عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 05-22-2015, 03:27 PM
 
[ALIGN=CENTER]
[TABLETEXT="width:70%;background-image:url('http://im52.gulfup.com/FXlzFk.png');"][CELL="filter:;"]

[ALIGN=center][shfaf2]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_15143161059890221.png[/shfaf2]

الفصل الثاني:-
خلف جدار الظلم،ورق يشهد دهاليز الظلآم !*
لو كنت قد ارتكبت خطأ واحدا في المسمى بـ حياتي ، لكنت قد كفرت عنه ، وندمت ، وبكيت لألا يحصل لي كل هذا!
لو كنت أعلم أن المسمى بـ حياتي سيؤول الى هذا الحال.. لكنت قد جاهدت وسعيت الى أن أنهيها في لحظة واحدة ..واحدة فقط..هي لحظة وأنهي فيها المسمى بـ حياتي!
قتامة ،، تنفسي لا يربط بأي صلة بـ الأمان..! ألهث بتسارع وجذعي منحني للأسفل على قطعة الصخر تلك المسمى بـ الكرسي.. ألهث وأستمر ..وعلى إيقاعه قطرات ممزوجة بين تعرق ودموع ودم يسيل من كل جرح في وجهي.. أستطيع الشعور ببرودة الأرضية تحت قدماي المتصلبتين.. حتى ذراعاي الضعيفتان ربطتا خلفي بحبال وأصفاد أحدثتا سيلا أخر لدم قرمزي..
في تلك اللحظة تفاقم كرهي لنفسي ..كراهيتي إتجاه الحارس إحتدت ..يدور هنا وهناك ...كنت أدرك أين يقف ...وأين هو كائن! ..رغم الرباطة السوداء التي تحيط بمقلتاي.. بسبب صوته الحاد الذي يناف حدة وخشونة كلما سألني، ونفس السؤال يعيده لي! ..أأنا حقاً من تلك العصابة المقصودة؟ احقا لا أعرف مكان تواجدها؟ كلا... وأكتفي بإدارة رأسي يمينا ويسارا ..أنا لست بمجرم! ومع إدارتي لرأسي نفيا ، يزداد يقينًا على أني أكذب ..وإصراره على أن أتحدث! ويكفي أن يقذفني بلكمة حارقة ..مشوهة وجهي ، متماسكةً بالكاد أستطيع تحريك لساني لأفلت شهقة حطمت كل معنى للإهتداء ! ويزداد لهاثي ، وتحتد شهقاتي! ...ومعها بكائي ..دموع ودم ، عرق وارتجاف! رجاء طفلة يختبئ خلف تماسك شاب ..إن إصراري وقتها على حماية أخي التوأم سبب لي هذا التماسك الزائف! .. أخي الذي لا أعرف ما إذا هو حي أو ميت..لسبب ما أعتقد أنه هو الحي وأنا الميتة! لسبب ما أظن بأنه قد نسيني الأن كنسيان العشيق الخائن لعشيقته العمياء الصماء! ... أوخنتني يا أخي؟! أتراك نسيتني؟ أين أنت؟ ما الذي تفعله الأن؟! ..أجب! ..أتراك نسيتني؟ ..ومع تساؤلاتي هذه يزداد شعوري بالثناء لأن أخي ليس مكاني الأن! ..أتراه سيستحمل هذا العذاب؟ أتراك أيتها الصغيرة في داخلي ستتحملين هذا العذاب؟ أم أن روحك قد امتلأت ظلاما استحالك جدارًا بارداً يخفي ورائه شبح ذكرى لعينة بأروقة دماء ، وظلمٍ فظيع عشته طيلة خمس سنوات! وبرحلة العودة للواقع.... أنا لم أعد أنثى رقيقة ، خفيفة الظل ، جميلة.. أنا الأن شاب ذا كبرياءٍ خائر يخفي ورائه هشاشة قلب ضعيف لطفلة لم تعش كما يفترض أن تكون..
××

آه حرارة التهمت جسدي،، ويقف الحارس اللعين مواجهًا لي يلهث من جهد بذله في سبيل ارتشافي لألمٍ دائم.. ونفس السؤال ..ذات السؤال يتهمني به! ألتلك العصابة علاقة بي؟ ..جوابٌ ذو حدين.. إثبات كاذب أو نفي صادق! هما خياران لدي ، أن أثبت الجواب ليكف عني وأرضى بمصير مجهول لا علم لي به.. أو أنفي الجواب ..لأزيد نار الوقاد وينتهي بي الأمر ميتة تحت تأثير تعذيب! وأنهي حياة يفضل عليها الموت .. وأخالف كل قوانين العقل والتعقل والإدراك! لا وعي لجسد طال به التعذيب ..ولا تعقل لعقل أغرقته الغياهيب.. هذا قانون أضعه أنا،، وضعته للتو بعد اكتفاء ، وهو قانون دفع بي الى جواب صادق يشتعل نفيا! وأضرمت النيران ..أحسست بنار غضب الحارس اللئيم ، وما هي إلاَّ لحظات وسوط يندفع نحوي ليلثم خدي بنار حارقة ورأسي يرتخي شيئًا فشيئًا ، ووعيي يفقد تدريجياً الى الظلآم!
××
وفي مرة أخرى حين وعيت بشيء قليل ..سمعت صوتاً طفيفًا خلفي..ورغم ارتجاف قلبي، أحسست بمعصماي يتحرران وبتلك الرباطة تبتعد تدريجياً عن عيناي ، وبسقوط جسدي على كيانٍ دافئ ..ويتسلل نورٌ ساطع من مصباحٍ يدوي ليسمح لي بالإستبصار..ولم يكن ذلك إلاَّ شبيه الغرآب !

