو ذا الغروب على وشك الظهور ،والشمس تختبئ بحبور شعاعي فتَّاك ،وفي ذات الوقت جلست بعد انتهاءها من تناول الطعام لتكمل ما ابتدأته من أفكار في حين أخذ ستان يتصفح بعض الجرائد الملقاة بإهمال على الأرضية..
من يكون؟ وما السبيل الى الوصول إليه؟ حقا هي تريد الرد على رسالته تلك!
لكن كيف؟! ..استلقت على جانبها الأيمن فوق الأريكة الرمادية ،سرعان ما انتفضت واقفة وقد طرأت فكرة في رأسها... قد تكون فكرة جنونية واحتمال نجاحها ضئيل ،إلا أنها أفضل من لا شيء!
انتهت من الكتابة، ثم رسمت توقيعاً في أخرها مصحوباً بإسمها.. طوتها بإحكام ،والتقطت معطفها لتنتهي هذه اللحظات الغريبة في نظر ستان بأن تخرج وتقفل خلفها الباب...
××

أخفت خصلة اختارت التمرد ملامسة جبينها ..خلف أذنها، ورغم الأمطار التي لم تستقر ،ورغم الرياح القوية ...اختارت ملمس القوة العفوية منتصبة قعر الحيرة والشك ضمن حدود تساؤل واحد!.... قد تكون إجابته.. الرضا المقبول لفضولها..
وللوصول الى المبتغى... أخرجت علبة مستطيلة إتخذت من الكرتون المقوى أزرق اللون حوطاً لها ....وضعت الظرف بداخلها وتركتها تحت مقعد الحديقة الخشبي لعلَّ المطر يستقر فلا يمسُّها بسوء! حتى يبتسم القدر،وتنفرج أسارير المعجزات..
"قد تلتمسين في هذا غرابة .. إلا أنني أفضل معانقة تلك الحديقة تحت صحوة المساء!"
أملها متمسك بجملته تلك.. إرتواء فضولها يعتمد على تلك الرسالـة!
فكرت لو أن عنصر الحقيقة مطوق بما قال ..بما صارح ..فيأتي بأي لحظـة معانقاً لزهور الحديقة مستمتعاً بصحوة المسـاء! حتى لو لم يُكتب للأمطار ..الإستقرار!
ولعلَّ الأجمل في الأمر.. عثوره على رسالتها هذه.. وفيها نجاح لخطتها! ..
تعابقت ثوان تفكيرها ..لترخي قدميها ...وتنطلق عائدة منغمسةً لاتزال في آمالٍ ..محورها كيان ذاك العالم بكل ما بها!
تفكيرها هذا شلَّ انتباهها لتصطدم بشيء ما.. إلا أنه كان خفيفاً صغيراً.. أخفضت نظرها بذهول لتدرك أن المصطدم بها لم يكن إلاَّ صبياً صغير ،توقعت أنه في التاسعة على سبيل الظن..
- أرجوكِ.. انتبهي في المرة القادمة يا أنسة ..
- أسفة.. أسفة حقاًّ..

في محاولةٍ منها للإعتذار ،انحنت بقدر استحالت بمستوى طول الصبي، مقدمة على مساعدته في الوقوف من على الأرض المبلَّلة بقطرات المطر.. بإبتسامة شقَّت بشحوب ثغرها..
- دعني أساعدك يا صغير!
مدَّ ذراعه بوجه بشوش لها، مصرِّحًا لما في قلبه قائلاً
- لا بأس! ..شكراً لكِ..
××
في ذاتها تلك اللحظة ..كيانً نحيلٌ مرَّ بجانبها بإهتداء..
لحظاتٌ كما التيَّار ..استطاعت أن تلمح خلالها قسمات محياه..
إحدى مقلَّتيه إتَّضحت تطرف نحوها بفراغٍ قاتل تحت خصلات نحاسية مبللة تعانق جبينه..كل هذا أمام مقلتيها المتسعتين، وفاهٍ ضاق درعاً من نشوة الإندهاش، ومنفى الإستيعاب!..
يعيد نظره للأمام.. مكمِّلاً طريقًا متغدقاً طيء البرود البطيء أمام مقلتان انغمستا لهفةً وارتجاف!..

××

يتبع~




[/SIZE]




[shfaf2]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_1514316114140373.png[/shfaf2][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
[/ALIGN]
__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
رد مع اقتباس