××

عند نور المصباح ذاك،وسط غرفة مظلمة ..بينما رأسي مستند على ساقه..
لمحت مقلتيه المعتمة، عيناه تحملان نفس النظرة الغريبة التي يرتديها دائماً..
عند نور ذلك المصباح ...أكاد أجزم رؤية زخات العرق متفاقمة على جبينه..فتلتصق به خصلات من شعره الكردينالي المبلل بهذه القطرات المالحة..
أراه يحملق بي بهدوء،يحدق في أمكنة الكدمات والجروح..على وجهي ..جميع أنحاء جسدي ..تتجعد ملامحه ..ثم يعيد النظر الى عيناي الأريلديتان يتمعن..دموعي تطاوعني.. يرتجف جسدي مع إجهاشي في البكاء.. ينحني بجذعه للأسفل نحوي ..ثم يضمني ويحتضنني..
أحرك شفتاي ..أطبقهما ..أحاول النطق قدر المستطاع..وبإرتجاف أسأله..
أين كان؟ ..أين كان وقت معاناتي؟ وكيف يظهر الآن فجأة!..شبيه الغراب!
أغمض عيناي ..لكن عقلي رغم دنو إدراكه إلا أن ذهني كان مفتوحا كفاية لأتيقن أنني بجسدي الهش صرت محمولتًا على ظهره ..
ذلك الذهن جعلني أسمع صوتا حادًا صارمًا لطالما كرهته ولازلت أمقته ذلك الحارس اللئيم! ..صوت إطلاق للنار يلي واحدًا الأخر ..وأنا لازلت بإدراكي الضعيف وذهني المفتوح.. أشعر بخطواته المتزنة وسط فوضى عارمة ..ثم صوت أخر لطيف، علمت من بشاشته أنه ذلك الرجل الطيب ..."ستـان"!
××
لازالت أصوات عنيفة تنذر بإندفاع رصاصات معدنية نارية من فوهة سلاحٍ قاتل..عقباتٍ وعقبات تجعله يتدحرج ويهتز فيهتز جسدي معه،وصوت ستان يحدثه بهدوء يتعارض مع الَّذي نحن فيه، ثم أسمع صوت هتاف ستان وطلقة نارٍ كغيرها،لكن هذه المرة قريبة من مسامعي ،تمر بجانب ذراعي لكن بشكل سطحي..
إلا أن ذلك لم يمنع شعوري بحرارةٍ وألمٍ في ذات المكان يالذات!.. ولم يمنع ذلك صيحة من أن تتمرد بجحود من فاه لحظةِ ألمٍ مثلها مثل أي لحظة في حياتي..
××
لم يتغير شيء ..لازلنا نركض ونركض، هي لحظات خافقة وثم شيئا فشيئا هدوء طفيف وأشعر به يضعني أرضًـا ،وأفتح عيناي.
تلك النظرة كما هي في كل مرة اكتنست ملامحه..
أظنني أعرف الأن خفايا مكنونها..!
إنه خليط بين الغموض المتألق ،والإشفاق المثير ،وأسرار ماضٍ دفين...وشيئًا أخر ما..!عيناه تبرقان كالعقيق الأسود البراق!
امتدت أنامله ببطئ الى حيث لامستني تلك الرصاصة...في ذراعي ..نزع رباطة سوداء من جيب بنطاله وطوقها حيث يسيل الدم القرمزي،وتجعدت
ملامحي،وأغمضت عيناي كردة فعل ألم،وأصوات سيارات الشرطة يحتد..
لحظتها..سمعت صوته الهادئ يحادث ستان في أمرٍ ما..أظنني سمعت محتواه..لكنني تأخرت في الإستيعاب..!
صمت رهيب احتل ذلك الزقاق المظلم حيث كنا نحن قابعين..
بشكل مفاجئ ،وبتمرد غير متوقع سمعت صوت إطلاقٍ للنار..
يتردد في ذاكرتي ذلك المشهد المتهور اللحظات..
لحظة انتشلني ستان من على الأرضية الباردة ليسندني فوق كتفه ،ويركض بي نحو نهاية الزقاق..متسلقاً ذلك الجدار المتشابك..!
في لحظة استيعاب..هتفت به أن يتركني..مددت يدي الى حيث يقف ذلك الغراب ،ودموعي تتسابق مع تسابق ستان..ثم نصل لأعلى الجدار ،مستمرةً في ردعه عن أخذي ..أعود وأحدق الى حيث يقف ذاك..فأراه وقد التفت إلي..ومع ابتعادي وقرب اختفائه عن أنظاري..تلألأت مقلتاه ،وبرزت شفتاه بإبتسامة خنقت عبرة بين أضلع صدري...

××

يتبع~




[/SIZE]




[shfaf2]http://up.arabseyes.com/uploads2013/14_05_1514316114140373.png[/shfaf2][/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT]
[/ALIGN]
__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
رد مع اقتباس